أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمر يزبك - أين نزار قباني العاشق














المزيد.....

أين نزار قباني العاشق


سمر يزبك

الحوار المتمدن-العدد: 1612 - 2006 / 7 / 15 - 10:36
المحور: الادب والفن
    


في العرض الأخير للدراما المسلسلة «نزار قباني» على شاشة الفضائية السورية، والذي تزامن مع عروض عدة على الشاشات العربية، تحضر الإشكالية التي تعاني منها الكاميرا في تحويل المكتوب والحياتي المعاش، إلى صورة. هي كذلك إشكالية مقدار النزاهة في إعادة كتابة التاريخ، وما يمكن أن يُحاسب عليه يوماً أصحاب العمل الفني بسبب أيّ سوء يلحق بشخصيات أساسية ذات صدارة في التراث الثقافي للأمم.

الجدال الساخن، الذي رافق عرض المسلسل للمرة الأولى، دار عموماً حول اعتراض أفراد العائلة على صدقية النص المكتوب، وتغيير مواقف الشاعر السياسية، وتغييب مرحلة كانت ستحرج الشركة المنتجة أمام مقص الرقيب. لكن كل هذه الإشكاليات كانت في كفة، وفي الكفة الثانية كانت تقف إشكالية من نوع آخر، تخصّ الأداء تحديداً، تتجلى في العلاقة الغائبة بين وجه الممثل الشاب تيم حسن، الذي أدى دور الشاعر، وصورة الشاعر العاشق.

وعلى رغم عدد النساء الكثيرات والجميلات، اللواتي تابعن حلقات المسلسل، فشل تيم حسن فشلاً ذريعاً في تصوير حال العشق التي استقرت في الذهن الجمعي لقراء العربية باعتبارها المجاز الأكثر بلاغة عن الشاعر، وربما المرادف الثاني لاسم نزار قباني. وهنالك رأي يرجح أن هذه السجية كانت المروج الأكبر لشعره، وهي التي حوّلته من شاعر نخبوي إلى شاعر شعبي، تردد اسمه عامة الناس، و تحفظ قصائده مختلف الطبقات والفئات الاجتماعية.

لكن الكاميرا، التي ظلت تجوس حول وجه الشاعر ـ الممثل، وتحاول رصد ما يرتسم عليه من انفعالات ولهفة وصبابة ولوعة، فشلت في جرّ وجه تيم حسن إلى بقعة مضاءة بروح العشق، لأنها لم تجد ثغرة في تفاصيل وجهه تنفذ منها علائم العشق. وكانت غالبية محاولات الممثل في الانفعال أمام نسائه، أو الإشراق بحال ما، تنتهي إلى حركات باردة أو دونجوانية متكلفة، شوّهت في قناعتي صورة الشاعر العاشق، وحوّلته إلى مجرد صياد للنساء. صياد فاعل لا منفعل، بارد الأعصاب، ثقيل الإيماءة، وجامد الوجه أمام عدسة الكاميرا. وأما تظاهره بالعشق اعتماداً على العيون الذابلة والصوت الهامس، فإنه فشل في أن يجعل الكاميرا واسطة حقيقية لتحويل قصائد الغزل البديعة إلى مادة تستدر تعاطف المشاهد مع العشق والعشاق.

والواقع أن السبب لا ينحصر في ضعف أداء نجم المسلسل، لأن تصوير حال العشق ليس بالأمر الهيّن، وجودة الممثل تنبع من قدرته أولاً على التماهي مع الشخصية في النصّ، كما تتعلق بشخصية الممثل نفسها، وما إذا كانت قادرة على التنوع والتلوين، وهو ما افتقده تيم حسن. لذلك فإن الكاميرا التي رصدت أعمق تفاصيل وجه الممثل، وبالتالي كشفت ما لا يمكن إخفاؤه، أي غياب مظاهر العشق الحقيقية، كان محتماً لها أن ترسم صورة سطحية وهابطة لعلاقة المرأة بالرجل، ولفكرة الحبّ ذاتها.

وهكذا نجح التلفزيون، «ساحر العالم الجديد» بحسب تعبير المفكر الفرنسي الراحل بيير بورديو، في تزويدنا بصورة واقعية ناجحة عن صياد النساء، ولكنه فشل في إعادة رسم صورة نزار قباني الشاعر العاشق. والنتيجة التي نجمت عن ذلك النجاح وهذا الفشل هي حرماننا نحن المشاهدين من معايشة أنبل ما في العشق من مشاعر إنسانية وروحية، خصوصاً إذا تجسدت هذه في حياة شاعر غزل من طراز رفيع وقصائده



#سمر_يزبك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحت سماء دمشق: اللعب الحافي
- نجوم أمطار الصيف
- كاميرا نوال السعداوي
- غابة اميرتو ايكو
- كاميرا حالمة
- مستعمرة العقاب
- الكاميرا والموت
- عودة المثقف الحر
- وثيقة بصرية عن الاعتقال السياسي
- عقول خلف القضبان
- المرأة في المؤتمر الموازي لمنتدى المستقبل
- إنهم يقتلون النساء
- قانون الأحوال الشخصية في سوريا: بين التعسف والمصادرة
- المثقفون وحراس الكراهية
- حكي النساء
- هل نترك الباب مفتوحاً لاحتواء الثقافة إلى الأبد؟
- من ينقذ التلفزيون السوري من الشعوذة؟
- سمير قصير ودموع اميرالاي
- الاعلام العربي: قلق الهوية وحوار الثقافات
- نحن السوريون:مالذي سنكتبه


المزيد.....




- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...
- ترامب يثير جدلا بطلب غير عادى في قضية الممثلة الإباحية
- فنان مصري مشهور ينفعل على شخص في عزاء شيرين سيف النصر
- أفلام فلسطينية ومصرية ولبنانية تنافس في -نصف شهر المخرجين- ب ...
- -يونيسكو-ضيفة شرف المعرض  الدولي للنشر والكتاب بالرباط


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمر يزبك - أين نزار قباني العاشق