أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - طالب الوحيلي - متى تفتح مخابئ أسرار النظام البائد؟!















المزيد.....

متى تفتح مخابئ أسرار النظام البائد؟!


طالب الوحيلي

الحوار المتمدن-العدد: 1601 - 2006 / 7 / 4 - 07:12
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


قبل ان يسقط النظام الصدامي ،كان كل مواطن في العراق والعالم يقف بانتظار الحقائق التي اضمرتها اكثر من أربعة عقود من عمر وادي الرافدين ،وهي أسرار تمس اصل النظام البائد والمؤسسة الراعية له ومستوى عمالته لها ،فضلا عن الكوارث الخفية التي وقف على ويلاتها ذلك النظام فكانت سبب بقائه تلك السنين المظلمة من تاريخ العراق الحديث ،بل ان الكثير من شعوب العالم تنتظر سقوط أنظمة بعينها لغرض اكتشاف مستوى الجرائم البشعة وما يمكن اعتبارها أساطير وقصص من الخيال المفرط بالوحشية ،وهذا حال الحكومات المستبدة التي شهد القرن العشرين انهيارها ،فما بالك بالنظام البعثي والصدامي على وجه الخصوص ،فبالرغم من ان الكثير من الكتاب العراقيين الذين عاشوا سنوات الرعب قد اللفوا العديد من الكتب والعناوين لسرد تفاصيل مهمة من تلك المنظمة السرية وما كان يدور في دهاليزها ،من ذلك ما فضحته ملفات مديرية الامن العامة التي ضبطتها احدى منظمات المجتمع المدني ،من كم مرعب من قوائم الإعدام والسجن والتغييب والتعذيب الرهيب ،واجتياح خصوصيات المواطن العراقي ،وهي بلا شك اضابير تنفيذية استلت منها كافة التفاصيل الصريحة كمحاضر تدوين الإفادات واسماء القائمين بالتحقيق وغير ذلك من الأسرار التي قصد منها نجاة الزمر الأمنية والمخابراتية التي كانت تشرف على تلك المؤسسات الرهيبة .غير ان قضية الدجيل كانت على موعد مع اكثر من سر قد اخفي عن الذاكرة بجهد كبير واستبعاد ليوم حساب كهذه الايام ،من ذلك الوقوف عن كثب على المستوى المنحط لمن كان يحكم البلاد ومدى بلادة وتدني أخلاق معاونيه ،ووحشية ودموية الأساليب التي طالت الأبرياء دون تمييز بين جنس او عمر وآخر ،ولعل حيثيات هذه القضية تختزل تاريخ صدام بأكمله ،بيد ان وقائع هزيمة الطاغية وانكشاف صناديق وغرف أسراره للناس ،يعد بالنزر اليسير بازاء ما اشيع من جمع اكثر من 45 طن من الادلة والحقائق التي يمكنها فضح ذلك النظام ومن والاه او يحن اليه هذه الايام كثيرا بالرغم من نعمة الحرية التي يتمتع بها ،ولكن النفس اللئيمة لا تبحث الا عن من يذلها ويهينها وذلك طبع ايتام النظام وحزبه المنحل.
لا شك ان قوات الاحتلال هي اكثر من استحوذت على تلك الأسرار الأسطورية ،وقد بخلت كثير على الشعب العراقي في كشفها لاسباب ودوافع خاصة ،وكان الحري بها ان تدمغ من لم يقتنع بحقيقة المأساة التي عاشها المواطن العراقي في زمن يفترض ان يكون موعدا للانعتاق من أنماط الاستبداد والطغيان التي سادت العالم العربي الذي مازال منبهرا بشخصية الطاغية التي اصطنعتها الاقلام المأجورة وصدحت بتمجيده الابواق القبيحة ،بالرغم من ان قوات التحالف قد بررت حربها على الطاغية بهدف تحرير الشعب العراقي من الحكم الفاشي وايقاف عجلة القتل وحفارات المقابر الجماعية التي احتج بها رئيس الوزراء البريطاني امام مجلس عموم بلاده حين قال يكفيه فخر بانه ساهم باسقاط نظام بلغت مقابره الجماعية اكثر من 300 مقبرة غير التي لم تكتشف بعد ،ليقف له الجميع بالتصفيق.
