أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - فلورنس غزلان - خاسرون ومهزومون...حتى بالرياضة!














المزيد.....

خاسرون ومهزومون...حتى بالرياضة!


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 1602 - 2006 / 7 / 5 - 06:25
المحور: المجتمع المدني
    


لفت انتباهي منذ مدة ليست بالقصيرة ، وبمناسبة المونديال الكروي في ألمانيا لعام 2006 ..استفتاء خاصاً بالعرب أجراه موقع ( إيلاف ) الأليكتروني..ويطرح من خلاله سؤالا على القراء والكتاب...يشير إلى الحسرة والغصة التي تخنق قلب كل عربي، خاصة عشاق الكرة ويقتصر الاستفتاء على سؤال بسيط يتمحور حول :ــ " متى برأيك سيتمكن فريق عربي ما ..من الوصول للنصف النهائي من المونديال العالمي...هل تتصوره سيتم في عام 2010، أم في عام 2018، أم باعتقادك لا أمل في هذا "؟؟؟
ما زاد في فضولي هو البحث عن النتيجة ..ومدى ثقة هذا العالم العربي بالقائمين على رياضته وسياسته بالتالي...ورغم أني اعتقدت سلفاً بأن النسبة العالية ستكون سلبية، لكني صدقاً ، كنت أكثر تفاؤلاً من المصوتين على الاستفتاء...وجاءت النتيجة صدمة بالنسبة لتوقعاتي...ما يعادل 85% من الأصوات فاقدة للأمل بإمكانية وصول أي فريق عربي للنصف النهائي من المونديال الكروي ذات يوم بعيد، ولو بفاصل عقد كامل ونيف من الزمن!
لماذا انعدام الثقة هذا بالنفس، وبالقدرة الذاتية؟، وعلى من يقع السبب؟
الرياضة بحد ذاتها نوع من الإبداع، وللتفوق الرياضي أصول واهتمامات ، كما له دور سياسي واقتصادي تعيشه الأمم المنتجة للرياضة المتطورة، والتي تمكنت من الوصول إلى الملاعب العالمية وشق طريقها إلى قلوب المشاهدين والمشجعين، بالطبع ناهيك عن الأرباح الخيالية التي تلعب دورها في تصنيع اللاعبين وتنمي مواهبهم وقدراتهم، كما تجعل منهم أبطالاً أكبر وأهم من أبطال الحروب والانتصارات التاريخية المعروفة...
فمما لا شك فيه ، أن قدم ( زيدان ) مثلا ..تساوي عشرات الملايين من اليورو..وأهميته التاريخية بالنسبة للمجتمع الفرنسي الذي صنعه وأبرزه وسوقه إعلامياً ورياضيا...تكاد تتساوى ــ خاصة لدى الجيل الجديد المهتم بالرياضة أكثر من التاريخ ــ بأهمية نابليون!، لم لا وقد أطلق عليه أشهر معدي البرامج التلفزيونية الرياضية بأحد جلساته حول المونديال،( ملك الملوك!!).
دعونا لا ننسى الحضور الطاغي للساسة وصناعها في الملاعب الرياضية كمشجعين ومنتصرين لفرقهم، بل ومعولين على انتصاراتهم الرياضية بانتصارات سياسية تمنحهم شرف الانتصار والتفوق والقوة الانتخابية في استفتاءات قادمة، يتقاسمون الانتصارات السياسية على الملاعب الانتخابية مع ما يحققه فريقهم الوطني على أرض الملاعب المونديالية!! ، وهذا بحد ذاته ما رفع رأس شيراك عاليا، وجعله يحلق في السحاب عند انتصار الفريق الفرنسي في الربع النهائي على الفريق البرازيلي ــ الذي اعتبره المروجون من الفرق الأكثر حظا وجدارة في النصر حتى النهاية!!.. ولم يخف سياسيو فرنسا عزتهم ولا نصرهم المنسحب على نصر فريقهم الوطني...ولهم كل الحق فيما يتوقعون ، وما ينتظرون ..فالدول الناجحة والتي تحترم قدرات مواطنيها الفكرية والثقافية والعلمية، تقدم لهم كل الامكانيات وتيسر لهم كل السبل للنجاح والوصول، كما تدعمهم ماديا ومعنويا وتحرص على رضاهم..أكثر من حرصها على رضا مسؤول سياسي كبير!، دون أي تفريق أو تمييز بين ( زيدان ) القادم من أحياء المهاجرين الفقراء، و( تيري هنري) ابن جزرالأنتيل ...أو( فابيان بارتيز) ابن ليون الفرنسية، فهل يمكننا المقارنة بين ما يحصل عليه الرياضي الفرنسي وما يحصل عليه الرياضي السوري مثلا؟ أو أي رياضي عربي؟
ربما سيقول قائل منكم، أن ما تقدمه العربية السعودية من إمكانيات وأموال طائلة لفريقها يفوق حدود الوصف، لكنه مع هذا لا يتجاوز الحد المرسوم على الدوام ولم يتفوق أكثر مما حصل عليه على المستوى الوطني والآسيوي ...أين يكمن السبب إذن؟
أعتقد أن الحرية العامة والخاصة هي صنو الإبداع...بدون حريات سياسية مقرونة بتثقيف ووعي اجتماعي يبدأ تبنيه منذ سنينه الأولى... يشعر خلالها المعني بأنه إنسان حر في اتخاذ القرار المناسب لخياره ويجد من يهتم بهذا الخيارفي مجتمع منفتح يمارس فيه الفرد دوره كمواطن كامل الحقوق من خلال قانون يحترمه ويصون كرامته الإنسانية.
الرياضة متممة لكل إبداعات الحياة وجزء منها، فالمجتمع المتحضر، الذي يعيش بوضع اقتصادي وثقافي متطور، وينعم أفراده بحرية وديمقراطية، سينتج بالتالي رياضة متفوقة قادرة على الانتصار، بالضبط كما هي الحروب، فرياضة اليوم هي حرب البارحة، وثأر الدول وتفوقها بات يترجم داخل الملاعب الرياضية، فارتفاع الأعلام وانطلاق الحناجر بالأناشيد الوطنية للدول المشاركة، تبرز مدى الشعور بالزهو والفخر للدولة الفائزة ــ إن لم نقل المنتصرة ــ وانطلاقا من هذه الرؤيا، فاني أتساءل:ــ
هل يمكن للدول المهزومة على الصعيد الوطني، والمتخلفة على الصعيد الاقتصادي، والشمولية الاستبدادية على الصعيد السياسي ، بما تمارسه من قمع وتضييق وخنق للحريات..هل يمكنها أن تحرز نصرا كروياً؟..هل يمكنها أن تصنع فرقا رياضية ناجحة ومتفوقة؟ .
لا غرابة إذن..في الانشقاقات والخلافات التي تجري بين الشباب العربي، وما يمارسه من انحيازات لهذا الفريق أو ذاك من فرق الكون الذي لا ننتمي له، إلا كمتفرجين !



