أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - هل من جديد في أفكار المؤتمر القومي العربي وفي بيانه الموجه إلى الأمة؟















المزيد.....



هل من جديد في أفكار المؤتمر القومي العربي وفي بيانه الموجه إلى الأمة؟


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 1608 - 2006 / 7 / 11 - 10:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المدخل
كل عام ونحن على موعد مع بيان يوجه إلى الأمة يصدر عن اجتماع حولي تعقده جماعة المؤتمر القومي العربي. ويسعى منظمو الاجتماع السنوي أن يعقد كل عام في أحد الأقطار العربية, كما عقد مرة في بغداد (2000 ميلادية) لإبداء فروض الطاعة والولاء والتضامن مع المستبد بأمره "قائد الأمة العربية التاريخي والقائد الضرورة!" صدام حسين, حين كان في أوج إرهابه الدموي وسلوكه الشوفيني والطائفي. ولم يحض ضحايا الإرهاب الحكومي بكلمة تضامن وعزاء من لدن المشاركين في المؤتمر القومي العربي. وهذا العام صدر بيان جديد قديم في مضامينه واتجاهاته بعد انتهاء أعمال دورته السابعة عشر التي عقدت في الدار البيضاء في المغرب بين 5-8 أيار/مايو 2006.
لم يعد المؤتمر السنوي يفاجئنا ببعض الموضوعات التي تشير إلى أحداث الحاضر, ولكن بمواقف تقليدية قديمة لم تعد تصلح للمرحلة التي تمر بها المنطقة ويمر بها العالم الذي نعيش فيه وتطلع الشعوب العربية لفهم المستجدات والتفاعل مع الجديد. ومضامين البيان تشير بشكل ملموس إلى عمق التباين والفجوة المتسعة بين الفكر الذي يتبناه أقطاب المؤتمر القومي العربي الذي يتجلى في بياناتها السنوية والتي تصدر باسم الحضور, رغم التباين الفعلي في مواقف الجماعات والأفراد المشاركين في أعمال هذه المؤتمرات السنوية, وبين فكر القوى الديمقراطية في العراق والعالم العربي, سواء أكان من حيث المبادئ والقيم التي تعتمدها أم السياسات التي تمارسها. والبيان المنشور في مجلة المستقبل العربي يؤكد هذه الحقيقة. ورغم أن خوض الحوار مع قيادة المؤتمر القومي العربي لم تعد ذات فائدة كبيرة, بسبب الإصرار على السياسات والمواقف, إلا أن وصول الحوار إلى قارئات وقراء مجلة المستقبل العربي وإلى نسبة عالية من قارئات وقراء العربية في العراق والدول العربية وفي الخارج ربما سيسهم في تعرية جملة من تلك الأفكار وتوضيح البعض الآخر, لكي نبعد الناس عن المطب الذي يدفعنا إليه الفكر القومي العربي اليميني والشوفيني الذي يتجلى بوضوح كبير في البيانات الموجهة إلى الأمة إزاء القضايا القومية, سواء أكان ذلك يمس المغرب أم في السودان أم الجزائر أم العراق. وفي الوقت الذي يلزم المجتمع الدولي حكومة السودان بالنزوع إلى السلم ومعالجة القضايا القومية والدينية على أسس عقلانية للوصول بها إلى الأمن والاستقرار والبناء, يحاول بيان المؤتمر القومي التشكيك بكل ذلك واتهام المجتمع الدولي بـ "الحجر والوصاية على القرار العربي ومصادرة أي شكل من أشكال استقلاليته, على النحو الذي بدا جلياً في عجز النظام العربي الرسمي عن اشتقاق سياسة مستقلة تجاه فلسطين والعراق والسودان, واضطراره إلى تكييف نفسه مع الخطوط الحمر التي رسمتها السياسة الأمريكية تجاه هذه القضايا". [المصدر السابق. الأمن القومي, ص 91 ], في حين كانت وما تزال سياسة المجتمع الدولي إزاء السودان صائبة, وخاصة في المسألة القومية وحقوق شعب جنوب السودان وحقوق السكان في دار فور, وكذا الحال إزاء العراق في ما يخص القضية الكردية, في ما عد إشكالية فلسطين التي تستوجب المراجعة الجادة والفعلية من جانب المجتمع الدولي لصالح الشعب الفلسطيني.
سأحاول فيما يلي أن ألخص بعض الموضوعات التي وردت في البيان والتي أرى ضرورة مناقشتها أو طرح الحقائق حولها, وأترك بما لا يمت بصلة لما أريد الحوار حوله إلى وقت آخر. يمكن للقارئة والقارئ العودة إلى أصل البيان للإطلاع على تفاصيله وأسماء المشاركين فيه المنشور في مجلة المستقبل العربي الصادرة في بيروت في العدد 328 للسنة 29, أو العدد 6 / حزيران (يونيو) 2006, ص 87-110, التابعة لمركز دراسات الوحدة العربية الذي ينضم سنوياً هذا المؤتمر. يؤكد البيان ما يلي:
• نجاح الضغط الإمبريالي والصهيوني في إخراج العراق من المواقع الاعتراضية ومن معادلة القوة العربية.
• الولايات المتحدة مسؤولة عن حجر الوصاية على القرار العربي في ثلاث مواقع هي العراق والسودان وفلسطين.
• إمعان الاحتلال الأمريكي في تمزيق وحدة النسيج العراقي.
• عروبة العراق مهددة, وضرورة دعم المناضلين القوميين والإسلاميين فيها.
• الخشية على الثقافة واللغة العربية من خلال الانفتاح الزائد على برامج ومناهج التعليم الغربية ومن خلال وجود الأجانب في الخليج.
سأناقش النقاط الأربع الخاصة بالعراق في حلقة واحدة لعلاقاتها المتشابكة تجنباً للتكرار.
الحلقة الأولى
الشأن العراقي في بيان المؤتمر القومي العربي
1 من 3 حلقات
يؤكد المؤتمر القومي العربي في بيانه أن القوى الإمبريالية والصهيونية تتطلع إلى إسقاط ما تبقى من مواقع اعتراضية وطنية وقومية بعد أن أخرجت العراق من معادلة القوة العربية. ماذا يعني ذلك؟ يعني, كما أقرأ البيان وخلفيات كاتبيه, ما يلي:
إن القوى الإمبريالية والصهيونية استطاعت احتواء النظام الليبي وإبعاده عن قوى الاعتراض العربية, كما أخرجته من "الصف القومي والوطني". وأن هذه القوى في طريقها إلى احتواء النظام السوداني أيضاً بعد أن استطاعت إسقاط النظام العراقي "القومي والوطني" وإخراجه من قوى الاعتراض العربية, إذ أخل كل ذلك بميزان القوة العربي. وأن هذه القوى الإمبريالية والصهيونية ما تزال تسعى إلى إخراج سوريا ولبنان ... من قوة الاعتراض العربية أيضاً.
