أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - طالب الوحيلي - إفراط بالتفاؤل أم إفراط بالقتل؟!















المزيد.....

إفراط بالتفاؤل أم إفراط بالقتل؟!


طالب الوحيلي

الحوار المتمدن-العدد: 1602 - 2006 / 7 / 5 - 06:21
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


التفاؤل هذه الكلمة الحلوة التي صحونا عليها منذ سقوط الطاغية ،وراحت تكبر كلما توطد حلم التحرر في داخل كل عراقي حرم من نعمة الحياة الكريمة ،واشرق فينا عبر الانتصارات الشعبية المتلاحقة التي حسمتها القوى السياسية المتصدية منذ الايام الاولى لاعادة هيكلة الدولة العراقية حين تشكيل مجلس الحكم الانتقالي كمنعطف مهم في اعادة ترتيب البيت العراقي ،وقد تصاعد توحد الشعب مع المشروع السياسي الذي تبنته التيارات السياسية المكونة لذلك المجلس بالرغم من الصعوبات والعراقيل التي وضعتها قوات الاحتلال ،وبرغم التضحيات الجسيمة التي لقيها ابناء وادي الرافدين عبر ابشع موجة عنف ارهابي اسست له قوى ظاهرة او مستترة كان الغرض منها إجهاض المشروع الوطني الديمقراطي التحرري ،واول تلك القرابين هو شهيد المحراب في جمعة الروضة الحيدرية الدامية والتي كانت بداية التصعيد الارهابي البعثي التكفيري القومجي ،وبرغم ذلك كان التفاؤل بالأقدام والمضي على طريق إتمام المشروع الوطني هو سيد الموقف لاسباب كثيرة أهمها وعي الشعب العراقي وايمانه بصدقية جهاد اهم القوى المتصدية التي اعلنت منذ تاسيسها مضامينها الجهادية عبر ميادين مختلفة تحت اطار التكليف الشرعي والسير خلف توجيهات المرجعية الدينية التي وضعت الخطوط العامة للنمط السياسي الملائم لحقبة خطيرة في تاريخ العراق الحديث،وكانت ذروة التفاؤل هي حين حسمت مسألة خيار الانتخابات في تشكيل مجلس كتابة الدستور (الجمعية الوطنية)وفي الاستفتاء العام على ذلك الدستور الذي اصبح خلاصة للكثير من الاهداف والمرامي والتضحيات ،الامر الذي رمى القوى الوطنية الفائزة ببحر الافراط بالتفاؤل وهو خطر السياسة الحقيقي المقابل لخطر التطير من السلبيات او القنوط من حسم الانتصار ،وقد فرغت التجارب الايديلوجية العالمية من هذة العقدة ،لكن بعض الساسة العراقيين لايريدون ان يتحرروا من ذلك الافراط المسهب بحلم ليس من السهل تحقيقه في ظل معتم من التحديات التقليدية اوالمبتكرة للقوى المعادية لحركة تحرر الشعب العراقي ،فالامر ليس تجارب انتخابية تجاوزت حدود الخيال الى صفحات الاساطير ،هي امتداد لتاريخ شعب امتاز على كل امم العالم بمميزات وصفات اكتسبها من صميم عقيدته الاسلامية الراسخة في عمق منهج ديني سياسي لايمكن فصم عراه اصلا ،فهو يتعاطى مع تكليفه الشرعي بصلة حياتية تحكم معاملاته مهما صغرت او كبرت ،كما انها متصلة بمواقف سلاطين الجور منه منذ العصر العصر الاول للاسلام وحتى العصر الحديث،لذا فهو اشد الشعوب صمودا امام الطغيان ،لذا فان مستوى التحدي الاستبدادي يتصاعد ازاءه كلما تطورت نظريته السياسية التي مازالت تحمل كل الاجوبة التي عجزت عنها النظريات السياسية والاقتصادية ،فهل يمكنا وعي ما تضمرة لنا التجربة الحالية من كمائن ومكائد وتصورات الغرض منها ابقاء القيد على عنق ابن وادي الرافدين وهو يلتمس طريقه وسط اقسى واوعر الطرق ؟
اليوم وبعد تشكيل الحكومة الدائمة وهي حكومة الوحدة الوطنية والتي عبرت عن اهم مكونات الطيف العراقي ،تصاعد تفاؤل المواطن كثيرا بامل وقف حمام الدم النازف والتوجه الى بناء البلاد وتطوير كافة البنى الفوقية والتحتية ،وهو تفاؤل مشروع لو كان عقلانيا ومنطقيا وفي حدود الضوابط التي افرزتها المرحلة السياسية وارهاصاتها المعقدة ،وقد يكون ذلك غاية الطموح لوكان بنفس النوايا الحسنة التي دفعت الكتلة الرئيسية الفائزة بالانتخابات العامة لفتح احضانها ومد يد المصافحة الرقيقة بقصد المودة والتراحم لابقصد لي الاذرع الذي اضمرته القوى الاخرى ،لاسيما حين بدأت النتائج تظهر بعكس الطموح العام ،خصوصا في مساجلات مجلس النواب الذي يعكس الهوة السحيقة بين اكثر من معسكر ولكل واحد منهم اجندته ،واهمها الاجهاز على المكسب الشعبي الذي حققه الناخب العراقي في معركتة الانتخابية ،بل ان حالة من المصالحة الوطنية يفتقر اليها مجلس النواب لغرض فتح صفحة جديدة من التصارح والتصالح ،بدل البحث عن شوط جديد من معركة خطيرة تحت يافطة المصالحة الوطنية ،وهو ما يمكن ان نلتمسه من طروحات بعض القوى البرلمانية التي كان ينبغي عليها ان تكون الرسول الامين في لجم قوى الشر واطفاء نار التمرد الطائفي والارهابي ،لا ان تكون لسان حال تلك القوى التي تضخمت حتى وجدت لها مسرحا دمويا يكاد يغرق اديم العراق ويحرق اخضره بعد ان احرق يابسه.
