أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - سيار الجميل - الأقليات الدينية في العراق .. لماذا تضطهد ؟؟














المزيد.....

الأقليات الدينية في العراق .. لماذا تضطهد ؟؟


سيار الجميل

الحوار المتمدن-العدد: 1612 - 2006 / 7 / 15 - 10:37
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


يعد العراق من اكثر البيئات العربية ازدحاما بالاعراق والاديان والطوائف القديمة والحديثة .. فغدا مجتمعه من اكثر مجتمعات المنطقة مشكلات وتعقيدات .. وتتلون فسيفساء مجتمعه بين : الصابئة المندائيين الى جانب المسيحيين من السريان الاراميين والكلدان والآثوريين وهناك التركمان المتنوعون والاكراد البهدينانيون والاكراد السورانيون واللور الفويليون وبقايا اسر المماليك الشراكسة القوقازيين وهناك اليهود والكاكائيون والكركرية واليزيدية والمعدان والشبك والعجم والارمن الى جانب الاكثرية العربية بانقسامهم الطائفي اليوم بين الشيعة الجعفرية والسنة الحنفية والشافعية .. الخ
هذا النسيج الاجتماعي المعقّد الذي كان موحّدا ومتآلفا ، نجده نفسه اليوم يتفكك ويتمزق اثر انهيار الدولة العراقية ومؤسساتها التي ورثت ارث العثمانيين .. بعد ان لاقى من الاضطهادات السياسية في الماضي ! لقد بتنا نسمع اليوم ما تلاقيه الاقليات الدينية العراقية من اضطهادات قاسية من قبل جماعات العنف التي يزدحم العراق بها اليوم وهي تفترق بتماهيها ولا تعرف مرجعياتها وليس هناك معلومات عن مصادر تمويلها وارتباطاتها ..
قال الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه الكريم : " إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون " ( البقرة ، 62 ) .
لابد من القول ، بأن بعض هذه الملل والنحل والطوائف والانواع العراقية العريقة هي قديمة جدا عاشت في وادي الرافدين وعلى جانبيه منذ الاف السنين .. بل ويمنحنا التاريخ جملة من المعلومات الهائلة عن ادوارهم الناصعة في تشكيل الحضارة العربية الاسلامية ومدى ما قدّموه من مشاركات علمية وأدبية ومهنية وحرفية صناعية وثقافية ومعيشية في الالف سنة الاخيرة ، ولمعت من بين الاقليات اسماء من المبدعين والشعراء والعلماء والاطباء والمهندسين والمترجمين والصنّاع الماهرين .. وعاشوا في مجتمع متنوع بين الحضر والريف وهم على اتّم حالة من الانسجام والود في الدواخل العراقية .. وكانوا يتعرضّون لكل التحديات الخارجية اسوة باغلبية العراقيين ، ولقد فنيت اديرة وكنائس ومعابد نتيجة الغزوات ، بل وتحملوا كل ما تحملته الاغلبية .. والى خمسين سنة مضت نلحظ اسمى حالات التعايش بين العراقيين وعلى احسن ما تكون ، بل ويجد المؤرخ الجاد نفسه امام تاريخ رائع من التعاون وتكافؤ الفرص والعيش المشترك .. ومن المؤسف جدا ان مجتمعاتنا العربية لا تعرف بعضها بعضا حتى يومنا هذا . وعليه ، فلقد بقي المجتمع العراقي مغّيبا في كل خفاياه عن بقية المجتمعات العربية لاسباب سياسية وايديولوجية محضة ..
اليوم ، انقلب المجتمع العراقي على عقبيه ويمر باعتى حالات العنف وتجتاحه جماعات ودوائر وقوى احتلال واجهزة خارجية وتيارات ارهاب وطوائف وعصبيات وشرذمات وعصابات .. وتصلنا المعلومات المؤكدة التي تناشدنا ان نعلن للملأ في هذا العالم ما الذي تعانيه اقليات العراق السكانية من الاضطهاد وعمليات التهجير القسري والقتل اليومي وشراسة التعامل بالعنف وقمع المرأة واضطهاد الاطفال .. وكلها تحت شعارات التكفير والتحريم والتجريم باسم الدين ورفض لهذه الاقوام من الاقليات السكانية التي ارتبطت بارض العراق منذ آلاف السنين ..
ان المشكلة لا تنحصر اليوم بوجود محتل اجنبي على التراب العراقي ، بل اصبح التراب العراقي مباحا لكّل دخيل يفعل فيه ما يشاء .. ان الاقليات السكانية العراقية تدفع اليوم باغلى ما عندها .. ولقد سمعنا ما تفعله جماعات دينية متطرفة بالطالبات الجامعيات وسمعنا ما الذي مورس ضد الكنائس والاديرة المسيحية العريقة في كل من بغداد والموصل .. وسمعنا ما الذي تفعله احزاب وتيارات دينية متنوعة بالنسوة العراقيات من غير المسلمات في دوائر الدولة او حتى في شوارع المدن .. وسمعنا بعمليات النزوح القسرية لاقليات في داخل البلاد او فرارهم وهروبهم الى خارج العراق .. وسمعنا مؤخرا بالاضطهاد المنظّم والحملات القسرية بالقتل او التهجير وتهديد الصابئة المندائيين الذين يقطنون العمارة في جنوب العراق الذي عاشوا فيه منذ الاف السنين .. ولقد عشت وعرفت هؤلاء وكل الاقليات الدينية منذ سنوات الطفولة انهم من الناس الطيبين المسالمين الذين يعيشون خائفين دوما من المصير .. وها هو المصير قد جاءهم ليلاحقهم قتلا وتشنيعا وحلقا لرؤوس نسوة غير محجبات امام العباد ..الخ من الاعمال الدنيئة التي لا يقبلها لا عرف ولا دين ولا اخلاق ..
انني اناشد كل انسان في هذا الوجود وكل عربي في هذه الامة وكل المنظمات الانسانية وكل النشطاء السياسيين ان يلتفتوا الى ما يحصل داخل العراق .. واذا كانت مشاكل الاقليات الدينية معروفة للجميع في كل مصر ولبنان .. فان هناك تعتيم مبرمج على ما يحدث في العراق ! انني ادعو الحكومة العراقية للقضاء على كل العصابات والجماعات المتعصّبة .. ان مشكلات العراق لا تحّلها أي مصالحة سياسية ان بقيت عصابات العنف والارهاب تعبث بنسيج المجتمع العراقي .. ولا يمكن ان يهدأ المجتمع ان لم يفرغ العراق من الاسلحة والميليشيات الدينية والطائفية .. وسوف لن يستقر العراق ان لم تنته كل الاختراقات التي تمزق العراقيين .. ان التعامل مع الاحتلال الامريكي شيئ والتعامل مع التمزقات الداخلية شيئ آخر .. ينبغي الكف عن خلط الامور ! لا يمكن ان يسترجع العراق عافيته ان بقيت اموره مختلطة بحيث يذبح المجتمع ويصبح مزقا ثمنا لاجندة معينة هذا الطرف او ذاك على ترابه ! ولا يمكن ان يموت كل العراقيين من اجل فاتورة الاحتلال .. ولا يمكن ان يبقى الصمت يلازم كل العالم ازاء ما يحدث للعراقيين .. كل العراقيين . فهل سيسمعني احد في هذا الوجود ؟ انني اشك في ذلك !