يبدو لي بوضوح أن المجتمع الدولي كان يعرف, قبل هؤلاء العرب الأقحاح, أن ليس في نظم الحكم في ليبيا والعراق والسودان وسوريا وبعضها الآخر كانت تتسم بالوطنية والقومية, بل كلها كانت أو ما تزال نظم حكم سماتها الأساسية هي الاستبداد والعف والقسوة والشوفينية الشرسة والمصادرة التامة لحقوق الإنسان وحقوق القوميات ومناهضة شعوبها, وأن الإمبريالية والصهيونية لم تخرج هذه النظم, التي تشكل وصمة عار في جبين العرب, من قوة الاعتراض العربية, بل كانت هي من القوى المناهضة لقوة الاعتراض والتقدم في منطقة الشرق الأوسط وعلى صعيد العالم العربي. كان على قوى المؤتمر القومي العربي أن تعرف بأن من يصادر حرية وحقوق شعبه باسم القومية والدين الإسلامي, ومن يصادر حرية القوميات الأخرى في بلده باسم القومية العربية والإسلام أيضاً, ومن يشن حروباً ظالمة لسنين طويلة ضد شعبه أو يخوض حروباً عدوانية ضد جيرانه وضد أبناء قوميته باسم الدفاع عن البوابة الشرقية للعرب ومن يغزو بلداً شقيقاً باسم الوحدة العربية, لا يمكن أن يكون ضمن قوة الاعتراض العربية المناهضة للهيمنة الأجنبية أيها السادة الكرام. فسياسات الاستبداد والعنف والقسوة ومصادرة الحياة الدستورية والديمقراطية لا يمكن أن تجتمع مع النضال ضد الإمبريالية والصهيونية بأي حال من الأحوال. ولهذا فالادعاء بأن تلك النظم كانت قومية ووطنية, ادعاء باطل وكذبة لا يصدقها المجتمع. وأنتم بالذات يا من دافعتم عن هذه النظم الخائبة المسؤولة عن الكثير من الجرائم التي ارتكبت أو ما تزال ترتكب فيها, شاركتم في الحكم في بعضها أو ساندتم سياساتها أو حتى سكتم عن جرائمها بحجة أنها من النظم الوطنية والقومية, ولكن كلا المفهومين براء من تلك النظم.
سأركز حواري الآن على إشكاليات الموقف من العراق. الأسئلة المنطقية التي يفترض يوجهها كل مواطنة ومواطن في العراق أو في الدول العربية إلى نفسه هي التالية:
• هل كان العراق نظاماً وطنياً وقومياً حقاً ومعادياً للإمبريالية والصهيونية, أم كان نظاماً استبدادياً معادياً للديمقراطية وللقومية العربية في جوهر سياساته وممارساته الفعلية على امتداد العقود التي كان في السلطة, إضافة إلى شوفينيته وعدوانيته, خاصة إزاء الشعب الكردي والقوميات الأخرى, إضافة إلى طائفيته السياسية إزاء أتباع المذهب الشيعي وأتباع الأديان الأخرى ولم يفلت منه خصومه أو معارضي سياساته من أهل السنةً؟
• وهل يمكن اعتبار نظام صدام حسين الذي أشعل حرباً ضد إيران الجارة وغزا الكويت, البلد العربي الشقيق, وضرب الشعب الكردي في حلبچة بأسلحة كيماوية وقتل أكثر من 180 ألف إنسان من بنات وأبناء الشعب الكردي, وكاد يذبح العلاقة الأخوية بين الشعبين العربي والكردي بسبب أطماعه وذهنيته العنصرية؟
• وهل يمكن اعتبار سياسات نظام البعث في العراق سياسات وطنيةً وقومية وهي التي ضربت كل الأحزاب السياسية العراقية, بما فيها القوى القومية, ومنها الحركة الاشتراكية العربية والجماعات الناصرية والحزب الشيوعي وقوى يسارية أخرى وقوى إسلامية أيضاً, بل حتى أعضاء من حزب البعث الحاكم لفرض الخيمة الفكرية الصدامية والحكم الفردي الصدامي؟
• وهل يمكن لمثل هذا النظام أن يكون موقعاً اعتراضياً وبسقوطه يخل بالتوازن في المعادلة العربية, وهو النظام الذي غزا الكويت, هذا البلد العربي الجار والشقيق وعضو الجامعة العربية وعضو في الجمعية العامة للأمم المتحدة؟
الحكمة العراقية تقول باللهجة العامية: أگعد أعوج واحچي عدل, أي (أجلس معوجاً, ولكن تحدث باستقامة!). هذا ما نريده منكم أيها السادة, وهذا هو المطلوب.
إجابتي عن هذه الأسئلة كلها تتلخص بـ "كلا", إذ لا يمكن أن يكون مثل هذا النظام وطنياً وقومياً وإنسانياً, بعد أن مارس كل تلك المجازر والقباحات وغيرها كثير في المجتمع العراقي! ولكن المؤتمر القومي العربي, كما يبدو واضحاً منذ سنوات طويلة, يختلف في رؤيته عن رؤيتي للأمور. فكيف يرى الأمر؟ جوابه, كما يبدو لي, وألخصه مجازاً بـ "نعم" هذا ممكن, لأنه لا يرى خطأ في ممارسات صدام حسين ونظامه!
أرى إن من يتحدث باللغة والفكر اللذين وردا في البيان لا يمكن إلا أن يكون من نفس الذهنية والفكر والممارسة السياسية التي تميز بها النظام العراقي, وهو ما يدلل عليه مضمون البيان الموجه إلى الأمة العربية والخاص بالعراق. إن السادة الذين يقودون ويوجهون هذا المؤتمر لا يتمتعون بأي حصانة ديمقراطية, وإلا لما كان في مقدورهم أن يتغنوا بالنظام العراقي المخلوع كقوة اعتراضية عربية. لا يمكن ولا يجوز اعتبار نظام صدام حسين الاستبدادي المخلوع, أو نظام سوريا البعثي الراهن أو النظام الليبي, حتى بعد تغيير نهجه البائس الاستبدادي الفردي المطلق, أو في أي بلد عربي آخر يمارس ذات السياسات, نظاماً قومياً ووطنياً عندما يصادر حرية الشعب وحقوقه الديمقراطية, وعندما يسلط سيف الإرهاب فوق رأس الشعب ويصادر حقوق الإنسان وحقوق القوميات. إذ أنها تكون في تعارض مع الشعب, وبالتالي لن تكون قادرة على أن تكون في تعارض مع الإمبريالية والصهيونية, كما ورد في البيان العتيد والعربي القح الموجه إلى الأمة.
إن الدلائل التي تحت تصرفنا تؤكد بما لا يقبل الشك أن القوى القومية اليمينية العربية لا تزال عاجزة عن رؤية الجديد في العالم والتفاعل مع المستجدات وتبقى تجتر كأي سلفي متخلف موضوعات تجسد الرؤية الاستبدادية للسلطة الفعلية على مفهوم الدولة المؤسسية الديمقراطية, رغم أنها تنتقد الدول العربية لتغليبها مفهوم السلطة على مفهوم الدولة, ولكن أي دولة وأي سلطة, وهي التي تمارس هذا الخطأ أيضاً رغم أنها خارج السلطة.
