أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - علي بنساعود - -في أفقر بلدية بإقليم الرشيدية: جفاف الخطارات ينذر بأفق أسود بواحة -الجرف














المزيد.....

-في أفقر بلدية بإقليم الرشيدية: جفاف الخطارات ينذر بأفق أسود بواحة -الجرف


علي بنساعود

الحوار المتمدن-العدد: 1606 - 2006 / 7 / 9 - 11:38
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    


"الجرف" إحدى بؤر الفقر بإقليم الرشيدية، ولعل ما يضاعف من معاناة ساكنتها هو كونها بلدية "محزمة" بجماعتين قرويتين بئيستين هما "عرب الصباح غريس" و"فزنا"...

يبلغ تعداد ساكنة الجرف 12135 نسمة، وهو عدد ظل شبه مستقر خلال العشر سنوات الأخيرة، والسبب هو الهجرة المكثفة بفعل البطالة والفقر والتهميش والإحساس ب"الحكرة" وانعدام البدائل.

هذه البلدية هي مسقط رأس المختطف مجهول المصير "عمر الوسولي"، تبلغ مساحتها حوالي 8000 كلم²، وهي تقع على بعد 20 كلم شمال غرب أرفود و90 كلم جنوب مدينة الرشيدية، ويرأس مجلسها "لحسن الحسناوي"، رئيس فريق الحركة الشعبية بمجلس النواب (والذي سبق له الاصطباغ بألوان أحزاب متعددة منها الحركة الوطنية الشعبية والحركة العرشانية قبل أن يتدمقرط مع بوعزة يكن ثم يتوحد مع حركة العنصر). وهو في غياب دائم عنها، مما يفسر التسيب والفوضى اللذين يسودانها، ويفسح المجال واسعا أمام أغلبيته- أتباعه (عشرة أعضاء ترشحوا حاملين براد بوعزة يكن!!!) للاقتتال من أجل مصالحهم الخاصة. في حين، نجد أن المعارضة (مستشاران من العدالة والتنمية وواحد من الاستقلال) مقصاة وهامشية لا تأثير لها في المجلس ولا خارجه، شأنها في ذلك شأن باقي الأحزاب وعشرات الجمعيات الورقية...

أكثر من هذا، فطرق هذه الجماعة غير معبدة وهي مطرح للمشاريع الفاشلة، وأهمها: الواد الحار الذي شرع في إنجازه منذ سنة 2004، والذي تقول مصادر من عين المكان بأنه لم تتم مراقبة أشغاله، وأنه استعملت فيه قنوات من النوع الرديء... مما يجعل مياه الأمطار تتسرب إلى القنوات، ويخلف حفرا وانخفاضات في الطريق...، أما دكاكين "المركب التجاري"، فعرفت، حسب نفس المصدر، عدة خروقات وتجاوزات في البناء، وراهنا لا يشتغل منها سوى 5 في المئة من الدكاكين، أما دار الشباب، فلحكمة علمها عند المجلس، تمت إقامتها بعيدا عن الساكنة، لذلك، فهي راهنا مهجورة تأوي الغربان وتتعرض للخراب !!!

هذا، وأفادنا بعض من التقيناهم من سكان الجرف أن شبكتي الماء والكهرباء لا تغطيان مجمل تراب البلدية (الكريمية- طريق الروزية القديمة- الرملية- بالبريكية)، وأن المجلس، وبتواطؤ مع السلطة، يغض الطرف عن البناء العشوائي والبدون ترخيص، وخصوصا بالترعة القديمة والكريمية الجديدة واولاد امبارك، وذلك في إطار حملاته الانتخابية المفتوحة والدائمة، كما أفادونا أن البلدية تسودها فوضى النقل القانوني منه والسري، وتشيع فيها ظاهرة الكلاب الضالة، علاوة على أن حوالي 15 شخصا من المختلين عقليا يجوبون شوارع هذه البلدة يوميا... دون أن يلقوا عناية ولا اهتمام الجهات المعنية، سيما أن البلدية لا تتوفر سوى على مركز صحي يتيم به طبيب وأربعة ممرضين يفتقرون لأبسط وسائل العمل، مما يفرض على المرضى قطع عشرات الكيلومترات وأحيانا المئات بحثا عن علاج غالبا ما لا يجدونه بسبب كلفته الغالية التي لا حول لهم بها ولا قوة. أيضا لاحظنا أنه، ونظرا لغياب سوق أسبوعي بالجرف، يضطر الباعة إلى عرض بضائعهم بشوارع البلدية وأزقتها...

