أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد صلاح الدين - الهجوم على غزة واستباحة الضفة ووهم الشرعية الدولية















المزيد.....

الهجوم على غزة واستباحة الضفة ووهم الشرعية الدولية


عماد صلاح الدين

الحوار المتمدن-العدد: 1600 - 2006 / 7 / 3 - 05:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ أن فازت حركة حماس بالانتخابات وما تلاها من تشكيلها للحكومة أصرت أطراف عديدة دولية واقليمية ومحلية على أن على حماس أن تعترف بالشرعية الدولية وأن تنبذ الإرهاب وأن تعترف بكل الاتفاقات السابقة المعقودة مع منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية, ولأن حماس رفضت هذه الشروط والاملاءات التي تتعارض وتتناقض كليا مع مصالح الشعب الفلسطيني وأسسه وثوابته , عمدت هذه الاطراف إلى إعلان الحصار السياسي والمالي على الشعب الفلسطيني عقابا له على خياره الديمقراطي الذي شهد كثيرون على شفافيته ونزاهته ومن بينهم رأس الدول المحاصرة الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد الاوروبي واللجنة الرباعية وغيرهم.

وكان رفض حماس والحكومة الفلسطينية الاعتراف بإسرائيل وبالشرعية الدولية وبنبذ ما يسمى بالعنف والارهاب له ما يبرره وطنيا وأخلاقيا , أما الإعتراف بالشرعية الدولية , فالشرعية الدولية في مجملها هي شرعية دول استعمارية تم بموجبها إيجاد وإقامة الكيان الصهيوني على أرض فلسطين , وبالشرعية الدولية الغراء تم تقسيم وتفتيت العالم العربي إلى اشلاء وفتات هنا وهناك , وبالشرعية الدولية أطلقت الولايات المتحدة مشروعها الجديد مع بداية العقد الاخير من القرن العشرين لتفتيت وتشتيت وحدة كل قطر عربي أو إسلامي وابتدأتها بالعراق وفلسطين من خلال مشروعيها عاصفة الصحراء في العراق وما يسمى بعملية السلام في فلسطين , والذي كان من نتائجهما على أرض الواقع سواء في العراق مزيدا من الاحتلال والقتل والتدمير والحروب الطائفية والمذهبية أو في فلسطين مزيدا من تكريس شرعية الاحتلال على ما تبقى منها من خلال تجمعات المستوطنات الكبيرة والجدار العازل وضم الاغوار بحيث أصبحت الأراضي المحتلة عبارة عن معازل هنا وهناك , وأصبح قطاع غزة بعد وهم ما يسمى بالانسحاب الذي باركته أمريكا والغرب وأطراف أخرى إلى سجن كبير لأكبر كثافة ديمغرافية في العالم من خلال سيطرة الاحتلال الفعلية على المعابر والمنافذ وعلى البر والبحر والجو .

وأما نبذ الارهاب الذي بفضل القبول به من قيادة المنظمة سابقا , فقد أصبحت المقاومة الفلسطينية المشروعة ضد الاحتلال عملا إرهابيا مدانا وليس هذا وحسب بل إن تاريخ المقاومة كلها اصبح ارهابيا ومدانا , فكلمة نبذ في اللغة تعني التعهد بالامتناع مع الاعتراف بالخطأ السابق والندم عليه وبالتالي إدانته .

ومع كل هذه المآسي إلا أن البعض بقي مصرا على التمسك بالشروط الامريكية والاسرائيلية المعروفة والتي أدت إلى ما أدت إليه , ولم يقتصر الامر على ذلك بل إنهم بذلوا كل جهد جهيد من اجل مقاطعة الحكومة الفلسطينية الحالية بعدم الاشتراك فيها في سياق وحدة وطنية حقيقية , إلى المطالبة بالاعتراف بمنظمة التحرير في صورتها الحالية المشوهة , إلى إصدار وثيقة الاسرى وقضية الاستفتاء عليها ثم أخيرا وليس آخرا محاولة تضمين الوثيقة المعدلة شيئا من العبارات والكلمات ليشتم من رائحتها حالة الاعتراف باسرائيل ولو بطريق غامض او غير مباشر , لكنه على أي حال فان الوثيقة زودت بكلمات ومصطلحات سياسية وقانونية تحول دون إثم الإعتراف باسرائيل .

لينظر أولئك الذين يتمسكون بالشرعية الدولية وبالاعتراف بإسرائيل وبالمفاوضات كخيار استراتيجي ونهائي ماالذي فعلته الشرعية الدولية حينما قتل العشرات وأصيب المئات من الاطفال والنساء والشيوخ ورجال المقاومة في قطاع غزة؟ وليس أدل على ذلك من قتل عائلة بأكملها لم يبق منها إلا غالية فلسطين هدى حينما كانت تستجم من حر الاحتلال والصيف على شاطىء غزة وغيرها الكثير من حالات القتل الجماعي والابادي في رفح وخان يونس , ألم تقل الولايات المتحدة حينما قتلت عائلة هدى بأن من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها , أما الأروبيون وكوفي عنان فقد اكتفوا بالطلب من إسرائيل بضبط النفس وتشكيل لجنة تحقيق من قبل أداة القتل والاجرام الصهيوني نفسها ما يسمى بالجيش الاسرائيلي , هذه إذن هي الشرعية الدولية .

