سر الصين وعلي الديك

عبد الرحمن تيشوري

الحوار المتمدن-العدد: 1611 - 2006 / 7 / 14 - 06:14
المحور: الادارة و الاقتصاد
    

في عودتي الاسبوعية المتكررة من دمشق حيث ادرس في المعهد الوطني للادارة العامة واثناء المرور في منطقة الكراجات قرات لافتة لمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للسكان وكان الموضوع هو = اسرة اصغر مستقبل افضل = وفي هذه المناسبة تقيم الجهات المعنية حفلا فنيا يحييه المطرب الكبير علي الديك ففكرت وقلت في نفسي هكذا نحقق الاسرة الاصغر وهكذا يكون المستقبل الافضل وعلى الفور قفزت في رأسي مجموعة افكار ومعلومات واجراءات قامت بها الحكومة الصينية في اطار معالجة موضوع التزايد السكاني وكيف حققت الصين نموا مستمرا بمعدلات تزيد عن 10 % ولا باس إن يعلم المعنيين والمواطنيين والراغبين في الزواج اذا استطاعوا إلى ذلك سبيلا بهذه الاجراءات والافكار علها تفيد لاننا من البلدان التي تعاني زيادة سكانية كبيرة جدا وهي من اعلى المعدلات في العالم باعتراف صندوق الامم المتحدة للسكان وللعلم إن المانيا تحتاج إلى 200 عام حتى يتضاعف عدد سكانها اما سورية كل 17 عام يتضاعف عدد سكانها !!!!!؟؟؟؟؟؟

سر الصين الكبير
كيف يمكن لنظام ما إن يدير وطنا يضم 25 % من سكان الارض ؟؟؟؟؟
السؤال مهم جدا ومثير ولكنهم في الصين يحاولون الاجابة . في الماضي القريب كان عدد سكان الصين 541 مليون عام 1949 حين تاسست الدولة الجديدة ولكن ما إن مرت سنوات خمسون اخرى (999)حتى يبلغ عدد السكان حوالي 1200 مليون أي اكثر من ضعف ما كان عليه .
أي اصبح حجم سكان الصين مساويا ل5 اضعاف سكان الولايات المتحدة الامريكية
واصبح السؤال كيف يمكن التعامل مع هذه الارقام الضخمة ؟؟؟؟؟
في علم السكان الارقام محايدة فهي خير أو شر ميزة أو عبء مكسب أو خسارة وفقا لطريقة التعامل معها .
والصين تملك مساحة ضخمة تصل إلى 9,6 مليون كيلو متر مربع ومع ذلك فان المساحة وحدها بما تضمه من موارد لا تحل المعضلة .
المعضلة الكبرى إن يجد هذا المجتمع البشري الضخم : الماكل والملبس والمسكن والصحة والتعليم .
المعضلة الا يرتفع مستوى المعيشة فيقف الصيني ( محلك سر مكانك راوح ) بينما يجري النظر لدولته كواحدة من الدول الخمس الكبرى العظمى .
المعضلة إن تصبح المدن خلايا تغص بالبشر تحكمها الفوضى وتقضي عليها سيكولوجية الفرصة المحدودة .
الانقلاب المزدوج
في الصين وفي مواجهة معضلة السكان حدث الانقلاب مرتين مرة على جبهة التزايد السكاني ومرة على جبهة تزايد الموارد
حتى السبعينات كانت نسبة التزايد السكاني 2,5 % سنويا أي كما هو عندنا اليوم في 2006 ونحن نغني لهذه النسبة بصوت الفنان الموهوب علي الديك اما الصينيين ماذا فعلوا ؟؟؟؟
بدأوا سياسات تنظيم النسل فهبط معدل التزايد إلى 1,4 سنويا واصبح حجم السكان تحت السيطرة وكان الطريق إلى ذلك مجموعة من البرامج والقوانين والنظم وليس منها الغناء في الملاعب الرياضية ؟؟؟!!!!!!!!!!!!
• ينظم قانون الزواج في الصين سن الزواج ومعدل الانجاب فالسن لا تقل عن 25 عاما للذكور و22 عاما للاناث وفي التطبيق العملي ووفقا لاحصاءات الثمانينات بلغ متوسط سن الزواج عند الاناث 26 أي إن فكرة تاخير الزواج قد تحققت بالفعل
• الاهم إن المسموح بانجابه هو طفل واحد فقط لكل اسرة باستثناء مناطق محدودة جدا مترامية الاطراف أو مناطق قليلة الكثافة ويصعب فيها تطبيق القاعدة يسمح فيها بانجاب طفل ثاني فقط
• البداية دروس للتوعية في المدرسة والمصنع والمدينة والقرية والنهاية حوافز وعقوبات لمن يطيعون أو يخالفون
• التعقيم الصناعي يمنح صاحبه حق الحصول على اجازة مدفوعة باجر كامل
• شهادة الولد الواحد تعطي الاسرة معاملة تفضيلية في القبول برياض الاطفال والالتحاق بالمدارس والحصول على فرص العلاج والسكن
• يمنح الولد الواحد مكافأة سنوية لاسرته حتى يبلغ الوليد سن 14 عاما
• في الريف الحوافز تختلف حيث يمنح الفلاح ابو الولد الواحد الحق في حيازة اكبر مساحة من الارض وقسك اكبر من البذور والاسمدة والمبيدات الممتازة
• عندما تقع المخالفة ويزيد عدد الابناء عن واحد يجري خصم جانب من الراتب بواقع 10 % قد تصل إلى 14 عام
• في الريف يدفع الفلاحون غرامة ويجري تخفيض نصيبهم من الارض

اذا الحافز والرادع هما الادتات اللتان توجهان سياسة السكان وليس الغناء من قبل مطربنا الحبوب الاستاذ علي الديك !!!!!!!!!!
حتى الان النتائج ايجابية ورائعة لقد نجح انقلاب السكان وهبط المعدل إلى النصف على وجه التقريب وانا دائما اقول لرفاقي واصدقائي ما هو متاحا لغيري يجب إن يكون متاحا لي فما هو متاح للصين يجب إن يكون متاح لسورية

ضبط السكان وحده لا يكفي !!!
هناك بعد ثاني للمسالة وهو زيادة الانتاج وهو المححد الثاني لمواجهة المعضلة وللاسف نحن لم ننجح لا في السكان ولا في زيادة الانتاج .
- لقد كان محور التنمية الاقتصادية هو المحدد الاول لسياسة الصين منذو بداية الثمانينات حيثجرى الاعلان عن سياسة الانفتاح وظهر اقتصاد السوق الاشتراكي الصيني
- الصين دولة زراعية في المقام الاول و83 % من سكانها يقيمون في الريف لذا كان لا بد إن تكون البداية هناك بتغيير علاقات الانتاج واتاحة الفرصة للحافز الفردي وبالفعل حصل ذلك حيث بدلا من إن يكون الفلاح الصيني عاملا اجيرا اصبح متاحا إن يحصل الفلاح على حق الانتفاع بالارض وان يزرع لحسابه وان يبيع انتاجه بشرط واحد وهو عدم مخالفة قانون الانجاب
- زاد الانتاج وارتبط الريف بالصناعة حيث اصبحت الفلسلفة نربط بين الاثنين حتى يتم توظيف كل القوى العاملة وحتى تتاح فرص دخل اعلى
- من الريف إلى المدينة امتد الانفتاح ليتيح فرصة للقطاع الخاص الوطني والاجنبي وتلك ايضا كانت قصة رائعة كتبت مقالا عنها منشور في الحوار المتمدن
- تم بناء مناطق اقتصادية خاصة تتمتع بمرونة كبيرة جدا لتكون طليعة التحول نحو اقتصاد السوق الاجتماعي الاشتراكي الصيني
- كل ذلك جرى بموازاة استقدام التكنولوجية الحديثة وتو طينها
- وفق ارقام البنك الدولي حققت الصين معدلات عالمية قياسية في معدل نمو الناتج المحلي 10 % سنويا ومعدل نمو الانتاج الصناعي 13 % وتحول هيكل الانتاج حيث كانت الزراعة 44 % من الناتج عام 965 اما اليوم 20 % اما الصناعة اليوم 60 %
- زاد نصيب الفرد من استخدام الطاقة نحو خمسة اضعاف
- بلغ متوسط العمر للذكور 70 عام وللاناث 72 وهو من اعلى المعدلات في العالم

ارقام تثير الدهشة
قراءة الارقام تثير الدهشة فعلا فبالرغم من إن الصين مازالت من الدول ذات الدخل المنخفض فانها استطاعت إن تخصص 37 % من الناتج للاستثمار وتم تغطية ذلك من الادخار المحلي ولا يوجد قروض خارجية كبيرة على الصين وديون الصين بحجم ديون مصر !!!!!!!!!
تحققت معدلات مرتفعة للنمو ومع ذلك فانهم يقولون لكن المستقبل شيء اخر
ويدعون الخارج للاستثمار في الداخل كما يدعون الداخل لمزيد من النشاط الخاص
ووفقا لدراسة صينية تحت عنوان صين القرن الحادي والعشرين يتوقع باحثان اقتصاديان إن تشهد الصين عدد من المتغيرات اهمها ريادة عدد المدن إلى 500 مدينة
• هناك يقولون لقد بد ا الانطلاق والقول صحيح
• نابليون قال الصين مارد نائم فلا توقطوه
• ليستر ثارو يقول إن القرن الحادي والعشرين قرن الصين وهي التي ستصل إلى القمة وستبقى هناك على القمة
• عبد الرحمن تيشوري يقول لا ينفع غناء علي الديك من اجل اسرة اصغر ومن اجل مستقبل افضل

#عبد_الرحمن_تيشوري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات