أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد علاء الدين عبد المولى - صهيل كنعاني














المزيد.....

صهيل كنعاني


محمد علاء الدين عبد المولى

الحوار المتمدن-العدد: 1610 - 2006 / 7 / 13 - 10:45
المحور: الادب والفن
    


لمع البرق الجليليُّ سماءً من خيول لؤلؤيّةْ
جوفَ رأسي / فمن اغتال صهيلي
وأراق القلبَ قنديلاً بلا زيتٍ
ومن غشّ دماً ما جفّ في جمجمةٍ
فرّغها الفاشيّ من أنهارها
فانبعثتْ منها فراشاتٌ...
ألا تبصرها يا طفلُ؟
تابِعها ولوِّنها
يحقّ الآن أن تلعبَ بالريحِ
وأن تكسر ميزان العروشِ الأبديّةْ
ويجوز الآن تجوالُكَ مثل الشّبحِ الفاتنِ
أن تطلع من أقداحهم
أن ترميَ الأوراقَ
أن توقفَ طاحون الكلامْ
وتكون الكوكبَ الطالعَ منْ شرق الحطامْ
ولك الآن مديحي
لا لثعبانٍ تمطّى في ضريحِ
وطواغيتَ يؤدّون على مزمار داود الأذانْ
هذه توراتهم نافورة القتلى
ذئابٌ ولواطّيونَ
يفتضّون حتى جدّهم تحت الخيامْ
فانزلوا كالشهبِ في آثارهم
كيما ننقّي الأرض حتى من نطاف النّسلِ
في أزهارهم...
*
لا تقولوا كسرَ الشعرُ أواني خمره
فأنا في لحظة التّيه السّديميّةِ
والبحرُ الذي في حلمي غادرَ رؤيا بحرهِ
سفني مشطورةٌ
حنجرتي شاةٌ على المذبح
والرّبّانُ قرصان البحارْ
أعزلٌ حتى من الماءِ
وفي قلبي سراديبُ غبارْ
كان لي اسمٌ مع الأمطار
لي محراثُ أرضٍ في ترابٍ
ولدت فيه عناةٌ بعلها الأخضرَ
لي عطرٌ على هذي الصخورْ
ودنان الخمر لي
والرّقصةُ في قبّةِ أمّ الغيثِ
لي جدٌّ نديٌّ يأخذ الأبقار في حقلٍ
يعيد الثورُ طقسَ الخصبِ
لي زرع بدائيٌّ يفورْ
ولقد ينضج ثديان لعشتارَ
وقد تكثر في أرضٍ بذورْ
كان لي ما كان...
من أين أتى هذا الهلاميّ
ليصطاد غزال الآلهاتْ؟
كان لي عيد الرعاةْ
في المروج العامريّةْ
كان لي خبزٌ وسمنٌ
ويدي ممزوجةٌ بالأرضِ
تستولدُ منها العشبَ والأحجارَ
قامتْ في مقامي ربّة الينبوعِ
تسقيني أباريقَ من الفضّةِ
تغدو في عروقي فتياتٍ سوف يصعدن الجليلْ
ويمشّطن الدّوالي بأصابيعَ من المرمر
يكسرن هواء الفجر بالخصرِ النحيلْ
فأناديهنّ أن يصبحن تحت الشمس ناياتٍ
من العري ليخصبن النخيلْ
فيفاجئن صباحي:
سيُزفّ العرس يا شاعر أحلى
إنما دعنا قليلاً
لنواري عند هذا السفح مليون قتيلْ
*
صعد الدمّ الفلسطينيّ أبراج الوجودْ
فرأى أطلالَ عادٍ وثمودْ
ورأى في الشرق عشرين سدومْ
ومماليك وأقزاماً وأذناباً
رأى الثعلب ناطورَ الكرومْ
وأنا الشّاهد والمشهودُ
والوالدُ والموؤود
هل كنتُ أسلّي مسرح الرّومانِ
فلتُحرق إذا روما
لندخل في أثينا
فلنا أن ننتقي ثالوثِها العالي
ونزداد إلى الخلد حنينا...
*
هكذا تنفجرُ الأرضُ
حفاةٌ نحنُ من أرواحنا
نلبسُ خفّينِ من النّارِ
ونعدو خلف أسوارِ المدينةْ
عدْ إلينا أيها الفجر لننقضّ على الطاغوت
أو ننزلَ قنديلَ السّفينةْ
عد بنا للأرضِ
واسحبْ من أغانينا جيوشكْ
وانعتقْ من عرباتٍ أنتَ فيها كائنٌ ما لا يسمّى
صاعقاً برقُ ضحايانا يوافيكَ
وتصحو فجأةً في بابكَ السرّيّ أشباحٌ لنا
تلهو حواليكَ
ونقتادُ إلى وجهك مرآةً
فهل وجهُك هذا أم ترى فيها وحوشكْ؟
عد بنا للأرضِ أو فاحمل نعوشكْ
*
رفعَ الطفلُ على أحجارهِ الصّمّاءِ دولةْ
وأعاد الدم للفردوسِ
والعشقُ رمى في مهده المنسيّ فلّةْ
هو يبني بيديه قبره
ويربّي ـ منذ أن يولدَ ـ قتلهْ
فإذا شُيِّع فلنترك إلى جانبه قبراً إضافيّاً
لنرمي فيه أهلهْ
ولندع عينيهِ شبّاكين مفتوحين
قد تولدُ ريحٌ منهما
آه ما أوحش هذا البحر في أرواحنا
يبلعنا حوتٌ نحاسيّ سكنّا البحرَ قبلهْ
فرمى أصدافنا في النارِ
لم يترك لحوريّاتنا حبّة ياقوتٍ
ولا للسمك الأخضر في أحلامنا ماءً فراتا
لوّث البرزخَ, حتى اختلط الموتى مع الأحياء
وازدادوا مواتا
آه يا كوناً تهاوى فكره الرّمليّ
عد نحوَ الجحورْ
فلقد ضجّت بسكناها القبورْ
وسينمو قلقُ الطوفانِ
لن يُعصمَ حتى نوحُ
هذي الأرضُ قد أثقلها القتلى
فما عادت تدورْ
فلتكن جائحةٌ توقِفُ هذا العبثَ الدائرَ
ما بين العصافيرِ وقطعان النمورْ
علّ الأرض كنعان يسوق الإبلَ العطشى
إلى الماء فلا يسلبه الجندُ مزاياه
وأمشاطَ العذارى وهدايا العرسِ...
علّ الآب يُحيي ابنه
دون صليبٍ عند بابِ القدسِ...
وليهتفْ بنوه الطيبونْ
يا إلهَ الخصبِ كن
فيلبّي ويكونْ
11/10/2000



#محمد_علاء_الدين_عبد_المولى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أشهد أني أموت
- أجنحة تطير ولا تطير
- نامت الأنثى / سافرت
- كيف تصبح شاعرا مشهورا في ستة أيام
- العرب والنموذج الأمريكي
- وليد معماري
- زفة بحرية
- غموض غير متععمد
- عن واقعية ماركيز وسحره
- الشاعر نزيه أبو عفش والبحث عن الجمال المفقود
- ياسمين على جبين ياسين الحاج صالح
- محاولة لتصحيح المعنى تحت المطر
- مفتاح آخر على باب سردابها
- الشاعر موحشاً
- رقصة على أرض موحشة
- من آناء الليل والنهار
- قصائد تنقصها البداية
- بعض المختلف في شعر نزار قباني
- احتمالات بائدة
- ردا على عينيك


المزيد.....




- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد علاء الدين عبد المولى - صهيل كنعاني