أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - زهير كاظم عبود - طهارة المندائيين وخسة الملثمين














المزيد.....

طهارة المندائيين وخسة الملثمين


زهير كاظم عبود

الحوار المتمدن-العدد: 1605 - 2006 / 7 / 8 - 05:51
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


من يتصفح كتابهم المقدس ( الكنزا ربا ) سيجد انه يحتوي على صحف آدم وشيت وأدريس ونوح ويحيى بن زكريا ، وأشتهروا بالمغتسلة ، لأعتمادهم الأغتسال والتطهر وممارسة العديد من الطقوس في الماء الجاري الطاهر ، وهم موحدين وأهل كتاب ، غسلوا قلوبهم من الغل والحقد وتمسكوا بديانتهم الطاهرة مثل ملابسهم الدينية .
كانوا يطرزون مدن الجنوب فيخلطون طهارتهم بطيبة أهلها ، ويمتزجون مع عشائرها حتى يصيروا جزء منها ، جذورهم تمتد عميقاً في أرض الرافدين ، وهم الطين ( الحري ) في ارض العراق ، وجدوا حين كشف الإنسان بصره في أرض يقال له العراق ، متمسكين بطقوسهم قرب الأنهار والأهوار ، ينعايشون مع اهلها متفانين في الأخلاص لأعمالهم متمسكين ليس فقط بكل ما اوردته تعاليم كتابهم المقدس ، انما بكل الأعراف والقيم العراقية ، وكانوا الظهير القوي للعمل الزراعي في العراق حين شكلوا العمود الفقري لصناعة الالات الزراعية التي يحتاجها الفلاح ، ثم زاولوا اعمال الصياغة وهي من اعمال الفن الجميل والتجارة ، وبعدها الطب والهندسة والعلوم ، وليس اكثر شهرة من المعلمين المندائيين المخلصين لمهنتهم والذين تركوا الآثر الكبير في نفوس طلابهم ، وغرسوا العلم والطموح والأبداع في ارواحهم .
من يتصفح الكنز العظيم يدرك مقدار الأيمان بالتوحيد الحي الأزلي حين ينهلون من فيض ضياءه لينير قلوبهم وضمائرهم متمسكين بعبادته وتطبيق تعاليمه .
(( بسم الحي العظيم
إن عكازتكم يوم الحساب أعمالكم التي عليها تتوكلون ، فأنظروا الى ماذا تستندون ))
يسبحون ربنا جميعا بقلوب طاهرة وعينهم على العراق ، وسجل لهم التاريخ العراقي المعاصر أنهم يعطون اكثر مما يأخذون ، فلهم سفر خالد في العطاء والتضحيات .
ولأنهم يؤمنون بأن الحي العظيم البصير القدير العزيز الحكيم ، هاجمتهم الضمائر المنحرفة والوجوه المشوهة ، تريد النيل منهم ، ولأنهم مسالمون سلاحهم الأيمان بالله ، أستغلت الوجوه الممسوحة الضمير والشكل لتهددهم بالرحيل عن الماء الأزلي فلا تريدهم يرددون بأسم الحي العظيم .
ولأنهم أمة عريقة اشتهرت بالطيب والكرم والعمل الصالح ومحبة الناس ، تتجمع الذئاب عليهم تطالبهم بالرحيل وتنشر الخوف في نفوس اطفالهم وتروع نساؤهم ، وتتكاثر عليهم الذباب لعلهم تنشر الوباء بينهم .
قال تعالى في محكم كتابه المبين في سورة المائدة وسورة البقرة .
(( بسم الله الرحمن الرحيم
أن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين ومن آمن بالله واليوم الأخر وعمل صالحاً فلهم اجرهم عند ربهم ولاخوف عليهم ولاهم يحزنون . ))
وحسماً لتلك العقول التي تريد استغلال آيات الله فقد أورد القرآن الكريم في سورة الحج :
(( أن الذين آمنوا والذين أشركوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا أن الله يفصل بينهم يوم القيمة أن الله على كل شيء شهيد ))
وهم جزء من جسد العراق ، ومن اراد الضرر بهم بأي شكل من الأشكال ومهما كان غرضه وقصده ، فكأنما يريد السوء بكل العراق ، ومن اراد الشر بهم فأنه يخون أهله وشعبه ويقطع جزء من روح العراق .
بريء الأسلام مما يفعله بعض المجرمين بأسمه ، ويرفض الدين الحنيف هذه الاساليب الدنيئة والبعيدة عن العقل والمنطق والمفاهيم التي يرتكز عليها في العلاقة بينه وبين بقية الديانات ، وضمن دائرة تشويه صورة الأسلام التي يمارسها الإرهاب الديني المتطرف ، العصابات التي تقوم بترحيلهم تخون العراق ، والعصابات التي تدخل الخوف والرعب في نفوسهم تنزع انسانيتها وجلودها لتصير بمستوى البهائم التي لاتفهم العراق .
وفرق كبير شاسع وواضح بين خسة الملثمين ووداعة المندائيين ، بين من يتمسك بالحي العظيم ومن يتمسك ببندقية يريد بها اسكات الصوت الموحد ، بين من ينشر طيبة وعمل الخير بين اهل العراق وبين من يريد السوء باهل العراق ، بين من يريد إن يبقى الجسد العراقي صحيحاً معافى وبين من يريد إن يجرح جسم العراق ، وبين من يعتبر الماء الجاري الطاهر علامة للحياة وبين من يتلثم متبرقعاً من جذام أو خشية من ظهور ملامح مشوهة أو ممسوحة ، بين من يسأل الهداية والرحمة والغفران وبين من يؤمن بالجريمة والقتل والتهديد طريقاً لسلوكه وأيمانه .
ستبقى المندائية قائمة ما بقي العراق ، وستبقى اهلها محفوظين في مآقي عيون العراقيين ، وسيبقى المندي قائما لايستطيع احد تخريبه أو الغاءه مادام ملك النور السامي هو الله .



#زهير_كاظم_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النبش والتنقيب في التأريخ الأيزيدي القديم -
- تسليم المتهمين
- فكرة التسامح
- الخلل في النظرة الى أستقلال السلطة القضائية
- غداً يستعيد العراق وجهه المشرق
- بعد توجيه الأتهام في قضية المتهم صدام
- خطوات في المصالحة الوطنية
- كيف سقطت ( قناة العربية ) في حبائل وائل عصام ؟
- دمعة الطفلة الاردنية مرح ودموع اطفال العراق
- النبش والتنقيب في التأريخ الأيزيدي القديم - القسم السابع
- شلت اليد التي تريد السوء بالمندائي
- وبرغم كل هذا سيقوم فينا العراق
- النبش والتنقيب في التأريخ الأيزيدي القديم- القسم السادس
- جدوى بقاء الهيئات المستقلة في الدستور العراقي
- النبش والتنقيب في التأريخ الأيزيدي القديم - القسم الخامس
- النبش والتنقيب في التأريخ الأيزيدي القديم - القسم الرابع
- ضياء السعدي معارضاً
- أحالة القناة الجزيرة على القضاء القطري
- التنقيب و النبش في التأريخ الأيزيدي القديم
- النبش والتنقيب في التأريخ الأيزيدي القديم 2


المزيد.....




- هل ستفتح مصر أبوابها للفلسطينيين إذا اجتاحت إسرائيل رفح؟ سام ...
- زيلينسكي يشكو.. الغرب يدافع عن إسرائيل ولا يدعم أوكرانيا
- رئيسة وزراء بريطانيا السابقة: العالم كان أكثر أمانا في عهد ت ...
- شاهد: إسرائيل تعرض مخلفات الصواريخ الإيرانية التي تم إسقاطها ...
- ما هو مخدر الكوش الذي دفع رئيس سيراليون لإعلان حالة الطوارئ ...
- ناسا تكشف ماهية -الجسم الفضائي- الذي سقط في فلوريدا
- مصر تعلق على إمكانية تأثرها بالتغيرات الجوية التي عمت الخليج ...
- خلاف أوروبي حول تصنيف الحرس الثوري الإيراني -منظمة إرهابية- ...
- 8 قتلى بقصف إسرائيلي استهدف سيارة شرطة وسط غزة
- الجيش الإسرائيلي يعرض صاروخا إيرانيا تم اعتراضه خلال الهجوم ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - زهير كاظم عبود - طهارة المندائيين وخسة الملثمين