أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحوار المتمدن - الكتاب الشهري 2 : المصالحة والتعايش في مجتمعات الصراع العراق نموذجا - عبد فيصل السهلاني - الزحف نحو المصالحة الاجتماعية والوطنية















المزيد.....

الزحف نحو المصالحة الاجتماعية والوطنية


عبد فيصل السهلاني

الحوار المتمدن-العدد: 1597 - 2006 / 6 / 30 - 15:04
المحور: الحوار المتمدن - الكتاب الشهري 2 : المصالحة والتعايش في مجتمعات الصراع العراق نموذجا
    


عندما تريد المجتمعات وتقرر إسدال الستار و طي صفحة الماضي فالحوار الوطني الذي يؤدي إلى المصالحة الوطنية ، حيث عانت هذه المجتمعات من ظلم و استبداد أو حروب داخلية .وعندما تقرر هذه المجتمعات البدء بصفحة جديدة للبناء يشارك فيه الجميع ويؤسس لوضع الخطوات الأولى لبناء الدولة معتمدا مبدأ العيش المشترك بعد أن آمــــن الجميع بان حركة الصراع مهما تطورت فإنها لأتقبل إلغاء أي طرف للطرف الأخر أو حذفه من الدائرة المشتركة. ولنا في تاريخنا الإسلامي عبر عديدة ولعل النهج الذي اختطه رسولنا العظيم (ص) حين فتح مكة وخاطب أهلها بقوله الذي من الفروض إن يكون عندنا نحن المجتمعات الإسلامية قاعدة سياسية-اجتماعية (( من دخل بيت أبو سفيان فـهو آمــن )).
وعندنا في التاريخ الحديث القائد الإفريقي العظيم نيلسون مانديلا عندما قال (( لقد جئنا لكي نتحاور )).
و قد سبقه بذلك الإمام جعفر الصادق (ع) عندما قال ((إن العداوات لا تورث )) أين نحن من هذا كله ؟؟
مبدأ العيش المشترك يفترض التباين الطائفي والعرقي.وإن المطلوب هو العيش المشترك على بقعة ارض تسمى الوطن وهي صيغة تبدو بديهية في إنشاء أي بلد وصيغة المواطنة هي التي توحد الجميع في إطار الوطن و الإنسان وتحافظ بنفس الوقت على خصوصية الانتماء الطائفي و العرقي و الديني على تنوعه.
ان طي صفحة الماضي لا يعني أبدا إلغائها من ذاكرة الناس نهائيا وكان شيئا لم يكن فيصبح إبطال الهدم وكأنهم كانوا إبطال البناء و مرتكبو الجرائم قضاة العدل و ناشرو الفساد مصلحي البلاد كلا إن طي صفحة الماضي لابد إن يقوم على الاعتراف بكل حرف ورد فيها و تقييم كل ذلك على أساس القيم التي يراد البناء عليها للمستقبل و ذلك يعني إن نعترف بالأشياء كما هي و بالأوصاف كما كانت و بألاحداث كما حصلت.
مع إن الخطأ أو الجريمة على مستوى الوطن لا دين له و لا طائفة و لا قومية و هو بالتالي لا يشرف مرتكبيه أو منتجيه و لا من ينتمي إليهم طائفيا أو دينيا على أساس القاعدتين القرآنيتين (( و لا تزر وزارة وزر أخرى )) و (( تلك امة خلت لها ما كسبت و لكم ما كسبتم و لا تسالون عما كانوا يفعلون )). إن إلغاء صفحة الماضي بإلغاء مرتكبيها، شيء، و إلغائها بتمزيقها من كتاب التاريخ شيء آخر .ذلك إن امة تحترم نفسها تحافظ على كل تاريخها بحسناته و سيئاته بصوابه و أخطائه.
إن المصالحة لكي تؤدي أهدافها لابد إن تبنى على أساس تغيير الذهنية العامة وبناء منهجية يتحرك بها المتصدون لهذا بالنحو الذي لا يعيد إلى الكتاب نسخة جديدة هي اقرب ما يكون إلى تكرار الصفحة الماضية و ذلك من خلال إعادة إنتاج فهم موحد لكل المفاهيم و القيم التي يراد البناء على أساسه بدا من مفاهيم الحرية و السيادة و الاستقلال وعلاقة رجل الدين بالدولة مرورا بالقيم المتصلة بالأخلاقيات السياسية والاجتماعية كالانفتاح و الحوار وصولا إلى مفاهيم النظام الذي يحتكم إليه سياسيا و اقتصاديا و عسكريا و امنيا. إن المعالجة الوطنية التي نترجاها في وطننا يجب إن تراعي الأسس و الركائز التي يجب إن تبنى على أساسها كالخطاب السياسي و غير السياسي بحيث لا يكون طائفيا أو غرائز يا يسحق العقل لمصلحة الغريزة و مصلحيا يغلف النفعية الذاتية بغلاف القيم و متكاذبا بصيغ أكثر حضارية من الماضي .