كان على المؤتمرين أن يبحثوا في أصل الأزمة العربية المتواصلة منذ عقود, أزمة النظم والمجتمعات والفكر العربي القومي والإسلامي السلفيين السائدين في الخطاب السياسي والاجتماعي والثقافي العربي, أزمة غياب التنوير الديني والاجتماعي والتمسك بأفكار قومية شوفينية مقترنة بأصولية إسلامية متخلفة أكل الدهر عليها وشرب. كان على المؤتمرين أن يتحروا عن سبل نهوض العرب من الكبوة الطويلة والركود الفكري الشديد القائم حالياً, والذي يبرز في الموضوعات التي توصل إليها المؤتمر القومي العربي, إذ لا يمكن بناء المجتمع المدني والديمقراطي دون البدء بعملية تغيير حقيقي في البنية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والوعي الاجتماعي والديني والسياسي, وبالتالي كان عليهم أن يساهموا في دراسة سبل تغيير بنية العقل والفكر العربي وفي وجهة التفكير السائدة حالياً.
لا يمكن الحديث عن احتلال العراق دون القول الصريح والواضح بأن النظام السياسي الاستبدادي لطغمة صدام حسين هي التي كانت السبب في ذلك وفي ما يحصل في العراق اليوم. والطغمة ذاتها مسؤولة عن الكثير من الجرائم التي ترتكب اليوم في العراق من قبل قوى الإرهاب المختلفة. لم يكن في مقدور الولايات المتحدة أن تشن الحرب لو لم يكن النظام العراقي قد مارس الاستبداد والقسوة والشوفينية والطائفية السياسية المقيتة والحرب العدوانية والغزو والتسلح لأغراض العدوان وقمع الشعب. لم يكن ممكناً أن تقع الحرب أصلاً لو كان النظام وطنياً وقومياً بحق ويدافع عن الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان وحقوق القوميات ولم يفرط بثروات البلاد ويستعبد الناس.
هل تريدون, أيها السادة, أن أعيد عليكم ممارسات النظام في العراق طيلة عقود, هل أتحدث لكم عن ضحاياه في وقت كانت مرجعيتكم الفكرية والسياسية, مرجعية المؤتمر القومي العربي الحالية, الدكتور خير الدين حسيب, أحد أبرز ضحايا النظام بعد سقوط نظام عبد الرحمن محمد عارف بانقلاب القصر والبعث في العام 1968, وهو الذي علمت جيداً عن معاناته اليومية مع جلاوزة البعث في قصر النهاية بتفاصيل كثيرة من خلال الجماعات القومية التي كانت معه في المعتقل حينذاك وأعرف بالضبط شروط إطلاق سراحه أيضاً, وتلك الشروط ما تزال سارية المفعول حتى الآن مع ما تبقى من قوى النظام المسلحة في العراق أو في الخارج؟ لقد كان الدكتور حسيب ضحية من ضحايا النظام, ولكنه وقف في العام 2000 أو حتى قبل ذاك حين التقى بصدام حسين محاولاً كسر العزلة العربية عنه ومدافعاً عن هذا النظام الدموي وأشاع بذلك خلافاً مع الكثير من صحبه بمن فيهم بعض أقربائه, ومنهم السيد أديب الجادر في حينها.
هل تريدون أن أصف لكم ما فعله الطاغية بالكرد الفيلية والجرائم التي ارتكبها بحق هؤلاء الناس الطيبين من بنات وأبناء أصل العراق؟ لقد هجر الطاغية عشرات الألاف من العوائل الفيلية وقتل الآلاف من شبيبتهم المقدامة وزج بالسجون من تبقى منهم أو أرسله إلى الجبهات الأمامية ليقتل في الحرب مع إيران, وصادر أموالهم المنقولة وغير المنقولة ووزعها على حاشيته وأجهزته الأمنية...الخ.
هل تريدون أصف لكم جرائم البعث الحاكم وصدام حسين في العام 1975 في مؤامرته في عقد اتفاقية الجزائر مع شاه إيران وبوساطة أمريكية إيرانية وسكوت عالمي واسع حين تنازل عن شط العرب للإيرانيين مقابل محاولة ذبح الحركة التحررية الكردية في العراق, أم تريدون أن أروي لكم ما شاهدته في كردستان العراق من مجازر الأنفال ضد الشعب الكردي حيث كنت شاهداً عليها, إذ كنت هناك, بما في ذلك مجزرة حلبچة المرعبة والسلاح الكيماوي الذي ضرب أهل هذه المدينة به, وما نجم عن ذلك من عواقب مأساوية, سواء بسبب عمليات الأنفال أم ما حصل قبلها وبعدها, حيث غيب الحكم الدكتاتوري وصدام حسين وعلي كيماوي أكثر من ربع مليون إنسان كردي وجمهرة من الكلدان والآشوريين عن أرض كردستان الطيبة على مدى حكم الطاغية؟
هل تريدون, أيها السادة المهووسون بالقومية العربية وكأنها حكر عليكم ولكم فقط, أن أتحدث لكم عما حصل في أهوار العراق التاريخية وكيف جفف الطاغية صدام حسين مياهها وهجر الكثير من أهلها إلى إيران وقتل حيواناتها والبعض الكثير من أهلها بالكيماوي؟ هل تريدون أن أتحدث لكم عن شيعة العراق الذين هجر منهم ما يقرب من 300 ألف إنسان أو يزيد لكونهم شيعة لا غير؟ لم يترك صدام حسين عائلة شيعية في العراق لم يقتل منها شخصاً أو لم يعتقل أو يغيب أحدهم في السجون أو يرسله إلى جبهات القتال ليموت هناك أو يدفن في القبور الجماعية. لقد كانت سياسات الطاغية وتصرفاته سبباً في هذا التفاقم السلبي المرير للطائفية السياسية بعد سقوط النظام في العراق أيها المولعون بالطغاة من الحكام والمفكرين والسياسيين العرب, والبعض منهم طائفي حتى النخاع, وخاصة أولئك الذي شاركوا عبد السلام محمد عارف في حكم العراق, إذ كان طائفياً لم يختلف كثيراً عن الطاغية صدام حسين, وجمع حوله جمهرة من الطائفيين السياسيين الممقوتين. لا شك في أن الولايات المتحدة الأمريكية لعبت دوراً سيئاً وسلبياً بعد احتلال العراق في مجال تنشيط الطائفية السياسية, ولكن أنتم ساهمتم مع بقية القوى الطائفية السياسية من السنة والشيعة في تغذيتها وترويجها أكثر فأكثر. ولا بد لي أن أذكركم بأن نظامكم القومي في الفترة 1963-1968 لم يُقصّر أيها السادة في جعل الطائفية مساراً وسياسة فعليين للحكومة العراقية ومؤسساتها وأجهزتها المختلفة.
