|
المخدرات وسيلة لتدمير المجتمعات النامية
محمد أيوب
الحوار المتمدن-العدد: 1599 - 2006 / 7 / 2 - 02:30
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
استغلت القوى الاستعمارية المخدرات بأنواعها لتدمير طاقات الشعوب النامية وذلك بهدف تأخير تطورها ونهب ثرواتها الطبيعية ، وقد استعملت الدول المتحاربة المخدرات باعتبارها وسيلة ناجعة لتدمير وإضعاف الخصم ، وقد عرف المجتمع الفلسطيني ظاهرة المخدرات وخصوصا الحشيش في بداية الخمسينات ، أي بعد نكبة 1948م مباشرة ، وربما كان للعامل النفسي الناجم عن النزوح سببا في تعاطي البعض للمخدرات في محاولة منهم لتناسي واقعهم المؤلم بعد هذه النكبة ، وقد شددت الحكومة المصرية التي كانت تسيطر على قطاع غزة عقوبة تعاطي المخدرات وبيعها ، وسنت القوانين التي تكفل الحد من انتشار هذه الظاهرة وكسر حلقات نشر المخدرات (المصدر " الهند وأفغانستان بعد الاحتلال الأمريكي هما أكبر مصدر للقنب الهندي حيث يتم استخلاص الحشيش من زهور إناث هذا النبات" – الوسيط " تاجر الجملة والمفرق " – المدمن " المريض " ) وبعد قيام السلطة الفلسطينية ومحاولة إسرائيل لتحجيمها ، وانتشار حالة الانفلات الأمني عمل البعض على انتشار زراعة بعض أنواع المخدرات مثل البانجو وظهور أنواع أخرى من المخدرات لم تكن معروفة من قبل ، واختفاء أنواع كانت منتشرة مثل الحشيش والأفيون ، فقد قام البعض بزراعة أشتال البانجو بالقرب من المستوطنات حتى لا يتمكن رجال مكافحة المخدرات من الوصول إليها . ينقسم الإدمان إلى إدمان جسدي حيث يتعاطي المدمن الخمور أو الأفيون أو المسكنات والمهدئات ، وإدمان نفسي يتعاطى فيه المدمن مواد تسبب الهلوسة أو مواد طيارة أو الكوكايين أو الحشيش ، وقد ينتج الإدمان عن عوامل شخصية مثل الأمراض النفسية أو الجسدية أو الوراثية ، كما يمكن للبيئة المحيطة كالأسرة والمجتمع أن تكون عاملا مشجعا على الإدمان ، وكذلك مجتمع الرفاق الذي ينخرط فيه الفرد . والإدمان خطر شديد على المدمن والمجتمع في وقت واحد ، فهو يدمر صحة الفرد ويؤدي إلى : 1 - ضعف جهاز المناعة 2 – ضعف الوعي وتغييبه " الأفيون والهروين . 3 – تنبيه الوعي " الكوكايين " . 4 – اضطراب الإحساس ( الهلوسة ) " البانجو والحشيش " . 5 – اضطراب الجهاز الدوري والتنفسي . 6 – فقدان الشهية والهزال . 7 – شعور دائم بالدوار . 8 - الإمساك وعسر الهضم . 9 – الضعف الجنسي وخفض هرمون التوسترون المسئول عن علامات الذكورة عند المدمن 10 -- الغثيان والقيء . 11 – العمى الليلي . 12 – ارتفاع ضغط الدم . 13 العرق وحكة في الجلد . 14 – الأمراض العصبية والنفسية . 15 – تعطيل إفراز المورفين الطبيعي في المخ والذي يساعد الإنسان على تحمل الألم ، ويساعد على إفراز الهرمونات مما يؤدي إلى اضطراب شخصية الإنسان إإصابة المدمن بالرعاش والخمول والكسل . أما الخطر الاجتماعي فيتمثل في انتشار الجريمة في المجتمع لأن الإدمان غالبا ما يؤدي إلى ارتكاب جرائم السرقة والقتل والانحراف الأخلاقي ، فالانحراف عبارة عن مثلث متساوي الأضلاع وله ثلاثة رءوس ، كل رأس منها يقود بالضرورة إلى الرأسين الآخرين ، هذه الرءوس هي الإدمان والجنس والعمالة " الجاسوسية " ، والإدمان يؤدي إلى تدمير اقتصاد الفرد والمجتمع لأنه يعطل قدرات الفرد الإنتاجية مما ينعكس سلبا على الاقتصاد الوطني ، كما يؤدي إلى انتشار ظاهرة خرق القانون ويربك المحاكم في قضايا ما كان لها أن توجد أصلا دون وجود ظاهرة المخدرات . ويلاحظ أن تجار وموزعي المخدرات يرتبطون ببعض الأجهزة الأمنية المعادية التي تسعى إلى هزيمة المجتمع من داخله ، ويركز هؤلاء التجار على الأطفال والفتيان في سن المراهقة والشباب ، ولعل ما يقرب من 90% بالمائة من المدمنين هم دون سن الخامسة والعشرين ، وهذا يستدعي من الحكومات في دول العالم الثالث أن تسن القوانين الصارمة ضد مروجي هذه الآفة وتشديد العقوبات ضدهم لتخليص المجتمع من شرورهم ، وقد أصدر المجلس التشريعي الفلسطيني القانون رقم 19 لسنة 1962 في عدد خاص من الوقائع الفلسطينية يتعلق بالجواهر المخدرة ، وقد حدد القانون المواد الممنوعة وشدد العقوبات ضد المخالفين ، كمما حدد المواد المسموحة بوصفة طبية ، ويجوز للمحكمة أن تودع المدمن في إحدى المصحات إلى أن تقرر اللجنة المختصة بحالة المودعين بالمصحات المذكورة الإفراج عنه ، ولا يجوز أن تقل مدة البقاء في المصحة عن ستة أشهر وألا تزيد عن سنة ، ولا يجوز إيداع من سبق إيداعه بالمصحة مرتين أو من لم يمض على خروجه أكثر من خمس سنوات ، ولا تقام الدعوى الجنائية ضد من يتقدم من تلقاء نفسه إلى مديرية الصحة للعلاج ، ويتم علاج المدمن على مراحل : 1 – مرحلة التخلص من السموم " الفطام " . 2 - مرحلة العلاج النفسي والاجتماعي . 3 – مرحلة التأهيل والرعاية ، وتشمل هذه المرحلة التأهيل العملي والاجتماعي والوقاية من النكسات . وقد أصدرت الأمم المتحدة قانونا يمنع استخدام الأفيون سنة 1946 م ، ووقعت 115 دولة الاتفاقية الوحيدة للمخدرات حيث تم وضع قائمة بأنواع المخدرات واستثناء بعضها بهدف استخدامها في العلاج الطبي . ويفترض أن يتم التعاون بين وزارة الداخلية الفلسطينية ووزارات التعليم والصحة والأوقاف والعدل والإعلام من أجل : 1 – انتداب وعاظ دينيين من وزارة الأوقاف لتوعية الطلاب بأخطار الإدمان وتحريمه وبيان العقوبات الدنيوية والأخروية . 2 – إصدار نشرة دورية مشتركة للتوعية بأخطار الإدمان على صحة الفرد والمجتمع ومتابعة المستجدات والقضايا في المحاكم وألا تترك هذه المسئولية لمؤسسات المجتمع المدني فقط . 3 – أن يخصص التلقزيون والإذاعات المحلية فقرات إعلانية وتثقيفية حول مخاطر الإدمان . 4 - إنشاء مصحة لعلاج المدمنين وفطامهم عن المخدرات . 5 – عمل دراسات حول مدى انتشار هذه الظاهرة في المجتمع الفلسطيني بالتعاون بين قسم مكافحة المخدرات ووزارة العدل والتعليم والجامعات المحلية . 6 – أن يتم عمل ورشات عمل برعاية الوزارات المذكورة في مناطق الضفة والقطاع لتوعية الشباب وتحذيرهم من خطر الإدمان .
#محمد_أيوب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حول وثيقة الأسرى
-
هجران
-
الكوابيس تأتي في حزيرا ن 23 / 24 / 25
-
الانتخابات الفلسطينية في الميزان
-
الكوابيس تأتي في حزيران 21 / / 22
-
الكوابيس تأتي في حزيران 19 / 20
-
الكوابيس تأتي في حزيران 17 / 18
-
الكوابيس تأتي في حزيران 15 / 16
-
الكوابيس تأتي في حزيران 13 / 14
-
الكوابيس تأتي في حزيران 11 / 12
-
التلفزيون الفلسطيني والمصداقية العالية
-
حول الديمقراطية والإصلاح السياسي في الوطن العربي
-
الكوابيس تاتي في حزيران الفصل التاسع والعاشر
-
ظاهرة التسول في المجتمع الفلسطيني
-
الكوابيس تأتي في حزيران - الفصل الثامن
-
الكوابيس تأتي في حزيران - الفصل السابع
-
من المسئول عن إطلاق الرصاص على العمال في محافظة خان يونس
-
حين يعطش البحر ويظمأ الغيم
-
الكوابيس تأتي في حزيران - الفصل السادس
-
العريس
المزيد.....
-
هل قررت قطر إغلاق مكتب حماس في الدوحة؟ المتحدث باسم الخارجية
...
-
لبنان - 49 عاما بعد اندلاع الحرب الأهلية: هل من سلم أهلي في
...
-
القضاء الفرنسي يستدعي مجموعة من النواب الداعمين لفلسطين بتهم
...
-
رئيسي من باكستان: إذا هاجمت إسرائيل أراضينا فلن يتبقى منها ش
...
-
-تهجرت عام 1948، ولن أتهجر مرة أخرى-
-
بعد سلسلة من الزلازل.. استمرار عمليات إزالة الأنقاض في تايوا
...
-
الجيش الإسرائيلي ينفي ادعاءات بدفن جثث فلسطينيين في غزة
-
علييف: باكو ويريفان أقرب من أي وقت مضى إلى اتفاق السلام
-
-تجارة باسم الدين-.. حقوقيات مغربيات ينتقدن تطبيق -الزواج ال
...
-
لأول مرة.. الجيش الروسي يدمر نظام صواريخ مضادة للطائرات MIM-
...
المزيد.....
-
النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف
...
/ زهير الخويلدي
-
قضايا جيوستراتيجية
/ مرزوق الحلالي
-
ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال
...
/ حسين عجيب
-
الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر )
/ حسين عجيب
-
التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي
...
/ محمود الصباغ
-
هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل
/ حسين عجيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
-
المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع
/ عادل عبدالله
-
الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية
/ زهير الخويلدي
-
ما المقصود بفلسفة الذهن؟
/ زهير الخويلدي
المزيد.....
|