أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فتحي سيد فرج - المسرح في مصر الفرعونية 2














المزيد.....

المسرح في مصر الفرعونية 2


فتحي سيد فرج

الحوار المتمدن-العدد: 1612 - 2006 / 7 / 15 - 05:39
المحور: الادب والفن
    


المسرح فى مصر الفرعونية(2)

عدد قراء المقال 19


العامل الثانى : التمركز الأوروبى حول الذات
تماماً مثلما يحدث فى عصرنا هذا حيث تجتذب الولايات المتحدة وأنجلترا وفرنسا طلابآ من جميع أنحاء العالم لما تتميز به هذه البلاد من ريادة وقيادة فى مجال الثقافة ، كذلك كان الحال فى العصور القديمة اذ كانت مصر صاحبة القدح المعلى فى مجال زعامة الحضارة وتدفق عليها طلاب العلم من جميع أنحاء العالم القديم يلتمسون الألتحاق بنظم الأسرار أو نظام الحكمة فيها .
وبدأت هجرة اليونانيين إلى مصر بغرض تلقى العلم نتيجة الغزو الفارسى 525 ق.م ، وأستمرت الهجرة إلى أن استولى اليونانيون على مصر وتيسر لهم الحصول على المكتبة الملكية بعد غزو الأسكندر الأكبر ، وتحولت الأسكندرية أنذاك إلى مدينة يونانية ومركز للأبحاث وعاصمة الأمبراطورية اليونانية فى ظل حكم البطالمة ، وكانت الثقافة المصرية لا تزال باقية وازدهرت باسم اليونانيين وتحت سيطرتهم ، إلى أن صدر مرسوما " ثيودورسيوس وجوستنيان " التى بمقتضاها أغلقت المعابد المصرية .


أما عن القول ان مصر كانت أعظم مركز تعليمى فى العالم القديم ذهب إليه اليونانييون شأن غيرهم لتلقى العلم ، فهذه حقيقة يمكن الرجوع فيها إلى أفلاطون فى محاورته " طياوس" حيث يخبرنا أن اليونانيين الطامحين إلى الحكمة أعتادوا زيارة مصر للأ لتحاق والتتلمذ هناك ، وأن كهنة سايس اعتادوا الحديث عنهم بوصفهم أطفالآ فى نظم الأسرار، وفيما يتعلق بزيارة طلاب العلم من اليونانين لمصر لتلقى العلم فان الشواهد والتأكيدات على ذلك لا تحصى ولا تعد ، فقد زار" طاليس " (620 : 546 ق.م) مصر وتتلمذ على أيدى الكهنة المصريين الذين قبلوه مريداً مبتدتآ لتلقى الأسرار والعلوم المصرية .


وكذلك فعل "أناكسماندرا، واناكسيما نز" ويروى أيضا أن " فيثاغورث " الذى ولد فى جزيرة ساموس فى بحر إيجة علم 530 ق.م سافر مرات عديدة إلى مصر لتلقى العلم ، ووجد لزمآ عليه ، شأن كل طموح إلى العلم ، أن يضمن رضا وعطف الكهنة المصريين ، وكذا زارمصر وتعلم فيها عديد من الفلاسفة والعلماء الذين أحاطت بهم الأساطير وظل العالم الغربى يزجى لهم المديح والثناء لانجازاتهم الفكرية والعلمية وأشهرهم " أرسطو" الذى كان مصاحبآ الأسكندر أثناء حملته على مصر واستولى على المكتبة الملكية فى الأسكندرية مما اتاح لأرسطوا وعدد من تلاميذه التنقيب فى كتب هذه المكتبة ، ويؤكد " جورج جى . ام . جيمس " فى كتابه " التراث المسروق " أن ارسطو وتلاميذه قد استعانوا بما حصلوا عليه فى المكتبة الملكية بالأسكندرية فى تصنيف مؤلفاتهم وليس أدل عل ذلك من ضخامة عدد الكتب العلمية واتساع نطاق الموضوعات التى عالجها وتقارب الفارق الزمنى فى إصدار هذه المؤلفات .