هل تريدون أن أروي لكم ما فعله الطاغية بعلماء الدين الشيعة وعدد الذين قتلهم من بيت آل الصدر وآل الحكيم وغيرهم من أبناء الأسر الدينية في النجف وفي غيرها من المدن المقدسة عند الشيعة والمسلمين؟ هل أروي لكم بشاعة التعذيب وشراسة السادية التي تميز بها قتلة العلامة الشهيد آية الله العظمى محمد باقر الصدر وأخته الشهيدة بنت الهدى؟
هل أروي لكم ما حدث للشيوعيين من اعتقال واختطاف وتعذيب ودهس بالسيارات وقتل في السجون وتهجير واسع النطاق وعلى مدى سنوات؟
هل تريدون أن أذكركم بالطريقة التي قتل فيها الراحل فؤاد الركابي في السجن أو العديد من القوميين المعروفين في الحركة القومية العربية وعلى رأسهم الأستاذ الدكتور عبد الرحمن البزاز الذي اعتقل وعذب وأصيب بالشلل ثم مات نتيجة التعذيب في إحدى مستشفيات لندن؟
هل تريدون أن أروي لكم ما فعله صدام حسين "القومي والوطني القح", وفق عرفكم البائس, بعشيرة بارزان, هل تتذكرون اختطاف ما يزيد عن 8000 إنسان ثم قتلهم عن بكرة أبيهم على أيدي جلاوزة نظام صدام حسين لا لسبب مباشر سوى كونهم من عشيرة بارزان, تلك العشيرة التي تعيش على هذا الجبل الأشم الذي تعرض لضربات كل المستبدين وبقى شامخاً, كما بقى الناس فيه رافعي الرؤوس صامدين بوجه الطغاة, رغم أنف الشوفينيين من الحكام, أولئك الناس من هذه العشيرة التي لعبت دوراً كبيراً في نضال الشعب العراقي ونضال الشعب الكردي في سبيل الديمقراطية والحقوق القومية؟ لقد قتل النظام ورأسه هؤلاء الناس لمجرد كونهم من حملة اسم القائد القومي الكردي والوطني العراقي ملا مصطفى بارزاني.
هل أروي لكم ما فعله صدام حسين في الحرب ضد إيران، أو ما فعله النظام وقيادته ورأسه العفن في دولة وشعب الكويت الشقيق من نهب وسلب وتدمير وقتل واسع للناس أيضا, ثم اختطاف 600 إنسان عربي كويتي وتغييبهم, أي قتلهم ورميهم في قبور جماعية, سوف يتم الكشف عن كل الجثث يوماً ما عندما يهدأ الإرهابيون من قتل الناس بالجملة في العراق؟
هل أروي لكم أخيراً وليس أخراً ما فعله النظام بمثقفات ومثقفي العراق من اختطاف وتعذيب وقتل وإصدار قائمة بألف اسم مثقف عراقي منعت كتبهم بل أحرقت أيضاً, إضافة إلى هجرة الألاف منهم وعيشهم في الشتات؟
هل أتحدث لكم, يا سادة يا كرام, عما فعله بالعشائر السنية في سامراء وفي غيرها من المدن التي يطلق عليها خطأ بالمثلث السني, أم أتحدث لكم ما فعله بالضباط من سامراء والموصل أو حتى ما فعله في مسرحية المؤامرة ضده للتخلص من 22 عضواً في قيادته ووزارته وكوادر حزبه في العام 1979 حين تسلم السلطة؟
كم كان حرياً بكم أن تدينوا أفعال هذا النظام الذي أخرج العراق منذ سنوات طويلة قبل سقوطه من دائرة حركة التحرر الوطني وسمح بارتهان العراق للقرارات الصادرة عن الولايات المتحدة أو الأمم المتحدة, ولكنكم ما زلتم تعتقدون أن سقوط النظام هو الذي اخرج العراق من دائرة الاعتراض العربية التي تفتخرون بها وبالنظم التي كنتم أو ما زلتم تدافعون عنها, وهي من أكثر النظم بشاعة في المنطقة والعالم.
كم كان حرياً بقادة المؤتمر القومي العربي وبمرجعيته الفكرية والسياسية أن يدرسوا تاريخ العرب والإسلام بعناية لكي يتجنبوا السقوط في هذه الهاوية وأن يتجنبوا الدفاع عن نظام استبدادي وعن طغاة تجبروا أو ما زالوا متجبرين في الأرض من أمثال صدام حسين والأسد والقذافي وعمر البشير ومن يماثلهم في السيرة والسلوك.
أعرف أنكم تعرفون كل ذلك ولكنكم تبتعدون عن الوقائع والحقائق التاريخية لأنها تسقط كل البناء الفكري الذي تستندون إليه والديماغوجية التي تمارسون الدعاية اليومية بها, وخاصة في بياناتكم إلى الأمة المسكينة أمة العرب وأمة الإسلام.
يتبع الحلقة الثانية: بيان المؤتمر القومي العربي والإرهاب الدموي الجاري في العراق



كاظم حبيب
هل من جديد في أفكار المؤتمر القومي العربي وفي بيانه الموجه إلى الأمة؟

2 من 3 حلقات
بيان المؤتمر القومي العربي والإرهاب الدموي الجاري في العراق

يفترض ابتداءً أن أؤكد حقيقة اقتنعت بها منذ أن دخلت عالم السياسة وأنا ما زلت في فترة الدراسة المتوسطة, وهي: أن ليست هناك من حربٍ ضرورية وأخرى غير ضرورية, بل أن كل الحروب غير ضرورية, ويفترض أن تحرم تماماً. وكان هذا الموقف الذي رافقني طيلة عملي السياسي منذ نصف قرن ونيف. وهكذا كان موقفي من الحروب التي شنها صدام حسين ضد الشعب الكردي في العراق ذاته أو ضد سكان أهوار العراق أو في الجنوب وكردستان بعد الانتفاضة الشعبية في العام 1991 أو الحرب التي شنها ضد إيران أو في غزوه الجنوني للكويت, إذ أنها جميعاً لم تكن أسلوباً لحل المعضلات القائمة داخل العراق أو مع دول الجوار أو الأشقاء, بل كانت أسلوباً لفتل العضلات وفرض الأمر الواقع وتجاوز المشكلات الداخلية والانطلاق من ذهنية وفلسفة فاشية تعتمد القوة والعنف في حل المعضلات, وغالباً ما استخدمها الاستعماريون والنازيون والفاشيون والعسكريون للهيمنة على البلدان والشعوب الأخرى. وهكذا كان موقفي حين رفضت الحرب الأخيرة التي قادتها الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وبعض الدول الأخرى ضد النظام العراقي المعروف بكونه أشرس دكتاتورية متوحشة عرفها تاريخ العراق, وخاصة الحديث منه, إذ أدرك تماماً بأن الحروب لا تعالج المشكلات بل تخلق مشكلات وتداعيات إضافية غير قليلة, خاصة وأن المهمة هي عراقية بالأساس ويفترض أن يمارس الشعب وقواه السياسية دوريهما في الخلاص من تلك الدكتاتورية الغاشمة. فبالرغم من نضوج الظروف الموضوعية للإطاحة بالنظام, إلا أن العامل الذاتي بكل مكوناته, الشعب وقواه السياسية, لم يكن مؤهلاً للخلاص من الدكتاتورية وتسلم السلطة وقيادة البلاد نحو الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان وحقوق القوميات والعدالة الاجتماعية, إذ أن الوعي الاجتماعي والديني والسياسي, وخاصة العربي, كان قد أصيب بردة فعلية عميقة أثناء حكم الطاغية صدام حسين مع حروبه وقمعه وبؤس المجتمع وحملاته الإيمانية من جهة, وإدراكي لطبيعة الأهداف والأجندة الخاصة والاستراتيجية الدولية للولايات المتحدة الأمريكية والمحافظين الجدد وسياسات اللبرالية الجديدة في ظل ظروف العولمة الجارية من جهة أخرى. وعشية الحرب ألقيت محاضرة في لندن, وبمشاركة مع من خالفني في الرأي [العلامة الدكتور السيد محمد بحر العلوم والسيد الدكتور محمود عثمان], تحدثت فيها ضد الحرب وما تستهدفه الولايات المتحدة من هذه الحرب وعواقبها على العراق والمنطقة, رغم أني كنت مع كل المناضلات والمناضلين في العراق نعمل من أجل الإطاحة بالنظام الاستبدادي.