ولعل كل من قدر لهم أن يزوروا هذه المنطقة، سيلاحظون، بدون أدنى شك، أن سحنات السكان يعلوها غبار الإقصاء، وترتسم عليها تجاعيد الفقر والبؤس والمعاناة، والسبب هو أن مؤهلاتها السياحية (الواحات والخطارات والكثبان الرملية والفلكلور الجرفي) غير مستغلة، بل غير معرف بها ولا مسوقة، كما لا تتوفر المنطقة ولو على فندق أو مأوى. لذلك، فالفلاحة المعاشية وتربية المواشي والتجارة البسيطة والحرف اليدوية ظلت تشكل أهم الأنشطة الاقتصادية لسكان البلدية ولمحيطها القروي، لكن كل ذلك تراجع في السنوات القليلة الماضية نظرا للجفاف الذي استوطن هذه الواحة، وللرمال التي تزحف عليها كل سنة بمسافة قدرها بعض المختصين بحوالي 24 مترا، والتي تضاعف من خطورتها جريمة الاجتثاث التي يتعرض له النخيل بأغلب حقول المنطقة، على مرأى السلطات ومسمعها، من أجل بيعه للفنادق والمساكن الفخمة بالمدن الكبرى بمبلغ هزيل لا يتجاوز 100 درهم للنخلة الواحدة!!!، وأيضا بسبب الحفر العشوائي للآبار، والاستغلال المفرط للمضخات، اللذين أديا إلى تراجع الفرشة المائية، وجفاف 49 خطارة بالَضفة اليمنى لواد غريس و3 خطارات بضفته اليسرى، وضعف صبيب سبع خطارات، بينما عدد الخطارات التي لا تزال صامدة تقاوم لا يتعدى 16 خطارة...

ومعلوم أن الخطارات، هذا التراث الإنساني الاقتصادي والاجتماعي، كانت مصدرا لسقي أزيد من 100 ألف نخلة، وجفافها ينذر بأفق أسود داكنا لهذه الواحة، ويدفع بالساكنة، شيبا وشبابا، نحو الهجرة، وإخلاء الأراضي الفلاحية، سيما أنه لا بدائل توفر لهم فرص الشغل، أو تضمن لهم القوت، بعد تراجع الزراعة بنسبة تتعدى 60 في المئة.

لذلك، فلا غرابة أن تشيع البطالة، وترتفع نسبة الطلاق، وتستفحل الهجرة بنوعيها، إلى درجة أنك لن تجد أسرة لم يهاجر اثنان أو ثلاثة من أفرادها، وهذا ما يؤدي إلى تناقص عدد السكان بما نسبته ناقص اثنين في المئة سنويا بجماعة عرب الصباح غريس، وبنسبة ناقص واحد بالمئة سنويا بجماعة فزنا، ولذلك أيضا بدأت هذه المنطقة، التي كانت شديدة المحافظة اجتماعيا، تعرف انتشار الخمور والمخدرات، وهو أمر يعزوه شباب من المنطقة إلى تواطؤ أصحاب الحال...

ولعل هذا ما يفسر كون هذه البلدية هي الأكثر فقرا مقارنة بباقي بلديات إقليم الرشيدية، إذ تبلغ نسبة الفقر فيها 30,06 في المئة. والمشكل هو أنه رغم ذلك، فهي لن تستفيد من "برنامج محاربة الفقر بالعالم القروي" الوارد ضمن برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، إسوة بالجماعات القروية، والسبب هو أنها "متهمة" بأنها بلدية!!! كما أنها لن تستفيد من "برنامج محاربة الإقصاء الاجتماعي بالعالم الحضري"، والسبب هو أنها "بريئة" من الاكتظاظ، والبرنامج خاص بالبلديات التي تتجاوز ساكنتها مئة ألف نسمة!!!، لذلك فبعض السكان يتمنون لو أن الجرف ظلت جماعة قروية، كما كانت قبل سنة 1992، لتستفيد من برامج محاربة الفقر بالعالم القروي!!!



