أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - الحب من طرف وحيد_ثرثرة















المزيد.....

الحب من طرف وحيد_ثرثرة


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 1600 - 2006 / 7 / 3 - 07:55
المحور: الادب والفن
    


ببطء, لكن بسيرورة واحدة ووحيدة, يتحول الشعور المزمن بالفشل والإحباط, إلى الإثمية أو عقدة الذنب, وتتحّول معها الشخصية إلى تابع في خدمة العقدة, ومجمل سلوكياتها, تفضي في النهاية إلى تغذية راجعة للشعور المشين والمذلّ, في حلقة مغلقة يتعذّر فتحها ذاتيا.
يندر وجود عائلة أو تجمع يضم عشرات الأشخاص, وليس بينهم من يبدي الأعراض الصريحة"للتحقير الذاتي" بشكل متكرر ومستمر وبدرجات متفاوتة بالطبع.
وتلك حالة مرضية تعني الطب النفسي تحديدا, لكن الحالات البينية وفي المستوى الاجتماعي والثقافي حيث تتركز الاهتمامات على الدور الأول فقط(البطل, الأب, القائد, العظيم, أل...,) أو نقيضه الضحية أو الدور الأخير فقط, ثمة ما يشير إلى أكثر من إنذارات خطر, يرسلها الجسد الاجتماعي بمجمله, وتستدعي الحالة تفحّص فوري وسريع لمنظومة القيم والأخلاق من جذورها. وتثار المشاكل البدائية من جديد, من؟ وكيف؟ ومتى؟ ومن أين نبدأ؟
*
الفارق والحدود الواضحة بين السلوك السوي والمرضي, أكثر من مشكلة معرفية, هي إشكالية وجودية ,تتخطى الثقافات ونظم الحكم كما تتخطى الأفراد ونظم القيم, المختلفة.
كنت أكتب هذه الفقرة وتجول في ذهني تصورات ضبابية حول كيفية ربط ما يجري في الساحة السورية المشتركة بالاضطرابات النفسية , أفضل كلمة انحرافات, حقيقة.
ورأيت برنامج الدكتور فيل حول الرهابات المختلفة. يا إلهي ...ما ذا عنا!
أفق مسدود, ماض فظيع, واقع الحال لا يحتمل. تلك الخطاطة حالة قصوى في البؤس, أجل, لكن ماذا عنا أنا وأنت ونحن, منها؟. أفق مفتوح, ماض يمكن الاعتداد به, مشاركة وفرح وإنجاز. بعدها بلا تردد, توجه إلى الطبيب فورا إن وجدت مشكلة في التكيف .
"الاتزان العاطفي" يصلح كمعيار لسلامة الشخصية. ويأتي كمحصلة لشروط لا زمة وكافية للانتقال إلى مستوى"الاتزان الاجتماعي".يعتمد الاتزان العاطفي على أربع مصادر: الصحة الجسدية والنفسية, عمل يحقق المتعة والتقدير الذاتي والأمان, شريك..ة, يقدم الدعم ومشاعر الرضا والثقة, وسط اجتماعي(أسرة_دولة) مع قابلية تكيف مرنة لا تلغي الخصوصية.
غياب أحد مصادر الاتزان العاطفي, ينقل المشكلة من الشخصية والفرد إلى الظروف و الوسط المحيط, وتسقط المسؤولية أخلاقيا على الأقل, عن ذاك البائس أنا أو أنت.
*
بعد سن البلوغ, يتحول الجنس إلى مصدر رئيس وشبه أوحد للحياة العاطفية, توجد تحويلات وتعويضات ودفاعات وأشكال لا منتهية من ضروب الاستبدال غير المشبع.
ومثل بقية الغرائز يتسّم الجنس بالطابع الدوري وسيرورة موحدة :رغبة _موضوع_ إشباع .
والإشكالية الأزلية في الجنس انه يمثل حلقة الوصل بين الفرد والنوع, وتردّه اغلب الثقافات إلى مركز القيم والأخلاق, ما يشكّل تغذية راجعة لمشكلة عامة متعذّرة الحل أصلا.
في منتصف العمر وعلى مشارف سن اليأس تنتزع الحدود بعنف, وتتشكّل رضّات نفسية حادّة ونوعية, تكثر البدائل والتعويضات غير المجدية بالعموم, ستتعلّق بآخر, يا لحظّك الرائع ويا لبؤسك وأنت تحاول الترميم والتزيين لتحظى بالقبول وربما الحب.
خاصيّة منتصف العمر بعد النهايات والبدايات, بروز الجوانب الصلدة والجامدة من الواقع, تعذّر التغيير حتى في الأفكار والتصورات. مناطق واسعة وشاسعة في الدماغ انطفأت وخمدت. مهارات جديدة, حيل, تفكيك الهيبة والقداسة, النظر بجديّة نحو المبتذل والمجاني, والتهكّم على كنوز الماضي . لكن أهم ميزة في العمر المتقدم, بالنسبة لي على الأقل, إمكانية رؤية المشهد بأبعاده المختلفة وخصوصا ما لا نحب والمهمل والمتنحي.
