أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - ماري تيريز كرياكي - نظرة على واقع المرأة العربية المهاجرة في النمسا















المزيد.....

نظرة على واقع المرأة العربية المهاجرة في النمسا


ماري تيريز كرياكي

الحوار المتمدن-العدد: 1602 - 2006 / 7 / 5 - 10:28
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


تعريف الهجرة
الهجرة تعني الانتقال من مكان إلى آخر، بحثاً عن واقع أفضل أو الاستقرار، وهي هجرة على نوعين: هجرة دائمة أو هجرة مؤقتة. وهذه الظاهرة ليست بالجديدة على عالمنا العربي، وتعود إلى عهود حضاراتنا الإنسانية الأولى، كمثال على ذلك، هجرة الفينيقين من سواحل بلاد الشام إلى سواحل المغرب العربي. لكن العصور الحديثة شهدت هجرات عديدة تعود إلى نهاية القرن التاسع عشر، وتحديداً من بلاد الشام، فكانت الهجرة الكبيرة منتصف ونهاية القرن التاسع عشر، وتلتها هجرة في بداية القرن العشرين، من ثم هجرة ما بين الحربين العالميتين، وأعقبها هجرات متتالية. وارتبطت هجرة المرأة قديماً بهجرة الرجل، وفي أواخر القرن الماضي بدأت هجرة النساء أيضاً لذات أسباب هجرة الرجل.

أسباب الهجرة والمناطق التي تمت فيها
تعددت أسباب الهجرة وفقاً لتاريخها ومكانها، فالهجرة التي تمت في منتصف وأواخر القرن التاسع عشر كانت من بلاد الشام، وهي هجرة سياسية واقتصادية وطائفية. أما الهجرة التي تمت ما بين الحربين العالميتين لأسباب أهمها اقتصادية بعد سنوات الفقر الطويلة وسميت بـ "السفر برلك" . والهجرات التي تمت بعد ذلك، كانت من مصر والمغرب إضافة إلى بلاد الشام، وأيضاً لأسباب اقتصادية وسياسية.

ويمكننا تحديد أسباب هجرة المرأة العربية بما يلي:
1) أسباب اقتصادية في محاولة لتحسين أوضاع أسرتها المعيشية.
2) للالتحاق بعائلتها (زوجها، أهلها أو أبناؤها).
3) الرغبة في التحصيل العلمي.
4) اللجوء الإنساني تخلصاً من الظلم والاضطهاد الاجتماعي.
5) اللجوء السياسي هرباً من الأنظمة القمعية والحروب.

خصوصية المرأة العربية المهاجرة
تقف في وجه المرأة العربية عوامل معيقة لدى هجرتها إلى أوروبا أو الأمريكتين، كاللغة والعادات والتقاليد والدين، وحتى أحياناً، لون البشرة والملامح. مما يؤدي إلى العديد من المشاكل الاجتماعية منها:
1) الشعور بالعزلة والانطواء وعدم الأمان، فالمرأة هنا لم تتمكن من إزالة أبسط الحواجز بينها وبين مجتمعها الجديد ألا وهو اللغة. مايخلق تجمعات مغلقة ومنزوية، تجاهر أحياناً بعدائها لهذا المجتمع الجديد، ولا تعرف هويتها إلا من خلال ثقافة التخلف.
2) عدم القدرة على الإندماج مما يؤدي إلى حالة من الصراع النفسي.
3) تغيير نمط الحياة في بلدان المهجر والتي تفرض على السيدة العربية تغيير الكثير من عاداتها عند العمل في المجتمع الجديد.
4) الحرية التي يتمتع بها أبناء الجيل الثاني والتي قد تصبح خطراً يؤدي إلى تفكك الأسرة في حال عدم توصل الأسرة وبالذات المرأة إلى تحقيق التوازن بين البلد الأم وبلد المهجر.
5) الضغط النفسي وعدم وجود مواصفات مجتمعاتنا الشرقية يولد لدى الزوجين الشعور العميق بالوحدة، وإلى برود العلاقة فيما بينهما، مما يؤدي في كثير من الأحيان إلى حدوث فاجعة الطلاق، ويكون الأطفال في هذه الحالة الضحية الأولى.
6) الهجرة غير المشروعة التي قد تعرض المرأة أحياناً إلى خطر الموت (وعلى سبيل المثال ما حدث في معبر جبل طارق) أو إلى الإنخراط في مستنقع الرذيلة أو للمساءلة القانونية والترحيل إلى بلادها.

