نساء و فتاوي عن تحرير الرجل و زواج المسيار

هشام الصميعي

الحوار المتمدن-العدد: 1611 - 2006 / 7 / 14 - 10:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

بعد مئة عام على صدور كتاب تحرير المرأة للكاتب الكبير قاسم أمين، صدر مؤخرا كتاب مضاد بعنوان تحرير الرجل للكاتبة المصرية عزة أحمد هيكل، دعت فيه إلى الحاجة لميلاد رجل جديد قادر على تحرير ذاته و التعبير عن معتقداته و أفكاره دون تزييف أو ازدواجية ثقافية ، و أكدت الكاتبة بجرأة لا نجدها حتى في كتابات بعض فرسان الكلام في زماننا، أن الرجل بات بدوره ضحية لقيود اجتماعية و سياسية، تجعله عاجزا عن ممارسة حريته الشخصية ، و لا يجد تعويضا لهذا النقص إلا المرأة فيستخدم معها وسائل يتصور انها تؤكد تفوقه و هيمنته في مجتمع تحكمه ثقافة الخوف حسب تعبير الكاتبة• ولا أدري إن كانت الأيام القادمة ستحمل لنا مفاجآت كخروج النساء في مظاهرات عارمة تطالب بتحرير الرجل ، و رفع الوصاية عن الجنس الخشن عبرتمتيعه بحقوقه كاملة قد تصل الى المطالبة باسقاط لائحة الاستفسارات التي يتلقاها بعض الأزواج من طرف زوجاتهم في بعض الأحيان• لكن المهم هو أن بعض الأزواج المثقفين هذه الأيام ، و تكريما للمرأة وفي سياق المعركة التي تقودها النساء حول التمثيلية في الانتخابات، تمت المساواة بينهن وبين أقوى وزارة عندنا بأن أصبحوا يطلقون على شريكة الحياة اسم الداخلية ، وباح لي صديق مؤخرا بأن السر في هذه التسمية، لم يأت نكاية أو تشفي في الوزارة ، ولكن بكل بساطة لأن الزوجة في الغالب هي التي تقوم بتحضير كل الاستحقاقات عندما يتعلق الأمر بالشؤون الداخلية للبيت ، فهي التي تشرف على اختيار أنواع الأفرشة و حتى ألوان جدران البيت ، وتحدد لوائح المدعويين عندما يتعلق الأمر بحفلة أو مؤدبة ، و هي كذلك من يشرف على طبخات وجبات الأكل ودوائر السلطات (بفتح السين) و أضاف و»ياويل لي غضبات عليه مراتو الغضبة ديالها في زمن المدونة، ولات أكثر من ديال الداخلية» • وبعيدا عن تحرير الرجل شنت الكاتبة نوال السعداوي هجمة مرتدة على المرأة العربية في حوار نشرته صحيفة الكفاح العربي مؤخرا ، حيت اعتبرتها مجرد مخلوق جنسي يعيش ويحيى من أجل ذلك وأضافت السعداوي: ان أكبر هاجس للفتاة هو المحافظة على عذريتها، رغم ان 30% من البنات لا ينزفن ليلة الزواج، مع العلم انهن لم يلتقين برجل جنسيا قبل ذلك وهو ما يدفع بعض الازواج الى طلاق زوجاتهم او قيام الآباء بقتل بناتهم نتيجة لذلك، رغم ان البنات مظلومات وشريفات، وفجأة ليلة الزفاف تتحول البنت الى مخلوق جنسي لا هدف له سوى ممارسة الجنس وينتج عن ذلك شخصيات مشوهة• وأوضحت الكاتبة المتميرة بأنها تعتقد أن الحجاب حجاب العقل وان الحجاب والنقاب الحالي يؤديان الى مصائب عديدة لدرجة ان «البعض يرتكب جرائم تحت ستار النقاب والحجاب» مذكرا بحكاية رجل كان على علاقة غير شرعية بسيدة متزوجة وكان يذهب اليها منقبا ويقوم الزوج المخدوع من زوجته بفتح الباب له والترحيب به دون ان يعرف انه عشيق زوجته ويدخل الرجل المنقب الى حجرة الزوجة ويمارس معها الرذيلة ولا يستطيع زوجها الدخول الى الغرفة لان المنقبة لا تستطيع ان تكشف وجهها حتى امام زوج صديقتها• وقالت نوال أن الحجاب لا يدل على الاخلاق"• لكن المثير من كل هذا هو أن السعداوي المدافعة عن تحرير المرأة اعتبرت زواج المسيار الذي أجازه المجمع الفقهي الاسلامي بدول الخليج مؤخرا للحد من مشكلة العنوسة أفضل من الزواج الرسمي• و المعروف في مثل هذا الزواج أن الزوجة تتنازل بمقتضاه عن النفقة و البيت ، بحيث تستمر في العيش في بيت عائلتها و يعودها الزوج من حين لآخر عندما يريد قضاء وطره منها، بمعنى آخر أن هذا الزواج لا يتأسس سوى على