أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سعد الشديدي - اسرائيلي واحد بألف عربي؟ يا بلاش














المزيد.....

اسرائيلي واحد بألف عربي؟ يا بلاش


سعد الشديدي

الحوار المتمدن-العدد: 1601 - 2006 / 7 / 4 - 08:11
المحور: حقوق الانسان
    


لعبة الأستغماية التي تمارسها التنظيمات الفلسطينية المسلحة مع قوات الأحتلال الاسرائيلي هذه الأيام زادت من رصيد الأسرائيليين أمام انظار العالم. خصوصاً بعد اشتراط الفلسطينيين اطلاق سراح ما يزيد على الف عربي من سجون الأحتلال مقابل اطلاقهم سراح الجندي الأسرائيلي المختطف.
تصوروا هذه المعادلة التي تفتقت عنها العبقرية العربية مؤخراً, عندما ساوت بين الف عربي بشحمهم ولحمهم واحسابهم وانسابهم امام اسرائيلي واحد فقط لا غير.
برافو.. والله برافو لمن اتعب نفسه ووضع هذه المعادلة المعقدة التي لم يستطع حتى اينشتاين نفسه ان يتوصل لها, ورغم ان الرجل كان يهودياً إلا انه لم يكن يتصور يوماً ان الرياضيات العربية سوف تحطم مبادئ الحساب والهندسة وعلم الفلك والعروض وهز الأكتاف والأرداف لتصل الى ان العربي لا يساوي في حقيقة الأمر سوى واحد على الف من المواطن الأسرائيلي.
وهذا يعني انك ايها القارئ/ القارئة, لا تساوون, حسب المعادلة الفلسطينية, الا اظفر في اصبع من اصابع قدم مواطن اسرائيلي.
يعيش العربي اعواماً طويلة من حياته معتقداً انه ينتمي الى " خير أُمةٍ أُخرجتْ للناس", سعيداً بذلك يحمد الله الذي انتقاه من بين خلقهِ قاطبةً ليجعله واحداً من ابناء تلك الأمة. فيظهر فجأة من يقول لك اصحَ ياوله.. افق من حلمك الجميل, فأنت لا تساوي بالنسبة لنا اكثر من بثرة او طفح جلدي في جسم اسرائيلي. ويرمون بمطالبهم التي تشترط اطلاق سراح مئات ومئات من العرب مقابل اسرائيلي واحد.. اكرر.. واحد فقط.
تلك المطالب التي يعتقدون انها ضربة معلم لا يوازيه احد في الذكاء والحذاقة تجعل العرب, وانا واحدٌ منهم, يشعرون بالتضاؤل ويتمنون لو انهم لم يُولَدوا عرباً وانهم لو كانوا من الجنّ أو من افراد قبائل الديك الأسود في جُزر كيكي واوا.
لماذا اصبح المواطن العربي رخيصاً الى هذا الحدّ؟ وبالمقابل كيف اصبح للمواطن في الطرف الآخر هذه القيمة العالية؟ المنطق السويّ وشرائع الأرض والسماء تقول ان البشر متساوون في قيمتهم ايا كان لونهم وعنصرهم ولونهم ودينهم الخ.. وان العين بالعين والسن بالسن. فكيف اصبحت العين الأسرائيلية بألف عين عربية والسن الأسرائيلي بألف سن من اسناننا نحن العرب؟ الجواب اكثر من بسيط. نحن الذين فعلنا ذلك.
عندما عقد حزب الله اللبناني صفقة مبادلة اسير اسرائيلي واحد بمئات من الأسرى العرب, وعندما تتكرر هذه الأيام نفس المطالب من قبل الفصائل الفلسطينية المسلّحة. ومن الواضح ان الصفقات ستسمر في المستقبل ايضاً. وسيستمر معها هبوط سعر وقيمة العربي في بورصة السياسة العالمية.
كنـّا نحن العرب, وما زلنا, نتهّم العالم بأكمله بتجاهلنا وعدم احترامنا. ولم نتسائل يوماً عن سرّ ذلك. ووضعَ بعض من مفكرينا ومثقفينا اصبعهم على ما اعتقدناه الجرح وقالوا ان الأنظمة العربية التي تدوس على حقوق مواطنيها بل على حياتهم ومصائرهم غير آبهةً بما يحدث لهم ربما تكون هي السبب.
ولكن ماذا نقول عن تلك التنظيمات التي لا تنتمي الى دائرة الأنظمة كحماس والجهاد وحزب الله اللبناني, والتي تصّر على ان قيمة العربي لا تتعدى نسبة 1/1000 قياساً الى المواطن الأسرائيلي؟
لماذا تسير هذه المنظمات, التي تدّعي انتمائها الى الجماهير, في نفس خط الأنظمة؟
ما يجري على ارض الواقع يقول ان لا فرق بين الأنظمة العربية والمنظمات والأحزاب المعارضة لها في النظر الى قيمة العربي. فالجميع يرون في هذا الكائن المغيّب جسراً يمرّ عليه ليصل الى اهدافه. ولكي لا يرفع العربي رأسه يوماً ليصرخ: اين حقي, يستمر الجميع في العبور على اضلاعه المهشمّة ليتمكنوا من عقد صفقاتهم الخاسرة التي سنُزيد من تدمير صورتنا, كعرب, والأساءة الينا ثمّ نبكي بعد ذلك ونبصق على العالم متهمين اياه بالعنصرية وبمعاداتنا واستخدام معايير مزدوجة في النظر الينا والى قضايانا.
الأجدر بنا ان نحترم انفسنا أولاً ونطالب بإطلاق سراح اسير عربي واحد مقابل كل جندي اسرائيلي اسير او مختَطَف ثمّ نطالب العالم بعد ذلك باحترامنا وإلا فأن صورتنا ستبقى رهينة الأطار المعتم الذي خلقناه بأنفسنا لأنفسنا. اطار عدم الثقة والتجاهل والأزدراء لكل ما هو عربي.



