أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - وهران تركي - ثانية.. الحاضر دوما - قراءة في كتاب عبد الكريم قاسم : من ماهيات السيرة الذاتية 1914-1958















المزيد.....



ثانية.. الحاضر دوما - قراءة في كتاب عبد الكريم قاسم : من ماهيات السيرة الذاتية 1914-1958


وهران تركي

الحوار المتمدن-العدد: 1607 - 2006 / 7 / 10 - 11:16
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


ثانية.. الحاضر دوما
قراءة في كتاب { عبد الكريم قاسم : من ماهيات السيرة الذاتية 1914-1958}
صدر قبل أيام في دمشق وعن دار الحصاد، الكتاب الأول من ثلاثية الدكتور عقيل الناصري عن سيرة الزعيم عبد الكريم قاسم كما يقول المؤلف في مدخل الكتاب ..إذ سبق له أن أصدر الكتاب الثالث من هذه الثلاثية ومن ذات الدار عام 2003 وكان بعنوان { عبد الكريم قاسم في يومه الأخير- الانقلاب التاسع والثلاثون}. أما الكتاب الثاني فالباحث يعكف على تأليفه، وهو قراءته لمضمون سيرة عبد الكريم قاسم خلال الفترة 1958-1963، ونأمل أن يوفي المؤلف بعهده، حتى نوافق على ما قاله الكاتب والناقد العراقي محمد مبارك بحقه عندما قال : { أن الناصري احتل بجدارة موقعه المعرفي باعتباره مؤرخ القاسمية والحقبة التموزية ( الجمهورية الأولى)} . لكننا نرى أن الناصري، بحق وعلمية باحثا في القاسمية أكثر من كونه مؤرخا لها .. وربما هو ذاته قد يوافقنا على هذا الرأي.. وهذا ما رأيناه في أغلب بحوثه ودراساته عن ثورة 14 تموز وشخصية الزعيم قاسم سواء في ما ذكر أعلاه أو في كتبه الأخرى:
- الجيش والسلطة في العراق الملكي 1921-1958,
- قراءة أولية في سيرة عبد الكريم قاسم 21/11/1914- 9/2/1963,
- ليلة الصعود إلى سماء الخلود، ( كتيب)
- 14 تموز جدلية الفهم والموضوعية ( كتيب)
- بالإضافة إلى جملة دراساته ومقالاته المنشورة ( ربت على أكثر من 50 ). وهذا ما تشير إليه سيرته العلمية المنشور في موقعه الالكتروني في صفحة الحوار المتمدن
http://www.rezgar.com

هذا الكم من البحوث وما تضمنته من تحليلات سياسية وسيسيولوجية واقتصادية ضمن البُعدين التاريخي والمنطق العلمي، تدلل على أن الناصري هو باحث جاد وموضوعي إلى حد كبير، في حقل اختصاصه الذي أختطه لنفسه منذ أكثر من عقدين من الزمن، أكثر من كونه مؤرخا للحقبة القاسمية، أو كما يحلو له أن يطلق عليها ( المرحلة القاسمية /التموزية النيرة).
يتكون الكتاب الجديد، والذي يقع في 580 صفحة من القطع الكبير، مدخل وخمسة فصول، بالإضافة إلى جملة من الملاحق المهمة سواءً ما يتعلق بحياة قاسم نفسه أو في وصاياه العسكرية التي كتبها أثناء الحرب الفلسطينية الأولى، والأهم من كذلك هو محاولة المؤلف في رصد أسماء الضباط الأحرار وخاصةً من ذوي التوجهات الوطنية ( القاسمية والديمقراطية والشيوعية ) بالإضافة إلى القومية، وبسعة كبيرة لم تحتويها الكتب المنشورة سابقاً بسبب التقييدات الفكرية المفروضة على الباحثين من الحكومات ( القومية) التي أعقبت حكومة تموز على ذوي التوجهات الديمقراطية واليسارية.
تطرق المؤلف الناصري في المدخل إلى جملة من القضايا التي تنصب على سبل معالجته لمضامين الكتاب وإلى أهمية الترابط المادي المتبادل بين (الفعل) ثورة 14 تموز و( الفاعل) عبد الكريم قاسم وما لعبه الطرفان من مواقع تأثيرية على واقع العراق في النصف الثاني من القرن المنصرم.. وتأثيرهما المادي والمعنوي لمستقبل المجتمع العراقي.. وقد وقف بصورة مكثفة أمام هذا الحلم النهضوي باعتباره مشروعاً (وضعياً ؛ عقلانياً و علمانياً، ضمن تفاعل الأهداف التنويرية المنطلقة من ثلاثية : الفرد- العقل - الطبيعة )، وبالتالي كانت بمثابة بداية التاريخ الفعلي للعراق الحديث، نظرا لكون المؤلف انطلق في موقفه الفلسفي هذا من تبني موقف الفيلسوف هيغل الذي قال : ( التاريخ هو عملية تغيير الإنسان لبيئته ، وأنه حيثما لا يوجد تغيير فليس ثمة تاريخ).. ثم تطرق مدخل الكتاب إلى شخصية الزعيم قاسم باعتباره (الفاعل العضوي الأرأس في التخطيط والتحقيق لصيرورة فعل التغيير ومؤسس الجمهورية)، وبالتالي موقف مختلف لقوى الاجتماعية من هذه الشخصية المثيرة للجدل في تاريخ العراق المعاصر.. مستعيناً في تأييد رأيه على جملة من آراء وشهادات شخصيات علمية وسياسية من ذوي بصائر فلسفية مختلفة، ليحاول أثبات منطلقه الافتراضي، ليدرس دور قاسم كقائد سياسي وعى الضرورة الاجتماعية للتغيير ضمن الإطار الفلسفي من خلال الفصل الأول للكتاب : دور الفرد في التاريخ / عبد الكريم قاسم نموذجا.. ومن هذا البعد النظري الفلسفي انطلق المؤلف في سفره العلمي لفهم ضرورة دور القائد/ الزعيم في عملية التغييرات الجذرية من منطلق كونه (إنساناً اجتماعياً).. إذ ( ليس بمقدور أي قائد عظيم أن يفرض على المجتمع علاقات لا تتطابق بعد الآن مع حالة القوى المنتجة و هي لا تتطابق بعد معها ).. وهذا ما كان بين قاسم والتغيير الجذري يوم 14 تموز 1958. من خلال الممارسة الإنسانية ومن تفهمها المتبادل، ودور كل من الجماهير والقائد ( المستجيب للضرورة التاريخية)... ( رغم أن الممارسة ليست غاية بحد ذاتها، بل وسيلة لتغيير البيئة بصورة مدركة. ضمن صيرورة وعي الضرورة الاجتماعية ). ثم حاول المؤلف تبيان مقومات السلطة ومصادرها بصورة نظرية وطبقها بصورة مقارنة على قاسم وقارن مقوماتها مع ما كان لدى نوري السعيد، طالما أن ( القادة قادرون على التأثير في مصير المجتمع بفضل بعض السمات المحددة في طبيعتهم .. فليس خلق الفرد عاملاً في التطور الاجتماعي إلا حين تسمح به العلاقات الاجتماعية وحيث تسمح به وبقدر ما تسمح به).
لقد حاول المؤلف، في الفصل الثاني ، أن يرسم لوحة خلفية للواقع الاجتماعي والاقتصادي والسياسي لعراق مطلع القرن المنصرم..بغية أن يتفهم القارئ شخصية قاسم ويتعمق في المكونات الفكرية والسياسية التي تأثر بها وخاصة بترابطها الجدلي ضمن ( الإرهاصات الفكرية للبرالية والمساواتية الحديثة) التي غزت العقل العراقي المثقف غير التقليدي والمتعلم بدون استئذان،إذ انطلق المؤف من فكرة مفادها: (أن المجتمع ينتج الإنسان كإنسان كذلك فإن الإنسان هو الذي ينتج المجتمع ). وضمن هذه الرؤى النظرية سلط الباحث الناصري حزمة من الضوء المكثف على العديد من المفاصل السياسية والاجتماعية والثقافية والتفاعلات التي كانت قائمة ضمن صيروراتها الداخلية وتفاعلاتها مع المحيط المتحرك ببطء ومدى تأثير منظومة القيم الاجتماعية للعشيرة والقبيلة على وعي الناس الاجتماعي في تجلياته النظرية والعملية.. كذلك طبيعة المدينة العراقية وقيمها متخذاً من المحلة الشعبية البغدادية نموذجا لهذه العلاقات وسيطرت قيمها على سلوك الناس بقوة يساندها الإرث الاجتماعي التقليدي وثقافته المحدودة, وسلطة رجل الدين وقوة تأثيره. وتبنى الدكتور الناصري الفكرة التي تعتبر ( بداية القرن العشرين فترة من أخصب فترات التطور الفكري في العراق.. بحيث أن هذه الفترة التكوينية تقدم مصادر وأصول أغلب الأفكار التي ذاعت وانتشرت في الأعوام التالية ). والتي لا يزال المجتمع العراقي متأثرا ببذورها وثمارها لحد الآن.
أما الفصل الثالث من هذا السفر العلمي، وفي حدود أكثر من 80 صفحة، يدرس المؤلف ثلاثة مواضيع مترابطة من حيث الشكل والمضمون ضمن بعدهما التاريخي .. إذ يدرس موضوعة الانتماء العائلي للزعيم قاسم ونسبه ومن ثم ولادته وصباه وأخيرا عندما كان معلماً في الشامية. يسرد في الموضوعة الأولى الانتماء العائلي لقاسم ، حيث يقف خلف ذلك، هاجس الحقيقة ذاتها والواجب كشفها مما نسب إليه وأشاعه مناهضوه من انه من أصول غير عربية.. ووقع فيه كتاب كبار مثل الأكاديمي الراحل حنا بطاطو .. الذي نسب والدة عبد الكريم إلى كونها من أصول ( كردية فيلية ). يدحض المؤلف هذا الرأي بالقول: ( تنتمي والدته إلى عائلة شيعية ترجع بنسبها إلى بني تميم وهي قبيلة تنتمي إلى قبائل عدنان من جنوبي الجزيرة العربية، إلا أن قاسم على الرغم من تأكيد نسبه العربي ، حقيقةً كان أم خيالاً ، لم يفاخر بخلفيته العربية ولم يستغل مذهب العائلة لا سنياً ولا شيعياً ووفرت له مناخاً غير مشوب بالتعصب العرقي والتزمت الديني الذي يتميز به أولئك الذين ينشأون في القسم الشمالي أو القسم الغربي من بغداد ...) والذين كان أغلبهم يعانون من قصر نظر طائفي وممارسة سياسية لا يزال تأثيرها قائم في عراق اليوم.. الذي نحن بحاجة ماسة إلى عقلية سياسية تخرج من الأرومة المذهبية والنظرة القومانية الضيقة التي لا تأخذ بنظر الاعتبار واقع تركيبة المجتمع وتعددية قواه الاجتماعية والقومية والدينية وتنطلق بصورة جدلية ( من واقع أولوية عراقية العراق )، بتكامله مع امتداده العربي.
كما توقف الكتاب بالشرح المفصل عن خؤولة وعمومة عبد الكريم، ومن ثم على عائلته ومكوناتها وطبيعة العلاقة بين أفرادها وعلى تعاونهم المشترك من اجل التغلب على مصاعب الفاقة والحاجة التي لازمت البيت وألقت بضلالها على سلوكياتهم الاجتماعية، خاصةً إذا علمنا أن الوالدين كانا متبايني المذهب .. وقد استشهد المؤلف بالراحل هادي العلوي عندما وصفهما بالقول: ( كان كلا الأبوين فاضلآً ومحموداً في محيطه ... فعبد الكريم نشأ في عائلة متوازنة طائفياً وهي عائلة فاضلة أيضاً وأتيحت لعبد الكريم تربية مستقيمة , هي التي تقف وراء شخصيته الاجتماعية المتكاملة ...). كما سرد المؤلف مصائر أخوة وأخوات عبد الكريم بشيء من التفصيل حسب تسلسل أعمارهم . كما بين علاقة القربى بينه وبين ابن بنت عمته محمد علي جواد قائد أول قوة جوية في العراق.. والذي كان بمثابة ملهمه الروحي في الحياة العسكرية، إذ من الشائع في الأدب السياسي العراقي أن يوصفوا علاقة القربى هذه ، مرة بكونه ابن عمته وثانية ابن خالته .. وثالثة من أقرباءه.. وهكذا دواليك.
ويجد القارئ اللبيب في هذا الفصل كما في الكتاب برمته ، أن المؤلف غالبا ما يضعنا أما الفكرة ويحاول رسم الخلفيات المناقضة لها.. مما أشاعه مناوئي قاسم.. فهو لا يأخذ بالمسلمات الشائعة فحسب.. بل يحاول إشراك لقارئ في فهم الحالة حتى يأخذ نفسه إلى تلك المرحلة وصراعاتها الاجتماعية. وكذلك يحاول أن يضعنا على موقفين متناقضين لكاتب واحد من قضية واحدة.. ويشير هنا في هذا الفصل إلى ما كتبه احمد فوزي عن ولادة عبد الكريم وكيف يصفها بصورة متناقضة ، حيث يروي ( ميلاد الزعيم عبد الكريم ) مرة بصورة الصحفي المتعاطف وفي الثانية كانت الشتيمة مقترنة بالنص عندما كتب ( وأطلق بعدها – صراخ الوليد الجديد.. صراخ لم تعهده الآذان لطفل جديد .. كان صراخه أقرب إلى عواء الذئب منه إلى صراخ طفل وليد ).
يشير الدكتور الناصري هنا أيضاً إلى مدى تأثير العوز المادي على حياة عبد الكريم ، حتى تحول لديه إلى حالة نفسية اجتماعية واعية استهدفت الفقر بكل ألوانه.. وهذا ما انعكس في اهتمامه لاحقا . لهذا السبب تميزت العديد من خطب قاسم ( بعد تسلمه القرار المركزي للدولة بالتأكيد على أن المهمة الرئيسية للحكم تتمركز في القضاء ما أمكن على الفقر ومسبباته ليس من الجانب الأخلاقي فحسب بل من الناحيتين الاجتماعية والاقتصادية).. وهو بهذا الموقف قد أدرك الضرورة الموضوعية لواقع العراق في العصر الحديث.
يتتبع المؤلف في نهاية الفصل صبا عبد الكريم وتنقله بين بغداد والصويرة ومن ثم العودة إلى بغداد وإكماله الدراسة في الإعدادية المركزية في بغداد، ويثير الاستفهامات عن مساهمات عبد الكريم في النشاطات الطلابية وفي تتلمذه الفكري على يد ( معلمه الأول) الأديب مصطفى علي.. ثم دخوله ميدان العمل كمعلم في مدينة الشامية وقد وقف على بعض المصادر التي شرحت بخطوط عامة كيفية حياته في هذه المدينة الصغيرة وعدم انسجامه مع واقع العلاقات الاجتماعية التي كانت تضطهد الفلاحين ووقوفه على عمق التخلف على كافة الأصعدة والجاثم على الريف وعلاقاته الجديدة التي رسمتها إجراءات الدولة لنمط الإنتاج شبه الإقطاعي. يصف هديب الحاج حمود وضعية المعلم عبد الكريم قاسم بالقول إلى المؤلف الناصري: ( كان هناك سكن ريفي لوالدي يطلق عليه الناس أسم القصر حيث يَقّدم بعد العشاء موظفو الدولة البالغ عددهم 12 موظفاً ويجتمعون بالدار ويتسامرون.. والوحيد الذي لم يأتي كان المعلم عبد الكريم قاسم . كانت مدرستنا الوحيدة في القضاء وكانت مختلطة . دخلت فيها عام 1927 وقد درسني المعلم عبد الكريم اللغة الإنكليزية في الصف السادس الابتدائي وعندما كان يدخل الصف الذي أدرس فيه كانت الرهبة لا تفارقه.. وكانت علاقته بالطلاب طيبة جداً.. وبعد انتهاء الدروس يرجع إلى داره ولم نكن نعرف سبب انزواءه ).
وبعد الانتهاء من هذه الفصول نصل إلى نقطة البدء الحقيقية في حياة عبد الكريم قاسم ، وأعني بها حياته العسكرية.. ومن ثم العسكري / السياسي وهذا ما احتواه الكتاب في فصليه الآخرين.. حيث كان الفصل الرابع ينصب على ( قاسم في عوالم الحياة العسكرية).. يتتبعها المؤلف منذ قراره بالانتساب إلى الكلية العسكرية، وهو ابن الثامنة عشر من العمر، الذي حاول الكثير من أقربائه ثنيه عنه، لأنهم اعتقدوا ، وكان واحد منهم (معلمه الأول)، أن حياة التعليم كانت الأقرب إلى روحه ونفسيته وسلوكياته الاجتماعية واهتمامه الأدبي وخاصة ما يتعلق بحبه الجارف إلى معروف الرصافي..
في هذا الفصل يمهد المؤلف لموضوعه عن الزعيم، بدراسة مكثفة عن ملامح المؤسسة العسكرية العراقية عند تأسيسها وكذلك ما آلت إليه بعد انتكاسة حركة مايس/ آيار التحررية عام 1941.. كمدخل تاريخي لواقع التأسيس.. يعقب ذلك تتبعه لحياة قاسم منذ دخوله الكلية وتخرجه منها وتسلمه المناصب المتعددة في مختلف الوحدات العسكرية، وعودته للكلية ذاتها بصفته هذه المرة معلما، ومن ثم دخوله في كلية الأركان وصعوبات قبوله ومن ثم اشتراكه في الكثير من الحركات العسكرية التي جرت في ثلاثينيات القرن المنصرم وكذلك في حركة العقداء الأربعة وتلك التي حدثت في الحرب البرزانية الثانية .. وهنا يحاول المؤلف التحقق من كون أن قاسم كان يجيد اللغة الكردية حيث سبق له أن اشترك في إحدى المجلات التي تصدر باللغة الكردية والتي كانت تصدر في سوريا. ثم يعقب ذلك في تتبع موضوعة تثير اهتمام مثقفي العراق على وجه التحديد..عندما يسلط الأضواء على بداية علاقات قاسم بشاعر العرب الأكبر الجواهري.. ولقائهما الأول في لندن والصداقة التي نمت بينهما والتي تجددت بعد الثورة قبل افتراق الجواهري عن قاسم... وهذه الموضوعة المثيرة للجدل لا يستمر فيها المؤلف.. على آمل العودة إليها في كتابه القادم كما ذكر.
وينتقل في القسم السادس من الفصل الرابع إلى مساهمة قاسم في الحرب الفلسطينية الأولى والنجاحات التي خرج بها من مساهمته في هذه الحرب وما قامت به من إنضاج الظروف الذاتية لأجل إنشاء التكتل الغائي لحركة الضباط الأحرار لأول مرة في تاريخ العراق. وكذلك دور بريطانيا في ضياع فلسطين وتكوين إسرائيل.. هذا الفعل بتفاصيل متعددة يسلط الكتاب الضوء عليها بالإضافة إلى مسؤولية البيت الهاشمي في العراق والأردن في هذا الضياع والتيه.. حتى أمست العلاقة بينه وبين الضباط طلاق لا رجعة فيه. ( لقد مثلت هذه الحرب وطبيعة إدارتها والنتائج التي تمخضت عنها المقترن بالتواطؤ المتخاذل لحكامها منعطفا جديداً في إعادة الاعتبار لفكرة الدور التاريخي للجيوش العربية في التغييرات السياسية). يسهب المؤلف في تعقب مشاركة (المقدم الركن) عبد الكريم قاسم في هذه الحرب ويحاول إعادة قراءة ما كتبه خصومه.. وهذه إحدى ميزات كتابات الناصري الذي يحاول الاستناد إلى مناهضيه ويستقرء كتاباتهم ليخرج بقراءة جديدة لها. ويشير المؤلف إلى الدوافع الكامنة وراء إحالة قاسم إلى لجنتين تحقيقيتين. ومن ثم ضرب المؤلف عدة أمثلة على شجاعة قاسم استقى أغلبها من كتابات مناهضيه ويسوق أقوالهم حول المساهمة الجدية لقاسم في هذه الحرب خاصةً إذا عرفنا أن ( أكثر فضائل الإنسان نبلا لا تظهر إلا في الحرب ولشجاعة والتقشف والإخلاص للواجب والتضحية بالنفس). لقد كانت هذه المساهمة المتواضعة لقاسم في الحرب الفلسطينية بمثابة نقطة تحول مهمة في حياته العسكرية والسياسية وعكست منظومة معتقداته ونظراته الفلسفية إزاء الحياة. وهذا ما دلل عيه بصورة واضحة وصايا قاسم إلى أفراد فوجه أثناء الحرب والذي ينشر لأول مرة على الملأ وأشير إليه في ملحق هذا الفصل.
والموضوعة الأخيرة في هذا الفصل كانت بعنوان: قاسم ووثبة تشرين 1952 الذي شرح فيه خلفيات الوضع الداخلي ومن ثم الدولي لأجل السيطرة المكثفة على الوضع السياسي في العراق في فترة الحرب البادرة وانسحاب بريطانيا من منطقة شرق السويس.. ضمن هذه الظروف بدأت حركة الضباط الأحرار بالتبلور في الوقت نفسه. فبدأت منذ نهاية الحرب الفلسطينية الأولى التدخل المكثف للولايات المتحدة في شؤون المنطقة ومن ثم بروز الانقلابية العسكرية في سوريا ولبنان ومصر ومحاولاتهم مع حزب الاستقلال في تحقيقها بالعراق. يحاول المؤلف إيضاح مساهمة قاسم في عملية ضبط النفس للضباط في عدم إطلاق النار على المتظاهرين العزل.. وفي الوقت نفسه حاول كبح جماح بعض الضباط المغامرين من القيام في انقلاب عسكري يطيح بالحكم الملكي في مثل هذه الظروف الحرجة. حيث أن الحركة لم تكن ناضجة ذاتيا إذ لم تتبلور قيادة مركزية للضباط الأحرار في حينها. ( إن مساهمة قاسم في هذه الوثبة وتجواله بين الوحدات العسكرية التي احتلت بغداد ومطالبته لها بعدم فتح النار على المتظاهرين , بقدر ما عمقت من وعيه السياسي فإنها تتطابق وتتماثل مع نفسيته الكارهة للعنف لذات العنف...)
حاول المؤلف في ربط هذه المجريات العامة مع الكثير من التفاصيل الفرعية .. ربطاً محكما بالمضامين الجوهرية لهدف الكتاب وعكسه لها.. أثمن هذا الجهد الكبير في المتابعة لكم هائل من المصادر والتي ربما تنهك القارئ العادي .. وكذلك تلك الهوامش الكثيرة التي تحاول تسليط الضوء على الثانويات المكملة للموضوعة الرئيسية.
أما الفصل الخامس من هذه الموسوعة التاريخية ليس لحياة قاسم فحسب بل إلى بعض مفاصل العراق السياسي، والذي هو من حيث الحجم أكبر فصول الكتاب إذ يشمل على أكثر ثلث الكتاب، والذي كان بالامكان نشره بصورة مستقل لا تخل بوحدة وهدف ثلاثية الكاتب ولتكن رباعية، ويمكن أن يطلق عليه ( حركة الضباط الأحرار في العراق).
ينقسم هذا الفصل إلى ثلاثة أقسام .. حيث ينصب القسم الأول على دراسة ( الضباط والسياسة في العراق الحديث ) يتناول فيه ضمن رؤيته الجادة إلى الفعل السياسي للضباط في البدء في دول المنطقة بصورة خاصة، من خلال مناقشة ما يمكن أن نطلق عليه ( الدور التاريخي ) لأخصائي العنف المنظم على امتداد قرون عديدة.. ثم يركز على ظهور هذا الدور المتبنى من قبل الضباط العراقيين في الجيش العثماني عند تأسيس الدولة العراقية الحديثة، ومن ثم كونوا النواة الرئيسية لنخب الحكم وبالتالي امتلكوا مفاتيح إدارة الدولة. لقد شرح المؤلف أهم العوامل التي ساعدت هؤلاء الضباط على بلوغ هذا الهدف متوصلاً من خلالها إلى ( استنتاج نتيجة منطقية مفادها أن البريطانيين كقوى احتلال ، أنشأت الدولة العراقية وسلمت إدارتها إلى الضباط الموالين لها وخاصةً الشريفيون منهم. ومنذ ذلك الحين أحكموا سيطرتهم على زمام الدولة العراقية وقرارها المركزي . وحظيت هذه الوضعية بقبول ضمني من ضباط مختلف المراحل اللاحقة الذين تبنوا فكرة تدخل الجيش في السياسة). ويحلل الناصري في هذا القسم أيضا تركيبة الجيش العراقي من حيث الانتماء السياسي والاجتماعي للمرحلة الملكية برمتها من خلال تقسيمها إلى ثلاثة فئات : القادة؛ الضباط الآخرون؛ المراتب والجنود.. ويحاول أن ينتزع من هذا التقسيم الميول الفكرية والانتماء الحزبي والأصول الطبقية لكل فئة من هذه الفئات. وبالتالي يحدد التنظيمات السياسية في المؤسسة لعسكرية.
ثم تناول المؤلف التكتلات السياسية في المؤسسة العسكرية قبل عام 1941 وحددها بأربعة كتل رئيسية.. لكنه يركز بإسهاب تاريخي تحليلي على اتجاهين بارزين هما : الاتجاه العروبي ( القومي) والاتجاه العراقوي ( الوطني).. اللذان حسب رؤية المؤلف اختلفا من موقع الانطلاق المتمركز حول استفهامية أولوية عراقية العراق أم أولوية عروبة العراق؟؟ ودرس العلاقة المتبادلة بينهما وبما يتضمنان من اتجاهات متضادة ( بعضها موضوعي والآخر مصطنع)، وكان من سماتهما الصراع والاحتكاك التناحري واللا تناحري. ليستخلص من ذلك ( لابد من القول إن بعض ماهيات هذا الصراع بين الكتلتين كان غير مبرر منطقياً وتاريخياً، وعكس في بعض نواحيه ، مدى انخفاض تجليات الوعي الاجتماعي في أبعادهما السياسية والفسفية والحقوقية بل وحتى الجمالية، خاصةً عندما إكتسى صفة إلغاء الآخر، مما أثر في النمو الجدلي لكليهما). وقد كان هذا الصراع الأكثر خطورة وشذوذ عن سنن المنطق والعقلانية بل وحتى الاخلاقية رغم انه مثل حقيقة مركزية في تاريخ العراق المعاصر والذي نعاني منه لحد الآن.