المعاشرة الجنسية الصرفة بعيدا عن المودة، هذا فضلا عن أنه يضيع حقوق الزوجة و يعتبر بمتابة اهانة لها، حيث رفضه فقهاه آخرين كالشيخ الكبيسي بالعراق الذي صرح في موقف مثير من هذا الزواج لجريدة الشرق الأوسط قائلا : «و الله لو جاءني أمير يريد ابنتي بمثل هذا الزواج لبزقت على وجهه، و طردته من بيتي شر طردة» وكان الأجدر أن يناقش هؤلاء الفقهاء المشاكل الكثيرة التي يعيش في ظلها عشرات الآلاف من المطلقات اللواتي يعشن و أبناءهن على المساعدات الخيرية التي تقدمها الجمعيات بهذه الدول، بدل انتاج عقود زواج غريبة الأطوار كما هو الشأن مثلا بزواج المصياف الذي حللوه كذلك و يكون بمناسبة العطل الصيفية، و ما ان تنتهي العطلة الصيفية حتى تجد الزوجة نفسها مطلقة برسالة عبرالبريد المضمون تصلها الى البيت• و الظاهر أن تفشي العنوسة في المجتمعات الخليجية خلال السنوات الأخيرة، بحيت و صلت الى أرقام مخيفة (مليونان في السعودية) جعلت بعض الفتاوي يصدق فيها المثل القائل «القضاء بلي كاين من أجل وضع حد لهذه المعضلة الاجتماعية» ، و آخر التقليعات في هذا الباب تحليل زواج غريب يسمى بـ»زواج الأنس والطرب»، انتشر على نطاق و اسع بالكويت في الشهور الأخيرة على خلفية فتوى من شيخ مغمور يدعى أبو محمد المعين تجيز أن يتزوج الشاب من المرأة التي تأتي إلى «قعدات الأنس و الطرب»، بشرط أن تكون مطلقة أو أرملة، و بوجود عاقد للزواج غالبا ما يكون هو متعهد الحفلة بعينه وشاهدين عدلين يكونان كذلك من المدعوين للحفل • وعندما ينتهي زوج الغفلة من جلسات الأنس، فله الخيار بين امساكها بمعروف أو تطليقها من غيرعوض مع سماع آخر أغنية يعزفها المطربون غالبا ما تكون بعنوان بودعك آخر وداع • و على خلاف هذه الفتاوي المزواجية يعطي الكوريون الجنوبيون أهمية خاصة للعرافين عندما يتعلق الأمر باختيار أوقات الزواج ويقول مدير رابطة العرافين بسيول بانج سيوك، أن أفضل و قت للزواج في القرن الماضي كان عندما غزت جيوش نابوليون بونابارت أوروبا وعندما انتهى بيتهوفن من تأليف سيمفونيته الخامسة، و يضيف ان سنة 2006 هي أكثر الأعوام المبشرة بالخير خلال هدا القرن، و يستدل على دلك بأنها السنة القمرية الوحيدة التي اشتملت على فصلين للربيع، و هذا بنظره علامة على الطاقة الفياضة التي تجلب الحب و السعادة• ومن المنتظر أن تسجل هذه السنة عندهم رقما قياسيا من حيث عدد مراسم عقود الزواج الجديدة فيما يتشاءمون من السنة الماضية التي يطلقون عليها سنة الأرامل و المطلقات، علما بأن ظاهرة الربيع المزدوج حدثت 12 مرة منذ عام 221 قبل الميلاد• و بخصوص النساء دائما، و من عالم الفن هذه المرة قصفت الراقصة الشهيرة فيفي عبدو الفنانة هيفاء صاحبة أغنية الواواا بصاروخ من منصة المجلة المصرية عندما أكدت أن الفنانة الأخيرة مجرد اشاعة مصطنعة ، مؤكدة أن المصريين لا يحبونها، بل يحبون الجمال المصري السمين• وعلى حد تعبيرها بالمصرية قالت : مين هيفاء دي، ايه دي متجيش جنب جمالي حاجة خالص ، وبتحدي كبير طالبت فيفي من رئيس تحرير المجلة بأن ينشر صور مقارنة بينها و بين الهيفاء قبل التجميل لاظهار الحقيقة، وأسبوع بعد هذا التقرير كتب ناقد لبناني ضرباتو النفس على هيفاء عن فيفي عبده بأنها تعتقد أنها شابة ونسيت أنها بجيل اجداد هيفاء• لكن أحد الظرفاء صرح قائلا» وفيها شنو كاع، ياك بجوجهم تايشطحو» ولكي لا يقول أحد بأني أتشفى في النساء أترككم مع هذه الضريفة التي جاءت في الثرات مرت امرأة منخرقة الخف برجل فأراد أن يمازحها فقال : يا امرأة خفك يضحك فأجابته ببديهة : انه يضحك من كثرة مايضحك فاذا رأى كشخانا مثلك لم يملك نفسه ضحكا•

#هشام_الصميعي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات