أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حيدر وسام - فسحة أمل عراقية














المزيد.....

فسحة أمل عراقية


حيدر وسام

الحوار المتمدن-العدد: 1604 - 2006 / 7 / 7 - 10:36
المحور: حقوق الانسان
    


في خضم الوضع العراقي الراهن وما يقع على المواطن العراقي من ضغط نفسي وإجتماعي وإقتصادي ما زالت هنالك فسحة ولو ضيقة من أمل أن تبقى العلاقات الإنسانية بين العراقيين ... بالرغم من إن العراق قد يصبح بعد فترة من الزمن غابة تسكنها وحوش بشرية نتيجة الهجرة المبررة للعقول والشخصيات المثقفة والوطنية والعناصر الكفوءة في شتى المجالات والتي قد يفخر بها أي بلد يستقبلها وبنسبها المخيفة إلى الخارج بحثاً عن هذه الفسحة الضيقة من الأمل .
هذه الفسحة قد تكون ضيقة ولكنها هي الأساس الذي يستطيع العراقي الإرتكاز عليه ومعرفة بأنه لا يزال إنسان كباقي البشر في أرجاء المعمورة , والمقصود بها في هذا المقال هي علاقات الصدق والشفافية في التعامل والتي تكاد تكون مفقودة في الوقت الحاضر في العراق نتيجة تحول النفسية العراقية إلى قنبلة موقوتة نتيجة الضغط الهائل عليها بالإضافة إلى ما أشرنا إليه في بداية المقال من خلو الساحة من العناصر الواضحة والمثقفة ليحل محلها من سرق ونهب وقتل وسلب وتشدد وتعصب فهل يعقل أن نقارن التراب بالذهب !!!...
من هنا نعود إلى المقولة المعروفة ( لو خليت قلبت ) فهذه المقولة ما يزال العراقيين الشرفاء أو ما تبقى منهم يرددونها وهم لا يعلمون بأنها خليت وقلبت منذ زمن بعيد أو هي محاولة مكابرة على واقعهم المرير وهي عملية لإرضاء النفس والدفع بها إلى بر الشعور بالأمان غير الموجود والمفقود في العراق .
قد يشعر من يقرأ هذا المقال بأني أبالغ كثيراً في عملية الوصف المأساوية هذه , لكني أحد من يعيشون في العراق اليوم وأشاهد يومياً ما قد يعجز الكلام عن وصفه أو يتوقف العقل لمجرد التفكير به , إني أرى يومياً أناس بأشكال البشر ولكن أقرأ في وجوههم الكثير الكثير من الأشياء فقد تقرأ في أحد الوجوه الإنتقام وفي الآخر صراع نفسي و إحتدام وبعضها يذكرك بقسوة صدام وأحدها يريد أن يعرف كي يطمئن أو ينام .
هذه حقيقة فإني أرى يومياً هذه الأمور وما زلت لحد اليوم لم أرى ما أعرفه عن الإنسانية والشعور بالآخر كما عهدتها في صغري أو كما أقرأ عنها في كتبي أو كما سمعتها من أبي وجدي .
فإلى أين نسير لا أعلم , وكيف سيتم التغيير لا أفهم , وكيف ستبنى ديمقراطية حقيقية في بلدي بعيداً عن الطائفية وما يسمى بالمحاصصة والتخندق الحزبي المقيت لا أحد يستطيع أن يجزم .
العراق اليوم أشبه بمنطقة تسيطر عليها المافيات والعصابات الدولية المنظمة القادمة من خلف الحدود ومن كل الإتجاهات دون إستثناء .
نرجع الى ما ذكرنها في بداية المقال وهي فسحة الأمل الضيقة المتمثلة بالصدق والشفافية , رغم كل ما رويت وما لم أروي مازلت أرى هذا الشيء في بلدي ففي إحدى المرات واجهت وجه طفلة يكاد يضيء من براءته بث في نفسي روحاً جديدة أخذت تشدني الى أماكن في نفسي لم أزرها سابقاً وبالرغم من صغر عمر هذه الطفلة لكن عيناها كانتا تنطقان بكلمات رائعة نكاد نفتقدها اليوم تدعوني فيها الى الثبات والإيمان بأن هذا البلد الذي أنجب رجالاً لا يخافون في الحق لومة لائم وعلى مر تأريخه قادر على النهوض من رماد الإحتلال والإرهاب والفساد والجريمة وكل ما يسيء للإنسان والإنسانية .
وقالت أو وكأنها كانت تقول لي بأني يجب علي أن أبقى في هذا البلد وأوفي الدين له ليس من أجلي أو من أجل العراق فقط ولكن من أجل الأجيال القادمة والتي يعمل كل إنسان شريف في أي مكان في هذه الأرض من أجلها ومن أجل أمن مستقبلها كما هي ستفعل مع من يأتي بعدها .
هذا الأمر الذي وجدته مع هذه الطفلة لم أجده في خطاب سياسيينا أو مراجعنا أو صحفيينا بكل صحفهم وفضائياتهم ومنابرهم , أنا لاأقول بأني لم اسمع بهذه الكلمات من أفواههم ولكني لم اشعر بصدق ما يقولوه كما شعرت به في عيني هذه الطفلة .
فإلى سياسيينا ومراجعنا ومثقفينا الكرام أرجو منكم بأن تضعوا العراق في أحداقكم وتتنازلوا عن ما تتمنوه من مصالح لأحزابكم وطوائفكم خدمة لمصلحة العراق ولشعبه ولأجياله القادمة التي من المفترض بأنكم تعملون لأجلها تحسباً لما قد يكون ونتمنى بأن لا يكون من دمار وخراب في العراق ....
أقول قولي هذا وما على الرسول إلى البلاغ المبين .



#حيدر_وسام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكآبة العربية
- النفط .. نعمة العراق أم نقمته !؟


المزيد.....




- بدء أعمال لجنة الميثاق العربي لحقوق الإنسان بمقر الجامعة الع ...
- مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان: نشعر بالذعر من تقارير وجود ...
- اعتقالات جماعية في جامعات أمريكية بسبب مظاهرات مناهضة لحرب غ ...
- ثورات في الجامعات الأمريكية.. اعتقالات وإغلاقات وسط تصاعد ال ...
- بعد قانون ترحيل لاجئين إلى رواندا.. وزير داخلية بريطانيا يوج ...
- تقرير أممي مستقل: إسرائيل لم تقدم حتى الآن أي دليل على ارتبا ...
- الأمم المتحدة تدعو بريطانيا إلى مراجعة قرار ترحيل المهاجرين ...
- إغلاقات واعتقالات في الجامعات الأميركية بسبب الحرب على غزة
- مراجعات وتوصيات تقرير عمل الأونروا في غزة
- كاريس بشار لـCNN: العنصرية ضد السوريين في لبنان موجودة لدى ا ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حيدر وسام - فسحة أمل عراقية