أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - الفريد سمعان - عاصمة ... ومحافظات














المزيد.....

عاصمة ... ومحافظات


الفريد سمعان

الحوار المتمدن-العدد: 1602 - 2006 / 7 / 5 - 10:18
المحور: المجتمع المدني
    


في كل بلدان العالم تتمتع العاصمة بمكانة خاصة وتحظى باهتمام السلطة الحاكمة لانها تمثل رمزاً كبيراً للدولة وغالباً ما تكون ذات تاريخ عريق وحضارة توارثتها الأجيال واحتوتها قلوب المواطنين المنتسبين لهذه الدولة ..
ان العاصمة ، عادة تضم رئاسة السلطة والمراكز وكافة الوزارات والتشكيلات الإدارية العليا بدءاً بمجلس النواب وانتهاء بالإدارات المركزية كالوزارات والمقرات الرئيسية للجيش وقوات الأمن ، كما تنتشر في أرجائها الجامعات والكليات التابعة لها ، إضافة الى تمركز النشاط السياسي وانتشار لوحات الاحزاب السياسية والمنظمات المهنية ويتركز فيها ايضاً الاهتمام بالمظاهر الحضارية حيث تشيد الابنية الباذخة وتنبسط على أرضها الحدائق الغناء ودور السينما والمسرح والمكتبات والإذاعات الأساسية وترتفع الابراج باتجاه السحاب باعتبارها من ابرز المنجزات التي تدل على مواكبة التطورات التكنولوجية والعمرانية وكذلك بناء المطارات الواسعة التي تدل على الجهد الهندسي الجبار من ناحية ، وارتباط البلد بالعالم الخارجي والانفتاح على الجانب السياحي الذي يشكل ركناً هاماً في الاقتصاد وتبادل المعارف ومتابعة آخر التطورات في مجال التكنولوجيا والإفادة منها في شتى مناحي الحياة من ناحية اخرى .
والعاصمة ... ضمن ما ذكرناه تجتذب المواطنين من المدن والريف الذي يحيط بها ، وتكون محط الأنظار واحدى الأمنيات العزيزة لا بالإقامة فيها ومزاولة النشاط الاقتصادي او الوظيفي بل حتى الزيارة الاعتيادية للإطلاع على معالمها وآفاق تطورها .
ولا شك ان الادباء والمفكرين أسوة ببقية شرائح المجتمع يطمحون الى الاقامة فيها ويجددون فرصتهم الكبرى في التواصل مع النشاط الثقافي والعمل الفكري الذي يدور في المؤسسات المختلفة كالجامعات والمنظمات ودور النشر والصحافة حيث يلتقون ويتبادلون الاراء مع مجموعة من خيرة العلماء والمثقفين عموماً ويستطيعون ان يضيفوا الى قدراتهم المزيد من الافكار والمشاركة في اعمال المؤسسات والتشكيلات العامة بما فيها المواقع الادارية في الدولة كما تتاح لهم فرصة الاطلاع والانغمار في الحياة من كافة جوانبها وربما استبدال القيم والتقاليد التي شدتهم اليها وعاشوا في مضمارها ردحاً من الزمن ... اضافة الى تداول اسمائهم كمبدعين بين المواطنين وانتشار نتاجاتهم على اوسع نطاق .
ان مثل هذه الفرص لا يمكن ان تتاح لكل الادباء والمثقفين في المحافظات فهنالك جملة شروط للوصول وهنالك استعداد خاص ، حسب امكانيات كل فرد للأفادة من الظروف اولاً وتحدي كل المصاعب لتحقيق هذه الرغبات وهي بالتأكيد مشروعة وعقلانية ولا يمكن ان تقتصر على بضعة افراد من المبدعين دون غيرهم .
الا ان ذلك لا يمكن ان يأتي بضربة معلم او بصورة مألوفة او بسهولة انما يعتمد على النشاط الفردي لهذا المبدع والظروف الاجتماعية والاستعداد للمغامرة والعلاقات الانسانية وامور كثيرة ربما يتيسر للبعض وتدخل في دوامة التعقيد في احيان اخرى .
