أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - ييلماز جاويد - الطبقة العاملة في الصّراع














المزيد.....

الطبقة العاملة في الصّراع


ييلماز جاويد
(Yelimaz Jawid)


الحوار المتمدن-العدد: 1613 - 2006 / 7 / 16 - 12:33
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


قبل ما يزيد على الستة عشر عقداً صاغ معلما الطبقة العاملة نظريتهما العلمية في تفسير التاريخ ماديّاً وأصدرا بيانهما للطبقة العاملة العالمية أنّ خلاصها في وحدتها . ومن يومها فإنّ الطبقات الإجتماعية التي تتضارب مصالحها مع مصالح الطبقة العاملة كان ديدنها وضع البرامج التي تعيق وحدة الطبقة العاملة سواءً على المستوى المحلي لكل بلد أو على المستويات الإقليمية أوالدولية .

لقد وصف المعلمان الطبقة العاملة بأنها الطبقة الكادحة التي لا تملك سوى قوتها البدنية لتؤجرها مقابل ما يؤمّن لها مستوى الكفاف من المعيشة وأسمياها بالبروليتاريا ، ومن هنا كان إستنتاجهما الجوهري هو أن الثورة الإشتراكية ستكون فتيلتها الأولى في أكثر البلدان الصناعية تطوّراً ثمّ تنتشر لتعُمّ العالم . لأن طبقة البروليتاريا لا تتكوّن إلاّ في ظل نظام الرأسمالية المتطورة التي توصل الطبقة العاملة إلى الحدّ من الحرمان الذي وصفاه ، وأية تسمية للطبقة العاملة دون بلوغها ذلك الحد تعتبر تسمية غير ناضجة فكريّاً مهما حاول أصحابها أدلجتها بكلمات منمّقة . إن الطبقة العاملة قبل بلوغها الحد الذي تمّ وصفه لا تعتبر طبقة إجتماعية متجانسة بسبب تسرّب الفلاحين والبرجوازية الصغيرة إلى صفوفها ، وبالتالي لا تتحدد بوضوح مصالح الطبقة العاملة الإستراتيجية في بناء الإشتراكية ، وذلك يؤدّي إلى تواجد تيارات فكرية مختلفة في صفوفها وعدم أمكانية تحديد الهدف الإستراتيجي لنضالها .

تمكنت الطبقة العاملة في كثير من بلدان العالم من تأسيس أحزابها السياسية التي رفعت شعارات النضال من أجل بناء الإشتراكية ، إلاّ أن الطبقات الإجتماعية الأخرى لم تألُ جهداً في محاولاتها لشقّ صفوف هذه الأحزاب وشقّ صفوف الطبقة العاملة وذلك بخلقها الظروف التي تجعل شرائح من الطبقات الإجتماعية الأخرى تنفذ إلى تلك الأحزاب وتقعدها عن التمسك بالنظرية العلمية في رسم طريقها نحو هدفها .

نرى الكثير من التأرجح في سياسة هذه الأحزاب في بلدان العالم بين اليمين واليسار ، ويعزى ذلك إلى تواجد تلك التكتلات غير المبدأيّة في قيادتها وصفوفها وقاعدتها بصورة عامة . وأبرز مثال لنا هو ما نلمسه في متابعتنا سياسة حزب الطبقة العاملة في بلادنا ، فتارة يناضل في السر ويفرض نظاماً حديدياً للإنتماء إلى صفوفه ، وتارة يفتح ابواب الإنتماء على مصراعيها بل ويقرر زحفاً في مستويات الأعضاء . تارة يمارس سياسة إنعزالية تجاه الأحزاب الأخرى وتارة أخرى يرتمي تحت ضغوطها ، بل وتظهر فيه الدعوة إلى حلّه ودمجه بكيانات أحزاب أخرى . وقد تظهر أسماء في هذه المجالات ، كانت محط تقدير وإحترام من الشعب إلى أن ينكشف أمرها بأنها الطابور الخامس في صفوف الحزب ، تنتهز الفرصة المؤاتية للإعلان عن دعوتها التي لا تختلف عن كل الدعوات في غايتها في شقّ الحزب وعزله عن قاعدته ومن ثم شقّ صفوف الطبقة العاملة وتذويب نشاطها في النشاطات التي تخدم مصالح الطبقات الأخرى .

