أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى خضر - مَنْطِقَة للصمتِ.. منطقة لِلْفَوضى














المزيد.....

مَنْطِقَة للصمتِ.. منطقة لِلْفَوضى


مصطفى خضر

الحوار المتمدن-العدد: 1609 - 2006 / 7 / 12 - 07:07
المحور: الادب والفن
    


يجلسُ الشَّاعِرُ في منطقةِ الصمتِ طويلا‏
ويرى الحكمةَ في نصٍّ قديمٍ أو حديثٍ... ربّما لم يتغيَّرْ!‏
ويرى الأنثى التي تصعدُ في الحِبْرِ،‏
وما الحِبْرُ سوى الوردةِ، والوردةُ بَيْتٌ‏
تتشظّى لغةٌ فيهِ، وماتنتجهُ شكلٌ مزوَّرْ!‏
أهِيَ الفتْنةُ في الشّكْلِ؟‏
وما المعنى الذي تمنحهُ المِتْعةُ؟‏
والحَضْرةُ تلغو ببيانٍ هامشيٍّ.. عرضيّْ...‏
أعْلَنتْهُ الحربُ بين الذاتِ والآخرِ،‏
والمَيْتُ هو الحيُّ‏
وفي كلِّ خطابٍ قِيلَ مِنْ قبلُ اضّطرابٌ واختلالْ...‏
والفضائيَّاتُ ضخَّتْ صورَ القتلى... فماذا سيُقالْ؟‏
عالمٌ يُدْفَنُ فيها... عالمٌ يولدُ فيها...‏
شبكاتٌ وهويّاتٌ... رساميلُ من الأطفالِ...‏
وَرْشاتُ رجالٍ ونساءٍ، وصناعاتٌ من النِّفْطِ أو الأسمالِ..‏
أقفاصٌ من العمّالِ.. فلاّحونَ من قشًٍّ...‏
سلالاتٌ من التجّار والحكّام...‏
والأرضُ التي تخضرُّ في قبرٍ جماعيٍّ خفيّْ‏
كثرتْ أرصدةٌ فيها، نمتْ أوسمةٌ أو فضلاتْ...‏
وجماهيرُ تهاوتْ، إذْ تهاوى جنرالْ‏
شيّعتهُ شركاتٌ مَرِنَهْ‏
بين تسليعٍ وتوزيعِ خطوطْ‏
عبرتْ أمكنةً أو أزمنهْ...‏
وإذاً، كم يستحقُّ الصمتُ أن يلتزم النّاسُ بهِ،‏
كم يستحقُّ النَّاسُ أن يلتزموا بالصمتِ أيضاً،‏
ويرَوْا فيهِ بديلا!..‏
***‏
يجلسُ الشاعرُ في منطقةِ الفوضى قليلا‏
ويرى السلطةَ في نصٍّ قديمٍ أو حديثٍ،‏
روَّجتهُ مرحلهْ‏
فسدتْ أجوبةٌ فيها، وشاعتْ أسئلهْ..‏
وإذا ما استُبدْلَ النصُّ، فهل يبقى دليلا؟‏
ومتى كان طريقاً ينتمي فيه إلى الضدِّ؟‏
وما الضدُّ الذي استهلكه سَرْدٌ غبيٌّ أو ذكيّْ؟‏
ما الذي يختارهُ الشاعرُ مابين شروطٍ وضغوطْ؟‏
وهل الواقعُ نصٌّ؟‏
يسكنُ الشاعرُ فيه مثقلاً بالأَخْيَلَهْ‏
والمجازُ ابتكرتهُ لعبةٌ في لغةٍ أو لغةٌ في لعبةٍ،‏
والمَيْتُ مازال هو الحيَّ،‏
ولا ذاتَ سوى الموضوعِ،‏
والموضوعُ فِعْلٌ عربيٌّ أم غياب عربيّْ‏
كيَّفتهُ نظمٌ قابلةٌ للرَسْمَلَهْ!‏
***‏
يجلسُ الشاعرُ في منطقةِ الصَّمتِ أو الفوضى عليلا‏
ويرى الخيبةَ في نصِِّ قديمٍ أو حديثٍ... دنيويّْ...‏
وتغاويه تفاسيرُ قديمةً!‏
مدنٌ سبعٌ من الماءِ هَوَتْ فيها،‏
وجفّتْ سَبْعَةٌ الأنهارِ...‏
ربّاتٌ من الفخّارِ يطويها غبارٌ من رواياتٍ..‏
طفولاتٌ من القمحِ.. ربيعٌ من خرافاتٍ...‏
إناثٌ في ولاداتٍ طفتْ شهوتُها...‏