ان الحقيقة التي تفرش ظلالها بقوة على الاشخاص والأحداث هي مدى قدرة الانسان على تطوير علاقاته وتعميق صلاته اضافة الى الامكانيات التي يتمتع بها لكي يستطيع ان يشق له طريقاً يتناسب مع هذه القدرات والامكانيات لتحقيق الطموح المنشود ، كما ان هنالك حقيقة اخرى وهي ان المبدع الحقيقي يجد امامه الفرص متاحة والوصول الى الصفوف الامامية اكثر يسراً من سواه لانه يشكل هدفاً يتمني كل اصحاب المصالح الاتصال به والافادة من قدراته الابداعية ولن تستطيع اية جهة مهما بلغ نفوذها ان تضعه على الرف وتكتم انفاس ابداعاته رغم التفاوت الذي يجري في احيان كثيرة في الاهتمام ببعض الساعين في طريق المجد واغفال جوانب مضيئة في اشخاص آخرين ، الا ان تحقيق الرغبات الاساسية والامال المتراكمة في قلوب المبدعين تظل هي الاساس وهي القاعدة التي يستند اليها الانسان في اطار الظرف العام واشياء اخرى كثيرة تساهم في اعطاء الصورة وضوحاً اكثر وتعزيز المكانة الطبيعة ضمن سياقات العمل الفكري والنشاط الابداعي .
وهنالك حقيقة لابد من الالتفات اليها وقد ساهمت في اعطاء فرص جيدة للمبدعين للإسهام في الحركة الادبية والنشاط الثقافي وهي تطور وسائل الاتصال الحديثة مما يساعد على ايصال النتاج الابداعي والترويج له ولفت انظار القائمين على هذه النشاطات دون مصاعب وتعقيدات.
وشيء اخر لا بد من الاشارة اليه وهو ان العمل الابداعي مجهود شخصي يعتمد اولاً على الامكانيات التي يتمتع بها المبدع نفسه ومدى تحركه في الوسط وعلاقاته مع الاخرين واهتمامه بعمله واندفاعه وتطوير امكانياته بمتابعة القراءة والاطلاع والاتصال والبحث عن التجديد في هذا العالم الذي يطالبنا بان نتواصل واياه والا ضاع علينا الكثير من الفرص وتجاوزتنا النجاحات المنتظرة .. والامثلة كثيرة ولا يمكن احصاؤها فمن المعروف ان المؤسسات التي تدخل حلبة المنافسة مع سواها تسعى بجدية ، وتقدم شتى الإغراءات للإفادة من ابداعات مبدع وعطاء فنان ونتاجات عالم وحركة انسان يتطلع بشوق الى الوصول لمرتبة اعلى وموقع افضل .
وباعتقادي ان ادباء ومثقفي المحافظات لا يمكن ان يوضعوا في قائمة التهميش او تغلق عليهم ابواب الأقفاص اذا تحركوا بشكل ايجابي وتميزت أعمالهم بالتفوق وان هنالك العديد من ادباء المحافظات تحظى كتاباتهم بالاهتمام ويطالبون برفد الصحافة ولن أسوق الامثلة لكي لا اتهم بتقديم بعض الأسماء واهما ل اخرى رغم ان هنالك اموراً لا تغيب عنها شوائب التجاهل والغبن في بعض الاحيان عبر العلاقات الاجتماعية والسياسية ... وتظل الصورة الاكثر وضوحاً هي ان الأغلبية الساحقة من المبدعين هم من المحافظات وليس من العاصمة وقد توافدوا اليها واستفادوا من اجوائها عبر سنوات طوال وعبر علاقات اجتماعية وعلمية وسياسية مختلفة وان من يريد ان يصل ويحقق رغباته لا بد ان يصارع الأمواج ويتحدى الصعاب لا بالنواح .



#الفريد_سمعان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيان اتحاد ادباء العراق في خطر


المزيد.....




- الجزائر تتعهد بإعادة طرح قضية العضوية الفلسطينية بالأمم المت ...
- إسرائيل تشكر الولايات المتحدة لاستخدامها -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- بيان رسمي مصري عن توقيت حرج بعد الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلس ...
- مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة: عدم تبني قرار عضوية ف ...
- الأردن يعرب عن أسفه الشديد لفشل مجلس الأمن في تبني قرار قبول ...
- انتقاد فلسطيني لفيتو واشنطن ضد عضوية فلسطين بالأمم المتحدة
- أبو الغيط يأسف لاستخدام ‎الفيتو ضد العضوية الكاملة لفلسطين ب ...
- إسرائيل تشكر الولايات المتحدة لاستخدامها -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- -الرئاسة الفلسطينية- تدين استخدام واشنطن -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- فيتو أمريكي بمجلس الأمن ضد العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - الفريد سمعان - عاصمة ... ومحافظات