أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبيل ياسين - اوجاع الوردة-الفصل الثالث















المزيد.....

اوجاع الوردة-الفصل الثالث


نبيل ياسين

الحوار المتمدن-العدد: 1607 - 2006 / 7 / 10 - 11:19
المحور: الادب والفن
    


سيرة قصيدة .. سيرة رأي

الفصل الثالث

طقوس الى الابد


ودعت طفولتي في وقت مبكر، وبوقت ابكر مما هو معتاد ودعت صباي الذي مرق كما يمرق سهم لامع . وربما كان لهذا الغياب اثره فيّ الآن ، في كهولتي التي تحن الى عصر طفولتي ، وتواصل البحث في الطبقات السفلى لذلك العصر، عن رقىً وتعاويذ َ ولقىً وتراتيلَ ندب ٍ وشجىً، وبقايا انسمة هبت في المراعي والحقول التي كانت قريبة منها، وبقايا عطور وطيوب تضوعت في الحجرات والدروب الضيقة وايام الطقوس مختلطة برائحة الحناء والشموع في شفافية هالة الضوء الخافت ، حيث تلوح خصائل الشعر الاسود مثل موجة ظلام تصعد من بحر الليل الى شاطئي المبلل بالندى والرضاب. كل انحناءة عليّ من امرأة مجللة بسواد ثيابها ستبقى منحنية مثل قوس نصر خال، امرر تحته نساء فرحات يتضوعن بالعطر العصري, ويرفلن بالوان قوس قزح. لكنني سرعان ما اقودهن الى ذلك القوس الخالي الا من عبقات تاريخي لامررهن بمصاحبة ايقاعات صناجاتي ودفوفي وطبولي وتراتيلي الشجية عمن فقدتهم من ضحايا روحي الشبقة الى الحب والتلاشي المجسد . تحت ذلك القوس مارست طقوسي محاولا تعويض كل مافقدته في عصر طفولتي وصباي . وكان ذلك الطفل يخرج مني مثل جنين طري عابثا بسرر ونهود ونحور وبطون وهن يدعنه، متنهدات ، ان يعبث بكل تلك الكائنات المرتبطة في مجرة ملغومة بالرغبة والنور.
ذلك الطفل الذي سيصحبني حتى الآن ، عابثا بحياتي نفسها ، مسلّمها الى مصير مغامر احيانا ، لاعبا بين مواكب رجال وأدوا عصر طفولتهم وامتطوا صهوات رجولة طماعة، متآمرة ، نازعة الى المجد والملك. رجولة تمثلت في دبابات وانقلابات وتظاهرات وتنظيمات وثقافة زائفة مجللة بالبؤس المزيف وكم الافواه . ذلك الطفل الذي يرمي حجارته احيانا على نوافذ تلك المواكب محتجا وصارخا ومتمردا على غياب الطفولة في الزمان . وربما ليس صدفة انه لم يبق لي من عصر طفولتي رفيق قديم ولا من عصر صباي . لقد ذهبوا كلهم في طرق بعيدة ، في اتجاهات شتى وبقي معي منهم شتات اسماء وقطع متكسرة من ملامح وجوههم احاول ان اجمعها مثل خزّاف في عصر وحدتي الجليدي الطويل, دون ان اعثر على تلك الكسر الضائعة التي افقدتني الامل بالعثور على طبقات ذلك العصر السحيق من عصور حياتي . هل تكون الحرب قد اكلتهم ? هل يكونون قد دفنوا في سياق تقاليد القربان البشري في مقابر ملكية جماعية ? لقد ذهب جيلي الى الحرب ولم يعد . الحرب التي قدرتها آلهة الدمار في بلاد الرافدين . الآلهة التي تخاف التاريخ فقدرت ان تعيد مآسيه وطوفان جثثه في النهر:
يا اوتو اريد ان اكلمك ، فاصغ الى كلمتي