#علي_بنساعود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في تقرير لفعاليات صحية أوربية: أطفال متخلى عنهم يموتون بالتق ...
- فاعلون يستاؤون من زيارة وفد وزاري للرشيدية
- تسونامي المغرب الشرقي
- كارثة الجنوب الشرقي المغربي
- المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ومطبات التفعيل بالرشيدية
- في يوم دراسي حقوقي: ثلاميذ الرشيدية يشرحون الوضعية بمنطقتهم
- جمعيات تدعو إلى توسيع الحريات العامة في الجنوب الشرقي المغرب ...
- بلدية مولاي علي الشريف/ الريصاني: أوضاع من سيئ إلى أسوأ
- المؤتمر الإقليمي للتقدم والاشتراكية بالرشيدية يدعوإلى محاسبة ...
- الصحة الإنجابية بالرشيدية: أرقام مفزعة تكشف معاناة الساكنة
- أرفود: هشاشة البنيات وتواضع الخدمات
- كلميمة واحة يحكمها من لا -كبدة- له عليها
- الريش: دائرة خارج التاريج المغربي المعاصر
- -الوجه البئيس لبودنيب -مدفن أوفقير
- إسلاميو العدالة والتنمية يتمردون على رئيس البلدية
- هيئات تفضح الوضع الحقوقي بالرشيدية
- ساحة بوجلود بفاس: فضاء للترفيه و-التداوي- بعبق التاريخ
- النقابات التعليمية بالرشيدية تنشر غسيلها
- الرشيدية: دخول مدرسي على صفيح الاحتجاج
- ثلاثة آبار وخزان ماء لتنمية تافيلالت ؟؟؟


المزيد.....




- إيران:ما الذي ستغيره العقوبات الأمريكية والأوروبية الجديدة؟ ...
- الرئيس السابق للاستخبارات القومية الأمريكية يرد على الهجوم ا ...
- وزير خارجية الأردن لنظيره الإيراني: لن نسمح لإيران أو إسرائي ...
- وسائل إعلام: إسرائيل تشن غارات على جنوب سوريا تزامنا مع أنبا ...
- حرب غزة| قصف مستمر على القطاع وأنباء عن ضربة إسرائيلية على أ ...
- انفجارات بأصفهان بإيران ووسائل إعلام تتحدث عن ضربة إسرائيلية ...
- في حال نشوب حرب.. ما هي قدرات كل من إسرائيل وإيران العسكرية؟ ...
- دوي انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول ...
- أنباء عن -هجوم إسرائيلي محدود على إيران- وسط نفي إيراني- لحظ ...
- -واينت-: صمت في إسرائيل والجيش في حالة تأهب قصوى


المزيد.....

- ‫-;-وقود الهيدروجين: لا تساعدك مجموعة تعزيز وقود الهيدر ... / هيثم الفقى
- la cigogne blanche de la ville des marguerites / جدو جبريل
- قبل فوات الأوان - النداء الأخير قبل دخول الكارثة البيئية الك ... / مصعب قاسم عزاوي
- نحن والطاقة النووية - 1 / محمد منير مجاهد
- ظاهرةالاحتباس الحراري و-الحق في الماء / حسن العمراوي
- التغيرات المناخية العالمية وتأثيراتها على السكان في مصر / خالد السيد حسن
- انذار بالكارثة ما العمل في مواجهة التدمير الارادي لوحدة الان ... / عبد السلام أديب
- الجغرافية العامة لمصر / محمد عادل زكى
- تقييم عقود التراخيص ومدى تأثيرها على المجتمعات المحلية / حمزة الجواهري
- الملامح المميزة لمشاكل البيئة في عالمنا المعاصر مع نظرة على ... / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - علي بنساعود - -في أفقر بلدية بإقليم الرشيدية: جفاف الخطارات ينذر بأفق أسود بواحة -الجرف