أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - بين عدميين_ثرثرة















المزيد.....

بين عدميين_ثرثرة


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 1608 - 2006 / 7 / 11 - 09:35
المحور: الادب والفن
    



مشكلة الوعي في مرجعياته الكثيرة وخروجها المستمرّ عن نطاق السيطرة.
يتعذّر إدراك تطوّر الوعي وارتكاساته وتغيّراته, إلا بشكل ارتجاعي, بعدما يمرّ الزمن ومعه أطوار العمر الثمينة. ذلك ما أدركه الآن جيدا وأنا أتابع كغيري حالة الجندي الإسرائيلي الأسير, وهي تنافس الاهتمام بكأس العالم, ولا يكفي وصفها بالمسرحية أو الإشارة المبتذلة: انظروا كيف يتعامل العالم بمعايير مزدوجة نحو حياة الإسرائيلي والفلسطيني وحياتنا بالعموم.
حتى حرب تحرير الكويت, كنت أعيش وأشعر وأفكّر, بالطريقة السائدة في سوريا.
عالم يحكمه لصوص(وأغبياء), ومع أنهم يصدّرون لنا كل شيء من الطعام إلى الدواء والسيارة والأفكار الحديثة مع طرق القراءة والكتابة والفهم, إلا أنهم يحتاجون إلى يقظة وعي ومن خلالنا بالطبع, وهذه ألّنا تعني المشترك الأسوأ فينا(نقص التقدير الذاتي واحتقار الآخر).
كنت أحمل سوء الظن والشك المقلق ومرجل متنقّل من الغضب, ولا وقت للفهم...., مع نقص خطير في الإدراك والمقدرة على الإصغاء والتلقّي المناسبين. حدث تغيّر وعي بسيط , فتغيّر معه المنظور والمشهد بمجمله, لا يمكنني فهم الآخر إلا عبر مواقف شبيهة لما اختبرته بنفسي.