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مطر الصيف فيلم الأسبوع الفلسطيني بجدارة...المخرج إسرائيلي و ...
- أحلام صفقة سورية أمريكية ملحقة بالإيرانية
- الوقت غير مناسب
- فلورنس غزلان مع الفضائية الكردية روج تي في
- ألم تنته مدة صلاحية الاستبداد في سورية بعد؟
- كان ...هنا
- متى نخرج من قمقم عبودية النصوص والخطوط الحمر؟
- تعرفوا على رئيس سورية المستقبل!! هكذا يقدم - الغادري - نفسه ...
- إضاءة على الخطوط المنحنية والمتعرجة، ذات المغزى في صحيفة -ا ...
- هل هناك بوادر لصفقة إيرانية أمريكية، تليها صفقة سورية أمري ...
- نهرع للقاء......ولا نلتقي
- ليبرالية في عالم الاستبداد! ...ردا على المحور الثالث
- نحن والآخر!
- أنراهن على الطاغوت، أم على المحاربين الأشداء؟
- المسموح به في سورية، هو الالتزام بالممنوع
- أحبك ولو أسيراً...كما الوطن
- لماذا هذه الحرب وهذا السعار من النظام السوري على الشعب؟
- ذاكرة الخوف....ذاكرة الرعب، والألم
- هل هي مؤشرات انتحار النظام؟ أم مؤشرات الخراب على مبدأ نيرون ...
- عائدات بترول العرب للعرب....شعار أيام زمان!!


المزيد.....




- إسرائيل تشكر الولايات المتحدة لاستخدامها -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- بيان رسمي مصري عن توقيت حرج بعد الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلس ...
- مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة: عدم تبني قرار عضوية ف ...
- الأردن يعرب عن أسفه الشديد لفشل مجلس الأمن في تبني قرار قبول ...
- انتقاد فلسطيني لفيتو واشنطن ضد عضوية فلسطين بالأمم المتحدة
- أبو الغيط يأسف لاستخدام ‎الفيتو ضد العضوية الكاملة لفلسطين ب ...
- إسرائيل تشكر الولايات المتحدة لاستخدامها -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- -الرئاسة الفلسطينية- تدين استخدام واشنطن -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- فيتو أمريكي بمجلس الأمن ضد العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم ...
- مؤسسات الأسرى: إسرائيل تواصل التصعيد من عمليات الاعتقال وملا ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - فلورنس غزلان - خاسرون ومهزومون...حتى بالرياضة!