أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي خضر - ما أشبه البارحة باليوم!














المزيد.....

ما أشبه البارحة باليوم!


علي خضر

الحوار المتمدن-العدد: 1611 - 2006 / 7 / 14 - 06:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما بدأت الحرب العالمية الأولى ودخل الجيش البريطاني العراق، خاطب الجنرال مود أهالي بغداد في 19/3/1917 في بيان حيث قال لهم فيه ( ان جيوشنا لم تدخل مدنكم وأراضيكم بمنزلة قاهرين وأعداء بل بمنزلة محرِرين). وفي شهر تشرين 1918 أصدرت بريطانيا وفرنسا بيانا قالا فيه ( إن السبب الذي من اجله حاربت فرنسا وانكلترا في الشرق، ...، انما هو لتحرير الشعوب التي رزحت أجيالا طوالا تحت مظالم الترك تحريرا تاما نهائيا، وإقامة حكومات وإدارات وطنية تستمد سلطتها من اختيار الأهالي الوطنيين لها اختيارا حرا). وفي نفس العام، أصدر الرئيس الأمريكي ودرو ولسن بنوده المشهورة حيث يقول فيها ( إن الأقوام غير التركية في الإمبراطورية العثمانية ... يجب أن تضمن لها حياة آمنه لا تشوبها شائبة، وفرصة لا تمس قطعيا للحكم الذاتي).
انتهت الحرب العالمية وكل الوعود والبيانات لم تكن غير خدعة خُدع بها الشعب العراقي البسيط في تفكيره والمتواضع جدا في تجربته السياسية. أعلنت بريطانيا وقتها الانتداب السامي (أي الاحتلال) ولم تتخل عنه إلا بقوة سلاح ثورة العشرين الشعبية التي أدت بقتل الحاكم العسكري في العراق. لكن اللعبة البريطانية استمرت وتم نصب ملكا على العراق (كان قد طرد من سوريا من قبل الاستعمار الفرنسي) وبموافقة بعض الشخصيات السياسية والدينية التي قُدمت لها وعود جديدة متنوعة بحسب الشخص والجهة التي يمثلها. ومارس البريطانيون سياسة فرق فتسد وربطوا هذا الملك (فيصل) بمعاهدات تجبره بعدم اتخاذ أي قرار بدون مراجعة وموافقة المندوب السامي. استمرت الوصاية البريطانية إلى سنة 1958 وذلك عندما انفجرت ثورة 14 تموز الخالدة التي أنهت الاحتلال وطردت بقايا الجيش البريطاني في الحبانية وكركوك والكوت والبصرة وغيرها من المدن التي بنوا فيه قواعدهم العسكرية والاستخباراتية.

بدون أي شك فأن ما يجري حاليا في العراق هو شبيه بتلك الفترة. لقد دخل الجيش الأمريكي بغداد وهو يحمل راية التحرير لهذا البلد، تسبقه البيانات والخطابات المدعومة من قبل وسائل الإعلام العالمية ومُستغلة حقد الشعب ضد النظام البعثي وبساطة رؤياه السياسية. سقطت الدكتاتورية الانعزالية وأصبح الجنرال الأمريكي حاكما وبموافقة بعض الشخصيات السياسية والدينية العراقية. عندما صحت بعض القوى من صدمة الوجود الأمريكي بدأت معارضتها لذلك الواقع، ومن الضروري هنا القول بان هذه المعارضة لم تكن مؤلفة ابدا من البعثيين لا السابقين ولا غيرهم، فتم نصب مجلس حكم مؤقت لامتصاص هذه المعارضة. لكن مجلس الحكم، وبالرغم من إن عددا من أعضائه هم من حلفاء الأمريكان، لم تكن لديه أي قدرة باتخاذ أي قرار بدون موافقة الحاكم العسكري. وتغير هذا الحاكم وحل محله آخرا مدنيا، لكن السياسة الأمريكية في إدارة العراق لم تتغير. فبدأت عندئذ المعارضة تكبر والضغط العالمي يزداد فوافق الأمريكان على نصب حكومة عراقية منتخبة لكن خاضعة للحاكم المدني ومن بعده (للمندوب السامي) الأمريكي في العراق. وبالطبع فان الإدارة الأمريكية تعرف بساطة العراقيين وخصوصا بعد مرور 30 سنة من سياسة التجهيل التي مارستها الدكتاتورية حيث سهل ذلك لهم استخدام السياسة القديمة سياسة فرق تسد، حيث تشكل لعبة الانتخابات التي تم تنظيمها جزءا منها. فالشعب العراقي كان يحتاج لحكومة وحدة وطنية وليس لحكومة تمثل بعض القوى وتقاتل الآخرين بحجة الديمقراطية. وأصبح للتفرقة جذور من الصعب التخلص منها بسرعة.

إن المخطط الأمريكي اليوم هو شبيه بالمخطط البريطاني فالهدف هو البقاء في العراق حتى لو كانت هناك حكومة قوية وحتى لو تم القضاء على كل المسلحين، فالهدف هو ليس تحرير العراق كما يدعون بل سرقة ما فيه من خيرات، ومن خلال وجودهم في هذا البلد فانهم يستطيعون أن يمارسون دور الجند رمة في المنطقة. إن عملية إخراج الجيش الأمريكي من العراق لن يتحقق بطريقة سلمية، بل سيكون بالضبط كما حدث مع الإنكليز. لذلك على العراقيين أن يستعدوا لكفاح طويل.



#علي_خضر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المثقف والخيارات الصعبة
- من الانتخابات إلى التقسيم
- من يقف وراء سياسة تأهيل البعث
- المافيا البعثية تعود للسلطة


المزيد.....




- قُتل في طريقه للمنزل.. الشرطة الأمريكية تبحث عن مشتبه به في ...
- جدل بعد حديث أكاديمي إماراتي عن -انهيار بالخدمات- بسبب -منخف ...
- غالانت: نصف قادة حزب الله الميدانيين تمت تصفيتهم والفترة الق ...
- الدفاع الروسية في حصاد اليوم: تدمير قاذفة HIMARS وتحييد أكثر ...
- الكونغرس يقر حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا بقيمة 95 مليار ...
- روغوف: كييف قد تستخدم قوات العمليات الخاصة للاستيلاء على محط ...
- لوكاشينكو ينتقد كل رؤساء أوكرانيا التي باتت ساحة يتم فيها تح ...
- ممثل حماس يلتقى السفير الروسي في لبنان: الاحتلال لم يحقق أيا ...
- هجوم حاد من وزير دفاع إسرائيلي سابق ضد مصر
- لماذا غاب المغرب وموريتانيا عن القمة المغاربية الثلاثية في ت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي خضر - ما أشبه البارحة باليوم!