أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - عبدالله خليفة - عامل الخمسينيات قائداً














المزيد.....

عامل الخمسينيات قائداً


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 1610 - 2006 / 7 / 13 - 10:52
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


قبل أحمد الذوادي كان هناك قادة للحركة الوطنية الديمقراطية التقدمية لكنهم لم يتحولوا إلى بؤرة قيادية عامة، بسبب عدم توافر المزايا المركبة لهم، فقد أعطت حركة هيئة الاتحاد الوطني دفعاً كبيراً للقوى الشعبية من أجل البروز على مسرح الأحداث، لكن من دون أسس منظمة دقيقة وباقية، وكانت حركة عامة فضفاضة، ولهذا فإن القادة الذين سبقوا أحمد الذوادي في جبهة التحرير الوطني، لم يستطيعوا تحويلها إلى منظمةٍ عربيةٍ وطنية منتشرة بين الجمهور.
ولهذا حين يغدو أحمد الذوادي مؤسساً لجبهة التحرير الوطني البحرينية فإن هذا لا يلغي أدوار من سبقوه، لكن هذه الأدوار تراكمية، وتمهيدية، فقد كانت امتدادات لجهات قومية ووطنية أخرى، لكن تأسيس الذوادي كان تأسيساً عربياً بحرينياً وطنياً. إن الوعي التقدمي رغم عالميته فهو ذو تكوين وطني، يشتغلُ لتغييرِ بناءٍ محلي له خصوصياته، وخاصة عملية فهم العامة فيه بلهجاتهم وتاريخهم وإرثهم وظروفهم. وهي العمليةُ الديمقراطية التأسيسية التي يجابهها كل من يتصدى للتأسيس، فيغدو منفتحاً وشعبياً ومتفهماً لحاجات الجمهور ومطالبه مصغياً لانتقاداتهم. وبهذه المفارقة الكبيرة تشكلت تجربة جبهة التحرير الوطني كتنظيم بحريني متميز في شبه الجزيرة العربية، لم يستطع تنظيم آخر أن يكون بخصوصيتها في الخمسينيات، فهي قد وجهت طاقتها لدحر المستعمر، وتقدم بلدها، وأن تستلهم كذلك الثقافة الوطنية المحلية السابقة والثقافة التقدمية العربية والعالمية. مثل هذا التنوع والانفتاح يحتاج إلى شخصية عربية وطنية ديمقراطية، صبور وذات عزيمة كبيرة، وتستطيع أن تتغلغل في النسيج المحلي بتبصر، فاستطاع الذوادي أن يوظف العناصر النضالية السابقة لبناء أكثر أهمية. إن النشأة الشعبية للذوادي ذات أهمية كبيرة في هذا المجال. فحي الذواودة في قلب المنامة وعلى مقربة من أحياء كالعوضية شهدت ظهور الفكر التقدمي لكن لم تستطع أن تحوله إلى فكر منتشر بحريني. كما أن هناك مؤثرين آخرين كعلي دويغر في رأس رمان الذي جاء من العراق محملاً بزخم التجربة الوطنية العراقية وغيره، وكل هؤلاء ساهموا ولكن كانت مساهمة الذوادي انعطافية. ظهر الذوادي من صفوف البسطاء وتثقف، وساهم في تأسيس الأندية الوطنية المهمة في فترة الخمسينيات كنادي الفجر، والتي عبرها راح المثقفون ينشرون الثقافة الجديدة بين صفوف الناس، و كانت الخلايا في أثر هذه العملية الثقافية، وهي التي انتشرت وسط الفراغ السياسي الذي نشأ عن غياب هيئة الاتحاد الوطني، فكانت كلمة (الوطني) متابعة لدور نضالي عبر أدوات أخرى أقل شعبية ولكن أكثر استمرارية. إن الأشكال الفضفاضة من التنظيمات كالهيئة لا تصمد على مر السنين، لكن التنظيمات الصغيرة الطليعية تحتاج إلى قائدٍ صبور لغرسها في الأرض وتوزيع تأثيرها بين الجمهور، وهكذا فقد عكف الذوادي وغيره من المناضلين على مثل هذا الغرس الصعب الذي احتاج إلى معالجات وصراعات طويلة مع الأشخاص والتيارات والواقع. والفكر الوطني التقدمي فكر صعب غرسه في وسط تيارات قومية عاصفة وفي ظروف التخلف الاجتماعي، فهي تكره ما تتصوره دخيلاً، وتقاومه قبل الاستعمار الذي يعتبر هجومها على هذا الفكر قمعاً لا يقوم بأدواته هو ، متصوراً أن هذه التيارات تقوم بإلغائه عوضاً عنه. إن الشخصية الشعبية المتسامحة كالذوادي هي التي من الممكن أن تنمو في مثل هذا الجو، وهي أيضاً التي تستوعب التيارات القومية العاطفية وما فيها من مضمون حقيقي لا تستطيع أن تبلوره فكرياً. ومن هنا كان استيعاب المضمون الوطني القومي للبلد، وخصوصياته، لا ينفصل عن هموم العاملين، وتجسيد هذه الهموم في الممارسة اليومية ويتبلور في برنامج، وقد تمت صياغته في أوائل الستينيات من القرن الماضي فحدد الخطوط العريضة لتطور البحرين السياسي المستقبلي. نستطيع أن نقول: إن الحركة العمالية والشعبية للخمسينيات هي التي أتاحت الفرصة لشخصيات مثل الذوادي بالظهور على المسرح السياسي كشخصية بارزة، ولكنه هو أعطاها حياته كذلك، عبر تضحية طويلة امتدت من البحرين إلى المنافي المختلفة إلى العودة والمساهمة في التحولات السياسية الجديدة في مشوار امتد أكثر من نصف قرن.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دساتير هشة
- اليمين المتطرف بحاجة إلى اليمين المتطرف
- الناشطة الإيرانية والجزيرة
- الوضع العربي الراهن
- تنوير هادي العلوي
- الاحتجاجات مهمة ولكن...
- تفسخ رأسمالية الدولة
- البرجوازية القديمة وغياب الليبرالية
- وحدة اليسار في البحرين


المزيد.....




- تراجع 2000 جنيه.. سعر الارز اليوم الثلاثاء 16 أبريل 2024 في ...
- عيدنا بانتصار المقاومة.. ومازال الحراك الشعبي الأردني مستمرً ...
- قول في الثقافة والمثقف
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 550
- بيان اللجنة المركزية لحزب النهج الديمقراطي العمالي
- نظرة مختلفة للشيوعية: حديث مع الخبير الاقتصادي الياباني سايت ...
- هكذا علقت الفصائل الفلسطينية في لبنان على مهاجمة إيران إسرائ ...
- طريق الشعب.. تحديات جمة.. والحل بالتخلي عن المحاصصة
- عز الدين أباسيدي// معركة الفلاحين -منطقة صفرو-الواثة: انقلاب ...
- النيجر: آلاف المتظاهرين يخرجون إلى شوارع نيامي للمطالبة برحي ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - عبدالله خليفة - عامل الخمسينيات قائداً