أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - محمد نبو - هواجس كردية















المزيد.....

هواجس كردية


محمد نبو

الحوار المتمدن-العدد: 470 - 2003 / 4 / 27 - 05:37
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

رحل صدام .... سقطت تماثيله ..... " حررت كركوك " ..... ودخل الجنود الأمريكان العاصمة العراقية .... صور تداعب المخيلة الكردية منذ عقود .... هل هو الحلم الأمريكي الموعود ..... حلم يحرر كردستان .

في أيام قليلة استولى البيشمركة(بتغطية جوية أمريكية جنبته الصدام مع الجيش العراقي) على رقعة من كردستان العراق تكاد توازي مساحة ما هو خاضع للسلطة الكردية منذ اثنتي عشرة سنة ورفعت الرايات كردية في ساحات كركوك "قلب كردستان " ... حقيقة كالحلم ،لكنه ليس حلما كرديا خالصا ... مذاقه أمريكي هذه المرة ... ولهؤلاء تاريخ لا يوحي بالثقة مع أكراد العراق

ويوما إثر آخر ينجلي قلقُ كردي متواري خلف هتافاتهم الماجدة للمخلصين " شكرا بوش "  " عاشت أمريكا " .... الكل يصغي للآيات الجديدة القادمة من البيت الأبيض ..... الحناجر تتوق لهتاف طال انتظاره "عاشت كردستان حرة مستقلة " لكن ليس في الأفق القريب ولا حتى البعيد أي ضوء أخضر " أمريكي " يبعد عن العيون وحشة ظلام الغد العراقي والتصريحات الأمريكية التي تكاد تساوي في عددها الصواريخ "الذكية " لا تحمل وعودا تهدهد القلق الكردي حول شكل علاقتهم بالمركز العربي العراقي ( الفيدرالية – حكم ذاتي واسع النطاق – الهوية الكردستانية لكركوك – ماهية الدور الكردي السياسي )

" نحن هنا للقضاء على الديكتاتورية "

" هدفنا القضاء على صدام حسين و نظامه "

" سنرحل بعد أن نجعل من الديمقراطية نظاماً لعراق المستقبل "

حتى عندما زار الحاكم الأمريكي الجديد " جي كارنر " كردستان العراق والتقى بالزعيمين الكرديين لم يتطرق للفيدرالية كأطروحة كردية لعراق المستقبل على اعتبار أنها الخيار الكردي للارتباط بالدولة العراقية .

 وماذا بعد ... ما الذي يحمله الغد العراقي لهؤلاء الأكراد بين طيات الضباب الذي يغلف النوايا الأمريكية – في غيابٍ شبه تام لقرار عراقي مستقل – حول شكل الدولة والنظام القادمين

وهنا يطرح سؤال هام نفسه وهو حجم الامكانات الكردية بما في ذلك الظروف الموضوعية لوجودهم كقومية ظلت مغيبة عن الساحة الدولية لعقود طويلة والتي يكون دورهم المستقبلي مرهون بها؟

إمكانات الكرد الذاتية لا تؤهلهم للدخول طرفا قويا في لعبة مراكز القوى العراقية حيث أن نسبتهم لا تتجاوز 20% من عموم الشعب العراقي وما يزيد الطين بلة انقسامهم سياسيا وإلى حد ما جغرافيا لكتلتين (الحزب الديموقراطي الكردستاني و الإتحاد الوطني الكردستاني ) تحمّل كل منهما استعدادا تلقائيا للقبول بالحد الأدنى من " العطايا " شريطة أن تكفل لها التفوق على الند الكردي الآخر وطبعا ليس للقوة العسكرية أهمية تذكر لتكون ميزة يعمل لها الأمريكيون حساباً في بحثهم عن توازن قلق يبدد الثقل العراقي حول عدة مراكز يصبح معه الدور الأمريكي ذو بعد استرتيجي شديد الأهمية في المحافظة على شكل الهلام السياسي العراقي وأن كان هذا التوازن يمنح الاكراد دوراً ما،لكنه لا يزيد عن كونه مسلة سيجيد الأمريكان استخدمها لوخز الروح القومية العربية عند اللزوم ومن هنا يصبح التمييز القومي الكردي نقطة ضعف تسلب منهم إمكانية مد نفوذهم الشعبي و السياسي على عموم العراق وتجعلهم مصدر قلق للأطراف العراقية الأخرى القادرة على خلق معادلات توازن مع اللاعب المركزي الأمريكي وربما بكثير من التنازلات فيما يخص السيادة الوطنية خاصة وان هؤلاء –الجلبي ومن لف لفيفه - لا يعكسون " حالة وطنية عراقية أصيلة " إذ أنهم يفتقرون جميعا لدعم الشارع العراقي المتوجس أصلا من دخولهم العراق على دبابات أمريكية، حيث أن العقود الثلاثة الماضية فرّغت الساحة السياسية العراقية من القوى التي كان من الممكن أن تجلس إلى الأمريكيين كمفاوض قوي يدعمه الشعب العراقي .