عندما يتفحص الإنسان تاريخ العراق الحديث و خاصة فترتي الحكم ألبعثي ويستعرض بنوع من النزاهة والعلمية والشفافية المقصود من وراءها معالجة الجروح لا طمطمتها، سيجد حقيقة صارخة هي إن الشعب الكردي قد تلقى اشد الضربات و قدم اغلي التضحيات و الحقيقة الثانية تتلخص في إن النظم الحاكمة في العراق تميزت بالشوفينية و العنصرية و الطائفــــــية و الكره للفكر المختلف و الرأي الأخر و تبلور هذا في موقف القسم الأعظم من القوى السياسية العراقية التي حكمت على امتداد الفترات المنصرمة إزاء عرب وسط و جنوب العراق من إتباع المذهب الشيعي إذ اعتبر هؤلاء(وهم من القوميون الشوفينيون) في العراق و في الدول العربية بان الشيعة , كل الشيعة شعوبيون و أعداء الداء للقومية العربية يريدون القضاء عليها . وهذا ألفهم بحد ذاته يشكل خللا كبيرا في أسس تفكير و ذهنية هؤلاء الناس الذين لا يعرفون طبيعة الشعب العراقي و ينطلقون من مواقع العنصرية و الطائفية المقيتة . و لهذا سلطوا إرهابهم الشديد و قسوة نظامهم الشرس على سكان الوسط و الجنوب خلال فترة الحرب العراقية الإيرانية خشية الخيانة الشيعية و العمل مع الحكام الإيرانيين ضد العراق .
تقدم لنا جمهورية جنوب إفريقيا تجربة جديدة في المصالحة الوطنية وفي معالجة الخلافات والصراعات الداخلية فهي لم تمهل محاسبة المسئولين عن الجرائم التي ارتكبت بحق السود من جانب السكان البيض بل قدمتهم جميعا للمحاسبة و المحاكمة ثم تسامحت وأعفت عن من لم يرتكب جرائم بشعة بعد إن عاقبت من كان قد ارتكبها .
ولكن و بنفس الوقت يجب بذل الجهود لإيقاف قيام بعض الضحايا بإنزال العقاب بالجلادين القدامى إذ إن هذا يتناقض و حقوق الإنسان و الديمقراطية الدستورية الجديدة التي نريد ممارستها في العراق.
من كل هذا نتوصل إلى بعض الاستنتاجات حتى نصل إلى بعض الإجراءات و نفتح بعض الحلول
أولا : يجب التعامل مع تجاوزات الاستبداد و الاعتداء على الناس خلال نظام الحكم المستبد بأسرع فرصة ممكنة و مباشرة بعد التغيير.
ثانيا: عدم التداول بممارسات الماضي بكثرة و خصوصا في الخطابات السياسية ليتحقق الطلاق الحقيقي مع الاستبداد الماضي .
ثالثا: عدم تقديم الوعود الكبيرة أمام الجماهير ذلك قد يؤدي بعد ذلك إلى خلق خيبة أمل من كل مسيرة العملية السياسية فإما إن يتحول هذا الذي عانى من الجور والظلم الذي لاقاه من النظم السابقة إلى معادي لها(للعملية السياسية الجديدة) أو إن يتحول إلى عبثي و مدمر بسلوكه اليومي .
رابعا: ضمان اكبر قدر من الحلول القانونية التي تتعامل مع الجميع بصورة منصفة و حقيقية و تتماشى مع حقوق الإنسان و الديمقراطية .
خامسا: يجب إن يكون ضمان الأولويات لدى الحكومات الانتقالية هو عدم العودة للماضي لأنه دون سلام و ديمقراطية . لا فرصة للبناء الحقيقي و الطلاق مع الماضي و استبداده .
و لكي تبدأ المصالحة بأسس دقيقة و ثابتة يجب إن تمر من خلال الإجراءات التالية و هنالك بدايات لهذه العملية الاجتماعية السياسية :
- البدا فورا بطاولة حوار وطني .
- محاكمة المجرمين من النظام المستبد وانجازها بسرعة ومنع تحويلها إلى منبر لخطابات أو محاولة تزكية النظام السابق بسبب تعثر العملية الحالية أو غيرها من الأمور .
- دفع تعويضات للأذى الذي أصاب الناس وبعض العوائل من شدة الاستبداد وطول فترته
- تقديم اعتذار جماعي للناس .

