أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - عبدالله الأيوبي - يرحل الإنسان وتبقى المبادئ














المزيد.....

يرحل الإنسان وتبقى المبادئ


عبدالله الأيوبي

الحوار المتمدن-العدد: 1610 - 2006 / 7 / 13 - 10:52
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


رحل المناضل الوطني أحمد إبراهيم الذوادي وودعت البحرين برحيله صباح السبت (أمس الأول) واحدا من ابرز مناضلي الحركة الوطنية البحرينية الذي وهب جل حياته من أجل تحقيق هدف طالما سعى المناضلون المخلصون لأوطانهم إلى تحقيقه وتكبدوا من أجل بلوغه ويلات ومصاعب النضال، ففي خضم موجات النضال الوطني، ليس من السهل على القاطرة الوطنية أن تقطع طريقها لبلوغ أهدافها من دون أن تعترضها الصعاب والعراقيل المختلفة، فهذه أمور طبيعية جدا إذ ان قاطرة النضال الوطني قد تتوقف في منتصف الطريق وقد تتعطل في محطة من محطات النضال. فليس هناك شعب على ظهر الكرة الأرضية تحققت أمانيه بمجرد أن طالب بها أو سطرتها قواه الوطنية في أجنداتها وبرامج نضالها الوطني، فلهذه الأماني أثمان لا تستطيع دفعها إلا القوى الملتصقة حقا بشعوبها والمخلصة دوما للمبادئ التي تسترشد بها وتتخذ منها نبراسا لمسيرتها الوطنية فتقود إلى بناء وطن حر وشعب سعيد طالما تغنى بهما الفقيد طوال محطات مسيرته النضالية واعتبرهما هما وطنيا يخص كل من هو مخلص ومؤمن بهذا الشعب وهذا الوطن. فالأستاذ أحمد الذوادي يختزن في قلبه صفحات كثيرة وغنية من صفحات النضال الوطني، فهو قد عايش الحقبة الاستعمارية البريطانية إذ عمد الاستعمار إلى تنفيذ شعاره الشهير «فرق تسد« وكان أوج تطبيق هذا الشعار الخسيس منتصف الخمسينيات حين تفجرت الحركة الشعبية البحرينية ضد الاستعمار ومخططاته الدنيئة، في تلك الحقبة الخمسينية استلهم الشاب اليافع الذي صقلت أفكاره ورؤاه المعاناة التي تعيشها الطبقات المسحوقة فتشرب من المبادئ الإنسانية النبيلة التي تحولت عنده إلى شعلة ووقود يعطيانه القوة على الصمود والإصرار على تحقيق أحلام الإنسان البحريني البسيط. ترجل الذوادي، ورغم ثقل المهمة الوطنية التي حملها على عاتقه متنقلا من بقعة عربية إلى أخرى من دون أن تفارق قلبه أوال والاشتياق إلى «دواعيس« الصبا وأزقة المنامة التي طوتها قدماه في الكثير من الليالي الحالكة وهو يحمل في قلبه أفكارا كانت في تلك السنوات كفيلة بأن تبعده عن أنوار الشمس سنوات وسنوات، إلى جانب هذا الهم الوطني الكبير أبى المرض الخبيث إلا أن ينقض على جسمه النحيل منذ منتصف التسعينيات وما يشكله هذا المرض من هاجس ثقيل على كل إنسان فأضاف عبئا آخر على كاهل هذا المناضل الوفي لمبادئه وإخلاصه لوطنه ومواطنيه، لكنه صمد وقاوم حتى رحل. ترجل أحمد الذوادي نزولا عند إرادة سنة الحياة، فالإنسان يولد ويشب ويشيخ ثم يموت، لكن الأفكار هي وحدها التي تكبر وتتطور باستمرار طالما هناك من يؤمن بهذه الحقيقة ويجعل منها شعلة الحياة، وهو ما آمن به فقيد الوطن والوطنيين وجعل المبادئ التي استلهمها من واقع الحياة التي عاشها وعايش أشخاصها المختلفين بوصلته في الحياة، فلم يستسلم لصعوبة الغربة والبعد عن الوطن، بل جعل من هذه الظروف القاهرة درسا يتعلم منه أهمية التمسك بالمبادئ. ليس من شك في أن رحيل أحمد الذوادي بعد سنوات عطاء وطني حافلة بالمواقف المشرفة من قضايا وطنه وأمته سيترك فراغا كبيرا وسط التيار الوطني الديمقراطي الذي هو بأمس الحاجة في هذه الظروف بخاصة إلى مناضلين يختزنون خبرة النضال ومتمرسين على التمسك بجوهر المبادئ لا بقشورها، لكن، ومع فداحة الخسارة التي أصابت هذا التيار برحيل الذوادي إلا أن مشوار النضال لا يتوقف برحيل القادة طالما هناك من يؤمن ومن يتعلم من هؤلاء أسلوب العمل من أجل الوطن. لقد كان توحيد التيار الوطني الديمقراطي في بلادنا الذي يعاني تشرذما وضعفا أثرا كثيرا في مسيرته الوطنية، هما آخر من الهموم التي حملها أحمد الذوادي وظل مؤمنا بها سواء حين كان خارج الوطن مع بقية رفاقه الوطنيين، أو بعد عودتهم جميعا في أعقاب إطلاق المشروع الإصلاحي لجلالة الملك، والمطلوب من هؤلاء الوطنيين الديمقراطيين مواصلة حمل المهمة والعمل على تحقيق وحدة هذا التيار، فتحقيق هذا الهدف هو خير وفاء لفقيد الحركة الوطنية البحرينية.



#عبدالله_الأيوبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...
- اعتقال عشرات المتظاهرين المؤيدين لفلسطين في عدة جامعات أمريك ...
- كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في المهرجان التضامني مع ...
- ال FNE في سياق استمرار توقيف عدد من نساء ورجال التعليم من طر ...
- في يوم الأرض.. بايدن يعلن استثمار 7 مليارات دولار في الطاقة ...
- تنظيم وتوحيد نضال العمال الطبقي هو المهمة العاجلة
- -الكوكب مقابل البلاستيك-.. العالم يحتفل بـ-يوم الأرض-
- تظاهرات لعائلات الأسرى الإسرائيليين أمام منزل نتنياهو الخاص ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - عبدالله الأيوبي - يرحل الإنسان وتبقى المبادئ