أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - اين هذا (الجن) من ذاك الجنون؟














المزيد.....

اين هذا (الجن) من ذاك الجنون؟


محمد الرديني

الحوار المتمدن-العدد: 1618 - 2006 / 7 / 21 - 05:22
المحور: كتابات ساخرة
    


قبل ايام طالعتنا اكبر الصحف واوسعها انتشارا "نيوزلند هيرالد" في اوكلاند، عاصمة نيوزيلندا التجارية، بعنوان في صفحتها الاولى تقول فيه ان " جن" هربت من حديقة الحيوان الى مكان غير معلوم.
و"جن" هذه طير يشبه الفقمة الى حد كبير ولكنه اصغر حجما ، اعدوا لها قبل خمسة اشهر حفل زواج - لم استطع حضوره شخصيا- ولكن هذا الزواج انتهى قبل يومين حين هربت "جن" الى غير رجعة.
الى هنا والخبرطبيعي فهناك عشرات الطيور والحيوانات تهرب يوميا من الحدائق والاقفاص في امكنة مختلفة من العالم ولكن دعونا نتابع التفاصيل.
يستطرد الخبر: اتصلت ادارة الحديقة برجال الدفاع المدني ورجال الانقاذ المختصين - وبالمناسبة فهؤلاء يحملون شهادات عالية في تاريخ وانقاذ الطيور وتربيتها- فيما انهالت المكالمات على ادارة الحديقة من المتطوعين يعرضون فيها خدماتهم" الانقاذية".
وقال الخبر: ان "جن" كانت من اجمل الطيور واكثرها هدوءا حتى انها لم تغادر بيتها الا قليلا اذ يبدو انها كانت تنتظر مولودا في نهاية ايلول المقبل ولم يعرف سبب هروبها بعد الا ان المرجح - حسب قول الاختصاصيين في ادارة الحديقة- ان زوجها كان في مزاج متعكر في الاونة الاخيرة مما سبب جوا مشحونا بالتوتر في البيت الزوجي غادرت على اثره "جن" الى غير عودة.
وخصصت الصحيفة جانبا من اسفل صفحتها الاولى مساحة لتقرير من المشرف العام على رعاية "جن" تحدث فيه باسهاب عن علاقته ب"جن" شارحا بذلك سلوكها الرائع الذي تشهد له سلالتها التي انحدرت من افريقيا لتستقر في ربوع اوكلاند الخضراء. وتبرع خبير آخر في تصريح مماثل للحديث عن انواع الطعام الذي تفضله "جن" واهاب بالمواطنين الذين يمكن ان يعثروا على اثارها في مناطقهم تجنب وضع الاطعمة غير الطازجة لها لانها تفضل اللحوم المفرومة.
واسترسل التقرير: ان فرق عديدة متخصصة يرافقها رجال ونساء متطوعين انتشروا في الاماكن التي يمكن ل"جن" ان تحط فيها بعد ان كشف لهم احد الخبراء عن اقصى عدد من الساعات التي يمكن ان تطير بها"جن" دون توقف.وقال التقرير ايضا ان فرق الانقاذ انتشرت على اربع جبهات مغطية مساحات تقدر بخمسة كيلومترات لكل جبهة.
وفي اليوم التالي وفي المكان نفسه من الصفحة الاولى اعربت الصحيفة عن الخيبة في العثور على "جن" فيما نشرت صورة لطفل في الخامسة من عمره احتلت عمودين من الصفحة مع تعليق من 300 كلمة تقول فيه ان هذا الطفل حاول طوال ليلة امس ان يصنع فخا وضع فيه الطعام الذي تحبه "جن" وذهب الى الغابة القريبة ليضعه املا في مجىء "جن" حتى يتمكن من اعادتها الى بيتها ولم تفت كاتب التقرير الاشارة الى ان هذا الطفل لم يستطع النوم في تلك الليلة مما اضطرت معه امه ان تدعوه للنوم بينها وبين زوجها، كما تسبب هذا الطائر في غياب هذا الطفل من المدرسة حين استأذن امه للذهاب الى الغابة القريبة وانتظار مجىء "جن" وحين اتصلت امه بادارة المدرسة لتعلمهم سبب غياب ابنها قالوا لها انه امر متوقع فكثير من طلاب صفه لم يأتوا الى المدرسة لنفس السبب.
وكشف احد اساتذة علم الحيوان في الجامعة عن ان هذا الطائر يمتلك حساسية فريدة من نوعها بين الطيور ومن المحتمل انه تعرض الى اضطهاد غير مقصود من الزوار او ادارة الحديقة. وسرعان ما ردت ادارة الحديقة على هذا الاتهام ووصفته بانه "جائر" اذ ان المشرفين على متابعة شوؤن مثل هذه الطيور يتمتعون بكفاءة عالية كما يتم اختيارهم بعناية فائقة عبر التدقيق في سيرتهم الذاتية والتأكد من خبراتهم في هذا المجال.
وكانت الجريدة قد خصصت فريق عمل للرد على المكالمات الهاتفية التي ترد من الجمهور والاجابة عن استفساراتهم عن اخر المستجدات في هروب"جن".
والى يوم امس لم تستطع المتابعات الصحافية وتفتيش فرق الانقاذ من طمأنة الجمهور حول مصير "جن" ولم يستطع اكثر الصحافيين تفاؤلا من بعث شعور بالامل لدى القراء بامكانية ان تعود "جن" الى بيتها ولكن احد الصحافيين تبرع بانه سيخصص كل وقته في الاسبوع المقبل للبحث في اسباب هروب "جن" من بيتها وقال انه قد يكون مجديا بعد معرفة الاسباب، معرفة مكان اختباء "جن".
واخيرا لم يفت على احد الصحافيين النابهين ان يلتقط صورة لزوج "جن" داخل بيته واصفا اياه بالزوج المسكين الذي لم يتوقع ان تكون زوجته"جن" على هذه الدرجة من الحساسية تهرب على اثرها من اول شجار يحصل بينهما.
اقسم لكم ان هذه الواقعة ليست فبركة صحفية ويمكن ان تقرأوا القصة كاملة في عدد "نيوزيلند هيرالد" ليومي الثاني والثالث والعشرين من الشهر الماضي.
اذا كانت مثل هذه الشعوب تستنفر من اجل طير فكيف سيكون رد فعلها لو اغتصبت واحدة من بناتهم اسمها "عبير"..؟
اقترح على اصحاب اللحى ان يحلقوا لحاهم وشعر رأسهم ويمشون في الشارع العام مطاطيء الرؤوس ويعاهدوا الله انهم لايذوقوا زادا الا بعد ان يعود العراق للعراقيين وليس للشيعة او السنة او الكرد وحدهم.



#محمد_الرديني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ميوشة تعتكف عن اللطم
- ميوشة تسأل في عيد ميلادها
- بعبع المخابرات
- هذا العصفور لا احبه
- الى محكمة العدل الدولية.... اني طالق ،طالق، طالق
- قاتل الله الجاجيك
- رسالة غير مكتوبة الى رب العزة


المزيد.....




- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - اين هذا (الجن) من ذاك الجنون؟