في مدينتي يموت الرجل وهو حزين القلب
ان الرجل يهلك وقلبه مثقل بالالم
هاانذا انظر من فوق الاسوار
فاشاهد هياكل الموتى وهي طافية في النهر .
( جلجامش وارض الحياة - نسخة بابلية من الملحمة)
تلاميذ مدارس ، رفاق حي ، عصبة زقاق ، حلقة مترددين على مسجد ، زمرة لهو وحكايات بعضها ملفق تحت ضوء مصباح الشارع ، فتيان فريق كرة القدم الذين جمعتهم واحدا واحدا كما جمعت اشتراكهم في دفتر خاص لتوفير ثمن اول كرة ذهبنا لشرائها جميعا, وكأننا وفد قبيلة دخل المحل الرياضي في شارع الرشيد, بعد ان مشى من الصالحية على الاقدام لتوفير ثمنبطاقة الباص من اجل الكرة, وخرج منه حاملا راية النصر . وحين عدنا الى المدينة ، لطخنا طابوق اقرب سياج , بالاعلان عن الفريق واعتبرنا ذلك المكان مقرا لنا على الرغم من ان ملاعبنا كانت تنتقل كلما بني بيت جديد يأكل نصف مساحة الملعب الترابي, حتى خرجنا من المدينة بعد اقل من عام الى ضواحيها . ربما كان تلطخينا لسياج بيت الملا العالي الذي يشبه سياج قصر منيف ، مما لايتناسب مع الاسيجة الحديثة المنخفضة للبيوت الاخرى ، اكثر براءة من التلطيخ الذي شوه اسيجة بيوت المدينية في شعارات متضادة (امة عربية واحدة .. ذات رسالة خالدة) على سياج بيت تاجر القماش ذي الكشيدة الخضراء الذي يملك بناتا يمتلكن اجمل العيون بحدقات خضراء يضئن بنور زمردي هادئ مبتسم كلما فتحت احداهن الباب وناولتنا الكرة التي سقطت في حديقتهن . واذا ما ركض احدنا الى البيت ركض الجميع وراءه. ومثلما ذهبنا الى شارع الرشيد قبيلة لنخطب ودَّ كرة ٍ ، نذهب قبيلة الى بيت تاجر القماش لنخطب ود ابتسامة العيون الخضراء.و(وطن حر وشعب سعيد) على سياج بيت المضمد الصحي ,الذي كانت امرأته التي تبدو، وكأنها نزلت من هودج عابر الى البادية بشعرها الاسود وووجها الاسمر الطافح باللين والبشر وعيونها النجلاء وعباءتها التي تضعها على كتفيها ، مثل عنقاء اسطورية . وحين وضعت رواية ( الجريمة والعقاب) مع اكوام الملابس والحجارة التي كنا نصنع منها الاهداف, بحلق الجميع في هذا الصبي الذي انزل عليهم اسما لا يجرؤ احد منهم على التلفظ به صحيحا معافى . كانت صورة دستويفسكي في الصفحات الاولى من طبعة دار اليقظة تجعل هؤلاء الصبية, الذين ترك اغلبهم مدارسه والتحق بحرفة ابيه , حذرين في التعامل مع صبي يقرأ لرجل ملتح محدقا في نقطة الى الاسفل بعينين ثابتيين وكأنهما تتابعان دق مسمار في نقطة معينة من الارض . وحالما انتهى الجزء الثاني من الرواية انتهت ملحمتي الرياضية في الثالثة عشرة من عمري ، وبقيت التحية العابرة مع تلك الزمرة الندية ، هي التي تطّوف حتى الآن في الصورة الاخيرة التي بقيت في ذاكرتي دون ان يتسنى لي لقاء احدهم حتى اليوم:
ذهبوا كلهم
الاغاني القصيرة والاصدقاء
واحدا ، واحدا كنت افقدهم
ثم اذكرهم في المساء
هل ارى احدا قبل ان يهبط الليل..
( . تحديق1980)