التفكير والشعور بطانة الحياة النفسية بالمقلوب, كما يقال شعبيا العربة أمام الحصان.
مزاج معتدل وتفكير سليم يوصلان إلى إدراك الواقع في حركيته, الأبعاد المأساوية مع ضروب الحظّ النادر إلى جانب الروتين اليومي, مادّة خام تتشكّل منها وعبرها حياتنا.
*
حتى سنة 1991 كنت أشعر بالمهانة الشخصية, حين يجري الحديث أو الحدث حول تفوّق العدو, وانبطاح نظم الحكم العربية أمام الأطماع الأجنبية, بتعبير تلك الأزمنة...
آلية بسيطة وساذجة كانت تحكم حياتي ورؤيتي لوجودي الشخصي والعالم: يوجد عدوان شامل مخطّط والأدوار موزّعة بدقّة, خارج معتدي ومعادي, تواطؤ صريح ومضمر من الطبقة الحاكمة وأصحاب القرار, شعب عظيم يحتاج لفرصة مناسبة للتغيير الجذري.... بالطبع الخونة والعملاء في الداخل نقطة البداية, ودوري الفعلي مع الرفاق تختصره مشاركتنا في تسريع العملية التاريخية, كيف ومتى وبأية صيغ؟ لا وقت للعبث وتضييع الجهود.
ما ينقص تلك الخطاطة السحرية, وجودي الواقعي بحاجاته واحتياجاته الكثيرة.
لم يعد "الآخر" صيغة لغوية في المطلق, بعد 992_993, كسرت الحلقة الخيالية بخشونة ووحشية, وبرزت معالم الواقع الفظّة والكريهة, صارت فريدة آخر, حتى بعض جوانب شخصيتي أتضح أنها خارج سيطرة الأنا والإرادة, وتعمل لحساب مراجعها المختلفة.
من أنا وماذا أريد؟ ماذا فعلت لتغيير بسيط في محيطي وعاداتي؟ لا شيء...
لا أعرف نفسي, أكثر من ذلك أجهل مصادر قيمي الشخصية, ومجمل عاداتي خارج الوعي والسيطرة, وأريد تغيير العالم...!
أسخر الآن من نمط شخصي , عشت فيه وشاركت في إشاعته, وما يزال الحلم الثوري يشكّل آلية وعي وتفكير وشعور, ويقتصر في الواقع الفعلي على موقعين فقط : زعيم وتابعين, وتحميه وتسّوره مقصلة التكفير والتخوين.
*
فلسطين أم إسرائيل تسميتين لقضية مزدوجة, يمتد سعيرها إلى مختلف بقاع الأرض.
استمرار الدعم الأمريكي غير المشروط وخلفه الأوربي لحكومات إسرائيل, في مقابل استثمار المأساة الفلسطينية من قبل الحكومات والحركات المتطرفة, ينسف إمكانيات الحلول.
الوعد بتحويل أرض متنازع عليها, وشعبين ودولتين بينهما ما صنع تجار السلاح والموت ومختلف العقائد والأيديولوجيات إلى وطن نموذجي واحد, طوبى, طفالية بالمعنى النفسي وسحرية بالمعنى السياسي والتاريخي. فكرة قبول الآخر يعاد اختبارها عالميا فوق أرض فلسطين أو الميعاد.
توجد مشكلة مركّبة في الاعتقاد والسياسة والاقتصاد والأخلاق والتفكير, وطريقة الحلّ الواقعي في رفع مستوى المعيشة بالتزامن مع رفع مستوى الوعي, ليصار إلى رفع التقدير الذاتي الذي يمكّن من احترام النفس والآخر.
منطق الصراع متعدد المعايير, الحق والقوة والتاريخ والتراث...مطلقات, يتعّذر الاتفاق على مدلولاتها المباشرة بين صديقين, ويستحيل ذلك على خصوم وأعداء. بلغ التطرّف حدّ إنكار معاناة اليهود عبر القرون وبالمقابل إنكار إنسانية الفلسطينيين اليائسة.
*
في عمر أل 33, عدت إلى العيش في الواقع الفعلي. مشاكل السكن والطعام والشراب, واجبات الزوج والقريب والصديق, تحمّل مسؤولية القرارات الشخصية والنزوات والأحلام, أقسى وأشدّ صعوبة بما لا يقاس من العيش في الوهم والخيال والأمنيات.
كل الأوهام عزيزة على أصحابها وتمتلك منطقها الخاص والمنسجم. لكي تشارك في الحلول يلزم الخوض في الوحل والخوف والتفاهات الصغيرة. في التفاصيل توجد الحلول العملية.
ما أزال وبعد ثلاث خطوات من الخمسين, خائفا ومذعورا, من التخلّي عن أوهامي وكما ليّتي النظرية والمزعومة. موقع الهامشي الذي استطبت العيش فيه, يمنحني تعدد خيارات ذهنية.
أكتب كما يحلو لي في الشعر و في السياسة كما في الأخلاق أو الأحداث الفردية والمشتركة, لكن مع نقص في الفاعلية من جهتي التأثر والتأثير.
العيش برضا وفاعلية يلزمه التكيّف مع المجتمع والمحيط كشرط خارجي, والانسجام بين الرغبات والدوافع وأهداف واقعية في الحياة كشرط داخلي. كلاهما مفقود ولا أعرف من أين ابدأ وكيف. بين عدميّتين تتخبط حياتي ومشاعري وأفكاري, فقدت الثقة بقدراتي الذاتية, ويائس تماما من هذه البلاد المجنونة. قد تكون مشكلتي في أفكاري الخاطئة أو في جملتي العصبية أو في ميراثي الفظيع من شدّة الغضب والمرارة.
في الطور الثوري نظرت إلى علم النفس بمختلف فروعه كأيدولوجيا الطبقة المسيطرة, وفي الطور الذي يليه بعدما تجاوز الغضب العتبة والسقف, نظرت إلى أحلام التغيير الجذري كتحويلات غير ناجعة لمشكلاتي الشخصية, واليوم بمختلف الوسائل أجهد لتحقيق حدّ أدنى من القبول والتوازن, العثور على معنى لمعاناتي الخاصة.
سوء المعاملة في الطفولة والشباب, نتج عنه أفكار خاطئة تسببت بتسميم المزاج وتشويش الإدراك. نصل في النهاية إلى ما نعتقد أننا نستحقه.
التقدير الذاتي هو البرنامج, الذي يسير عليه الشخص طوال حياته, ليحدّد بشكل أساسي ما يسمّى بالمصير الشخصي.
من أين أتيت
تجد الحكاية ناقصة
أنا حسين عجيب, أجبته
ولفّنا صمت لا كلام بعده.

اللاذقية



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شخصية الزعيم _ثرثرة
- ثقافة الجواب_ثرثرة
- نم واستيقظ
- الحب من طرف وحيد_ثرثرة
- يتامى سوريا_ثرثرة
- نفوس مريضة ومتهالكة_ثرثرة
- جسد يتداعى_ثرثرة
- الحاضر في دورانه
- في الحاضر المفقود
- بيت في الهواء_ثرثرة
- ساعة شؤم -ثرثرة في يوم كئيب
- لا سعادة لانجاح_ثرثرة
- موت الأب
- أصوات مختلطة_ ثرثرة من الداخل
- بلاد قليلة_ثرثرة من الداخل
- مجتمع الأنترنيت_ثرثرة من الداخل
- البداية والمنعطف_ثرثرة من الداخل
- البدايات|السيطرة والحلول_ثرثرة من الداخل
- رأي بظاهرة جمانة حداد
- الماغوط وأسطورة المبدع الأمي_ الميت, ثرثرة من الداخل


المزيد.....




- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - بين عدميين_ثرثرة