مراجعة لتصريح احدهم حول تكتيكات المصالحة الوطنية يضعنا امام عدم صواب المفرطين بالتفاؤل بمستقبل يعيد حقوق الاكثرية التي لم تجد ما يسد رمقها او يشفي غليلها او يرد اعتبارها،فتكون امام قول ان نكون او لانكون ،فقد اشار ذلك المسؤول الكبير في الدولة وفي احدالاحزاب المهمة الى ان قواعد اللعبة تغيرت في العراق ولم تعد كما كانت في عام 2004، والمشروع الاميركي فشل وبات الاميركيون يبحثون عن خلاص من المشكلة العراقية. وطالما تغيرت قواعد اللعبة فلابد ان تعيد (المقاومة) النظر في ادارتها للازمة). واضاف ان (مشكلات العراق لم تعد تقتصر على الاحتلال. عندنا مشكلة تدخل دول الجوار وخاصة ايران التي تعد اللاعب الرئيسي، والمشكلة الطائفية، ومشكلة الميليشيات وهذه ملفات لا يمكن ان تحسمها البندقية وانما تحتاج الى مشروع سياسي)...و(لذلك اقول ان المقاومة تحتاج الى خط جديد لادارة الازمة). معتبرا ان (مبادرة المصالحة الوطنية التي اعلنها رئيس الوزراء المالكي (غير كافية لجذب المقاومة الوطنية الى العملية السياسية) ودعا الى (مشروع اخر مكمل له). واضاف و(على رأس) النواقص في مبادرة المالكي، عدم تضمنها اي اشارة الى جدول زمني لانسحاب القوات الاجنبية وعدم (اعترافها بالمقاومة كحق مشروع) واغفالها مسألة استيعاب المقاومة وعدم نصها صراحة على اطلاق سراح العديد من المعتقلين. وقال (لا بد من دليل على حسن النية والافراج عن المعتقلين هو اول اجراء يمكن ان يوحي بالثقة والاطمئنان).
هو يعتبر مصير العراق مجرد لعبة على لاعبيه ان يعيدوا النظر بقواعدها ،وذلك يعني انهم تمكنواىمن حصد النتائج الباهرة مع كل مجزرة الحقوها بالابرياء ومع مايزيد على ثمانين الف شهيد من العراقيين معظمهم من المدنيين سواء كانوا نساء او رجال وشيوخا او اطفال ،مقابل الفي جندي من قوات الاحتلال او اكثر من ذلك بقليل،وذلك ليس بالمستنقع الفيتنامي بل هو روض من السكينة والاطمئنان ،فلماذا البحث عن مخرج مشرف او خلاص من مشكلة فشل المشروع الامريكي ،لا اذا كان ذلك يعني الاعلان عن فشل المشروع الديمقراطي الذي اتى بهذا السياسي وحزبه الذي كان مجرد جمعية سرية لاتاريخ لها ليتربع على طرف من عرش العراق،ثم ما يريد من المقاومة ان تلعبه ثانية ،وقد اطالت من امد بقاء قوات الاحتلال واخرت تقدم البلاد واحرقت كل ثرواته وخيراته واحالت وحدته الى مجرد كانتونات او امارات يحكمها الذباحون والوافدون من مجاهل العالم .
ان تقديمه للخطة الجديدة للمقاومة لادارة الازمة على حد قوله ،على مشروع المصالحة المطروح ينم عن نوايا خطيرة مبيتة لم يتصورها دعاة المصالحة انفسهم،لذا فهي غير كافية لجذب المقاومة الى العملية السياسية ،فاين يضع نفسه من تلك المقاومة ومن العملية السياسية؟!
انه يريد الاعتراف بالمقاومة ، فاين يضع الذباحين ومفجري العتبات المقدسة وقاتلي المختطفين منذ ظهور مثلثات الموت وحتى مجازر عمال منشأة نصر حيث مازال قاع نهر دجلة يزدحم بجثث لاحصر لها وهي مشوهة بابشع ما يمكن ان يدركه الدرك الجرمي ،ولعل كوارث جرائم التفخيخ لاتعني سوى ان العقل الاجرامي لتلك المقاومة الوطنية يعنى انه قادر على ابادة كل ابناء اتباع اهل البيت في العراق لو تسنى لها ذلك.لذا فهو يعتبرهم ابرياء براءة شمر من قتل الحسين ويطالب بالافراج عن المعتقلين منهم وتعويضهم عن المضايقات التي لقوها في معسكرات اعادة التنظيم التي اعدت لهم سلفا ليخرجوا وهم معبأون بالحقد الازلي على شيعة العراق ،فيالها من عدالة تريد حكم العراق هي اتعس وابشع من عدالة صدام واشد ظلالا ،انه يبحث عن ما يثبت حسن النية عبر الافراج عن المعتقلين ،فكيف لنا ان نتثبت من حسن نية من لم يعبأ بسيول الدماء وبأنين الثكالى ؟!
فهل يحق لنا ان نفرط في التفاؤل عبر كل مايجري وما سوف يقع ؟وكيف تنظر القوى الوطنية وخصوصا التي ييبنى حقوق ومصائر الشعب العراقي لهذه التطورات بعد ان اطبق اليأس على انفاس ابناء مدننا الفقيرة وقد صاروا عرضة لغزو مفخخات وانتحاريوا وزمر الارهاب حتى في مناطق سكناهم البعيدة او القريبة من قلب الحدث اليومي؟انها اسئلة تصعب الاجابة عليها على مايبدو مادمنا ذاهلون عن ايجاد الحلول مادمنا مفرطون بالتفاؤل..