الفقدان والغياب هما ما طبعا تقدمي في السن وتنقلي في مدرجات الحياة ، وكآنهما العقاب القدري لبشر لايستطيع المضي في الفقدان والغياب . وحاولت تعويض كل ذلك الغياب والفقدان ، اللذين منيت بهما في اشخاص واماكن وازمنة ورغبات ، في اعادة اسطورتي في الخصب, وفي اعادة خرافتي في الرؤية, وفي اعادة طقوسي في الخلق القصائدي, وفي اعادة ملحمتي في الخلود الغرائزي ، حتى صنعت تكويني وخليقتي وطوفاني ومعابدي وكهنتي وكتبي في نفسي دون رعية ودون عبّاد ودون مضحين . كنت انا من يقدم القرابين, وانا من يذهب مع البغايا المقدسات الى الهيكل في اعلى الزقورة لامارس طقوس الخصب والولادة لتحيا داخلي بلاد الرافدين وتبعث فيها الحياة وتكسو الارض خضرة الربيع.
بهذه الصورة كرست وعمقت داخلي صورة الشاعر. وبهذه المنزلة رحت اخوض صراعاتي بين الخلق والقتل ، بين الخصب والجفاف ، بين التكوين والابادة ، حتى تجمع لي من ضحاياي رعيل كبير يمشي معي ويتنقل في موكب ضحايا يضربون الطبول ويقرعون الصنوج تحت رايات هزيمة مقدرة منذ الازل بين ماهو حي وجمالي, وبين ماهو شنيع ومهيمن . ولم يحقق معي الانتصار, من وقف معي ، في صفوفي الفلسفية والشعرية والفكرية والروحية من الفلاسفة والكتاب والشعراء الذين جاؤوني من تواريخ متباعدة ، وافكار متفرقة ، وجغرافيات منفصلة ، واصطفوا معي في ذلك الميدان الضيق من الارض لنخوض معا المعركة من اجل ماهو حي وجمالي, من همنغوي والمتنبي ، وسارتر والبحتري ، وروسو وابن المقفع ، وكامو والجاحظ، وبودلير وطه حسين ، واراغون وابي تمام ، وامرئ القيس وبرتراند راسل . وسيكون ، حتى اليوم ، عملا شاقا ان انظم صفوفهم معي في اطار رؤية مشتركة ، صوفية وزمنية الى العالم .لقد اشركتهم معي في ميتافيزيقيا الحياة . وصنعت لي من الطبيعة اوتولوجيا لممارسة الطبيعة ، ورحت ، في خضم التقلبات والازمات المتناقضة ، احاول رصف فلسفة الطبيعة على مساحات فلسفة الروح ، فجمعت الحلاج الى ديكارت محاولا بذلك ان افوز باليقين والشك معا:
ماذا دهاني؟
حتى اشيّدَ في العراءِ مدينةً
واخط ُّ فيها مسكنا ً ، وصداقةً
ولياليا ملأى بكل الاصدقاء
فألفتُ فيها مسكني
والفتُ غربتَها وشمسَ صباحِها
والفت فيها الاغنيات
ولكي اردَّ غزاتها
انفقت ايامي ادرِّعُ صدرَها
واحصِّن الاسوارَ بالصبرِ الجميل
واضئُ كلَّ حجارة ٍ بدمي
فاذا انتبهتُ تهدمت
وعلا بتربتها العويل
( مدينة فاضلة 1978)
وحيدا ، مثل غريب يتنقل من شارع لشارع بحثا عمن يسأله اين يبيت ، لم اجد خلاصي الا في استمرار وحدتي . لم تخفق فوق هامتي راية قبيلة ، ولم انشد بفم جماعي نشيد خلاص منمق . وبحنجرة يعذبها الطعم المر للعطش، والخلاص اليتيم الذي يأتي من الروح الثاكلة ، رحت انشد في ليالي وحدتي:
هيأتُ دمي لجراح ٍ لم تأتِ
واعطيتُ الغفران َ لكل ِّالماضي
ثمة ُ في البيت ِ مفاتنُ ماجرّبتُ مذاقَ انوثَتِها بعدُ ،
اذنت ُ لها ان ترحل