المصالحة و العدالة الاجتماعية
هنالك علاقة ترابط بين موضوع المصالحة وبناء عدالة اجتماعية حقيقية تجمع فيها بين الظالم والمظلوم، غير إن طي صفحة الماضي من جهة ومن جهة أخرى عدم تحميل الخطأ لفئة بحد ذاتها يتطلب خطوات جريئة من هذا النوع وألا تبقى المسيرة تراوح في مكانها دون إن نحرز أدنى تقدم .
• الضحايا و المظلومين لا يقبلون بالمصالحة مع المعتدي إذا لم تكن هنالك مساءلة حقيقية و مسو ولية حقيقية يتحملها المعتدي.
• المحاكمة قد تؤدي إلى تشخيص الذنب الفردي و بهذا الشكل تقلل من الاتهامات الجماعية التي قد تودي إلى الفئوية الطائفية .
هنالك اختلال كبير بين الحقيقة و المصالحة الوطنية . الحاجة كبيرة لمعرفة ما حدث في الماضي بشكل موضوعي من اجل تنمية روح المصالحة الوطنية ,لكن هذا على ارض الواقع لا يتحقق .
جمع المعلومات الموضوعية عن جرائم المستبد لا تؤدي تلقائيا إلى المصالحة الوطنية ولكن الحقيقة و الموضوعية و توجيه التهم و طرحها يؤديان إلى تعزيز روح المصالحة .
العلاقة بين الأدوات التعويضية و المصالحة معقدة إذا ما تم التعويض على أسس غير واضحة أو خاطئة أو استخدام التعويض للترويج السياسي قد يؤدي ذلك إلى تقسيم المجتمع و خلق النزاعات . ومن اجل تجنيب السلبيات في مجال التعويض على أسس انه تعويض للأذى و ليس تعويض عن الجريمة المرتكبة و يمكن إن يكون التعويض على أساس معنوي من خلال بناء نصب تذكاري للضحايا و تقديم الاعتذار و مراسم العزاء الجماعي و تشكيل مؤسسات تحقيقيه و محاكم وجهة تحاكم المجرمون حين تناقش الجرائم بشكل منفتح و موضوعي و حين تدفع التعويضات و تقدم الاعتذارات حيث تمر الهيئات القضائية بالإصلاح تتحقق المصالحة بشكل راسخ و متجذر من اجل انطلاقة جديدة .
و من هنا أتبنى المقترحات التالية :
1- تثمين و تقدير هيئة اجتثاث البعث لما قدمته من عمل ثم تحل .
2 – تشكيل لجنة الحقيقة ((جمع معلومات )) ووضعها في خدمة مجلس الوزراء, ترتبط مباشرة بالسيد رئيس المجلس.
3 – إعادة النظر بكل الإجراءات التي اتخذتها الهيئة السابقة .
4 – الإسراع في محاكمة المجرمين من رجال النظام السابق و تحديد الأماكن التي شغلوها سابقا و كذلك نوع الجرم الذي ارتكبه الشخص . كان تقول (( يحال جميع مدراء الأمن و مدراء أجهزة المخابرات ,و من هو بهذا المستوى للمحاكمة )) يحال للمحاكمة كل عنصر في النظام السابق يثبت انه مساهم في القتل (( هيئات الإعدام )) فرق الإعدام للهاربين من حرب الخليج الأولى ...............الخ )) .
5 – انجاز محاكمة المجرمين أل 55 و عدم استخدامها منبرا سياسيا من قبل محاميهم أو من قبلهم أنفسهم .


دراسة سريعة
إعداد التحالف الوطني الديمقراطي
المكتب الثقافي والفكري



#عبد_فيصل_السهلاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتحارية(الرشاوي) ونقابة المحامين في الاردن
- مشروع التحالف الوطني الديمقراطي للمرحلة الحالية
- مشروع المرحلة القادمة للتحالف الوطني الديمقراطي


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الحوار المتمدن - الكتاب الشهري 2 : المصالحة والتعايش في مجتمعات الصراع العراق نموذجا - عبد فيصل السهلاني - الزحف نحو المصالحة الاجتماعية والوطنية