انقسم الحضور إلى مجموعتين, كانت الأكثرية مع الحرب الخارجية لإسقاط النظام لأنها وجدت نفسها عاجزة عن مواجهة الدكتاتورية الغاشمة بسبب أجهزته القمعية, والأقلية كانت ضد الحرب وساندت موقفي وموقف بعض القوى السياسية الأخرى ومنها الحزب الشيوعي العراقي وحزب الدعوة والحركة الاشتراكية العربية وبعض القوى السياسية الأخرى.
ولكن, الحرب قد وقعت, وحصل المحذور والمحرم. وكان النظام بسياساته وأساليبه وتكتيكاته منشطاً لوقوعها, إذ كان يعتقد بأنه سيدخل التاريخ من أوسع أبوابه القاتمة والمشؤومة, إذ كان في البداية يعتقد بأن الحرب سوف لن تقع وسوف تمنعها روسيا والصين, وأنه, إن وقعت, سوف ينتصر فيها. ورغم ذلك اتخذ جملة من الإجراءات لمواجهة احتمال السقوط وما يفترض أن يعمل به بعد الحرب. لقد كان القائد الضرورة غبياً ومتعجرفاً. وعندما سقط نظامه وهرب من المعركة, لم يجد مكاناً له غير تلك الحفرة البائسة ليحتمي بها!
وقعت الحرب, فما العمل؟ كان هذا هو السؤال يدور في بالي قبل الحرب في حالة وقوعها وبعد وقوعها. وكان عليّ أن أدرس جميع العوامل الرئيسية والثانوية المؤثرة على العملية الجارية في العراق بعد إعلان الأمم المتحدة رسمياً احتلال العراق. كان عليَّ كمواطن عراقي أن أحدد موقفي المستقل من الحالة الجديدة وأن أدعو له حين أقتنع بالهدف والأسلوب الذي أمارسه في الوصول إليه. ومن حق أي عراقي أن يحدد الهدف والأسلوب الذي يسعى عبره لتحقيق الهدف. ولكن علينا تقع مسؤولية اختيار الطريق الأصوب في ظل العوامل المؤثرة ليكون مفيداً للمجتمع ومستقبل العراق ويقلل من الضحايا المحتملة, وأن يسعى لإيجاد القواسم المشتركة مع القوى الأخرى, مع الأكثرية لتحقيق الهدف المشترك.
أدنت الحرب وأدنت قرار فرض الاحتلال على العراق وطالبت بإلغائه, ودعوت للعمل من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية لإنهاء الاحتلال بعد أن سقط الطاغية ونظامه الشمولي, أي اخترت طريق العمل السياسي المدني للخلاص من الاحتلال الذي تسبب به صدام حسين أساساً, مع إدراكي الحقيقي بأهداف المحتل. ورأيت أن لا فائدة من العمليات العسكرية التي سوف لن تنجح في إخراج المحتل, بل سوف تعقد الصورة لاختلال هائل في ميزان القوى ولأن الإرهاب بدأ يهيمن على الوطن, ونشأت عنها تداعيات مريرة هي التي نعيشها اليوم في العراق. وقد وقفت غالبية الشعب العراقي إلى جانب هذا التوجه السلمي, الشعب الكردي والجزء الأكبر من الشعب العربي وغالبية التركمان وغالبية الكلدان الآشوريين والسريان.
وفي المقابل تصدت للوضع الجديد ثلاث قوى سياسية بعضها من صلب النظام [قوى أجهزة البعث الأمنية وضباط في الجيش العراقي المنحل وجماعات من فدائيي صدام حسين والجيش الشعبي], وبعضها معروف بعلاقاته المتينة بالنظام العراقي المقبور [قوى الإسلام السياسي التي تبلورت في هيئة علماء المسلمين السنة والقوى القومية اليمينية التي مثلها المؤتمر القومي العربي وجناحه في العراق [مجموعة د. خير الدين حسيب ود. وميض عمر نظمي], وبعضها الثالث كان وما يزال يرتبط بقوى إسلامية سياسية إرهابية استجلبها النظام العراقي للمشاركة في الدفاع عنه, وهي قوى القاعدة الإرهابية التي كان يقودها الزرقاوي وأنصار الإسلام السنة الكرد. وهنا يقتصر حديثي عن القوى السياسية فقط وليس عصابات الجريمة المنظمة التي أطلق سراحها الإرهابي صدام حسين قبل سقوط نظامه لتشارك في إشاعة الفوضى في حالة السقوط. ومنذ اللحظة الأولى شعرت قوى الإسلام السياسي السنية والقوى القومية لجماعة المؤتمر القومي بأنها خسرت نظاماً قوميا في العراق وقاعدة لها ينبغي أن تناضل لاستعادته أو إقامة ما يماثله في العراق, ولم تكن القوى القومية منزهة عن العامل المذهبي السياسي أيضاً, رغم كونها تُعرف بكونها علمانية, ولكن هاجسها المذهبي كان ولا يزال قوياً.
ومنذ الشهر الرابع والشهر السادس من العام 2003 دعا تحالف بعثي قومي وإسلامي سياسي سني بشكل خاص, إلى اجتماع عقد في بيروت وصنعاء على التوالي, صدرت عنهما بيانات دعت إلى المقاومة المسلحة ضد الاحتلال والوضع الجديد. ولم يكن هذا القرار, كما أرى, صائباً, إذ ضيع فرصة التحالف السياسي لمواجهة الاحتلال وإخراجه عبر الوحدة الوطنية وإنجاز مهمات تصفية تراث الدكتاتورية وآثارها في العراق والبدء بعملية جديدة تفتح آفاقاً ديمقراطية لمستقبل مشرق للعراق. وتوالت البيانات والمواقف عن هذه القوى لتدفع بنفس الاتجاه القومي والطائفي.
وكان لهذا القرار العسكري للقوى القومية والبعثية والإسلام السياسي تداعياته الراهنة التي راح ضحيتها عشرات الألوف من العراقيات والعراقيين الأبرياء ولم يحقق أصحاب القرار ما سعوا إليه, بل عمقوا الصراع الطائفي الذي كانت تسعى إليه أغلب قوى الإسلام السياسي الشيعية والسنية بهدف تعمق الاصطفاف المذهبي وإحراز المزيد من الأصوات وضرب القوى العلمانية والديمقراطية واللبرالية في البلاد. ورغم النجاح الكبير في توسيع وتشديد الاصطفاف الطائفي السياسي في المجتمع, والذي شُجِعَ في البداية من قوات الاحتلال, وخاصة الحاكم پاول بريمر, ولكن القوى كلها لم تستطع دحر القوى العلمانية والديمقراطية واللبرالية تماماً بفعل نضالها الكثيف من جهة, وتحالفها مع التحالف الكردستاني لمواجهة هجوم التيار الديني المتشدد من جهة ثانية. في حين أن المقاطعات وسلبية المواقف ونشاط الجماعات العسكرية المسلحة قد عمق الهوة ونشط القتل العام والنهب والسلب وتدمير البنية التحتية وإعاقة عملية التنمية وزيادة عدد العاطلين والفقراء, كما أطال في عمر الاحتلال في العراق. لِمَ هذا الموقف من جانب القوى القومية اليمينية في العراق والعالم العربي؟ أجزم بأنها محكومة بخمسة عوامل, وهي:
1. نهجها الشوفيني الذي يرى في كل القوى الشيعية العراقية على أنها شعوبية مناهضة للعروبة, وهو أمر خطير يرقى إلى اتهام الشيعة العرب بالخيانة العظمى لقوميتهم العربية, وهي ابعد ما تكون عن الحقيقة. وهذا لا يعني أن ليس هناك من له انتماء آخر من بعض السياسيين المنتمين لهذا الحزب أو ذاك من أحزاب الإسلام السياسي الشيعية, ولكن ليست الجمهرة العربية الكبيرة من أتباع المذهب الشيعي, أو حتى الجمهرة الواسعة المنتمية إلى الأحزاب السياسية الشيعية. وهي بالتالي محبوسة بهاجس مذهبي سني أيضاً. والإشكالية تبرز في كونها كانت ولا تزال تعتقد بأن النظام المخلوع كان نظامها السياسي القومي وأن اختلف معه في بعض الجزئيات, ولكنه كان يعبر عنها وعن فكرها القومي وأهدافها. وفي هذا تكمن المعضلة الفعلية.
