أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - بريار جزيري - حزب الله يخوض حرباً بالوكالة ولبنان تدفع ضريبة هزائم العرب















المزيد.....

حزب الله يخوض حرباً بالوكالة ولبنان تدفع ضريبة هزائم العرب


بريار جزيري

الحوار المتمدن-العدد: 1614 - 2006 / 7 / 17 - 11:17
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


على مدى اربعة ايام متواصلة واسرائيل تشن هجمات شرسة على لبنان، لتحطيم اسطورة حزب الله اللبناني المدعوم ايرانياً وسورياً. ومعروف إن حزب الله يخوض حرباً بالوكالة ضد اسرائيل, ولبنان تدفع ضريبة هزائم العرب.
تعددت السيناريوهات واختلفت وجهات النظر حول اسباب الحرب التي اندلعت قبل ايام, على اثر عملية عسكرية وامنية نفذتها قوات حزاب الله والتي اسرت على اثرها جنديين اسرائليين وقتلت البعض الآخر, مما اثار غضب الآلة العسكرية الاسرائيلية التي سارعت على الفور برد عسكري حازم، جوياً وبحرياً, وربما سنشهد في الايام القليلة القادمة اجتياح بري لجنوب لبنان, وهذا ما يفهم من طلب الجيش الاسرائيلي أخلاء القرى الحدودية من قاطنيها.
وباعتقادي ان الشعب اللبناني والحكومة اللبنانية صودر من طرف حزب الله الذي ينفذ سياسات واستراتيجيات سورية وايرانية على الاراضي اللبنانية, لابقاء الساحة في حالة غليان مستمر, لتتمكن فيما بعد الاطراف الرئيسية في هذا الصراع من الوصول إلى اتفاقات تحقق فيها مصالحها واهدافها.
إن السياسة الايرانية ومنذ زمن بعيد تجنبت المواجهات المباشرة مع القوى الفاعلة على الساحة ولا سيما امريكا, ولكنها تحاول الضغط وعبر حزب الله على اسرائيل وبالتالي امريكا, لتأكد لهذه الاطراف انها قادرة على اللعب في الساحة السياسية وانها لم تفقد من قدراتها, بل انها قادرة على التحكم في الساحة, ويجب إن يتقبلها الاخرون ويعتبرونها لاعباً اساسياً في منطقة الشرق الاوسط.
اما سوريا التي خرجت من لبنان تحت الضغوط الدولية واللبنانية بعد مقتل رفيق الحريري, وجدت نفسها معزولة دولياً واقليمياً, وانها باتت تفقد دورها في الصراع الشرق اوسطي, ولم يبق امامها سوى الارتماء في احضان ايران التي فتحت لها أبوابها على مصراعيه, واصبحت ايران تسيّر السياسة السورية وتوجها وفقاً لمصالحها وتطلعاتها في المنطقة، فيما تحاول دمشق الحفاظ على دورها كلاعب اساسي في الصراع الدائر في الشرق الاوسط, لا سيما بعد فشل سياساتها في العراق ولبنان.
سوريا التي كانت تعيش في الفترة الماضية في ازمات خانفة في الداخل والخارج, وتنامي المعارضة وتنشيطها و خصوصاً بعد انقسام عبد الحليم خدام نائب الرئيس السوري, والذي تحالف مع الاخوان المسلمين, كما ازدياد الضغوط الكردية في الداخل لايجاد حل للقضية الكردية, وايضاً تعرض حكومة حماس لازمات خانقة والتي لم تحصل على اعتراف دولي بها, وبالتالي قطع المساعدات المادية عن الشعب الفلسطيني, والصعوبة التي باتت تتلقاها السياسة السورية على الساحة العراقية, وملف اغتيال رفيق الحريري الذي يتهم سوريا بضلوعها في الحادثة, وكل هذه المسائل المتراكمة, وعجز النظام السوري عن إيجاد حلول لكل تلك القضايا, لم تكن تحل إلا بخلق الفوضى في المنطقة للوصول في النهاية إلى تسويات واتفاقات مع صناع القرار.