وما أن قامت المقاومة الفلسطينية الشعبية بالرد على جرائم الاحتلال البشعة سواء من خلال إطلاق الصواريخ المحلية الصنع على التجمعات الاستيطانية جنوب القطاع أو من خلال العملية النوعية المركبة والمعقدة التي قام بها رجال المقاومة الفلسطينية ضد موقع عسكري إسرائيلي محصن , حتى ضج العالم ولم يقعد ولم يهدأ له بال ليصف العملية بالارهابية وأنها مخلة با لنظام الدولي , وليجند كل جهوده وطاقاته من أجل الافراج عن الجندي الاسرائيلي الأسير الذي أسره رجال المقاومة في العملية التي شنوها على موقع كرم ابو سالم العسكري , فأمريكا وعلى لسان وزيرة خارجيتها اعتبرت أن خطف الجندي مخالف للقانون الدولي وللنظام الدولي برمته وبالتالي يجب على الفور إطلاق سراحه , وأما فرنسا الذي يحمل الجندي الاسرائيلي جنسيتها فقد أعلنت حالة التعبئة لدى سفاراتها لبذل الجهود لدى كل الاأطراف من أجل العمل على إطلاق سراح هذا الجندي , ولم يقتصر الأمر على هذه الاطراف بل إن هناك جهود عربية طيبة من أجل العمل على إطلاق سراح الجندي , أما الأسرى والمعتقلون الفلسطينيون الذين يتجاوز عددهم عشرة ألاف أسير بينهم المئات من الاطفال والنساء اللواتي إضطررن لأن يضعن حملهن في الزنازين والمعتقلات والسجون التي لا تتوافر فيها أدنى متطلبات الحياة الإنسانية , فهؤلاء ليسوا ببشر وليسو بأسرى حرب خطفتهم يد الارهاب الاسرائيلية من عقر ديارهم ومن بين أهاليهم .

وأما ما يجري الآن في قطاع غزة من حشودات عسكرية إسرائيلية ومن قصف للبنى التحتية فيه والتي كان آاخرها قصف محطة توليد الكهرباء لتغدو غزة بدون نور سوى نور إيمان أهلها الصابرين الصامدين ونور مجاهديها ومقاوميها المستبسلين , وكذلك قصف محطات وشبكات المياه , بالإضافة إلى استباحة الضفة الغربية واختطاف عدد من الوزراء ونواب المجلس التشريعي الذين يتمتعون بحصانة قانونية وسياسية وأخلاقية , كل هذا لادخل للشرعية الدولية والقانون الدولي فيه , فالفلسطينيون إرهابيون قتلة عليهم أن يدفعوا ثمن مقاومتهم للاحتلال ودفاعهم عن أنفسهم , فالأمين العام للامم المتحدة كوفي عنان لم يملك إلا أن يقول صباح اليوم عبر أل BBC هيئة الاذاعة البريطانية أن : " على الفلسطينيين أن يمتنعوا عن إطلاق الكتيوشا على الاسرائيليين لأنها تشكل خطرا عليهم , وأن عليهم أيضا تسليم الجندي الاسرائيلي المأسور فورا, وأن من حق إسرائيل ملاحقة رجال المنظمات الفلسطينية وضربهم وقتلهم , لكن مع تحلي إسرائيل بضبط النفس " هذا ما قاله عنان , أما الفلسطينيون فليس من حقهم الدفاع عن النفس ومقاومة المحتل وأسر جنوده لمبادلتهم بأسرى فلسطينيين يقبعون في سجون الاحتلال .

أصبحوا الآن يتحدثون عن الشرعية الدولية وعن القانون الدولي , فحقا ما أقبحهم من متحدثين وما أقبح أيضا شرعيتهم العوراء والعرجاء , فأين هي الشرعية الدولية من اختطاف المناضل أحمد سعدات وفؤاد الشوبكي وعدد أخر من المناضلين في وضح النهار , وتدمير المقاطعة وسجنها في أريحا , وإذلال وتعرية أفراد الامن الفلسطيني في منظر تقشعر له الابدان , ألم تحمل أمريكا وبريطانيا اللتان سحبتا مراقبيها قبل اجتياح السجن باقل من ربع ساعة السلطة الفلسطينية عما جرى ؟َ!!, ثم أين وماذا فعل السيد عنان والمجتمع الدولي من أجل قضية سعدات ورفاقه المخطوفين العزل من أي سلاح سوى إيمانهم بعدالة قضيتهم؟

إن من حق الشعب الفلسطيني أن يدافع عن نفسه بكل الوسائل والامكانات في مواجهة الاحتلال الغاصب وآلته الاجرامية , ومن حقه أن يتخد وأن يبدع كل الوسائل من أجل تحقيق الحرية لأسراه , وبالتالي من حقه أسر بل وخطف كل صهيوني من أجل العمل على اطلاق سراح أسراه ومعتقليه من الاطفال والنساء ورجال المقاومة, لأنه ثبت أن الوسيلة الانجع لتحقيق ذلك هو العمل على أسر و خطف ما أمكن وبكل الوسائل أي جندي إسرائيلي بل وأي مدني كذلك لأن اسرائيل تعتقل فلسطينيين دونما تهم توجه إليهم .

لذلك نقول إنه لا بد من الصمود والمقاومة والصبر , فتحقيق الاهداف والمنجزات الوطنية تحتاج إلى تضحيات جسام , وفي هذا السياق من حق المقاومين بل الشعب الفلسطيني بمجمله وأسراه على وجه الخصوص الاحتفاظ بهذا الجندي من أجل مبادلته باسرى فلسطينيين آخرين , وعلى إسرائيل أن تستمع إلى مطالب الفلسطينيين العادلة , لأن البديل هو المزيد من الدماء والأشلاء.





#عماد_صلاح_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شرعية دولية ام شرعية الدول الاستعمارية
- التاريخ يكره الفراغ


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد صلاح الدين - الهجوم على غزة واستباحة الضفة ووهم الشرعية الدولية