أجنحةٌ من رُقُمٍ تعلو...‏
كسورٌ من زجاجٍ آدميّْ...‏
وتواريخُ من الآجرِّ تُشْوَى صورٌ للشَّرقِ أو للغربِ فيها،‏
بين نصرٍ وهزيمهْ..‏
صورٌ تخضرُّ فيها خوذٌ أو عرباتْ‏
صورٌ تخضرُّ فيها جثثٌ.. مُمْتَلَكَاتْ...‏
صورٌ تصعدُ فيها أبنيهْ‏
صورٌ يسقطُ فيها جبلٌ،‏
والقصرُ بين اللّهو والغزوِ،‏
وبين اللّغوِ والنحوِ تشظّتْ ذاكرهْ!‏
والعدوُّ امتلكَ التربةَ والجوَّ،‏
ولم يَخْتَرْ شهيدٌ حاضرَهْ‏
بينما يرقدُ في منطقةٍ قابلةٍ للتسميهْ!‏
وإذاً، لم يكن التاريخُ إلاَّ ظاهرهْ‏
دوَّنتْها نفحةٌ عضويّةٌ،‏
إذْ صارتِ الفوضى هي الخلقَ،‏
وللتدميرِ أن يستهلكَ الإنسانَ،‏
والحربُ انتهتْ دائرةً،‏
والحربُ ليستْ عادلهْ!‏
***‏
يجلسُ الشاعرُ في منطقةِ الظلِّ جليلاً ونبيلا...‏
والفصولُ اختبرَتْ فيها رهاناتُ قوى،‏
واختزلَتْ ألعابُ قوَّهْ‏
يجهل المقتولَ فيها قاتله!‏
والفضائيّاتُ ضخّتْ صورَ القتلى سريعاً،‏
وتجلّتْ في حكاياتِ شعوبٍ وهويّاتٍ...‏
تلاشى أفقٌ، واحتلّت السوقَ حياةٌ باطلهْ!‏
وطفا الموتى.. طغى الموتى...‏
ولمّا يمتلكْ إلاَّ هم التاريخَ...‏
والعالمُ لم يضعفْ... ولكنْ!‏
ربّما لم يبتكر أيّةَ صحوهْ..‏
وَلْيحاولْ شاعرٌ أن يجمع الآن عظامَهْ!‏
وإلى مختبرٍ من مفردات وبُنَى يأوي،‏
ويُعنى بصياغهْ...‏
والبلاغاتُ رطاناتٌ، ومن مَحْوٍ بلاغهْ!‏
بينما يجلسُ في منطقةِ الشّعرِ،‏
ويدعو لقيامهْ!‏
ويرى في النصِّ آثار ارتفاع الضَّغْطِ...‏
فقرَ الدمِ... نَقْصَ التّرْوِيَهْ...‏
*‏
ما الذي يلهمهُ الآنَ خطابَهْ‏
بين منظومةِ إعلامٍ وأنماطِ رقابهْ؟‏
ما الذي يصنعهُ نسلُ نفاياتٍ وتخصيبُ قمامهْ؟‏
والجماليّاتُ ليستْ مستحاثاتٍ،‏
وليست الاستعاراتُ جنودَ النصِّ،‏
ليسَ الشّعرُ جزءاً من بُنى الثروةِ،‏
والمعنى هو الرّوحُ التي يُسْأَلُ عنها..‏
هِيَ منه، وَهْوَ منها...‏
وإذاً، أيّةُ رؤيا تُسْتَعَادْ؟‏
*‏
يجلسُ الشاعرُ في منطقةِ الحربِ...‏
فماذا سوف يختارُ؟‏
هل الحربُ سوى أُلْهيةٍ أو أُحْجِيَهْ‏
بَعْدَ أن شاعَ فسادٌ في العَبادْ!‏
***‏
يجلسُ الشاعرُ في منطقةِ الحربِ،‏
ويختارُ التّضادْ!..‏



#مصطفى_خضر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحوال الشخص والنصّ
- أنخاب صغيرة
- تحولات الشاعر والقيصر
- مقدمة نشيد لجنون آخر
- النقد والخطاب النقدي في الفكر العربي المعاصر 3
- النقد والخطاب النقدي في الفكر العربي المعاصر ج2
- النقد والخطاب النقدي في الفكر العربي المعاصر ج1
- حركات أولى


المزيد.....




- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى خضر - مَنْطِقَة للصمتِ.. منطقة لِلْفَوضى