سوريا التي فشلت في تحصين الجبهة الداخلية, وايضاً فشلت في تطبيق قرارات مؤتمر حزب البعث على الساحة العملية في الداخل, وللهروب من كل هذه المشاكل كان لا بد من خلط الاوراق, لاسكات الاصوات في الداخل والخارج, ولا استبعد عن إن سوريا ستعقد صفقة مع امريكا, لاعادة العلاقات معها, في مقابل التخلي عن ايران وحزب الله, فيما ستغض النظر امريكا عن سلوك الحكومة السورية في العراق ولبنان, وبالتالي القضاء على المعارضين السوريين في الداخل والخارج. كما لا استبعد ايضاً إن يكون هناك اتفاق اسرائيلي ـ سوري لضرب حزب الله, وبالتالي عودة سوريا إلى لبنان حتى ولو لم تكن كما في السابق, ربما بشروط جديدة, وايضاً حتى تثبت سوريا للبنانيين إن امنها واستقرارها مرهون بالوجود السوري في لبنان, وليس خافياً على احد إن الوجود السوري في لبنان سابقاً كان بموافقة اسرائيلية, وذلك لضبط الساحة اللبنانية والخفاظ على السلم الاهلي لما في ذلك مصلحة اسرائيل ايضاً. فلم تهدأ الساحة اللبنانية يوماً بعد خروج القوات السورية منها, سواء كانت الاحداث التي شهدناها في لبنان من حوادث اغتيال وتفجيرات وما شابه بأيادي سورية أو اسرائيلية. المهم في الامر إن هناك صفقات جديدة تجري في المنطقة, والذي يدفع ضريبتها بالتأكيد هم الشعب اللبناني.
إن التصعيد العسكري الذي شهدناه في الايام القليلة الماضية, لا اعتقد انه وليد الصدفة, ولا اعتقد ايضاً انه بسبب أسر الجنديين الاسرائيليين, فما نشهده الآن يشير ان الاطراف جميعها كانت مجهزة ومستعدة لهذه الحرب, وما الاسحلة التي يمتلكها حزب الله والتي كشف عن بعضها خلال هذه العمليات لدليل على التحضير لمثل هذه الخطوة, كما إن تحليق الطائرات الحربية الاسرائيلية على مدينة القرداحة السورية إثناء تواجد الرئيس السوري بشار الأسد لم يكن إلا استفزازاً لسوريا, وجاء الرد السوري على ذلك عبر حزب الله الذي نفذ ايضاً بالوكالة عن دمشق عملية استفزازية, بضرب دورية عسكرية اسرائيلية داخل الاراضي الاسرائيلية وخلف الخط الازرق الفاصل بين الدولتين, وطبعاً الفلسطينيون قاموا بذلك قبل حزب الله, ولكن يبدوا انهم لم يكن بوسعهم إكمال ادوارهم بالشكل المطلوب، فدخل حزب الله على الخط, لنقل المعركة من داخل فلسطين إلى لبنان، وربما تتوسع في الايام المقبلة لتنتقل إلى سوريا ايضاً. فإسرائيل وامريكا وبعض الدول الاوروبية لن تمرق هذا الامر هكذا من دون محاسبة, وخصوصاً في ظل عجز الدول العربية وانقسامها.
ولكن كيف ستقاوم سوريا العدوان الاسرائيلي إذا وقع عليها؟.... وبأي جيش ستحارب, وبأي شعب ستواجه وتتصدى؟... فحال الشعب السوري وانقساماتها وامتعاضه عن الحكومة ليس بأحسن من وضع الشعب اللبناني المنقسم على نفسه, في ظل حكومة ضعيفة, وعصيان حزب الله الذي يضرب بالحكومة وقراراتها عرض الحائط؟... ولماذا اضاع النظام السوري الوقت الذي كان من المفترض إن يجهز نفسه لمعركة كهذه في تقوية الجبهة الداخلية, والانفتاح على شعبه ومنح الكرد حقوقهم السياسية والثقافية, وفتح المجال أمام صحافة حرة وقبول المعارضة السورية كجزء اساسي من العملية السياسية السورية واصلاح الوضع الاقتصادي والامني والى ما هنالك من امور أخرى... فمن سيحارب إلى جانب النظام السوري ولمصلحة من ودفاعاً عن من؟..
طبعاً في اوضاع الحروب التي تتعرض لها البلدان والامم تتوحد شعوبها, وتخلف وراءها جميع مشاكلها مع الحكومة, واعتقد إن هذا سيحصل في سوريا ايضاً, فمهما كانت أداء الحكومة سيئة تجاه شعبها, اظن إن الشعب السوري سيتوحد للدفاع عن وطنه إذا ما تعرض للحرب, وربما هذا ما يهدف اليه النظام السوري, الذي لم يتسطع توحيد الشعب بالطرق السياسية, وفي هذه الفترة بالذات لا يستطيع احد التهجم على الحكومة أو انتقادها, فهي في حالة صراع وحرب حقيقية مع اسرائيل، وكل من يتفوه بكلمة غير مرغوبة سيتهم مباشرة بالعمالة والخيانة.
نعم الشعب سيتوحد للدفاع عن بلده, وعلى الحكومة إن تبدأ بالمصالحة مع شعبها, حتى يتمكنوا معاً كسب هذه المعركة, وتحقيق النصر, واسترجاع الاراضي السورية المحتلة, والوصول إلى أفضل علاقات مع الجار السوري.



#بريار_جزيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - بريار جزيري - حزب الله يخوض حرباً بالوكالة ولبنان تدفع ضريبة هزائم العرب