غياب هؤلاء فتح الأبواب مشرعة أمام المفاوضين على مناقصة " من سيحكم العراق " لتقديم عروضهم المعدة حسب الشروط الأمريكية  ومهما كانت الهوية السياسية للحكام الجدد للعراق فأنه وفي ظل هشاشة هكذا قيادة سيبقى معرضاً لأن يقلب استقراره رأساً على عقب في أية لحظة في ما يشبه الحالة الأفغانية.

 ولعله من المناسب أن نطرح هنا سؤالاً شديد " البراغماتية " وهو أن المصلحة " القومية " الكردية وفي ظل هكذا معطيات تفضل الضعف العراقي كدولة مما يتيح للكرد فضاءً أوسع من الحرية القومية ولعب دور هام في عراق ما بعد الحرب ، هذا الطرح و إن بدا صحيحا للوهلة الأولى لكنه يحمل معه معطيين خطرين يوقعان العراق عموما و الكرد خصوصاً في متاهة ليس من السهل التكهن بنتائجها .

أولهما هو استلاب القرار الوطني العراقي كنتيجة لارتهان الحركة السياسية العراقية بالمصلحة الأمريكية . غياب هذا القرار يعطي الولايات المتحدة امكانية شبه تامة لخلط الأوراق العراقية وفق مصلحتها والتي لن تأتي دائما موافقة للهوى الكردي .

ثانياً الدور الإقليمي لدول الجوار الذي سيتزايد مع تأصل حالة اللاإستقرار في العراق .

وفي مقدمة اللاعبين الإقليميين تأتي تركيا الفزعة من " الفورة الكردية "  والتي صرح أحد قادتها العسكريين بان الأكراد يعيشون أوج قوتهم . وهددت علنا بالتدخل العسكري لمنع قيام كيان كردي مستقل. فهذه الدولة و بحكم تاريخها الشائك مع الأكراد مستعدة للإقدام على أي عمل يكون من شأنه الحد من المد القومي الكردي الذي قد يثير أكرادها الهادئين هذه الأيام . بالإضافة إلى اعتمادها على الأقلية التركمانية في العراق لدخول الغابة العراقية علها تحقق شيئا من أحلامها القديمة حول الموصل وكركوك وإذا أخذنا بالاعتبار الحجم الإقليمي المتزايد لتركيا خاصة بعد الانهيار الدراماتيكي للنظام الحاكم في العراق نستطيع إدراك مدى الذعر الذي تسببه الفرمانات التركية حين تهب رياحها على شمال العراق لتزيد من تيه الحائرين بين ممنوع تركي كان يرفض حتى الأمس القريب تسمية الأكراد باسمهم و وحل عراقي لزج يمكن أن يأخذ أي شكل قبل أن تشرق عليه شمس ما لا يحمل الأفق بشائر قدوم قريب لها ونزق أمريكي متقلب حسب مزاج البورصة في نيويورك

وذات متوجسة من جهات الكون الأربع . 

 

 



#محمد_نبو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الشرطة الأسترالية تعتقل صبيا طعن أسقفا وكاهنا بسكين داخل كني ...
- السفارة الروسية: نأخذ في الاعتبار خطر ضربة إسرائيلية جوابية ...
- رئيس الوزراء الأوكراني الأسبق: زيلينسكي ضمن طرق إجلائه من أو ...
- شاهد.. فيديو لمصري في الكويت يثير جدلا واسعا والأمن يتخذ قرا ...
- الشرطة الأسترالية تعتبر جريمة طعن الأسقف في كنيسة سيدني -عمل ...
- الشرطة الأسترالية تعلن طعن الأسقف الآشوري -عملا إرهابيا-
- رئيس أركان الجيش الإسرائيلي يقول إنّ بلاده سترد على الهجوم ا ...
- زيلينسكي لحلفائه الغربيين: لماذا لا تدافعون عن أوكرانيا كما ...
- اشتباكات بريف حلب بين فصائل مسلحة وإحدى العشائر (فيديوهات)
- قافلة من 75 شاحنة.. الأردن يرسل مساعدات إنسانية جديدة إلى غز ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - محمد نبو - هواجس كردية