ولكن كل ذلك لم يشفع للحضارة المصرية بل اننا نجد أن الأمر قد تحول إلى العكس تمامآ فى سياق التاريخ الأوربى وأخذت نزعة التمركز حول الذات تنكر أى دور أو تأثير للحضارة المصرية فى الحضارة الأوروبية التى اعتمدت بالأساس على العلوم والفنون الاغريقية حسب تصورهم .
ويعرض " شوقى جلال " ملخصا وافيآ لأطروحة " مارتن جون برنال " التى شرحها فى كتابه الموسوعى " أثينا أفريقية سوداء " فيورد أن " برنال " فى دراسته النقدية عن الكلاسيكيات يمايز بين نموذجين حكما الإطار الفكرى والقيمى لأوروبا فى حقبتين مختلفتين لكل منهما دلالته ومظاهره ومقوماته :


•النموذج القديم:ويعنى أن اليونان مشرقية تقع على تخوم حضارة ثقافة مصرية سامية.
•النموذج الآرى:ويعنى أن حضارة اليونان أوروبية الأصل والمنشأ والمسار ويوضح المؤلف كيف أنه مع النهضة الأوروبية سعت أوروربا إلى إثبات ذاتها وتفوقها دون منافس كما عمدت إلى تأويل التاريخ بانحياز، والزعم أنها مهد الحضارة التى أنشأها الجنس الآرى السيد، وان العقل الأوروبى عقل متميز،وأنه بالأصالة وليس ثمرة تلاقى بين الحضارات، وينقسم النموذج الآرى بدوره إلى قسمين:
•النموذج الآرى العام أو الرحب:قد ذاع فى مطلع القرن التاسع عشر،وأنكر التراث القديم الذى يعترف بأثر المصريين على الأغريق،وأن قبل القول ببعض الأثر للفينيقين،كما قبل بوجود عرقين هما الآرى والسامى وأنهما فى تفاعل مستمر، وأعطى الساميون– وهم هنا الفينيقين– للعالم الدين والشعر، وأعطى الآريون للعالم الشجاعة والديمقراطية والعلم والفلسفة.
•النموذج الآرى المتطرف:وظهر فى نهاية القرن التاسع عشر وأنكر تماماً أى تأثير للساميين وللمصريين على السواء، ويقضى بأن هناك جنس وحيد متفوق فقط، هو الجنس الآرى الذى يحتل مركز الصدارة والرفعة والأصالة الحضارية.







#فتحي_سيد_فرج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسرح في مصر الفرعونية 3
- المسرح في مصر الفرعونية
- المسرح في مصر الفرعونية 4
- المسرح في مصر الفرعونية 5
- المسرح في مصر الفرعونية 6
- المسرح في مصر الفرعونية 7
- المسرح في مصر الفرعونية 8
- مؤتمر الاصلاح العربي
- التخاذل في مواجهة العنف
- التخاذل في مواجهة العنف 2
- الدروس الخصوصية
- قراءات ورؤى
- البدائل المقترحة لتمويل التعليم
- لغة واحدة ...ام لغات متعددة
- لغة واحدة 00أم لغات متعددة
- الاتجاهات الفكرية للإبداع فى مصر
- بينالى الاسكندرية الثالث والعشرون لدول البحرالمتوسط
- مرصد الإصلاح العربى
- العلم والنظرة الى العالم
- تفكيك الثقافة العربية


المزيد.....




- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة
- مهرجان كان: اختيار الفيلم المصري -رفعت عيني للسماء- ضمن مساب ...
- -الوعد الصادق:-بين -المسرحية- والفيلم الأميركي الرديء
- لماذا يحب كثير من الألمان ثقافة الجسد الحر؟
- بينهم فنانة وابنة مليونير شهير.. تعرف على ضحايا هجوم سيدني ا ...
- تركيز أقل على أوروبا وانفتاح على أفريقيا.. رهان متحف -متروبو ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فتحي سيد فرج - المسرح في مصر الفرعونية 2