العقبات التي تقف في طريق تحقيق المرأة العربية لاستقلاليتها:

1) الأمية،
2) الأمية القانونية والجهل المطلق للحقوق والواجبات،
3) حق التعلم والاستفادة من القوانين التي تكفل هذا الحق،
4) حق العمل والمرتبط أصلاً بموضوع الإقامة وقصور القانون الذي يكفل هذا الحق، وبالتالي يحد من استقلالية المرأة اقتصادياً وبعدها اجتماعياً،
5) الختان والذي يطبق على الفتيات النمساوية من أصل عربي القادمات من مصر والسودان والصومال،
6) الزواج القسري، والزواج المعدّ من قبل الأهل،
7) العنف الأسري أيضاً المرتبط بقصور القانون في حماية المرأة والأسرة،
8) جرائم الشرف والتي تعتبر جرائم بحق الإنسانية وبحق المرأة، وهي تعود إلى مفهوم العائلة القائم على أنها وحدة اجتماعية انتاجية، فالهوية واحدة فيها، وكل شئ فردي ينعكس على العائلة ككل، وبالتالي فالإنسان فيها يتحمل تبعية تصرفات الآخرين، ويصبح مسؤولاً عنها، فإنحراف الفتاة في العائلات التقليدية يتحمله جميع أفراد العائلة، فالعادات في هكذا مجتمعات والتقاليد الموروثة تكرس لمفهوم جرائم الشرف المكرسة لبقاء السلطة الذكورية . ولايوجد إحصاء حقيقي لهذه الجرائم إذ غالباً ما يتم تصنيفها تحت اسم جرائم قتل دون الرجوع إلى مسبباتها،
9) تعدد الزوجات، إذ يقوم البعض بالزواج زواج واحد قانوني في الدولة النمساوية والباقي زواج ديني غير معترف به قانونياً، أو يتم الزواج في بلد مجاور ولا يصدَّق في النمسا، وهذا ما يعد احتيال على القانون، ولا تتمتع فيه الزوجة الثانية بأي حق قانوني،
10) الطلاق والذي يمارس بشكل تعسفى وغيبـي،
11) الوصاية والإرث ، إذ يعمد العديد إلى تهريب ثرواتهم إلى بلادهم الأصلية فتحرم المرأة بالتالي من حقها في أخذ الإرث لكل ما قامت بجمعه مع زوجها خلال فترة الزواج،
12) حرية السفر والإقامة والتنقل إذ يقوم بعض الرجال بإخفاء الأوراق الرسمية كجواز السفر الخاص بالمرأة لعدم تمكينها من الحركة والسفر دون موافقته،
13) خطف الأولاد والهروب بهم إلى الوطن الأصلي، بحجة إنقاذهم من براثن العادات والأخلاق الغير حميدة في هذه المجتمعات.

الأسباب التي تدعو المرأة العربية للصمت:

1) التبعية الاقتصادية،
2) الأمية القانونية،
3) العادات والتقاليد،
4) الخوف المتأصل،
5) الإرهاب النفسي والذي يصل مداه لحد التهديد باستخدام العنف.
6) الوصاية على المرأة من منطلق كونها إنسان قاصر عن اتخاذ القرارات.


