أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نبيل عودة - بصراحة مؤلمة : من يملك شرعية القرار في فلسطين ولبنان ؟















المزيد.....

بصراحة مؤلمة : من يملك شرعية القرار في فلسطين ولبنان ؟


نبيل عودة
كاتب وباحث

(Nabeel Oudeh)


الحوار المتمدن-العدد: 1612 - 2006 / 7 / 15 - 10:36
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


من الصعب الحديث الهادىء في زمن العواصف , حين تختلط كل الاوراق . المنطق يبتعد وتصبح الحماسة والاندفاع سادة الموقف .ولكن ابناء جيلي ليس من السهل خداعهم بالحماسة وبالمغامرات , حتى لو كانت بطولية . في التلخيص الاخير ما يقرر تطورات الاحداث هو الذي يملك اوراق اللعبة من كل اطرافها .
الجانب العربي , مع اسفي الشديد ... لا يملك الا الرغبات والاحلام . يملك الاناشيد الثورية والاندفاع الذاتي الحماسي . يملك لغة ساحرة البيان , يملك البلاغة اللغوية والانشائية .. واهم ما يملكه العرب بيانات التضامن والادانة والشجب والشكوى الذليلة للامم المتحدة ...
الاحداث تتسارع .. ما رغبت في الكتابة عنه قبل ساعات يصبح قديما بسرعة الصوت .. واقول سرعة الصوت وليس سرعة الضوء لان العرب تحولوا الى ظاهرة صوتية .. هذا ليس جديدا , وربما قريبا نشهد تحولهم الى ظاهرة ضوئية , يضيؤون يسرعة , كما يتفجرون حماسة بسرعة , ويخبون بسرعة الضوء بعد اصطدامهم المكرر الاف المرات بالعجز العربي والصمت الدولي والوجه الامريكي البشع .