اغلقتُ الشباكَ بوجه العصفور ِ
وأشرتُ له ان يبعدَ عن بيتي
وذهبت لأغري الاشجارَ بان ترحلَ عن نافذتي
فالريح ستعول
وحزنت لان اضطرَّ فأهجرَ نجما ً في الليل ،
ومصباحا ً في الشارع
وحزنتُ لأن اترك احلامي تجمعُ في الفجر ِ حقائبَها
وتغادرُ آخرُ اغنية ٍ حَنجَرتي
( غفران للماضي1978)
وكلما رحت في هبوب رياح اليقين والشك ، صاعدا من اعماق التاريخ وهابطا من قمة الحاضر ، متدحرجا مثل صخرة سيزيف ، كلما حاولت القصيدة ان تقف معي في وحدتي العبثية ، محاولة ان تضفي على هذا الشك مسحة الجمال ، وعلى ذلك اليقين مسحة طقوسه المعبدية:
جبل غارق بالصلاة
دخلت قداسته والعذاب
تفوح روائحه في فمي
اقتربت .. وحييت ذيل عباءته
غارق بالسكون الآلهي .. ينأى عن الناس
اصفن مستسلما للسكون
وأسأل نفسي على عجل : من اكون؟
ملكا طائشا
او الها فقيرا ..
( سفّين 1979)
في تلك السنوات التي فصلت بين عصر طفولتي وعصر كهولتي ، سنوات الستينات ، جاء الى بغداد جيفارا وتروتسكي وسارتر والبيركامو وحلوا ضيوفا في مقاهيها الادبية . اما انا فقد تعرفت عليهم في شارع المتنبي وسوق السراي في محلة جديد حسن باشا . كانوا مصطفين مع غيرهم ممن سبقهم من كتاب وفلاسفة وروحانيين وماديين وثوار ورجال عصابات وقادة يكتبون مذكراتهم في واجهات مكتبات كبيرة وصغيرة . هناك كنت التقطهم واذهب بهم الى الطابق الثاني من باص مصلحة نقل الركاب لاتعرف عليهم في الطريق الطويل من مركز بغداد الى ضاحيتها الجنوبية الغربية حيث اسكن . وما ان اصل البيت حتى تمتد سهرتي معهم بينما عيون امي تراقب صبيها الذي يسكن بين دفتي الكتب اكثر مما يسكن في حضنها .وفي سخريتها المرحة كانت تردد امام جاراتها اسماء طه حسين والمتنبي وسارتر. ولكنها لم تستطع ابدا ان تفلح في ترديد اسم سيمون دي بوفوار فكانت تكتفي بان تقول عنها صاحبة سارتر التي ستذهب الى الجحيم لانها لم تتزوجه شرعا .لقد احبت المعري وطه حسين ، وكدت اقرأ لها(مع ابي العلاء في سجن) لطه حسين لولا انها كانت تبرح مكانها في حلقة لولبية وهي تدير حياة سبعة ابناء من ابناء روحها المتشظية بينما يهيمون هم في براري الحياة.



#نبيل_ياسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اوجاع الوردة -الفصل الثاني
- اوجاع الوردة
- قصائد من طقوس الى الابد
- التعددية الثقافية شرط الديمقراطية
- البيت
- احلام واوهام الثقافة العراقية
- مستقبل الثقافة في العراق
- موقف الدول العربية من الارهاب في العراق
- حدثني يا ابتي
- الديمقراطية في الفكر الغربي
- ربع قرن من العزلة
- لكي لانصاب بنكسة دستورية
- صاحب الحكيم ومحاكمة صدام
- اثينا 403 قبل الميلاد - بغداد 2003 دكتاتوريةالثلاثين- دكتاتو ...
- المرأة في الفكر السياسي العراقي


المزيد.....




- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبيل ياسين - اوجاع الوردة-الفصل الثالث