طرق مساعدة المرأة المهاجرة والعناية بها

1) تأمين حق اللجوء الإنساني والحماية.
2) إقامة العديد من الجمعيات الأهلية لتساعدها على الاندماج في مجتمعها الجديد، وذلك عبر توفير دورات للغة ودورات للتأهيل لتمكنها من الحصول على العمل المناسب مما يدفعها لأن تكون فاعلة في مجتمعها الجديد ويكسبها ثقة بالنفس وقدرة على اكتساب احترام الآخرين.
3) إقامة دورات خاصة لمحو الأمية القانونية، حيث لا تزال معظم السيدات العربيات المهاجرات على غير دراية بحقوقهن وواجباتهن، خصوصاً وأن هذه الحقوق متأصلة لدى المرأة الغربية وتضمنها دساتير هذه البلدان.
4) إقامة حملات توعية في كل المؤسسات التعليمية والدينية لمكافحة جرائم الشرف وخطرها، إضافة إلى حملات توعية بحقوق المرأة للجنسين.
5) التأكيد على حضور نسائي كبير في الجهاز القضائي والشرطة.
6) العمل على تنظيم الهجرة وخاصة الهجرة العمالية منها، وذلك حفاظاً على الحقوق، وذلك عبر معاهدات تتم بين البلدان الأصلية والبلدان المضيفة.
7) خلق قاعدة للمعلومات خاصة بالمرأة المهاجرة تتضمن كل ما يتعلق بالإحصائيات من أعداد وأعمار والوظائف والإنجازات، إضافة إلى إبراز أوضاع الجيل الثاني.
8) ضمان حرية الرأي المكفولة عبر القانون.
9) الدعوة إلى إقامة اسرة غير نمطية عبر تغيير صورة المرأة المحصورة في مجال الأعمال المنزلية وتربية الأطفال لتتمكن المرأة من تطوير ذاتها وحياتها في مجال العلم والعمل لتصبح قادرة على اتخاذ قراراتها باستقلالية وعلى المشاركة في شتى المجالات الحياتية والسياسية.


خاتمــة

إن رابطة المرأة العربية في فيينا قلقة من تصاعد العنف الممارس ضد المرأة في مجتمعها الجديد النمسا، وترى أن المجتمعات الأصلية التي جاءت منها هذه الجاليات هي مجتمعات تعاني من كل أنواع العنف بحيث تحول العنف لدى شعوبها إلى منهجية في طرق تفكيرها، تكَّون خطابهم الثقافي في ظروف قامت على أساس قيم العنف والاستبداد، فكان طبيعياً بأن تكون ردة الفعل على هذه القيم بهذا الشكل العنيف ،لذا فنحن بأشد الحاجة إلى تقديم خطاب ثقافي يستند إلى القيم الإنسانية والتسامح والتي لا يساهم العنف في تشكيلها، لكي نؤسس بدائل أخرى لإنسان هذه المجتمعات لفض الخلافات والمنازعات.

لذا ندعو إلى التقيد بإتفاقية حقوق الإنسان العالمية التي تكفل لمواطنيها حق الحياة ورفض التعذيب أو التقليل من قيمة الإنسان. كذلك ندعو إلى إتخاذ قرارات لمعاقبة كل الجرائم المرتكبة باسم العادات والتقاليد التي تتنافى مع كافة حقوق الإنسان التي يكفلها الدستور.



#ماري_تيريز_كرياكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كسر حاجز الصمت


المزيد.....




- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...
- دراسة ضخمة: جينات القوة قد تحمي من الأمراض والموت المبكر
- جمعية مغربية تصدر بيانا غاضبا عن -جريمة شنيعة ارتكبت بحق حما ...
- حماس: الجانب الأمريكي منحاز لإسرائيل وغير جاد في الضغط على ن ...
- بوليانسكي: الولايات المتحدة بدت مثيرة للشفقة خلال تبريرها اس ...
- تونس.. رفض الإفراج عن قيادية بـ-الحزب الدستوري الحر- (صورة) ...
- روسيا ضمن المراكز الثلاثة الأولى عالميا في احتياطي الليثيوم ...
- كاسبرسكي تطور برنامج -المناعة السبرانية-
- بايدن: دافعنا عن إسرائيل وأحبطنا الهجوم الإيراني


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - ماري تيريز كرياكي - نظرة على واقع المرأة العربية المهاجرة في النمسا