أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - فاخر السلطان - خسارة السيد المعمم














المزيد.....

خسارة السيد المعمم


فاخر السلطان

الحوار المتمدن-العدد: 1607 - 2006 / 7 / 10 - 11:18
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


بالنسبة لتصويت أبناء دائرة الرميثية (ذات الأغلبية الشيعية) في انتخابات مجلس الأمة الكويتي، وشخصي منهم ممن صوّتوا ضد المرشح المعمم، فإن خسارة السيد حسين القلاف هي بمثابة الصرخة المدوية التي أطلقوها لتحقيق التغيير والإصلاح في الدائرة وفي الكويت بشكل عام.

فلقد وجّه أهالي الرميثية ضربة موجعة للنائبين السابقين وبالذات للقلاف ما تعتبر شجاعة يُحسدون عليها بعدما كانوا يوصفون في مرات سابقة بأنهم ضعاف أمام صندوق الاقتراع حين المرور من أمام اختبار "العمامة السوداء" التي عادة ما تُستغل للصعود على ظهر المقدس الديني فيما يتم في المقابل تهميش كثير من القضايا بوصفها ثانوية في مقابل المقدس – العمامة. فخسارة القلاف تعتبر نصرا للتوجه الوطني في الدائرة وبداية لانحسار الفكر الطائفي (جمال الكندري – سني قريب من الاخوان المسلمين فاز بالمركز الأول، وعدنان عبدالصمد – شيعي من حزب الله فاز بالمركز الثاني) .

ورغم كم الرسائل الهاتفية المنتشرة في الدائرة عقب ظهور النتائج والتي انبعث منها دخان الطائفية المقيتة إلا أن ذلك يجب ألا يثني أبناء الدائرة عن مواصلة مسيرة التغيير ودعم الرؤى الوطنية الجديدة التي لا تضع اعتبارا للطائفية الشيعية أوالسنية في اختيار نوابها أو في الالتفاف حول قضايا المجتمع الرئيسية بدلا من الالتهاء بمشاكل فردية وطائفية هدفها التكسب الانتخابي على حساب مصالح البلد العليا.

فهل يمكن قبول منطق من يخسر الانتخابات في أن يقول: عار على أهل الرميثية خسارتي إلى يوم القيامة. أما في حال فوزه فإن منطقه ينقلب رأسا على عقب ليردد: أهل الرميثية أبطال!!.

فالتصوير بأن سقوط رجل الدين الشيعي المعمم بعمامة سوداء (سيد من سلالة آل بيت النبي الأكرم) في الانتخابات هو إهانة لكرامة العمامة، هو قبل ذلك إهانة لكرامة أهل الرميثية الذين أبوا إلا أن يختاروا غيره. فهل الاختلاف في الاختيار يدخل في إطار الإهانة.. وهل أهل الرميثية غير كرماء باختيارهم غير القلاف.. وأين بات موقع الديموقراطية في هذه المعمعة؟ أظن حسب المنطق الفائت أن الديموقراطية باتت في مزبلة التاريخ، وأنها رفعت كشعار للوصول إلى كرسي البرلمان، في حين أنها أصبحت تقبر وتنعى بعد أي سقوط مدوّ للرموز الدينية في الانتخابات.!!

لذا هل يستحق سقوط السيد أو غيره العويل والانتحاب وكأن القضية هي صراع بين الخير والشر أو بين الحق والباطل، حيث يتم تجريد الانتخابات من أصلها القائم على حق الجميع في المنافسة بغض النظر عن تباين المذهب والعائلة والقبيلة، ومن أصلها المستند إلى الحلول النسبية التي تحتمل الصواب والخطأ؟

إنها بحق مهزلة أن يوصف فوز نائب ما بالانتخابات بوصفه انتصارا للحق المطلق، وأن خسارته هي خسارة للحق المطلق، وكأن القضية تتعلق بالصراع بين الحق والباطل المطلقين، وترتبط برفع شخص المرشح أو النائب بسبب انتمائه لآل بيت الرسول الأكرم إلى مصاف ودرجات فوق بشرية. بل بظني أن أهالي الرميثية عرفوا مغزى هذا النهج واستطاعوا هزيمته عن طريق صناديق الاقتراع ومن خلال التمييز بين القضايا التي تهم الناس وبين القضايا الدينية المقدسة التي أصبحت أداة استغلال بالانتخابات بدأوا بطردها شيئا فشيئا.

لقد بهرني الكثير من الردود على مدونات الانترنت تعليقا على خطاب القلاف مساء يوم الجمعة، أي بعد أقل من 24 ساعة من ظهور نتائج الانتخابات، والتي أوردت صحيفة الوطن مقتطفات منها، حيث يقول القلاف في جانب من محاضرته: "ماراح أنزل مرة ثانية ما دام نزولي يهين كرامة العمامة ويهين كرامتي".

ويتساءل صاحب أحد الردود في إحدى المدونات قائلا: ما دخل العمامة بانتخاب الناخبين؟ هل البرنامج الانتخابي يتعلق بالعمامة؟ لو وجد الناس من النائب أي انجاز غير العمامة لانتخبوك، ولكنك تدخل عليهم بالعمامة وبالدفاع عن آل البيت لكي ينتخبوك.. فلو وجدوا منك انجازا لانتخبوك.. والعمامة لا تؤكل جوعان ولا تشرب عطشان.. لقد نجح حسن جوهر بلا عمامة يلبسها.. ثم لماذا أنت زعلان وغضبان والنساء تبكي وتصيح؟ الم يكن قصدك خدمة آل البيت؟ خدمة آل البيت لا تحتاج منك الدخول إلى البرلمان فأنت تستطيع خدمتهم في أي مكان وفي أي وقت ..

وآخر يقول في المدونة: يا جماعة الخير انا شيعي ولكن تصريحات القلاف (يقصد خطابه بعد الانتخابات) يمثل نفسه ولا يمثل اي طائفة.. امس كنت جالسا مع الوالد نتحدث عن سقوط القلاف وقال لي انه يستحق ذلك فهو شيعي ولكن أبعد الناس عن الشيعة واهل الرميثية بنفسهم يقولون انه حتى لا يحضر عزاءهم ومراسم دفن موتاهم ولا يوجّب أحدا!!.. عكس النائب جمال الكندري فهو يشاهد دائما في عزاء اخوانه الشيعة ومراسم دفن موتاهم ولا يفرق بين أي مذهب ويخدم الشيعي قبل السني..

فهل يعي النائب السابق والسيد الفاضل حسين القلاف مغزى كلام المدونات؟

أذكر أن السيد القلاف، بعد حل مجلس الأمة السابق، دخل إحدى الديوانيات في الرميثية وتعهد أمام روادها، وأنا منهم، بأنه سوف لن يسمح للنائب جمال الكندري بالفوز في الانتخابات. وحينما سأله أحد رواد الديوانية عمّا سيفعله في حال فوز الكندري، أجاب قائلا بأنه سينتحر، لكن أحد الحضور رد عليه قائلا بأن الانتحار غير جائز وحرام شرعا، فرد عليه القلاف بأنه يقصد الانتحار السياسي.

فهل كان خطاب القلاف مساء يوم الجمعة الماضي بمثابة عملية للانتحار السياسي، رغم أن العملية لا تحتاج إلى بهرجة إعلامية وإنما لقرار فوري وشجاع لتنفيذها؟ وهل تتسم المرحلة المقبلة من الحياة السياسية بالكويت بالانتحار السياسي للعديد من الرموز السياسيين الذين استفادوا ايّما استفادة من "مظاهر" التدين لتحقيق اهدافهم الضيقة، فيما غفلوا عن الجانب الأهم من الدين وهو "الأخلاق"؟

إنه سؤال ليس موجها فحسب للقلاف بل لغيره من المرشحين وكذلك للنواب في الرميثية وفي غيرها من مناطق ودوائر الكويت الحبيبة..



#فاخر_السلطان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جدل الانتحار في غوانتانامو
- إهداء إلى المحزونين على الذباح
- نضال الكويتية
- الفهم الديني.. ومسوغات التكفير والإلغاء
- الإنسان.. محور غائب في الفهم الديني
- لماذا ترفض واشنطن رسالة نجاد؟
- اختلاف الفهم الديني.. وتهم البدعة والزندقة
- الفهم الديني غير المقدس.. ضرورة اجتماعية
- تصريحات مبارك.. في أي اتجاه تصب؟
- في حوار واشنطن مع الإسلاميين
- أفغانستان تتغير
- بين تعريف الحقيقة الدينية والتحقيق فيها
- هل الحقيقة الدينية واضحة؟
- هل تكفي النصوص المقدسة لمعالجة مشاكل دولة الولاية؟ 3 – 3
- تحرير حقوق المرأة من أسر الخطاب الديني
- هل يمكن إصلاح سلطة مرتبطة بالسماء؟ 2-3
- مجالات الإصلاح في دولة ولاية الفقيه 1-3
- الكاريكاتور.. بين العلمانية الهجومية والعلمانية المعتدلة
- ذكرى عاشوراء.. مناسبة للنقد والسؤال
- هل خسرت الكويت من أزمتها؟


المزيد.....




- وحدة أوكرانية تستخدم المسيرات بدلا من الأسلحة الثقيلة
- القضاء البريطاني يدين مغربيا قتل بريطانيا بزعم -الثأر- لأطفا ...
- وزير إسرائيلي يصف مقترحا مصريا بأنه استسلام كامل من جانب إسر ...
- -نيويورك تايمز-: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخ ...
- السعودية.. سقوط فتيات مشاركات في سباق الهجن بالعلا عن الجمال ...
- ستولتنبرغ يدعو إلى الاعتراف بأن دول -الناتو- لم تقدم المساعد ...
- مسؤول أمريكي: واشنطن لا تتوقع هجوما أوكرانيا واسعا
- الكويت..قرار بحبس الإعلامية الشهيرة حليمة بولند سنتين وغرامة ...
- واشنطن: المساعدات العسكرية ستصل أوكرانيا خلال أيام
- مليون متابع -يُدخلون تيك توكر- عربياً إلى السجن (فيديو)


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - فاخر السلطان - خسارة السيد المعمم