من أسكت موفق الربيعي ضمنت له الجنّة – 5

باسم السعيدي

الحوار المتمدن-العدد: 1603 - 2006 / 7 / 6 - 09:52
المحور: كتابات ساخرة
    

موفق الربيعي طبيب (على ما يشاع) ويقال إنه طبيب تخدير .. وعلى أقل الإحتمالات فقد درس الطب .. ونزولاً عند رغبة السادة القرّاء في تناول تصريحاته الخطيرة (علمياً) والتي قد تعد إكتشافاً مذهلاً للقرن الواحد والعشرين .. وفي الملحق نبذة علمية تتعلق بموضوعة الحمض النووي الـDNA .
فمن المعروف إن التقدم العلمي قفز أعظم قفزاته في القرن العشرين ، وربما كان إكتشاف السلسلة الوراثية المُتَضَمـَّنة في الحمض النووي الـ DNA ، وباتت الإستفادة من هذه الصفات الوراثية أحد أهم الأدلة في إثبات الشخصيات تماماً كبصمة الإصبع .. وأصبح هذا الدليل من أهم الأدلة الجنائية في إثبات الجرم أو البراءة في أغلب الجرائم .

نعود الى رفيق دربنا الدكتور موفق الربيعي .. ففي لقائه مع قناة العربية – برنامج بالعربي لمقدمته جيزيل خوري في 8/6/2006 قال ما نصّه " احتمال واحد من مليون أن لا يكون هذا الزرقاوي فهذا الاحتمال موجود إلا أن يكون بعد أن نفحص الحامض المنوي ويمكن أن يكون هذا بعد 24 ساعة من الآن"
ثم سألته جيزيل خوري " فيه واحدة من السيدات ممكن تكون زوجة الزرقاوي والطفل ممكن يكون ولد من أولاد الزرقاوي أو طفله؟"
فردَّ قائلاً "لا علم لدينا في هذا الشأن، ننتظر الفحوصات الطبية، ننتظر ما سوف يسفر عنه الفحص الطبي بشأن الحامض المنوي."
وبالرغم من عتبنا على قناة العربية الفضائية لأنها حين نشرت نص الحديث الذي أجرته مع الربيعي قامت بتصحيح اللفظة من المنوي الى النووي .. وفي الحقيقة هي خالفت الأمانة الصحفية لأنها غيَّرت معلومة مهمة عن المستوى التعليمي والثقافي قد يستفيد منها الدارسون لهذه الشخصية ولهذه الفترة من تأريخ العراق الحديث ، فالدكتور طرح نظرية علمية جديدة مفادها إن هنالك شيء اسمه الحمض المنوي وهذه جديدة على الطب والعلوم لا نستطيع الخوض فيها ونتركها للعلماء والباحثين من ذوي الإختصاص فأنا أولاً وأخيراً مهندس ولست طبيباً أو مايكروبايولوجياً لكي أدلي بدلوي في الأمر.
ولكننا لو مضينا على الثوابت العلمية التي سبقت (إكتشاف) موفق الربيعي فعلينا أن نقرَّ بالغلط الذي وقع فيه .. وندرس مسببات هذا الغلط .. أو الخطل العلمي .
والسؤال الذي يطرح نفسه .. ما هي أسباب ورود هذه اللفظة على لسان الربيعي ؟
الجواب : هنالك إحتمالان لاثالث لهما
الأول – إن الربيعي لم يُتم دراسته الثانوية أصلاً لأن المعلومات عن الحمضين النوويين الـRNA و الـ DNA موجودة في الدراسة الثانوية عندنا في العراق ولا أدري بالدراسة في خارج العراق ، وعليه فإن الرجل (على فرض نسيان المعلومات الدراسية) ليس من الثقافة بشيء إذ أن نشرات الأخبار والنشرات الصحفية والدوريات العلمية في نهاية التسعينات من القرن المنصرم أشبعت هذه الموضوعة بحثاً وتحقيقاً وتمحيصاً وحتى أن أفلام هوليوود لم تترك الموضوعة من دون أن تصور عشرات الأفلام متمحورة حول هذه الموضوعة فليس المعقول أن يكون الرجل قد ترك كل هذه الإبداعات العلمية وراء ظهره من دون أن يعيرها إهتماماً ؟ اللهم إلا إن كان غارقاً في بحوثه لإكتشاف الحمض المنوي، أما أن يكون قد درس الطب ؟ فهذه من سابع المستحيلات .. وإلا فساعد الله مريضاً أوقعه حظه العاثر بين يدي الدكتور موفق الربيعي ..
الثاني – إن فكر الدكتور الربيعي كان غارقاً في موضوع ثان ، فما هو هذا الموضوع ( المنوي ) ؟ لا شك إن مقدمة البرنامج جيزيل خوري قد أتمت سنة كاملة (ترمّلاً) بعد سنة على إستشهاد الصحفي سمير قصير زوج جيزيل خوري ، ولو يعلم المتابعين لجيزيل فإنها ترتدي على الأغلب ملابس تُظهِرُ بعض المفاتن كتعويضٍ عن (إنحدار منحنى الشباب) لديها بعد أن أزفت أيام الجمال بظهور بعض التجاعيد في وجها الذي كان جميلاً في أحد الأيام، وربما كان العقل الباطن لدى موفق الربيعي متصلاً برأسه المنوي بدلاً من رأسه الذي يفكِّر به إستجابة لخيالاته التي على ما يبدو أنها جمحت بعيداً .
فظهرت اللفظة وطفت من عمق عقله الباطن الى رأسه على لسانه لتفضح تلك الخيالات .
وبالمناسبة في ذلك اللقاء كان موفق الربيعي غير موفق بالمرَّة حين سألته جيزيل خوري عن مدى فرحة العراقيين بموت الزرقاوي .. وأهل المنطقة الغربية تحديداً .. فأجاب الدكتور بـ : " أنا متأكد وعلى يقين من أن الفرحة تعمّ كل أبناء الشعب العراقي، وبالخصوص لأنه حاول الزرقاوي أن يشوه سمعة أبناء السنة العرب في العراق، وحاول أن يختطف الفرحة من قلوبهم، وحاول أن يمنعهم من الاشتراك في الانتخابات، حاول أن يمنعهم من الاشتراك في العملية السياسية " ولا علم لي أكان الربيعي مطِّلعاً على تملُّص عدنان الدليمي من أسئلة الصحفيين حين سألوا عن رأيه بمقتل الزرقاوي ، ولا علم لي فيما إذا رأى تجاهل طارق الهاشمي على إحدى الفضائيات لهذه الحادثة المهمة ومحاولته التقليل من أهميتها بقوله ( إن أعمال المقاومة لن تتأثر) ولا أدري أرأى على الفضائيات مثنى حارث الضاري وهو يقلل أيضاً من كل ما جرى .. ولكن ألم يسمع بابراهيم الشمري قائد (الجيش الإسلامي) وهو يؤبن الزرقاوي ؟ ويصفه بالشهيد ؟ ألم يسمع قبل فترة من الزمن صحفياً من الرمادي إتصلت به العربية فوصف الزرقاوي بـ (الشيخ أبي مصعب الزرقاوي) ؟
لست في صدد تقييم مواقف هؤلاء وهؤلاء ولكن على الرجل أن لايهلل لموضوع لا علم له به من قريب أو من بعيد ، فالمنطقة الغربية على العموم لم تكن سعيدة بمقتل الزرقاوي .. وللأمانة فإن الشخصيتين الوحيدتين التين كانتا على قدرٍ عالٍ من المسؤولية هما ( ظافر العاني , محمود المشهداني) حين وصفا الزرقاوي بكلمة مجرم .

وللحديث بقية
بغداد
باسم السعيدي
[email protected]

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نبذة علمية

من أوليات دراسة العلوم الطبية هي دراسية (البايولوجيا) أو علوم الحياة ، وتحديداً كمبدأ أساس لدخول عالم الطب تجب دراسة علوم الخلية ولا أقول التخصص بعلوم الخلية وعلم الوراثة الجينية ولكن على دارس الطب أن يلمَّ إلماماً كبيراً في تركيبة الخلية وفعالياتها وعملية الأيض الغذائي الذي يحدث داخلها وكل ما يتعلق بصيرورتها وديمومتها الى حين تهدُّم الخلية ، أضف على ذلك تجب دراسة علم تخصص الخلايا وواجبات الأنسجة في مختلف أنحاء الجسم البشري .
إن هذه المبادئ العامة لا تتم إلا من خلال فهم تكوين الخلية .. من جدارها الى السايتوبلازم والبروتوبلازم والمايتوكوندريا .. ودراسة النواة والنوية .. ويجب المرور على الحمضين النوويين (RNA , DNA ) وواجبات كل منهما ..
على أية حال فموضوعنا لهذه الحلقة يتركز حول الـ DNA الذي هو مركز الشيفرة الجينية والتي تنقل المورثات من الجيل الأول الى الجيل الثاني ..وفي عملية الإستنساخ يتم حقن المورثات الجينية الموجودة في الـ DNA الى خلية ( بيضة مخصبة) منزوعة المورثات ثم يتم زرعها في رحم الحاضن الجديد (إنساناً أو حيواناً أو حاضنة) لينشأ منها كائن جديد مطابق بالصفات الوراثية للخلية الأم .
هنالك ميزة للحمض النووي الـ DNA وهو أنه يحتوي في الخلايا التناسلية نصف السلسة الوراثية الموجودة أصلاً في الخلايا الإعتيادية من سلسلتين متناسقتين من الكروموسومات .. وبالتالي فإن السلسلة الوراثية الموجودة داخل السائل المنوي وكذلك داخل البويضة تحتوي كل منهما على نصف السلسلة .. وتتحدان لتتميم السلسلة عند التزاوج والتخصيب .

#باسم_السعيدي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات