أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالوهاب حميد رشيد - إرهابي في البيت الأبيض !؟ 1














المزيد.....

إرهابي في البيت الأبيض !؟ 1


عبدالوهاب حميد رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 1612 - 2006 / 7 / 15 - 05:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ مجيء بوش إلى البيت الأبيض، مارس بشكل منظم تعويم الاتفاقات الدولية التي سبق للولايات المتحدة الأمريكية التوقيع عليها. ربما أن الرؤساء السابقين للولايات المتحدة ليسوا في موقع الإدعاء بأفضلية سجلاتهم، لكن من الواضح أن الرئيس الأمريكي الحالي لم يكلف نفسه حتى عناء وضع إصبع على هذه الكثرة من المعاهدات والقوانين والالتزامات.
في الأسبوع الماضي، وبّخت المحكمة العليا الاتحادية الرئيس الأمريكي بخصوص سياساته في مجال محاربة الإرهاب. شكل قرار المحكمة لطمة شديدة لجهوده في تنفيذ أسلوبه بمحاكمة معتقلي غوانتامو قبل موعد الانتخابات النصف دورية في ك1/ نوفمبر القادم.
تضمن قرار المحكمة أن بوش تخطى سلطاته بإنشاء محكمة عسكرية لمحاكمة المعتقلين في قاعدة غوانتامو. وبذلك كبح القرار- جزئياً- جماح إدارة بوش الاستمرار في تطبيق إجراءاتها بشأن ما يدعى "الحرب على الإرهاب". أن هذا القرار الذي أوقف إجراءات إنشاء هيئات عسكرية من قبل البنتاغون لمحاكمة المشتبه بهم في القاعدة المذكورة والتي تنتهك كلاً من القانون الأمريكي للمحاكمات العسكرية ومعاهدة جنيف، يشكل صفعة قوية في وجه الرئيس الأمريكي.
لكن ما يلفت النظر بقوة في قرار المحكمة هو الإقرار بأن المادة الثالثة من معاهدة جنيف تنطبق على الصراع القائم مع القاعدة، والذي يفتح الطريق لمقاضاة العناصر العليا في إدارة بوش تحت مظلة القانون الفيدرالي الأمريكي لجرائم الحرب.
وضعت مواد معاهدة جنيف لحماية المدنيين زمن الحرب. لكن بوش أصرَّ باستمرار على أن هذه الحماية تنطبق على الحروب بين الدول فقط. وطالما أن شبكة القاعدة- المسؤولة عن هجمات 11 سبتمبر 2001، حسب إدعاء واشنطن- ليست دولة، عليه تمسكت إدارة بوش على أن معاهدة جنيف لا تنطبق على ما يسمى "الحرب على الإرهاب".
دفعت هذه المزاعم الإدارة الأمريكية وضع إطار عام لمحاربتها الإرهاب وفق مواقفها الازدواجية. من جهة اعترفت الإدارة الأمريكية أن الصراع ضد الإرهاب هو حرب، ولكن هذا الصراع لا يخضع للقوانين الأمريكية الجنائية والدستورية.. من جهة أخرى، زعمت هذه الإدارة أن معاهدة جنيف لا تنطبق على الحرب ضد القاعدة ، بل تنطبق فقط على الصراعات أو الحروب بين الدول.
وفَّرت هذه التفسيرات للإدارة الأمريكية "الغطاء الشرعي" الذي تحتاجه لتبني سياستها الشائنة باتجاه تحقير معتقلي غوانتامو وأمثالهم، ولتمتد جهود بوش إلى إقامة محاكم عسكرية خارج الدستور الأمريكي، بل وحتى اعتقال مواطنين أمريكيين في غياب توجيه الاتهام أو حقوق الدفاع أو المحاكمة، مبرراً ادعاءاته بأن هؤلاء المشتبه بهم كإرهابيين يمكن أن يكونوا محل ازدراء وأن تطبق بحقهم أساليب تحقيقية وحشية متضمنة التعذيب وسوء المعاملة النفسية والجسدية.
وحسب منطق إدارة بوش لا تعتبر هذه الأساليب غير قانونية في ظل القانون الأمريكي، لأن القانون الأمريكي يتعامل مع قضايا الحرب بين الدول. كما وأن هذه الأساليب ليست غير شرعية في ظل قانون الحرب، لأن المحرمات الواردة في معاهدة جنيف ضد التعذيب والمعاملة القاسية لا تنطبق على الصراع مع القاعدة.
أن إعلان المحكمة كون المادة الثالثة تنطبق على ادعاءات بوش في صراعه لقلع جذور الإرهاب في العالم، يحمل في مضمونه معنىً في غاية الأهمية، لأنه سيمهد الطريق نحو مقاضاة من أرتكب جرائم حرب ضد المعتقلين.
كما أن المادة الثالثة "تحرّم التعامل القاسي بما في ذلك التعذيب وانتهاكات كرامة الإنسان، وبخاصة أساليب الإذلال والتحقير"، والتي تعني أن أغلبية الأساليب التي استخدمت داخل سجن غوانتامو، وبمصادقة الإدارة الأمريكية، تعتبر من المحرمات. وهذا يفسر لماذا يدعي بوش أن هذه المادة (الثالثة) لا تشمل "الحرب على الإرهاب".
يضع قرار المحكمة حداً للمناقشات بشأن تطبيق تقنيات التحقيق. كما أن قانون الجرائم الاتحادي ينص على أن كل من "يرتكب جريمة حرب... يُعاقب بالغرامة... أو الحبس مدى الحياة أو عدد من السنوات أو بالعقوبتين معاً. وإذا أدت أساليب التحقيق إلى الموت، عندئذ يمكن أن تصل العقوبة إلى الإعدام." وأيضاً تم تحديد مفهوم جريمة الحرب على أنها " أي تصرف... يقود إلى انتهاك المادة الثالثة من المعاهدات التي وقعت في جنيف." وهذا يعني أن العناصر القيادية في الإدارة الأمريكية يتحملون مسؤولية جرمية لعرضهم المشتبهين بالإرهاب إلى التعذيب، المعاملة القاسية وما يماثلها "الانتهاكات الوحشية ضد كرامة الإنسان." ويمكن أن يقعوا تحت طائلة السجن أو حتى الحكم عليهم بالإعدام.
أثار قرار المحكمة العديد من المناقشات، لكن هناك ميلاً عاماً لرفض طريقة البيت الأبيض في كيفية معاملتها للمعتقلين، وعلى ضرورة إنشاء محكمة عسكرية وفق القانون الأمريكي بحيث توفر حقوق الدفاع للمتهمين بعيداً عن أساليب التعذيب والمعاملة اللاإنسانية.
وأخيراُ، يذكر محام عن معتقل أسترالي في غوانتامو: "لقد قلنا دوماً أننا نقبل بمحاكمة تحت مظلة محكمة عسكرية قانونية.. عليك أن تسأل فقط لماذا كانوا (الإدارة الأمريكية) متحمسين بقوة لتحاشي تطبيق إجراءات تشكيل محكمة عسكرية اعتيادية.. هل لأن هذه المحكمة العسكرية لا تحمل في جعبتها مسبقاً حكماً جاهزاً ؟"
ممممممممممممممممممـ
1. Terrorist in the White House?.. aljazeera.com- 4.7.2006.