2. نهجها الشوفيني المتطرف في الموقف من الشعب الكردي ومن حقه في تقرير مصيره بنفسه ومن قيام الفدرالية, وهي ترى في كل تحرك كردي على انه عمل انفصالي عن جسم العراق, وهي حالة مرضية مصابة بها أغلب الحركات القومية العربية في المنطقة بأسرها وليس في العراق وحده.
3. رغبتها الجامحة في الانفراد بالسلطة تماماً كما كانت عليه في زمن عبد السلام عارف أو في فترة حكم البعث الأول والثاني, وهي لا تريد أن تدرك بأن أوان الهيمنة من حزب واحد ومن خيمة فكرية واحدة لم تعد مقبولة ولا ممكنة.
4. نهجها العنفي ورغبتها في حل المشكلات الداخلية والخارجية عن طريق العنف والسلاح, أي ممارسة القوة لانتزاع ما تعتقده حقاً لها, وهي مخطئة في ذلك بشكل مطلق.
5. اعتقادها الجازم بأن المعركة في فلسطين يفترض أن تمتد إلى كل المنطقة العربية لتكون حرباً لا ضد إسرائيل في فلسطين فحسب, بل وضد الولايات المتحدة في العراق وفي كل الدول العربية. وهي بذلك تزيد في الطين بلة, ولكن هذا هو ما تريده بالذات في هذه المرحلة لعرقلة الوصول إلى أي حل للمشكلة في العراق, وكذلك في فلسطين. وهي بهذا تساهم مع حكومة إسرائيل, شاءت أم أبت, في إعاقة الوصول إلى حل للمشكلة الفلسطينية.
ولهذا أرى جازماً بأن رفضها للوضع الراهن في العراق وللحكومة المنتخبة, رغم مجموعة من الهنات الجدية التي ما كان تجاوزها يغير من نتائج الانتخابات كثيرا, التي ساهمت القوى القومية اليمينية بتفاقمها, يأتي بسبب قناعتها بأنها فقدت الحكم في العراق ولن يكون في مقدورها تغيير ما تشعر أنه واقع. ولهذا فأن إدانتها للإرهاب من جهة, وتأييدها وتنشيطها للمقاومة المسلحة من جهة أخرى, يدخل في باب الدجل السياسي, إذ أن همها ينصب حالياً على سيادة الفوضى والعبثية والموت المستمر في العراق لتحقيق ما تعتقده ممكناً, وأعني به إخراج القوات الأجنبية عن هذا الطريق والسيطرة على الحكم, وهي مخطئة تماماً وتتسبب في عزلتها أكثر فأكثر وتساهم في تورطها أكثر فأكثر في تحالفات أقوى مما هي عليه الآن مع قوى الإرهاب الإسلامي السياسي الدولي التي نجحت أخيراً في الهيمنة على مقاديشو عاصمة الصومال, ولو مؤقتاً, وبدأت بتحريم الآلات الموسيقية وحفلات العرس والختان الغنائية وفرض الصلاة على الجميع وفرض الحجاب المتشدد على المرأة ...الخ. يقول بيان المؤتمر القومي العربي: "وإذ يتوجه المؤتمر بالتحية إلى قوى المقاومة الوطنية والإسلامية العراقية على استبسالها في الدفاع عن الوطن والعمل على تحريره ودحر قوات الاحتلال؛ وإذ يهيب بكل القوى الشعبية والرسمية العربية والإسلامية وكل أحرار العالم, دعم نضال الشعب العراقي ومقاومته الباسلة, من أجل انتزاع حريته واستقلاله وسيادته, وتوفير حاضنة قومية وإقليمية لنضاله ولحركته الوطنية, يستنكر بشدة عمليات القتل التي تستهدف المدنيين العزل والتفجيرات التي تستهدف الكنائس والجوامع والحسينيات والمستشفيات وسواها من المرافق الاجتماعية ويعتبرها أفعالاً إجرامية لا وظيفة لها سوى تشويه سمعة المقاومة وتزوير هويتها الوطنية واستدراج العراقيين إلى الفتنة". مجلة المستقبل العربي. العدد 328. 6/حزيران 2006. ص 92.
إذا كانت هناك جماعات مقاومة وطنية مسلحة في العراق فعليها أن تدرك الأمور التالية التي بدونها يصعب العودة إلى الحياة الطبيعية ويصعب التخلص من قوات الاحتلال, كما يصعب تحقيق الوحدة الوطنية العراقية, وهي الأداة الأساسية لضمان الأهداف الوطنية العراقية, وأعني بذلك ما يلي:
1. إن استمرار "المقاومة المسلحة الوطنية!" على صغر حجمها وتعدد قواها وعناوينها, لا يمكن إلا أن تتشابك وتنسق مع قوى الإرهاب الدموي في العراق, قوى القاعدة وأبو أيوب المصري ومن لف لفهم. وبالتالي فهي تبقى متهمة بكل الأفعال الإجرامية التي تستهدف القوات المسلحة العراقية الجديدة والمواطنات والمواطنين والمشاريع الاقتصادية العراقية وعملية التنمية.
2. إن استمرار الفوضى والتخريب والدمار والقتل, بغض النظر عن الجهة التي تمارسه, يقود دون أدنى ريب إلى تعزيز الاتجاهات الطائفية السياسية ويعمق الصراع والنزاع ويفتت الوحدة الوطنية المنشودة ويسهم في تعزيز المليشيات المسلحة, أياً كانت الجهة التي ترتبط بها, ولن يقود البلاد إلى الاستقرار والأمن والسلام. وهكذا نتابع ما يجري في العراق حالياً من محاولات جادة لإشاعة حرب طائفية كما جرى في حي الجهاد أو في غيره.
3. ومثل هذه الحالة لا تعطل الوحدة الوطنية فحسب, بل تساهم في تعطيل قدرة المجتمع على تأمين مستلزمات خروج القوات الأجنبية من العراق, التي تساهم اليوم في التجاوز الفظ على حقوق الإنسان عبر الكثير من الأفعال الإجرامية المرفوضة دولياً وإقليمياً ومحلياً, بما في ذلك أحداث أبو غريب أو حديثة أو غيرها.
