أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - برهوم جرايسي - هدف التصعيد أبعد من حماس















المزيد.....

هدف التصعيد أبعد من حماس


برهوم جرايسي

الحوار المتمدن-العدد: 1601 - 2006 / 7 / 4 - 08:27
المحور: القضية الفلسطينية
    


أثبتت تحركات رئيس الحكومة الإسرائيلية الجديدة، إيهود أولمرت، ومنذ بدء ولاية حكومته قبل شهرين، انه وضع لنفسه هدفا واحدا ووحيدا، وهو تنفيذ مخططه لفرض حدود من جانب واحد مع الضفة الغربية، وكان في حسابات أولمرت الكثير من الأمور التي اعتقد أنها ستسهل عليه مهمته، وأبرزها الدعم الدولي وتفجر الساحة الفلسطينية الداخلية، إلا أن أولمرت وحكومته اصطدما بالواقع الذي شوش هذه الحسابات، وكان التصعيد خيارا واضحا لحكومة إسرائيل، في سعيها للهروب من هذا الواقع لخلق واقع جديد قد يغير بعض المعادلات الحالية التي لا تناسبها.
ولهذا فإننا نرى أن التصعيد الإسرائيلي يأتي بتزامن مع إنهاء أولمرت لقاءاته مع زعماء العالم والمنطق، حيث لمس رفضا واسعا لخطته لفرض حدود من جانب واحد مع الضفة الغربية، وفي كل زيارة وجد من يدفعه نحو العودة إلى طاولة المفاوضات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ابو مازن، حتى اضطر أولمرت للاعلان عن لقاء كهذا كان من المفترض يجري في مثل هذه الأيام، ولهذا فإن التصعيد الجاري سيُسقط من جدول الأعمال مثل هذا اللقاء، الذي كان أولمرت سيذهب إليه خاوي اليدين، أمام العالم كله، الذي سيسأله عما لديه.
كذلك فإن إسرائيل انتظرت في الأسابيع الأخيرة انفجارا في الساحة الفلسطينية الداخلية، وشغلت ماكنة إعلامها التي ساعدت في تأجيج الأمور، وبث الإشاعات في كل صوب، سعيا في تعجيل هذا الانفجار، لأنها كانت ستستخدمه كذريعة لها أمام العالم للابتعاد عن طاولة المفاوضات، إلا أن هذا أيضا ابتعد، على الأقل مرحليا، بعد أن أعلنت الفصائل الفلسطينية عن صيغة توافقية حول وثيقة الأسرى المعدلة، ولهذا ليس صدفة أبدا أن إسرائيل شرعت في عدوانها الواسع على قطاع غزة في نفس يوم الإعلان عن الاتفاق الفلسطيني الفلسطيني، رغم أن توقيت العدوان تزامن مع جهود دبلوماسية لإطلاق سراح جندي الاحتلال المحتجز في قطاع غزة، وهذا أيضا أثار الكثير من الأسئلة لدى بعض المحللين الإسرائيليين، ومن بينها "كيف من الممكن أن تكون عملية عسكرية كهذه هدفها إنقاذ الجندي".
من الواضح أن إسرائيل لم تنطلق إلى هذا العدوان من دون أن تتغلف ببعض الذرائع الشفافة جدا، فالعملية العسكرية الفلسطينية الجريئة في جنوب قطاع غزة، جاءت بعد أسابيع من تصعيد عسكري دفعت إليه إسرائيل بقتلها عشرات الفلسطينيين، غالبيتهم من الأطفال والنساء والشيوخ، وطبعا هذا لا يعني أن قتل الشباب مشروعا.
ونراها اليوم تنفذ اعتقالات واسعة النطاق ضد قادة حركة حماس، بالإضافة إلى ضرب مقرات وزارية وأخرى تابعة للسلطة الفلسطينية، التي تقود حكومتها في هذه المرحلة حركة حماس، التي هي واحدة من عدة حركات تقاوم المحتل الإسرائيلي، ولكن هذا المشهد رأيناه، أيضا، في فترة الحكومات الفلسطينية، فمنذ خريف العام 2000 درجت إسرائيل على الاعتداء على الرئاسة والحكومة الفلسطينية، واعتقلت واغتالت قادة في السلطة والمجلس التشريعي الفلسطيني، كذلك فإن إسرائيل التي تعلن أنها لن تتفاوض مع حركة حماس، هي نفسها لم تفاوض القيادة الفلسطينية منذ نهاية العام 2000، في عهد الرئيس الراحل ياسر عرفات، وحتى في فترة الرئيس محمود عباس، الذي سبق في رئاسته وصول حماس إلى الحكومة بأربعة عشر شهراً.