#طالب_الوحيلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى تفتح مخابئ أسرار النظام البائد؟!
- تجليات في زمن الانتصار والخوف من المجهول
- محاور حادة في هشيم الحدث اليومي
- جدلية الصراع والانتصار عبر طوفان الدم العراقي
- اختصاص المحكمة الاتحادية العليا في الدستور الدائم
- جذور الارهاب في العراق وخفايا العامل الدولي
- موازنة بين الحوار الوطني وتداعيات الارهاب الاخيرة
- مصرع الزرقاوي بين الحدث وتكتيكات المستقبل
- رافضة) الظلم والاستبداد أقوى من كل قوى الظلام)
- جرائم بلا عقاب ودماء اراقها المجهول !!
- القواعد العامة في الرقابة القضائية على الدستور
- شهود الزور وخداع محامي صدام ملاذ الطاغية الاخير
- مطالعات في الواقع الدستوري للعراق الجديد
- محاكمة الطاغية ام مهرجان خطابي!!
- الثروة الوطنية بين الحيازة الغير مشروعة وآفة الفساد الاداري
- عراق بلا معادلات ظالمة
- العراق بين الحدث الدموي اليومي ومن وراءه
- معادلات مترهلة في زمن عراقي صعب
- الدستور العراقي الدائم وضمانات البقاء !!
- لائحة على هامش محاكمة الطاغية


المزيد.....




- شاهد.. فلسطينيون يتوجهون إلى شمال غزة.. والجيش الإسرائيلي مح ...
- الإمارات.. أمطار غزيرة وسيول والداخلية تحذر المواطنين (فيديو ...
- شاهد: توثيق الوصفات الشعبية في المطبخ الإيطالي لمدينة سانسيب ...
- هل الهجوم الإيراني على إسرائيل كان مجرد عرض عضلات؟
- عبر خمسة طرق بسيطة - باحث يدعي أنه استطاع تجديد شبابه
- حماس تؤكد نوايا إسرائيل في استئناف الحرب على غزة بعد اتفاق ت ...
- أردوغان يبحث مع الحكومة التصعيد الأخير بين إسرائيل وإيران
- واشنطن وسعّت التحالفات المناهضة للصين في آسيا
- -إن بي سي-: بايدن يحذر نتنياهو من مهاجمة إيران ويؤكد عدم مشا ...
- رحيل أسطورة الطيران السوفيتي والروسي أناتولي كوفتشور


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - طالب الوحيلي - إفراط بالتفاؤل أم إفراط بالقتل؟!