#سيار_الجميل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اصلاحات جذرية يحتاجها العراق !!
- صاحبة الجلالة أقوى من قبة البرلمان !!
- من تصدير ثورة إلى استيراد ديمقراطية
- العراق: لماذا تشّوهون تاريخه وجغرافيته؟
- العراق ليس خارطة بريطانية !!
- ذبول العقل العربي: شراسة اليوتوبيا وصراع الاضداد..
- الكهّان الجدد .. ورجال التابو...متى تخرجون من الشرانق المتيّ ...
- من ينقذ البصرة : فينيسيا الشرق القديم ؟؟
- هل ثمة غرفة عمليات أمنية لدى الحكومة الجديدة ؟
- هل المنطقة فوق فوهة بركان ؟ بعيدا عن الحرب العراقية الإقليمي ...
- الانغلاقات السياسية متى يتخلّص منها العرب؟
- مقاطع واضحة!!
- الرسالة وصلت
- العراق من منظور تأصيلي
- العراق غير قابل للتقسيم
- محاضرة الدكتور سّيار الجميل بمنتدى دراسات المستقبل بوردو / ف ...
- الديمغرافية السكانية : اللحظة الثالثة
- فضائيات عقيمة : اعلاميون مضللّون ومتكلمون بدائيون
- فوضى الابعاد : العراقيون .. هل يصعدون نحو الهاوية ؟
- رفقا بالنصف الآخر: حقوق المرأة العربية


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - سيار الجميل - الأقليات الدينية في العراق .. لماذا تضطهد ؟؟