كما تطرق إلى كل من: كتلة الضابط العثماني النزعة توفيق حسين وتتبع ظهورها وتلاشيها؛ وكذلك التنظيم العسكري للحزب الشيوعي العراقي الذي ظهر للعلن منذ أواسط الثلاثينيات في قاعدة المؤسسة العسكرية( المراتب والجنود). ومن ثم امتداداته الطبقية ونمو وتائر تأثيره. وأخيرا تطرق المؤلف إلى الكتل الشللية كواقع موضوعي تمحورت حول هذا الضابط أو ذاك ، وكانت تقوم على أسس مركبة من الو لاءات الدنيا سواء التي تقوم على رابطة الدم أو على أساس مناطقي أو أثني أو طائفي أو مهنوي...الخ.
أما القسم الثاني من الفصل الخامس فيركز فيه على حركة الضباط الأحرار – التكوين والتكتل الغائي فيدرس في البدء الإرهاصات التنظيمية الفردية ( 1941-1948)، ثم يحلل ما أطلق عليها ( النضوج والتكتل الغائي) ويدرس مبررات هذا التكتل الغائي سواءً لظروف المؤسسة العسكرية الذاتية و الظروف الموضوعية للبلد ويأخذ المؤلف على نفسه في القسم الثالث من الفصل الخامس بالدراسة والتحليل ومن ثم إعادة إنتاج ظاهرة الضباط الأحرار.. فدرس كل من: تنظيم الضباط الوطنيين 1948 باعتباره حجر الأساس للتكتل الغائي؛ وبعدها يدرس بروح علمية النواتات المتبلورة 1950- 1958، حسب ظهورها الزمني والتي شملت: التنظيمات اليسارية والديمقراطية.. وفي هذا الفصل هناك يبدو بعض الاستفهامات التاريخية التي لم يجيب عنها الباحث.. بسبب عدم توفر المعلومات عن هذه التنظيمات وصمت الكثير من أعضائها، أما لأسباب سياسية أو أن قانون الحياة والفناء أبعدهم عن ممارسة هذا الدور أو إتلاف مذكراتهم من الوجود بسبب الملاحقة...الخ من المسببات. ويشرح بتفصيل معين الكتلة الوطنية لإتحاد الجنود وضباط الصف والضباط ( كتلة اتحاد الجنود والضباط), ومن ثم كتلة المنصورية ( كتلة عبد الكريم قاسم) ويتتبع نشاطاتها عبر البحث المنتشر في المذكرات والندوات والكتب والأبحاث؛ بعدها يقتفي أثر ودور رفعت الحاج سري في حركة الضباط الأحرار ضمن مسيرته الذاتية أو من خلال تكوين مساهمة في أكثر من كتلة للضباط الأحرار.. والمهم هنا حسب رأي أن المؤلف الناصري لم يكتفي بالسرد التاريخي لظهور حركة الضباط الأحرار وإنما اتبع وسائل المقارنة والتحليل من ناحية ولم يكتف بوجه نظرة واحدة.. كما سار عليه الأكاديمي بطاطو في موسوعته العلمية.. حيث اعتمد رواية رجب عبد المجيد.. وعذرنا له أن هذا الأخير كان الوحيد الذي دون مذكراته ووقف عليها بطاطو نفسه في صورتها كمخطوطة. في الوقت نفسه تتبع العلاقة القلقة بين رجب عبد المجيد ورفعت الحاج سري وسبب عدم التحاق الأخير باللجنة العليا للضباط الأحرار, وقد أشار إلى العوامل الذاتية للأشخاص المحوريين والصراع بينهم ضمن الحركة الواحدة.. كذلك انفراد بعض هذه الشخصيات في قيادة بعض محاولات إسقاط النظام الملكي دون الرجوع إلى اللجنة العليا.. وما إنفراد كتلة المنصورية وبالاشتراك الجزئي لبعض قادة الكتلة الوسطية، كان مثلا يساق للصراع بين الضباط الأحرار. وفي الأخير يتعرض المؤلف إلى أهداف الضباط الأحرار ويحاول تحليل ما أورده محسن حسين الحبيب في مذكراته عن هذا الموضوع، ويقف عند الأهداف غير المنجزة كما وردت، ليتوصل الباحث على أن الحبيب قد استوحى الأهداف من البرنامج الذي طبقته حكومة قاسم ذاتها في مشوارها القصير جدا (1666 يوما). وختم كتابه بالقول: أن عبد الكريم قاسم ( سيضل في ذاكرة تاريخ العراق الحديث باعتباره على الأقل يمثل نمطاً جديداً من التفكير في العقل السياسي وهو المؤسس للنظام الجمهوري وهو أول حاكم سياسي حكم للفقراء والمعدمين.. مادة التاريخ الإنساني ).
