أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن حاتم المذكور - 14/تموز: نهضة القيم الوطنية وكبوتها














المزيد.....

14/تموز: نهضة القيم الوطنية وكبوتها


حسن حاتم المذكور

الحوار المتمدن-العدد: 1610 - 2006 / 7 / 13 - 10:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


14 / تموز 58 : ابتداء معها ربيع الخير والرحمة والعدالة .. حاصروها الأراذل واستباحوها وقطعوا عنقها .. فتماسكت جذورها صرخة راسخة في عمق الضمير العراقي ’ لتشرق يوماً تموزاً قادماً على موعد مع الناس .
14 / تموز 58 : ثورة قيم وطنية شاملة نهضت وتعثرت وتركت دروساً تنتظر من يراجعها ويبحث فيها عن طريق لمستقبل العراق .
14 / تموز 58 : التاريخ عندما ينفض عباءته من اتربة الأزمنة الرديئة ’ ويغسل وجهه من قذارات عصور الشذوذ العقائدي والشرائعي والطائفي والعرقي ’ وما تراكم في مستنقع الأنحطاط من اعراف واوهام ومفاهيم وانحرافات.
كُتب الكثير وسيُكتب الأكثر عن ثورة 14 / تموز الوطنية ’ عن انجازاتها التاريخية وقياداتها وزعيمها ’ انصفت الفقراء ولم تلحق الأذى بميسوري الحال ’ بجراة نادرة زرعت الحريات الديموقراطية ’ منظمات واتحادات وروابط للمرءة والشبيبة والطلبة والعمال والفلاحين والفئآت المثقفة وغيرها على امتداد سعة الشارع العراقي ... وكذلك نخب قدمت للوطن والأنسان كل ما استطاعت بما فيه حياتها ولم تأخذ معها سوى اقل مما تستحق من راتب تقاعدي احياناً لا يكفي اعاشة نصف عائلة
زعيم تجمعت في خصاله وروحه وقلبه وخلقه كل ما تخيلناه من خصائص المصلحين والتقات والأنقياء الى الحد الذي لم يسبقه من دخل ذاكرة العراقيين ومخيلتهم بمثل ذلك الرسوخ الأسطوري .
فهوَ يسكن القمر .. ويهبط نجماً يقبل تراب الوطن ويحتضن ارواح الشهداء ويمسح دموع الضحايا .. وسندباداً للرحمة يرحل مع الريح حيث المهجرين والمهاجرين ’ يرفع الحزن عن وجوههم ويزرع الأمل في قلوبهم ويكحل عيونهم بشيء من الفرح القديم .. وهوَ " بياض بغرة التاريخ " ( الشاعر عريان السيد خلف ) ’ وهوَ ايضاً واثناء ارتكاب الجريمة في انقلاب 08 / شباط / 63 كان من الجراءة والبسالة وسمو الروح ما يفوق حدود الشجاعة ’ ويقول عنه الفقراء والطيبين من الناس : انه لم يقتل .. انه اختفى في الماء خالداً وقد شربته الأمهات ومن دم الأجيال سيعود .
نهضت القيم الوطنية مع ثورة 14 / تموز / 58 وسط ظلام واعاصير الدسائس والمؤامرات ومجازر الحروب الباردة لعمالقة الرذيلة ’ وتمت مقايضتها في اسواق الأنحطاط الدولي للقيم والأخلاق والألتزامات الأنسانية .. فهناك من تخلى عنها وخدعها وفتح عليها ابواب الجحيم .. وهناك من دخلها بقطار المؤامرة القذرة في 08 / شباط البعثي .. ذبحها واستمر يمثل بجسد العراق شعباً و وطناً الى يومنا هذا .
كان قطار المؤامرة ــ الجريمة ــ امريكياً بأمتياز .. وادوات المجزرة كانت محلية واقليمية وعروبية حيث كان العراق محاصراً تماماً كما هو عليه الآن .
اختطفوا ثورة 14 / تموز ’ وتركت جذورها راسخة في الضمير الوطني ’ من قيم ومُثل شهدائها وضحاياها تتناسل ارادة ووعياً في ذاكرة الأنسان العراقي ’ واستمر النقاء الوطني والأستقامة والكفاءة والتجرد ونكران الذات لقيادات الثورة وزعيمها بشكل خاص مقياساً ومحكاً تسقط عنده ما مر ويمر من حثالات الطائفية والعنصرية وزمر الفرهود والأختلاس.
ثورة 14 / تموز / 58 تركت تراثاً وطنياً وانسانياً واخلاقياً وتربوياً تسلح به وعي الجماهير وصبرهم وارادتهم .. يخسر هنا وينتصر هناك .. يتجذر .. ويتجذر حتى يصبح في طبع الناس ظاهرة تاريخية تغير ما حولها ايجاباً ولا تتغير سلباً وتدفع نحو الأفضل ولا تتراجع’ ما تحتاجه فقط هو ان يدرك ابناء العراق ’ انها كانت ثورة الأمــة بكل مكوناتها ’ وعليه يجب الرجوع اليها والتنقيب عن قيمها والتمسك بأهدافها والبداء منها .
لو قيمنا ثورة 14 / تموز’ ووقفنا اعترافاً امام محرابها لأستيقظ الوعي فينا وابتداءنا نغادر ازمنة الأنتكاسات والهزائم ولو انصفنا قياداتها وحاولنا الأقتراب على الأقل من ما يمتلكوه من قيم واخلاق ونقاءً وطنياً وجعلناهم مثالاً لنا لخرجنا من متاريسنا الأيديولوجية للعرق والطائفة والحزب ’ والتقينا جميعاً وبهوية مشتركة حول سفرة الوطن والأنسان .
ان نقد الذات وترطيب تيبسها وكسر العادات الخطاء وتقويم اعوجاج الخنوع والأنتهازية امر يتطلب وعياً وجراءة فائقة ’ وتوفر مقاراً مقبولاً من المؤهلات الوطنية والأنسانية .
فهل مثل هذا متوفراً في كيانات مزابل الواقع الراهن ... ؟
قطعاً لا .. .
تحية لثورة 14 / تمز / 58 .. اجلالاً واكباراً لشهدائها .. ووقفة اعجاباً وتخليداً وهيبةً وانتظاراً لزعيمها القادم تموزاً من رحم مصائب الوطن وزن الناس .
" ايها الزعيم ..
انت ترقد في قاع النهر ممزوجاً بطين واساطير الأنهار المقدسة .. وسنظل ننتظرك نحن الأبناء التعساء ’ ابناء الصرائف ’ الذين احببتهم كثيراً ’ على ظفاف الأنهار .
وعندما تخرج علينا يوماً من النهر ’ سنفرش قمصان اليتاما تحت قدميك ’ لكي تمر ايها الصديق " ( حمزه الحسن ـ كاتب عراقي )