وهذا لا يعني أننا في سياق مزاودة بين الفصائل الفلسطينية المختلفة، ومن هو أشد مقاومة ورفضا للاحتلال، كما يظهر في هذه المرحلة من قبل بعض المغامرين، أو من ذوي الأجندات المختلفة التي ليس بالضرورة تحمل الأولويات الفلسطينية الضرورية، ولكن مرد هذا الكلام هو أن إسرائيل، وفي كل فترة من الفترات، تبحث عن ذرائع، مهما كانت هشة، من أجل أن تبعد نفسها عن طاولة المفاوضات، وعن الاستحقاقات التي فرضتها الشرعية الدولية، هذا إن بقي للقرارات الدولية شرعية ما.
وكما جاء في معالجة سابقة لي في "الغد"، فإن الهدف الذي وضعه أولمرت، من خلفه حكومته الجديدة هو الوصول إلى نهاية العام القادم 2007 من دون أن تكون إسرائيل مضطرة للتوجه إلى طاولة المفاوضات، فمنذ أشهر طويلة، وحاليا أيضا، ارتفعت وتيرة بناء جدار الفصل العنصري بأضعاف ما كانت عليه، لتنجز بناء حوالي 780 كيلومترا من الجدار على أراضي الضفة الغربية، وحسب الجدول الزمني الذي أعلنت عنه حكومة الاحتلال فإنه مع نهاية العام الجاري تكون إسرائيل قد أنهت بناء 480 كيلومترا، بمعنى انه خلال العام القادم ستنجز إسرائيل يوميا بناء كيلومتر واحد على الأقل، وهذا أمر واقعي نظرا للعدد الكبير من شركات البناء التي تبني في آن واحد في عدة مناطق في الضفة.
ومع إنجاز هذا الجدار تكون إسرائيل قد فرضت خطتها كأمر واقع، ليس فقط أمام العالم وإنما أيضا أمام الساحة السياسية الداخلية في إسرائيل.
إن إسرائيل تتجه نحو التصعيد من منطلق أزمة سياسية في مركزها الموقف الدولي من مشروعها الاحتلالي، وليس فقط من منطلق قوة.
كان من المتبع طوال الوقت انه حين يوجه الاحتلال ضرباته العدوانية فإن أبواق الخلافات الداخلية تهدأ، وحتى أنها تختفي، ولكن للأسف فإن حتى هذا الأمر لا نجده اليوم في الساحة الفلسطينية، ومن حولها بعض الأبواق العربية، ونحن نشهد في هذه الأيام، وعلى مدار الساعة، حملة تشكيك أخذت لها جوقة "متعددة الأطراف والمنابر"، ترافقها جوقة المزايدة بين القوى المختلفة، والأكثر خطورة فإن هذه الأصوات تدرك تمام الإدراك أن إسرائيل تأمل بانهيار الجبهة الفلسطينية الداخلية من خلال احتراب داخلي قاتل.
إن نضال الشعب الفلسطيني دائم منذ عشرات السنوات، ولم يبدأ مع انطلاقة هذا الفصيل أو ذاك، كذلك فإن الأجندة الفلسطينية مليئة ومكتظة، وبالكاد تحتمل نفسها، ولهذا فهي ليست قادرة على حمل أجندة جهات خارجية، فالمهمة الماثلة أمام الشعب الفلسطيني هي قراءة الخارطة الحالية بشكل واقعي، ومعرفة نقاط الضعف عند العدو لمقاومتها، واستغلال فتات الدعم الدولي السياسي والمادي وعدم التسليم بمقولة "كل العالم صامت داعما إسرائيل"، وإلى جانب كل هذا فهم احتياجات الشارع الفلسطيني ليكون قادرا على تحمل مهمة الاستمرار بالمسيرة النضالية بوحدة شعبية شاملة، هي أقوى بكثير من قوة فصيل بمفرده.
إن حملة التشكيك وخطاب المزاودة على القيادات التاريخية للشعب الفلسطيني، هي كالسوس ينخر في سنديانة المقاومة، وهذا ما تأمله إسرائيل، التي تضرب اليوم حركة حماس، كما ضربت الحكومات التي من قبلها، من دون أي انتقاص لدور أي من هذه الحكومات والفصائل.



#برهوم_جرايسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إسرائيل تثأر لإرهابي
- البلبلة ربح صاف للاحتلال الاسرائيلي
- خماسية ليست متجانسة أزمة القيادة في حزب -العمل- ترفع رأسها م ...
- حين يكون الدم يغلي من الصعب التحدث بهدوء التصعيد الاسرائيلي، ...
- اعتادت على البحث عن انشغال عالمي بعيد عن ساحتها- اسرائيل وشم ...
- التحرك احادي الجانب لن ينهي الصراع التاريخي في المنطقة احتلا ...
- مفاتيح -ملعب- المفاوضات بيد اسرائيل المواصفات الاسرائيلية -ل ...
- اختلاف الرؤى الأمنية بين اولمرت وبيرتس - مشهدان لتعثر الحكوم ...
- وليس فقط النازيين الجدد- اسرائيل: العنصرية والصهاينة الجدد
- اولمرت يفرض حلا احاديا كأمر واقع بعد عامين
- الأزمات الحزبية الداخلية ما لبثت ان تنهض بعيد الانتخابات - ت ...
- مقبلون على فترة جمود سياسي- سيناريوهات تركيبة الحكومة الاسرا ...
- المسموح فقط لاسرائيل
- مقبلون على فترة فراغ سياسي - حسابات أولمرت وتشكيل الحكومة
- الانتخابات البرلمانية تشرذم الخارطة السياسية
- برلمان مشرذم، مكون من 12 كتلة نيابية اسرائيل أمام مرحلة ضباب ...
- الهدف: إبعاد الحديث عن المستوطنات إسرائيل ومسرحية إخلاء بؤرة ...
- قراءة في الأوراق الإنتخابية الإسرائيلية فوز حماس !
- في حلبة أصوات العلمانيين والأصوات العائمة اسدال الستارة عن ش ...
- الليكود والعمل: استبعاد الجنرالات وقلة الشرقيين


المزيد.....




- الطلاب الأمريكيون.. مع فلسطين ضد إسرائيل
- لماذا اتشحت مدينة أثينا اليونانية باللون البرتقالي؟
- مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي ينتظر ال ...
- في أول ضربات من نوعها ضد القوات الروسية أوكرانيا تستخدم صوار ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعًا طارئًا بشأن غزة
- وفد من جامعة روسية يزور الجزائر لتعزيز التعاون بين الجامعات ...
- لحظة قنص ضابط إسرائيلي شمال غزة (فيديو)
- البيت الأبيض: نعول على أن تكفي الموارد المخصصة لمساعدة أوكرا ...
- المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بعد كشفه تفاصيل -م ...
- تأكيد إدانة رئيس وزراء فرنسا الأسبق فرانسو فيون بقضية الوظائ ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - برهوم جرايسي - هدف التصعيد أبعد من حماس