هل من يقرأ الواقع السياسي قراءة متأنية وعقلانية وصحيحة فبل اتخاذ قرارا استراتيجيا في ابعاده السياسية او العسكرية ؟
البعض يقول انه في ساعة المعركة يجب ان تتحد القوى , وان لايرتفع صوت فوق صوت المعركة .
من قررساعة المعركة , ومن يختار التوقيت ؟
من يقرر الاهداف واسلوب انجازها ؟
ما هي المقاييس لاولويات الاهداف ؟
اسئلة كثيرة تطرح نفسها ... واهمها : هل هذا هو التوقيت الصحيح ؟ وهل اخذ احد من مقرري التوقيت بالحساب , تطورات ردود الفعل وحجم الثمن الذي سيدفع , وهل يتلائم الثمن مع المصالح الوطنية ؟
واخطر هذه الاسألة من يملك القرار ؟
هل هو ملك لقوة فئوية تمثل مصالح سياسية لفصيل ما ؟ ام هو ملك للأكثرية الدمقراطية ؟
هل يجوز لفئة مهما اعجبنا بجرأتها ان تجر شعبا كاملا الى مواجهة لم يستعد لها ولا يملك ابسط الادوات لمواجهتها ؟
هل اتخاذ قرار استراتيجي في ابعاده , هو مسألة تقررها فئة , بنت قوتها بما لايتناسب مع حجمها , وبالاعتماد على قوى خارجية ولخدمة اهداف وسياسات تلك القوى الخارجية ؟
هل القرار جاء لخدمة اهداف اخرى لم يعلن عنها , قد تكون هي الاهم في المعادلة المعقدة التي نعيشها منذ سنوات ؟
اذن هل القرار بالقيام بخطوة استراتيجية يجيء لخدمة مصالح آخرين , الذين لن يدفعوا الثمن المباشر, ولكن لهم حساباتهم التي لا تتمشى مع الثمن الذي يدفعه من يجري توريطهم ؟
من الصعب ان تقول الحقيقة في هذا الوضع المأساوي . ولكن اصعب الف مرة ان اشترك بالتهريج وانا ارى الابرياء ينزفون دما .
لا ابرر ردود الفعل الاسرائيلية . اسرائيل التي تتحدث اليوم عن تجاوز القانون الدولي وقرارات الامم المتحدة من الجانب اللبناني مثلا , هي نفسها التي لم تتوقف حتى ليوم واحد في رفض الشرعية الدولية , وطائراتها لم تتوقف عن اختراق حرمة الاجواء اللبنانية , وحتى قرار الامم المتحدة بخصوص انسحابها من جنوب لبنان لم تنفذه الا بعد مرور 18 عاما على صدوره , وبعد ان اصبح بقاء الاحتلال الاسرائيلي في جنوب لبنان باهظ الثمن لاسرائيل , عسكريا وسياسيا .
برزت الحماقة الاسرائيلية باستمرار احتجاز الاسرى اللبنانيين بعد انسحابها من الجنوب اللبناني , وتبرز حماقتها في رفض تحرير الاسرى الفلسطينيين , خاصة بعد الاعتراف المتبادل مع منظمة التحرير الفلسطينية , واقامة السلطة الفلسطينية . جزء كبير من التوتر والعمليات المعادية وسقوط الابرياء من الجانبين هو سبب مباشر للحماقة الاسرائيلية من موضوع الاسرى.
واليوم تشتعل المنطقة من جديد , في الشمال والجنوب بسبب موضوع الاسرى ... هذا على الاقل التبرير المباشر للفلسطينيين وحزب الله . قد يكون التبرير الفلسطيني اقرب للصدق , رغم ان المصداقية تحتاج الى ادوات وشروط سياسية وجغرافية لايملكها الصادقون , والتصرف الفئوي , ضد الشرعية الفلسطينية يقود الى كارثة في الوضع الفلسطيني الحرج والمعقد .
لااستطيع التغاضي عن المذابح التي تنفذ اليوم في غزة وفي لبنان , وبتغطية سياسية دولية لاسرائيل , وبعجز عربي لم يعد جديدا علينا .
ان ارواح مئات الفلسطينيين القتلى وارواح عشرات ( حتى اليوم ) من القتلى اللبنانيين , وعمليات التدمير الواسعة للبنى التحتية , هي ثمن لا يستحق دفعة مقابل اسر جندي في غزة وجنديان مع حزب الله .
ما يجري في غزة هو رد فعل اسرائيلي منفلت وفاقد للصواب على قرار اتخذته قيادة فئوية من خارج مناطق السلطة الفلسطينية لخدمة اهداف ومصالح من الصعب التأكيد على اي قيمة ايجابية متوقعة منها . واني ارى ان ضرب السلطة الوطنية الفلسطينية برئاسة ابو مازن كان ضمن توقعات ردود الفعل الاسرائيلية لمتخذي قرار الخطف , وهذا ما يتححق بالفعل .
ما يجري في لبنان لا يقع بعيدا الا بالتفاصيل غير المهمة , ردود فعل اسرائيل ليس من الصعب توقعها , الذين سيدفعون الثمن هي القوى التي ناضلت لتحرير لبنان من الاحتلال السوري , والذين يشكلون اليوم السلطة الفعلية , واوساط واسعة لا يرون بعين حسنة استمرار احتفاظ حزب الله بميلشياته واستقلاله النسبي عن السلطة المركزية اللبنانية . . . وهذا الموضوع طرح للنقاش وبحدة في لبنان . وما يجري اليوم يؤكد اهمية هذه المسألة واولويتها .
هل التزام حزب الله هو للحكومة الشرعية , ام للقوى التي كانت تطمع في تخليد سيطرتها على لبنان ؟
هل عملية اسر الجنديان الاسرائيليان , هدفهما تحرير الاسرى , ام ضرب قوى التحرر اللبنانية ؟
قلت ان الجرأة التي نفذ فيها مقاتلي حزب الله عملية الاسر , مثيرة للحماس والشعور بالفخر . هل حقا هذا هو شعور اهل الضحايا ؟ هل هذا هو شعور عشاق الوطن اللبناني الذين وضعوا ارواحهم على اكفهم من اجل تحرير لبنان واعادة بنائه ؟
لا ابرر الجنون الاسرائيلي في ردة الفعل , وهو جنون مدان , ولكن من يقدر على ادانته الاالعواصم العربية وانظمتها المتخاذلة ؟ من يقدر على ان يفرض على اسرائيل وقفا لاطلاق النار ؟
حقا قد لا يحرر الجنديان .. وتضطر اسرائيل فيما بعد للتفاوض .. وسيتحدث حسن نصرالله عن انتصاره الكبير, وانتصار آخر مثل هذا ويعود لبنان 40 سنة الى الوراء , وكله تحت مظلة الشرعية الدولية ( الامريكية ) .
من سيعوض اللبنانيين عن تدمير وطنهم ؟ من سيعيد بناء الجسور والمطارات والطرق ومحطات الكهرباء ومختلف البنى التحتية المدمرة ؟؟
لا اعرف اين ستتوقف الضربات الاسرائيلية , ولا الثمن الذي سيدفعه الشعب اللبناني , نفس الحالة تنطبق على الفلسطينيين .
الخاسر الاساسي هي الشرعية اللبنانية والشرعية الفلسطينية . سيقولون عني صوت نشاز , افضل ان اكون صوتا نشازا من ان اكون صوتا مضللا ( بالفتح والكسر ).
ان الفئة التي تتصرف بالشرعية , مهما كانت تبريراتها , تجر شعبها الى كارثة .
من اليوم الاول رأيت بفوز حماس كارثة للشعب الفلسطيني , ولم اتوقع ان ارى مخاوقي تتحقق بمثل هذه السرعة , ومنذ معارك الجنوب التي ابلى فيها حزب الله ضد الاحتلال الاسرائيلي , رأيت الخطر على المجتمع اللبناني بعد مرحلة كنس الاحتلال . ليس بالصدفة ان حزب الله ظل صاحب البيت في الجنوب , هذه لم تكن ارادة اللبنانيين , انما ارادة المتنفذين في بيروت قبل الاطاحة بهم وتحرير لبنان من قبضتهم . وهل ننسى ان اؤلئك المتنفذين قمعوا في وقته كل قوى المقاومة اللبنانية ضد الاحتلال الاسرائيلي وجعلوها وقفا على من يمتثل لاوامرهم ؟
حقا نحن الان في ساعة حرجة , وقلبي مع الشعب اللبناني ومع ابناء شعبي في غزة . الوهم ان اسلحة بدائية تستطيع التأثير على قوة غاشمة مجهزة بأفضل وسائل قتالية وتكنلوجيا متطورة هو وهم قاتل , انا لا افقد توازني امام لحظة نشوة , ويؤلمني التضليل الاعلامي الذي تمارسه وسائل الاعلام العربية . الثمن الذي يدفعه اللبنانيون مؤلم جدا وما دفعه الفلسطينيون هو ثمن كارثي لا ارى نهايته .
اسرائيل تشن حربها وعدوانها بدعم امريكي , الادانات الاوروبية خجولة وتلقي المسؤولية على الضحايا . الأنظمة الشرشوحة في العالم العربي غائبة ومنخرسة , والذئب حر التصرف والافتراس ...
متى نبدأ التصرف بعقولنا وليس بغرائزنا ؟
نبيل عودة –روائي , قاص , ناقد وكاتب سياسي - الناصرة
[email protected].i



#نبيل_عودة (هاشتاغ)       Nabeel_Oudeh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكاتب سامي ميخائيل العراقي الذي صار اسرائيليا
- كنت معها - قصة
- حتى لا يدفع الابرياء ثمن الجنون السياسي !!
- ذباب على موائد الادب
- خلفية الاجتياح الاسرائيلي للقطاع
- دراسة علمية رصينة حول اليهودية بقلم مفكر وناقد عربي
- رسالة الى وزير الامن عمير بيرتس / سقوط امنون دانكنر
- هل يتحول المجتمع العربي الى مجتمع لا ثقافي ؟
- صحافة بلا تفكير وبلا تنوير لا مستقبل لها
- الفجر يولد من جديد
- على بساط البحث من يخاف من المراكز الثقافية في البلدات العربي ...
- ماذا تبقى من ثقافتنا المحلية
- من اجل صياغة برنامج فكري سياسي حديث
- الحداثة كجذور للحضارة الانسانية
- درس في النقد - 2
- شاعر أصيل
- درس في النقد
- تسالي
- المطار
- نحو التغيير والاصلاح


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نبيل عودة - بصراحة مؤلمة : من يملك شرعية القرار في فلسطين ولبنان ؟