#سعد_الشديدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وزير الدفاع العراقي يعلن الحرب على الشيوعية
- انقلاب عسكري في بغداد.. قريباً
- عفية .. والله عفية
- كشف الغُمّة في تبيان غباء قادة الأمة
- رسالة عراقية الى الغرباء
- قصائد تشبه الموت
- الحرب الطائفية وحدود جهنم
- قفوا معنا لنكون معكم
- وطنٌ بلونِ ألسماء
- المشهد السياسي العراقي واحداث سامراء
- الشيعة الى السلطة.. والعراق الى الجحيم؟
- العراق ومقدمات الحرب الأهلية
- سامراء.. الرهان.. والتداعيات
- الأنتخابات التشريعية العراقية: فضيحة أم كارثة؟
- هوامش على ملحمة جلجامش
- تعلّم كيف تبني عراقك الجديد.. في 3 ايام.. بدون معلّم
- الرئيس الطالباني: صلاحيات أوسع أم دور سياسي أكبر؟
- اينانا في سجن النساء
- انهم يفّجرون حتى قبور الموتى
- رسائل الموبايل


المزيد.....




- الأمم المتحدة تطالب بتحقيق مستقل حول المقابر الجماعية في مس ...
- مخيمات واحتجاجات واعتقالات.. ماذا يحدث بالجامعات الأميركية؟ ...
- ألمانيا تعتزم استئناف التعاون مع الأونروا
- -طيور الخير- الإماراتية تُنفذ الإسقاط الـ36 لإغاثة سكان غزة ...
- إيران.. حكم بإعدام مغن أيد احتاجات -مهسا أميني-
- نداء من -الأونروا- لجمع 1.2 مليار دولار لغزة والضفة الغربية ...
- متوسط 200 شاحنة يوميا.. الأونروا: تحسن في إيصال المساعدات لغ ...
- -القسام- تنشر فيديو لأسير إسرائيلي يندد بفشل نتنياهو بإستعاد ...
- إيطاليا.. الكشف عن تعرض قاصرين عرب للتعذيب في أحد السجون بمي ...
- -العفو الدولية-: كيان الاحتلال ارتكب -جرائم حرب- في غزة بذخا ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سعد الشديدي - اسرائيلي واحد بألف عربي؟ يا بلاش