ليس غريباً أن يظهر ( فيلسوف ) جديد في هذه الحقبة الحرجة من تاريخنا ، وبتناغم مع التوجّه السائد ، ويقدّم رسالة مفتوحة إلى قيادة وأعضاء وأصدقاء الحزب يدعو فيها إلى تبديل إسم الحزب وفتح باب الإنتماء إليه أمام جميع طبقات الشعب تحت واجهة مزيفة من الحرص على الحزب ( هكذا !!! ) و لكي ينسجم مع المضمون المرحلي ( هكذا !! ) . إنها لعمري دعوة جريئة من ( الفيلسوف الجديد ) صاحب فلسفة أكل الدهر عليها وشرب . دعوة لا يتجرّأ على طرحها غيره وهو الذي كان يوماً عضواً في اللجنة المركزية ثمّ المكتب السياسي وحاملاً لشهادة الدكتوراه في الإقتصاد . إنها دعوة لا تصدر إلاّ من برجوازيّ صغير قد درس النظرية العلمية ولكنها لم تتمثل في عقله لأنها نظرية الطبقة العاملة وليست نظرية طبقة البرجوازية الصغيرة .

إن الطبقة العاملة العراقية الناشئة لن تقبل قيادة غيرقيادة الحزب النابع منها ، ولا تنشد سعة وفعالية أكثر من تمثيله الحقيقي لمصالحها الطبقية على هدي النظرية العلمية ، بعيداً عن الإنعزالية ، بل بالنشاط الفعّال الدؤوب مع الأحزاب الأخرى بإعتباره ممثلاً حقيقياً للطبقة العاملة ، وذلك هو مصدر قوّته ، ولن تكون قوته بكسب قاعدة واسعة من أفراد ينتمون إلى طبقات إجتماعية غير الطبقة العاملة يا أيها الفيلسوف الجديد القديم .



#ييلماز_جاويد (هاشتاغ)       Yelimaz_Jawid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النظرية وأورول
- الحرص على العرض
- في الظلام تلمعُ عيون القط
- المصالحة و المصالحة الوطنية
- فتقٌ جديد
- الصراع
- تقليعات آخر زمان
- الوطن للجميع
- وا حكومتاه
- وأخيراً حكومة
- بين نوري ونوري
- التاسع من نيسان
- نداء إلى المراجع الدينية
- العودة إلى السّراب
- الﮕمر مَسلول
- الحادي عشر من آذار
- المرأة
- السراب
- العودة إلى بغداد
- طبقية الديمقراطية


المزيد.....




- “18 مليون دينار سلفة فورية” مصرف الرافدين يُعلن عن خبر هام ل ...
- في مؤتمر الجامعة التونسية للنزل :
- في الهيئة الادارية بمنوبة : قلق من الوضع العام وتداول للوضع ...
- “هيص يا عم 4 أيام اجازة ورا بعض!!”.. موعد اجازة عيد العمال 2 ...
- “رسمياً” سلم رواتب المتقاعدين في العراق 2024 بعد الزيادة الج ...
- موعد صرف زيادات المتقاعدين 2024 بالجزائر وما هي نسبة الزيادة ...
- NO MORE RANA PLAZAS – NO MORE BLOOD FOR PROFIT
- WFTU commemorates the 50th anniversary of the Carnation Revo ...
- “يا فرحة الموظفين بالإجازة” .. موعد إجازة عيد تحرير سيناء لل ...
- -الفينيق والمرصد العمالي- يُطلقان حملة بمناسبة يومي العمّال ...


المزيد.....

- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي
- نضالات مناجم جبل عوام في أواخر القرن العشرين / عذري مازغ
- نهاية الطبقة العاملة؟ / دلير زنكنة
- الكلمة الافتتاحية للأمين العام للاتحاد الدولي للنقابات جورج ... / جورج مافريكوس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - ييلماز جاويد - الطبقة العاملة في الصّراع