#عبدالوهاب_حميد_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا هناك ليموتوا من أجله: النفط، القواعد والدمى (الجزء الثا ...
- 1ماذا هناك ليموتوا من أجله: النفط، القواعد والدمى
- حقوق المرأة العراقية في ظل الاحتلال البربري *
- العراقيون يكافحون حرب التجويع والفقر
- الحرب، المديونية والتمويل الخارجي- العالم يتحد ضد إمبراطورية ...
- الإصلاح الاقتصادي في العراق
- ندوة -دولة الرفاهية الاجتماعية-: 28-30 تشرين الثاني/ نوفمبر2 ...
- برنامج لمستقبل العراق بعد إنتهاء الاحتلال
- نقد مشروع الدستور العراقي
- التجربة الدستورية والمسيرة السياسية في العراق المعاصر
- حقيقة هذا الهجوم البربري
- مهمة اعمار وإدارة قطاع النفط العراقي
- مسألة معارضة الخصخصة -التخصيص
- صندوق النقد الدولي ومستقبل العراق
- الدستور والانتخابات في العراق المحتل
- المقاومة والأحزاب السياسية في العراق المحتل
- حضارة وادي الرافدين** -العقيدة الدينية.. الحياة الاجتماعية.. ...
- التحول الديمقراطي والمجتمع المدني** -مناقشة فكرية وامثلة لتج ...
- مأزق المرأة العراقية وقانون الاحوال الشخصية
- جذور ازمة العنف السياسي في العراق - قراءة في المواريث التاري ...


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالوهاب حميد رشيد - إرهابي في البيت الأبيض !؟ 1