ذكرت صحيفة البرلمان البغدادية بعدد لها تقريرا عن ما كشفته وثيقة ل(فدائيي صدام) بصدد حاوية مواد كيمياوية مدفونة في الفلوجة ،قرب مقرات منظمة مجاهدي خلق الارهابية ،وتحمل الوثيقة تاريخ 15 ايلول 2002 وهي عبارة عن مذكرة من ضابط في (فدائيي صدام) الى رئيسه دون ذكر اسم هذا الرئيس ،وقد نشرت هذه الوثيقة مؤخرا على موقع عسكري امريكي رسمي ،وهو موقع مكتب الدراسات العسكرية الدولية التابع للجيش الامريكي ،وهو ايضا مركز تحليل وابحاث يعمل تحت جناح نائب رئيس فريق الاستخبارات Deputy Chief of Staff for Intelligence ومن مهام هذا المركز متابعة وادارة مركز استخباراتي آخر هو Center Joint Reserve Intelligence وينشر هذا الموقع وثائق عملية تحرير العراق وهي مجموعة صور واشرطة فيديو ووثائق مكتوبة حصلت عليها القوات الامريكية في العراق ،وتتضمن المذكرة معلومات مثيرة عن حاوية مواد كيمياوية دفنت تحت الارض قرب الفلوجة عندما كان حسين كامل مسؤولا لهيئة التصنيع العسكري ،وكانت الادارة الامريكية قد قررت الافراج عن كمية هائلة من الوثائق والاشرطة التسجيلية التي وضعت القوات المسلحة يدها عليها عام 2003 وتمت ترجمة وثائق عديدة منها الى الانجليزية ونشرها على المواقع الامريكية المتخصصة ،وجاء قرار الادارة الامريكية بعد انتهاء مكتب وزارة الامن القومي من مراجعة الوثائق التي وضعت في 48 الف صندوق فضلا عن مئات الاشرطة التسجيلية .
وقبل ايام عرضت قناة الحرة وثيقة من نوع اخر ،كانت شاهدا حيا وعن كثب من حياة الطاغية اليومية ،تلك هي ضحية من ضحايا الطاغية وابنيه عدي وقصي، فهي سيدة امريكية الجنسية كان قد تزوجها احد ضباط المخابرات العراقيين وجاء بها الى العراق حيث كان يمتلك اراض زراعية ومسكنا في حي المنصور وعدد من الخيول ،وقد اختطفها الطاغية بعد ان اخفى زوجها وولدها الى الابد ،لتعيش في احد قصوره كمحضية له ،وقد سردت جوانب من تصرفاته التي كانت بالنسبة للعراقيين مجرد قصص خيالية ،من تلك القصص ،كيف قام بقتل احد حراسه الشخصيين اثناء زيارته احدى الضواحي وفي غمرة سكره ورقصه الدبكة وهو يطلق النار من بندقية كلاشنكوف ،اقبل اليه بعض وجهاء تلك النواحي ،وقد استغرب علمهم بوجوده مستفسرا عن ذلك ،فابلغوه بان الحارس هو الذي اخبرهم بذلك ،فما كان منه الا وقد اطلق صليات مستمرة من بندقيته على ذلك المسكين فاحاله الى نثار من اللحم والدم وعاد الى سكره وترنحه مع الدابكين المرعوبين،كما اشارت الى انه كان كل ليلية على موعد مع افلام تنفيذ الاعدام بعشرات من العراقيين ليشعر فيما بعد بنشوة كبيرة جدا،كما تحدثت عن المقبور عدي وكيف كانت تعمل معه بصفة سكرتيرة في اللجنة الاولمبية وكيف رأت مصادفة الغرفة الحمراء التي كانت محل التعذيب المعتاد في تلك اللجنة الرهيبة،وفي موجة من البكاء واللوعة حكت ما صادف ابنتها الكبرى حيث اغتصبها عدي بكل وحشية وانحطاط ،فيما كانت ابنتها الثانية ضحية المقبور قصي في العام التالي ،وقد وصل بها الحال الى الهروب من العراق تاركة ابنتيها لمصيرهن..
لقد احسنت صنعا تلك القناة حين عرضت هذه القصة في الوقت الذي تمكن وكلاء الادعاء بالحق الشخصي لضحايا الدجيل ومعهم رئيس الادعاء العام ،تمكنوا بكل عناية من قول ما لم يتصوره صدام طيلة حياته ،وقد داهمته أشباح ضحاياه في قفص الاتهام وهو موقن بان حبل المشنقة سوف يلتف على عنقه فيذوق كاس طالما سقاه للملايين من ابناء العراق،ونحن بانتظار المزيد من الادلة التي كادت ان تختفي وتكون نسيا منسيا في وقت غرق المواطن العراقي بهموم ومصاعب، كان من المفروض ان تنتهي بسقوط اخر صنم من اصنامه ،وقد تاخر موعد ذلك الخلاص كثيرا ،فيما بقي يرتجي ان ينبثق فجر يوم بلا ظلم او طغيان..



