أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - خبر -صعقني-!














المزيد.....

خبر -صعقني-!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 1601 - 2006 / 7 / 4 - 07:36
المحور: القضية الفلسطينية
    


لقد صعقني الخبر؛ وكم تمنَّيت أن يكون عارياً من الصحة، فالشقيق الكبير ـ الوسيط حذَّر من أنَّ إصرار الفلسطينيين الذين في وسعهم حل مشكلة الجندي الإسرائيلي الأسير على أن تلبِّي حكومة اولمرت شروطهم ومطالبهم "غير الواقعية" للإفراج الفوري عنه سيؤدي إلى إيقافه مساعي وجهود الوساطة التي يبذلها، والتي لا يملك من "خيار" غيرها، وإنْ كانت أقرب إلى "الاضطرار" منها إلى "الخيار". وقد كان للوسيط المصري مقترحاته لحل المشكلة.. مشكلة شاليت. وتنصُّ على "الإفراج عن الجندي المختطف" في مقابل خروج الجيش الإسرائيلي من المناطق والمواقع التي عاد إلى احتلالها في قطاع غزة بعد (أقول "بعد" ولا أقول "بسبب") أسر شاليت.. وفي مقابل "الإفراج، بعد ذلك، عن معتقلين فلسطينيين".

تمنَّيت أن يكون الخبر عارياً من الصحة؛ لأن "الوهم" يخبرنا أن تلك الوساطة، استمرارا ونجاحا، هي ما يحتاج إليه الفلسطينيون في المقام الأول، ولسوف يؤدي فشلها ـ لا سمح الله ـ بسبب ذاك "التعنُّت" الفلسطيني إلى إحباط ذاك المسعى العربي الخيِّر لدرء "كارثة إنسانية كبرى" عن "الأشقاء الفلسطينيين"، فيَصْدُق فيهم القول "الجاهل عدو نفسه"!

مقترحات الوسيط تلك تكاد أن تجعله وسيطا يشبه في وساطته الولايات المتحدة، فمعناها إذا ما ترجمناها بلغة الواقع إنما هو "الإفراج الفوري وغير المشروط" عن شاليت مع بقاء حكومة اولمرت حرة تماما في شن مزيد من الحرب على الفلسطينيين، وعلى قطاع غزة على وجه الخصوص، فليس في المقترحات ما يمنع إسرائيل من اتخاذ الحرب وسيلة لتذليل العقبات الفلسطينية (أي المقاومة الفلسطينية في وجهيها العسكري والسياسي) من طريق الحلول الإسرائيلية الانفرادية (إذا ما ظل الفلسطينيون يرفضون التفاوض السياسي طريقا إلى قبولها من حيث الجوهر والأساس).

لقد "دخلوا" ليصبح إخراجهم، أو خروجهم، من تلك المناطق والمواقع إدخالا لعنصر جديد في "المقترحات" لعلَّه يُظْهِرها على أنها "عادلة" نوعا ما. أما "الإفراج، بعد ذلك، عن معتقلين فلسطينيين" فليس له من أهمية تُذْكَر، فعبارة "بعد ذلك" قد تعني "بعد سنوات من الإفراج عن شاليت"؛ وعبارة "معتقلين فلسطينيين" قد تعني، في المقام الأول، الوزراء والبرلمانيين الفلسطينيين الذين اعتقلتهم إسرائيل بعد أسر شاليت. إن كل ما تلا عبارة "في مقابل" لا يصلح إلا لستر عورة المقترحات وهي "التوسُّط" في سبيل الإفراج الفوري وغير المشروط عن شاليت، الذي لم يخبرنا "الوسيط" عن السبب الذي يجعله في قداسة لا تعدلها قداسة. لماذا يحق لإسرائيل الاستمرار في أسر نحو عشرة آلاف فلسطيني، بعضهم من النساء والأطفال والمرضى، ولا يحق للفلسطينيين الاستمرار في أسر ولو جندي إسرائيلي واحد؟!
لقد غدت سياسة "الكيل بمكيالين" عربية أيضا، فكيف لنا أن نلوم الولايات المتحدة وننتقدها؟!

إسرائيل، في صراعها مع الفلسطينيين، والأعظم في أسبابه، على ما يُظن، من أسر شاليت، لا تجيد غير "فن الإكراه"، أي الحرب. أما العرب فلا ينطق منهم بعد صمت إلا الناطق كفرا.. إلا الذي يلبس لبوس "الوساطة" في ممارسته "فن الإقناع"، الذي فيه، وبه، تُقطف الثمار السياسية لممارسة "فن الإكراه" ذاك!

إذا أردتم "الوساطة"، على بؤس هذا "الخيار" الذي ليس بـ "خيار"، فاعدلوا ولو قليلا في تسوية النزاع بين شقيقكم وعدوكم. ولو كان لي أن أدل آسري شاليت على خير حل لدللتهم إلى الحل الآتي: ليأتِ الوسيط العربي إلى قطاع غزة، وليتسلَّم شاليت، وليتصرَّف به، من ثم، كما يشاء.. ليقدِّمه لإسرائيل على طبق من فضة!

ولو كان لي أن أدعو الوسيط إلى خير موقف في أسوأ زمن عربي لدعوته إلى أن يصمت مع الصامتين، ويتفرَّج مع المتفرجين، فـ "الوساطة" إنما هي "فن الإقناع" في امتداده العربي لـ "فن الإكراه" الإسرائيلي، وهي الفعل الذي يوافق القول "البليغ": إذا لم تستطع هَزْم عدوِّكَ فانضم إليه!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إما -صمت- وإما -توسُّط-!
- هل هذه -حرب-؟!
- من حجج الاعتراض على -الاستفتاء-!
- كم أحسدك يا شاليت!
- -التسيير- و-التخيير- بين الدين والعِلْم!
- إرهاب التوجيهية!
- من -الرأسين- إلى -الرقبة والرأس-!
- قُلْ لي كم لدينا من الديمقراطيين أقول لك كم لدينا من الديمقر ...
- -حماس- في حوار -الناسخ والمنسوخ-!
- الملف الذي فتحه -النواب الأربعة-!
- -الإرهاب- و-الإصلاح السياسي- كما يتصوَّرهما البخيت!
- خطة اولمرت لتفكيك -القنبلة الديمغرافية


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - خبر -صعقني-!