4. إن الحل الوحيد للوضع القائم في العراق يكمن في العودة إلى العملية السياسية وتضافر جهود الجميع لتحقيق عدة أهداف أساسية:
- إيقاف العمليات المسلحة على الفور من جانب الجماعات المسلحة التي تدعي أنها تقاوم القوات الأجنبية, والبدء بالحوار عبر مشروع المصالحة الوطنية المطروح حالياً.
- تسريع عملية القضاء على الإرهاب الفعلي القائم الموجه ضد الشعب وقواته العراقية المسلحة ومؤسساته ومشاريع الاقتصادية ودور السكن الآمنة.
- توفير مستلزمات فعلية لخروج القوات المسلحة الأجنبية من العراق.
- وضع حد للسياسات الطائفية السياسية التي تمارس في العراق حالياً من قبل جميع الأطراف وعلى جميع المستويات.
- إنهاء وجود المليشيات المسلحة التابعة للأحزاب السياسية الإسلامية وعدم دمجها بالقوات المسلحة العراقية وقوات الأمن العراقية لطبيعتها الطائفية غير العراقية العامة.
- الاعتراف بحق الشعب الكردي بالفيدرالية وتطوير وحدة العراق على أساس دولة ديمقراطية اتحادية تعددية.
- رفض إقامة فيدراليات عراقية على أسس طائفية, كما في سعي بعض الأحزاب السياسية الشيعية في إقامة فيدرالية شيعية أو أكثر في الجنوب.
- الإصرار على إقامة مجتمع مدني ديمقراطي عراقي يرفض الاحتلال والوصاية الخارجية, ولكنه يرفض أيضاً التدخل الخارجي في شؤونه الداخلية ويرفض ربط الدين بالدولة بما يلغي المجتمع المدني العلماني ويعطل حياته الديمقراطية.
- إيقاف عمليات التطهير الديني والمذهبي في العراق وإعادة الناس إلى مناطق سكناهم ومعاقبة ممارسي عمليات التطهير والقتل لأتباع الديانات والمذاهب المختلفة.
- تعديل الدستور العراقي بما يسهم في تعزيز حقوق الإنسان وحقوق المرأة ورفض الطائفية واللغة الطائفية في البيان وتعزيز الجانب المدني الديمقراطي فيه.
- معالجة قضية محافظة كركوك وفق ما ورد في الدستور العراقي الجديد.
إن طريق السلام والديمقراطية والحوار البناء بين جميع القوى السياسية العراقية هو الطريق الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار والسلام والمواطنة المتساوية في العراق, وعلى جميع القوى أن تلتزم بذلك.
إن الدعوة إلى تنشيط المقاومة المسلحة تصب في طاحونة الإرهاب وتنشيط العمليات العسكرية التي تستهدف الشعب وتمزق الوحدة الوطنية. وعلى المؤتمر القومي العربي أن يتخلى عن ذلك. وليس عبثاً أن يرد اسم معن بشور ضمن المجموعة المطلوبة عراقياً لأن الرجل متهم بالمشاركة في تقديم العون المادي والبشري والإعلامي والدعائي عبر المؤتمر القومي العربي وعبر غيره من القنوات إلى القوى المفجرة للأوضاع الأمنية في العراق والمشاركة في قتل العراقيات والعراقيين, وكان بشور أميناً عاماً للمؤتمر القومي العربي حتى الدورة الأخيرة حيث انتخب غيره لهذا الموقع.
أواسط تموز/يوليو 2006 كاظم حبيب

يتبع / الحلقة الثالثة والأخيرة: هل هناك من تهديد حقيقي للعروبة والثقافة العربية في العراق؟
كاظم حبيب
هل من جديد في أفكار المؤتمر القومي العربي وفي بيانه الموجه إلى الأمة؟
3 من 3 حلقات
هل هناك من تهديد حقيقي للعروبة والثقافة العربية في العراق؟

دأب الجناح اليميني في الحركة القومية العربية إلى نشر الخشية بل حتى الرعب في صفوف العرب في مختلف الدول العربية بأن عروبتهم مهددة بالخطر وأن الثقافة العربية تتهددها الكثير من الأخطار الداخلية والخارجية. ومثل هذه الدعاية منتشرة بشكل خاص في تلك الدول التي تعيش فيه قوميات أخرى غير القومية العربية, كما هو حال العراق والسودان والمغرب والجزائر وسوريا. ولكن, ما هي حقيقة هذه الأخطار التي يريد السادة أعضاء المؤتمر القومي العربي جلب الانتباه إليها والتحذير من عواقبها على العروبة والثقافة واللغة العربية؟
يبدو لي أن القوى القومية العربية ذات النزعات اليمينية والشوفينية تنطلق, ككل القوميين المماثلين لها في الوجهة في العالم, من ثلاث موضوعات هي:
- عدم الثقة بقدرة اللغة والثقافة العربية على مواجهة التحديات الراهنة في العالم والصمود بوجهها, وبالتالي توقع احتمال وقوعها أسيرة الثقافات الأخرى. وبالتالي فإشاعة الخوف من خطر وهمي يساعد على تعبئة القوى لمواجهة ذلك الخطر الوهمي, وهي قاعدة تستند إلى التحليل النفسي لأوضاع العرب والفكر والعقل العربي, وهي ليست بظاهرة جديدة, ولكنها يمكن أن تقود إلى عكس النتائج المرجوة من محركي الخشية العامة في المجتمع.
- الاستناد إلى قاعدة تقول: "من لا يكون منا أو معنا فلا بد أن يكون ضدنا", وبالتالي فأتباع كل القوميات الأخرى عند رفضهم الخضوع للقومية والثقافة واللغة العربية يتهمون بأنهم ضدها, أو اتهام من يختلف مع القوميين بالفكر أو المذهب بأنه شعوبي, إذ يعتقدون بأن المذهب السني هو الإسلام وهو القاعدة الأساسية للعروبة الحقة.
- الانطلاق من مواقع الهجوم باعتباره أفضل وسيلة للدفاع عن القومية والثقافة واللغة العربية.
ولكن هل حقاً هناك خشية على الثقافة واللغة والقومية العربية؟
لدي القناعة التامة بأن كل ما يقال في هذا الصدد هو محض افتراء وتصورات مرضية لا معنى لها وإذا ما استمرت ستكون لها عواقب وخيمة على المجتمع العربي ذاته.
القومية والثقافة واللغة العربية ليست مهددة بأي حال من الجهات التي يسميها البيان. لماذا؟ استند في رفضي للحجج التي ترد في هذا الصدد إلى الوقائع التالية القائمة على أرض الواقع:
1. فهي ليست مهددة من الشعوب الأخرى, وهي في الغالب الأعم مسلمة, إذ أن القرآن العربي يلعب دوره الواضح في التأثير الإيجابي على المسلمين عموماً ويسمح باحترام وتقدير بل حتى تقديس تلك اللغة التي كتب بها القرآن والتي يسعى الكثير منهم إلى تعلمها. كما أنها غير مهددة من أتباع الأديان الأخرى فهم يحترمونها ويتحدثون بها, وبعضهم أكثر قومية من القوميين المسلمين العرب. يمكن للقارئة والقارئ أن يتابع هذه الحقيقة في تاريخ المسيحيين في لبنان أو في العراق وسوريا لكي يمكن إدراك عقم الخوف الذي يبثه القوميون الشوفينيون.