#حسن_حاتم_المذكور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكومات بالمراسلة !!! .
- وأخيراً .. تصالح المتصالحون !!!
- الكرد الفيلية ... جرح يعشق العراق..
- الأرهاب والمصالحة ...
- المصالحة الوطنية عندما تكون ملثمة
- قُتل الزرقاوي ... ماذا عن الأزارقة ... ؟
- انهم يقتلوننا يا سيادة الرئيس...
- القاضي رؤوف يتراجع حيث انتهى رزكار
- المركز العراقي الألماني الثقافي : نشاط مشكور
- مجزرة القيم
- الكرد الفيليه : معاناة على الرفوف الخلفية
- كوابيس عراقية
- اسئلة عراقية تبحث عن جواب مفقود
- ثقافة الفرهود الى اين ؟
- سيدنا ونصيبنا الرئيس
- غربان المنطقة الخضراء : مجرد مقارنة
- بين ثقافتين
- خيطوا النخب ... ومزقوا الشعب
- لن نغرق في البحر والعراق حقيقتنا .
- دهاء الرئيس عندما يكون سذاجة .


المزيد.....




- بتدوينة عن حال العالم العربي.. رغد صدام حسين: رؤية والدي سبق ...
- وزير الخارجية السعودي: الجهود الدولية لوقف إطلاق النار في غز ...
- صواريخ صدام ومسيرات إيران: ما الفرق بين هجمات 1991 و2024 ضد ...
- وزير الطاقة الإسرائيلي من دبي: أثبتت أحداث الأسابيع الماضية ...
- -بعضها مخيف للغاية-.. مسؤول أمريكي: أي تطور جديد بين إسرائيل ...
- السفارة الروسية في باريس: لم نتلق دعوة لحضور الاحتفال بذكرى ...
- أردوغان يحمل نتنياهو المسؤولية عن تصعيد التوتر في الشرق الأو ...
- سلطنة عمان.. مشاهد تحبس الأنفاس لإنقاذ عالقين وسط السيول وار ...
- -سي إن إن-: الولايات المتحدة قد تختلف مع إسرائيل إذا قررت ال ...
- مجلة -نيوزويك- تكشف عن مصير المحتمل لـ-عاصمة أوكرانيا الثاني ...


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن حاتم المذكور - 14/تموز: نهضة القيم الوطنية وكبوتها