*
لا وجود لعلاقات تكافؤ في ثقافتنا وحياتنا. تلك نتيجة وسبب للخواء المعمّم وما يمكن تسميته عصاب العربية, اقتصار الأنشطة المشتركة على وضعية السيد والمسود, وما ينجم عنها بصيغ مختلفة من الاحتقار الذاتي و المتبادل. من ينشدون الحب والاحترام يصلون أخيرا إلى الذهان الصريح, بعد اليأس من الواقع ثم إنكاره.
تلزم العودة إلى الواقع تحمّل آلاااام ومهاناااات والكثير من المهارات النفسية والاجتماعية, وطريق العودة المعاكسة أكثر سهولة, وهيهات من فلت عقاله يوما أن يعود في يوم إلى عقاله, على رأي عماد. الدور الأبوي والأموي المفقودين على المستويين الفردي والاجتماعي سبب انحراف العلاقات العاطفية إلى البعد الأحادي, وتحوّل المحبوب إلى موضوع حصري للرغبة.
ما دام التعارض قائما بين "مبدأ تكافؤ الفرص" و"حق التملّك بعيبه الشنيع, حرية التوريث" سنصطدم بتعدد معايير وخراقة منطقية لا تستقيم مع حسّ العدالة والانسجام الطبيعيين.
*
الحلّ اللغوي أكثر صيغ الوعي الزائف تواترا, لقد تقصّدت في العنوان كلمة وحيد بدل واحد, واستبدلت عنوان"العار والخزّي" بالحب من طرف وحيد, لغاية التسلية بالدرجة الأولى, ولأتغلّب على مقاومتي النفسية والأخلاقية, كي أقوى على عرض تجربتي الشخصية في الحب من طرف واحد تاليا.
بعدما أنضج أكثر وتزداد ثقتي الذاتية والثقافية, سأتجاوز حالة الارتباك, وأتوقف حينها عن اللف والدوران, كما سأنتقل معها إلى الكتابة الملتزمة والموضوعية والرصينة, وينقلب المنظور إلى عكسه, وأكون المحبوب من طرف أكثر من امرأة, دون أن أنتبه.
الحب من طرف واحد, بمعناه الشائع, تعايشت معه طويلا وبالاتجاهين.
ثلاثة أرباع المشكلة في سلّم القيم, من يعنى فعلا بالمواصفات الشخصية(مستوى الذكاء والإبداعية الخاصة مع مرونة الشخصية وتفتّحها) ويضعها في أعلى السلّم...!؟
وجدت جميع من تعاملت معهم وبدون استثناء واحد, يهرعون صوب الشهرة والسلطة والثروة والمواصفات الجنسية المشتركة والمثالية التي يصنّعها الإعلام. لا اختلف معهم بشيء عدا تفصيل صغير, أدرك ذلك وأنتظر بشغف, ظهور جيل من نماذج الأب في الثقافة والأدب والفنون أو في السياسة والمال والإعلام, وحتى في الدعارة بمعناها الفاضح, سأرفع قبعتي عاليا وأحني هامتي لأول عاهرة أصيلة, تفتح ثغرة في جدار الدجل الأخلاقي الشامل.
الاقتتال الذي رافق مؤتمر قصيدة النثر, بماذا يختلف عن الاقتتال على السلطة في بلاد العرب أوطاني....؟ سيبقى الحب من طرف واحد ووحيد. نحن جميعا نحب أعضائنا الجنسية أكثر من كل ما عداها, لا اعرف ماذا تفعل الخمسون والستون وما بعدها, وهل تعيد ترتيب سلّم القيم الموروث والمشترك!؟



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يتامى سوريا_ثرثرة
- نفوس مريضة ومتهالكة_ثرثرة
- جسد يتداعى_ثرثرة
- الحاضر في دورانه
- في الحاضر المفقود
- بيت في الهواء_ثرثرة
- ساعة شؤم -ثرثرة في يوم كئيب
- لا سعادة لانجاح_ثرثرة
- موت الأب
- أصوات مختلطة_ ثرثرة من الداخل
- بلاد قليلة_ثرثرة من الداخل
- مجتمع الأنترنيت_ثرثرة من الداخل
- البداية والمنعطف_ثرثرة من الداخل
- البدايات|السيطرة والحلول_ثرثرة من الداخل
- رأي بظاهرة جمانة حداد
- الماغوط وأسطورة المبدع الأمي_ الميت, ثرثرة من الداخل
- مخاض مسرحي في اللاذقية
- توصيل وتواصل_ثرثرة من الداخل
- بطل في سوريا
- هذه الحياة_ثرثرة من الداخل


المزيد.....




- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...
- عبر -المنتدى-.. جمال سليمان مشتاق للدراما السورية ويكشف عمّا ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - الحب من طرف وحيد_ثرثرة