أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم حبيب - وداعاً أخي عوني!














المزيد.....

وداعاً أخي عوني!


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 1609 - 2006 / 7 / 12 - 09:11
المحور: الادب والفن
    


نلتقي اليوم لنودع, مع حلول الأربعينية, أخاً وإنساناً طيباً وفناناً واعياً ومسرحياً مبدعاً أدرك قوة وسحر العلم والحرفة التي امتلك ناصيتهما وبرع في استخدامهما وجرب الكثير ليرسم خط سيره الخاص في المسرح العراقي والعربي.
لقد فارقنا, غاب عنا مبكرا, إذ كان ما يزال في أوج عطائه الفكري والإبداعي. اختطفته يد المنية وهو على خشية المسرح وبين مشاهديه والمتمتعين بفنه, ولم تمهله كثيراً.
لم يكن عوني عصياً على الموت, إذ كان عبر عمله والجهد الذي يبذله يوميا والعمل على مسرحيتين في آن واحد, والوضع العام في العراق الذي يعيش في أجوائه الخانقة, يحرق أعصابه ويجهد قلبه المليء بالعواطف الجياشة والانفعالات الكثيفة والحب الرفيع للعراق المضبب ولشعبه المستباح يعطل قدرته على مواصلة الحياة.
صرف وقتاً وجهداً كبيرين لبناء شخصيته الفنية والعلمية والثقافية وسط عالم زاخر بكبار الفنانين المسرحيين والمخرجين المبدعين ليساهم في تطوير وإغناء المسرح العراقي والعربي. أرسى له أسماً بين الأسماء اللامعة والمبدعة في العراق والعالم العربي. وكان تلميذاً رائعاً لبرتولد بريشت.
كان تراث العراق الفني وحضارته الشامخة زاداً له في أعماله الفنية, كان يمزجها بواقع العراق ومرارات الحياة في ظل الدكتاتورية الغاشمة أو في الحروب الدامية أو عبر الاحتلال, أو الطائفة القاتلة والمهيمنة على حياة الناس وأفعال قوى الظلام والسلفية التي تريد حرق الفنانين وطمس الفن وسرقة البسمة من عيون الناس ومنع الحضارة الحديثة من ولوج عراق اليوم, وكذلك الإرهاب والدماء النازفة والدموع المنهمرة.
كانت خشبة المسرح الموقع الذي يتسامى فيه وتتشابك روحه بأرواح مشاهديه, وتبرز ملامح شخصيته وقدراته الفنية الإبداعية وتندمج روحه الحية المتدفقة بعطائه المتنوع.
كان الأستاذ الدكتور عوني كرومي مستقلاً في الفكر والرؤية والممارسة, وكان موضع حوار وخلاف في وجهة وأبعاد عطائه, ولكنه كان يعي ذلك ويعمل بإصرار وتصميم صوب الوجهة التي اختارها.
كانت البسمة أو الضحكة المشرقة لا تفارقه حين يلتقي بأحد أصدقائه, ولكن الصراع كان في داخله لا يترك له فرصة الراحة حين ينفرد بذاته ويخلو مع نفسه. وكان ذلك يتجلى عميقاً عمق عينية الضاحكتين.
كانت أوضاع العراق السياسية والاجتماعية والاقتصادية تؤرقه وتفسد عليه حياته اليومية, وكانت أوضاع الفن والمسرح وحياة الفنانين الصعبة والمتفاقمة شدة في الوطن تزيده هماً, وكان ألم القلب يعتصره ويدفع به إلى حافة الموت أكثر من مرة.
كان همه المستمر كيف يجمع الفنانين المسرحيين, كيف يساعدهم, كيف يقربهم من الأعمال المسرحية الجديدة في أوروبا, وكيف يستطيع إقناع الألمان الذين يصعب إقناعهم في الصرف على مشروعاته الفنية وجلب الفنانين وشدهم إلى الأعمال المسرحية الحديثة, كان هم الفن وتدبير أمور العيش يثقلان كاهله, ويشعر بمسؤوليته إزاء المسرح والعائلة الكريمة في آن واحد.
رحل عنا ونحن بحاجة إليه, بغض النظر عن الاتفاق أو الاختلاف معه. فقد كان طاقة كبيرة وفناناً رائعاً وإنساناً قدم الكثير في مجال المسرح لشعبه وبلده وللعالم العربي.
رحل عنا ولا يملك شروى نقير غير أعماله الفنية المتقدمة, فهل انتبه أو ينتبه المسؤولون في العراق إلى ذلك, أم أن ألأوضاع المتدهورة ستبقى تنسيهم الالتفات إلى فنان رحل عنا مبكراً وترك عائلة في ظروف صعبة كانت قد أجبرت على الهجرة والعيش في الغربة سنوات طويلة.
لنحيي ذكراه في أربعينية فقدانه وليبقى اسمه شاخصاً مع أسماء بقية اللامعين من الفنانين من بنات وأبناء العراق والعالم العربي.
أرجو لعائلة فقيدنا المشترك, لزوجته الفاضلة وبناته وأولاده الكرام وأصدقائه ومعارفه والذين استمتعوا بفنه الصبر والسلوان, وله الذكر الطيب.
أقول له وداعاً وإلى لقاء قريب... كاظم حبيب 4/7/2006



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لنعمل معاً من أجل وقف استمرار جرائم الاعتداء والقتل ضد الصاب ...
- هل من جديد في مشروع المصالحة الوطنية؟
- ملاحظات حول ما نشر عن الصديق السيد جورج يوسف منصور
- رسالة مفتوحة إلى قيادة وأعضاء وأصدقاء الحزب الشيوعي العراقي
- إجابات الدكتور كاظم حبيب عن أسئلة صحيفة -رابورت كردستان
- رسالة جواب مفتوحة على رسالة الأستاذ محمد العبدلي المفتوحة
- إيران في تصريحات الرئيس العراقي!
- موضوعات للمناقشة - مسيرة العراق القادمة في ضوء مستجدات الوضع ...
- هل لا يزال الدكتاتور صدام حسين يعيش عالمه النرجسي المريض؟
- هل من مستجدات في الوضع السياسي الراهن في العراق ؟
- عجز فاضح وبداية غير مشجعة!عجز فاضح وبداية غير مشجعة!
- من أجل نهوض جديد وتعاون فعال للقوى الديمقراطية في العراق!
- ماذا تريد المظاهرات الصدرية في مدينة الثورة؟
- من يساهم في استمرار انفراط عقد الأمن في العراق؟
- تصريحات بوش وبلير ومرارة الواقع العراقي الراهن!
- ماذا يكمن وراء الضجة ضد إقليم كردستان العراق؟
- هل ما تزال البصرة حزينة ... وهل ما تزال مستباحة؟
- مع مَن مِن العرب يفترض خوض الحوار حول المسألة الكردية؟
- المزيد من العناية بأطفال كردستان, بناة الحياة الجديدة!
- هل العراق سفينة تشتعل فيها النيران ينبغي نهب ما فيها قبل فوا ...


المزيد.....




- فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024
- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة
- مهرجان كان: اختيار الفيلم المصري -رفعت عيني للسماء- ضمن مساب ...
- -الوعد الصادق:-بين -المسرحية- والفيلم الأميركي الرديء
- لماذا يحب كثير من الألمان ثقافة الجسد الحر؟
- بينهم فنانة وابنة مليونير شهير.. تعرف على ضحايا هجوم سيدني ا ...
- تركيز أقل على أوروبا وانفتاح على أفريقيا.. رهان متحف -متروبو ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم حبيب - وداعاً أخي عوني!