#طالب_الوحيلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تجليات في زمن الانتصار والخوف من المجهول
- محاور حادة في هشيم الحدث اليومي
- جدلية الصراع والانتصار عبر طوفان الدم العراقي
- اختصاص المحكمة الاتحادية العليا في الدستور الدائم
- جذور الارهاب في العراق وخفايا العامل الدولي
- موازنة بين الحوار الوطني وتداعيات الارهاب الاخيرة
- مصرع الزرقاوي بين الحدث وتكتيكات المستقبل
- رافضة) الظلم والاستبداد أقوى من كل قوى الظلام)
- جرائم بلا عقاب ودماء اراقها المجهول !!
- القواعد العامة في الرقابة القضائية على الدستور
- شهود الزور وخداع محامي صدام ملاذ الطاغية الاخير
- مطالعات في الواقع الدستوري للعراق الجديد
- محاكمة الطاغية ام مهرجان خطابي!!
- الثروة الوطنية بين الحيازة الغير مشروعة وآفة الفساد الاداري
- عراق بلا معادلات ظالمة
- العراق بين الحدث الدموي اليومي ومن وراءه
- معادلات مترهلة في زمن عراقي صعب
- الدستور العراقي الدائم وضمانات البقاء !!
- لائحة على هامش محاكمة الطاغية
- استراتيجية الاحتلال او الانسحاب..رؤية من الداخل


المزيد.....




- استهداف أصفهان تحديدا -رسالة محسوبة- إلى إيران.. توضيح من جن ...
- هي الأضخم في العالم... بدء الاقتراع في الانتخابات العامة في ...
- بولندا تطلق مقاتلاتها بسبب -نشاط الطيران الروسي بعيد المدى- ...
- بريطانيا.. إدانة مسلح أطلق النار في شارع مزدحم (فيديو)
- على خلفية التصعيد في المنطقة.. اتصال هاتفي بين وزيري خارجية ...
- -رأسنا مرفوع-.. نائبة في الكنيست تلمح إلى هجوم إسرائيل على إ ...
- هواوي تكشف عن أفضل هواتفها الذكية (فيديو)
- مواد دقيقة في البيئة المحيطة يمكن أن تتسلل إلى أدمغتنا وأعضا ...
- خبراء: الذكاء الاصطناعي يسرع عمليات البحث عن الهجمات السيبرا ...
- علماء الوراثة الروس يثبتون العلاقة الجينية بين شعوب القوقاز ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - طالب الوحيلي - متى تفتح مخابئ أسرار النظام البائد؟!