2. وهي ليست مهددة من الثقافات واللغات الأخرى في العالم, بل فيها من القوة والمنعة والديناميكية الداخلية والقدرة على التطور ما يساهم في إغنائها ومساهمتها في إغناء الثقافات واللغات الأخرى.
3. وهي تمتلك تراثاً غنياً, وأن لم يكن فلسفياً واسعاً أو عميقاً, رغم وجوده النسبي في بعض مؤلفات بعض الفلاسفة المسلمين والعرب, ولكنها تمتلك الطاقة الداخلية والقدرة الانفتاحية على التفاعل والتلاقح والتطور. وهي بهذا لا تختلف كثيراً عن الثقافات واللغات والقوميات الأخرى في العالم.
4. إن الثقافات واللغات الغربية قد تطورت واغتنت واستفادت من الثقافة والتراث واللغة العربية كثيراً على امتداد قرون طويلة. واليوم تفتح الثقافات واللغات الأوروبية أو الغربية مناهجها وأبوابها أمام الثقافة واللغة العربية, وعليها الاستفادة منها وليس الانغلاق على نفسها رفضها بحجة الخشية علي الثقافة واللغة العربية.
5. لقد ساهم المئات والألوف من المثقفين من غير العرب, والذين اعتبروا فيما بعد عرباً, في إغناء وتطوير الثقافة واللغة العربية على امتداد التاريخ, وعلينا أن نثمن عالياً هذا الدور لا أن نتهم الشعوب التي أنجبتهم بأنها ضد الثقافة واللغة والقومية العربية, فهو إجحاف وإساءة غير مبررتين.
إن الخشية على الثقافة واللغة والقومية العربية تأتي من مواقع أخرى أيها السادة الذين تحملون فكراً متخشباً, إنها تأتي مثلاً من:
1. سيادة الاستبداد السلطوي وغياب الحريات العامة والمجتمع المدني والديمقراطية في حياة الشعوب العربية.
2. الحجر على الثقافة واللغة العربية من جانب الحكام وعدم فسح المجال للانطلاق والانفتاح والتلاقح مع الثقافات واللغات الأخرى. وأكبر مثال على ذلك النظام العراق على مدى عدة عقود, إضافة إلى نظم عربية حاكمة أخرى. فلا حرية أكاديمية ولا حرية نشر وكتابة وصحافة ولا حرية رأي في أغلب الدول العربية, وبالتالي يصعب تصور إمكانية تطور الثقافة واللغة في مثل هذه النظم والمجتمعات. كتبت الروائية الجزائرية في روايتها الموسومة "ذاكرة الجسد" ما يلي:
"يقضي الإنسان سنواته الأولى في تعلمه النطق,
وتقضي الأنظمة العربية بقية عمره في تعليمه الصمت". (راجع: دار الآداب. بيروت. 1997).
3. المناهج المتخلفة قومياً ودينياً, إذ أنها مليئة بالأفكار المتخلفة والبالية والمناوئة التي تعلم الفرد, وخاصة التلامذة والطلاب, على الكراهية والعداء والخشية من الآخر. إن مركز دراسات الوحدة العربية يملك كماً كبيراً من المعلومات حول هذه الممارسات وهذه المناهج البائسة والسيئة, ومع ذلك يبشر هو الآخر بالخشية غير المبررة على الثقافة واللغة والقومية العربية من الثقافات والمناهج الغربية.
4. إن الخشية على الثقافة واللغة والقومية العربية تنشأ من الثقافة الصفراء التي انتشرت في العالم العربي لا من الثقافات الأخرى والشعوب الأخرى, بل من ثقافة السلطة وبعض القوى الدينية المتخلفة وذهنية وعملية التحريم السائدة في الدول العربية.
الثقافة واللغة, أي ثقافة وأي لغة, تعيشان وتنموا وتتطوران وتغتنيان كالكائن الحي في أجواء الحرية والديمقراطية والتفاعل الإنساني والتلاقح وليس في أجواء الظلامية والانطواء والانغلاق على الذات والخشية, لأنهما لا تنفصلان عن حياة الإنسان اليومية, فهما التعبير عن وجوده وحياته ومعيشته وإنسانيته وطبيعته الاجتماعية وتطوره.
تموز/ يوليو 2006 كاظم حبيب



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار فكري وسياسي مع الكاتب والناقد العراقي الأستاذ ياسين الن ...
- وداعاً أخي عوني!
- لنعمل معاً من أجل وقف استمرار جرائم الاعتداء والقتل ضد الصاب ...
- هل من جديد في مشروع المصالحة الوطنية؟
- ملاحظات حول ما نشر عن الصديق السيد جورج يوسف منصور
- رسالة مفتوحة إلى قيادة وأعضاء وأصدقاء الحزب الشيوعي العراقي
- إجابات الدكتور كاظم حبيب عن أسئلة صحيفة -رابورت كردستان
- رسالة جواب مفتوحة على رسالة الأستاذ محمد العبدلي المفتوحة
- إيران في تصريحات الرئيس العراقي!
- موضوعات للمناقشة - مسيرة العراق القادمة في ضوء مستجدات الوضع ...
- هل لا يزال الدكتاتور صدام حسين يعيش عالمه النرجسي المريض؟
- هل من مستجدات في الوضع السياسي الراهن في العراق ؟
- عجز فاضح وبداية غير مشجعة!عجز فاضح وبداية غير مشجعة!
- من أجل نهوض جديد وتعاون فعال للقوى الديمقراطية في العراق!
- ماذا تريد المظاهرات الصدرية في مدينة الثورة؟
- من يساهم في استمرار انفراط عقد الأمن في العراق؟
- تصريحات بوش وبلير ومرارة الواقع العراقي الراهن!
- ماذا يكمن وراء الضجة ضد إقليم كردستان العراق؟
- هل ما تزال البصرة حزينة ... وهل ما تزال مستباحة؟
- مع مَن مِن العرب يفترض خوض الحوار حول المسألة الكردية؟


المزيد.....




- أبو عبيدة وما قاله عن سيناريو -رون آراد- يثير تفاعلا.. من هو ...
- مجلس الشيوخ الأميركي يوافق بأغلبية ساحقة على تقديم مساعدات أ ...
- ما هي أسباب وفاة سجناء فلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية؟
- استعدادات عسكرية لاجتياح رفح ومجلس الشيوخ الأميركي يصادق على ...
- يوميات الواقع الفلسطيني الأليم: جنازة في الضفة الغربية وقصف ...
- الخارجية الروسية تعلق على مناورات -الناتو- في فنلندا
- ABC: الخدمة السرية تباشر وضع خطة لحماية ترامب إذا انتهى به ا ...
- باحث في العلاقات الدولية يكشف سر تبدل موقف الحزب الجمهوري ال ...
- الهجوم الكيميائي الأول.. -أطراف متشنجة ووجوه مشوهة بالموت-! ...
- تحذير صارم من واشنطن إلى Tiktok: طلاق مع بكين أو الحظر!


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - هل من جديد في أفكار المؤتمر القومي العربي وفي بيانه الموجه إلى الأمة؟