أما في الملحق للفصل الخامس فهو جدير بالتأمل والتمعن لما احتواه من أسماء للضباط الأحرار من مختلف التوجهات السياسية، إذ ثبت أسماء من لم تثبت أسمائهم لأسباب سياسية، وعلى الأخص من ذوي التوجهات اليسارية والقاسمية. وهذا جهد يعول عليه..
أما المصادر التي اعتمدها المؤلف الناصري فهي كثيرة جداً منها ما هو مهم والآخر ليس بتلك الدرجة وقد ربت على 246 كتابا ( 6 منها باللغة الروسية)ً و أكثر من 50 مقالاً و حوالي 12 من الوثائق والكراريس بالإضافة إلى مجموعة من المقابلات والرسائل والمحاضرات التي بلغ عددها 15.
يُعد هذا العمل العلمي للدكتور الناصري. خطوة جدية في دراسة واحد من أهم القيادات السياسية التي حكمت العراق في العصر الحديث وبقدر ما هي جدية بذات القدر ستكون وجهة نظر حقيقة عن الزعيم قاسم وعن دوره.. وستثير بالضرورة العديد من ردود الأفعال، كم أتمنى أن تكون بذات المستوى الذي طرحه الناصري، لآجل معرفة تاريخنا الحقيقي، لنا نحن الذين لم نعايش المرحلة ولم يتسنى لنا الإطلاع على وجهة النظر الأخرى عن قاسم غير تلك التي بثتها الحكومات ( القومانية) والكتاب المناوئين له منذ رحليه القسري عن هذه الدنيا.. لكنه كما يقول المؤلف:(أن قاسم قد امتلك المسار الحقيقي للعراق كوحدة جغرافية/اجتماعية/ سياسية وأرسى الكثير من المقدمات المادية للهوية الوطنية ).
هذا الاستعراض المكثف جداً لا يغني الباحث من ضرورة القراءة الواعية.. وأنصحه مسبقا بالصبر والأناة وطول التفكير.. لأن في العديد من المقاطع هنالك أفكار جميلة جدا.. وفي البعض الأخر إطناب، أراه غير ضروري، وربما غيري يعتقد عكس ذلك.. في الوقت نفسه هناك تكثيف لبعض المواضيع قد يرى المؤلف أن غيره قد بحثها بإسهاب لا يود تكراره.. أقول إنه كتاب يغني العقل المعرفي العراقي.. هذا غير كافٍ إذا قرءنا الكتاب وحده.. وستكتمل المعرفة عند قراءة الكتاب الثالث: عبد الكريم قاسم في يومه الأخير.. لأنه هو الآخر يلقي الضوء على مواضيع مثيرة للعقل والروح وتفي بعض من غليل المعرفة للمرحلة القاسمية ويعتبر في بعض جوانبه مكملا لها. هذه قراءتي الخاصة للكتاب.. أتمنى أن أكون قد أصبت في عرضها
وهران تركي



#وهران_تركي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- حمم ملتهبة وصواعق برق اخترقت سحبا سوداء.. شاهد لحظة ثوران بر ...
- باريس تعلق على طرد بوركينا فاسو لـ3 دبلوماسيين فرنسيين
- أولمبياد باريس 2024: كيف غيرت مدينة الأضواء الأولمبياد بعد 1 ...
- لم يخلف خسائر بشرية.. زلزال بقوة 6.6 درجة يضرب جزيرة شيكوكو ...
- -اليونيفيل-: نقل عائلاتنا تدبير احترازي ولا انسحاب من مراكزن ...
- الأسباب الرئيسية لطنين الأذن
- السلطات الألمانية تفضح كذب نظام كييف حول الأطفال الذين زعم - ...
- بن غفير في تصريح غامض: الهجوم الإيراني دمر قاعدتين عسكريتين ...
- الجيش الروسي يعلن تقدمه على محاور رئيسية وتكبيده القوات الأو ...
- السلطة وركب غزة


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - وهران تركي - ثانية.. الحاضر دوما - قراءة في كتاب عبد الكريم قاسم : من ماهيات السيرة الذاتية 1914-1958