أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إبراهيم جركس - المباهلة مابين العقيدة النصيرية العلوية والرواية الرسمية














المزيد.....

المباهلة مابين العقيدة النصيرية العلوية والرواية الرسمية


إبراهيم جركس

الحوار المتمدن-العدد: 6644 - 2020 / 8 / 12 - 12:37
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


=====
أراهن أنّ أكثركم لا يعلم معنى الكلمة، ولايعرف حادثة المباهلة والقصة الكامنة خلفها.
#المُباهلة معنىً ولغةً
المُباهلة هي المُلاعَنَة، أي الدعاء بنزول اللعنة على الكاذب من المتباهلين المتلاعنين، والبَهلَة هي اللعنة والبَهلُ هو اللعن كما جاء في القاموس المحيط وتاج العروس
وجاءً في لسان العرب ((المُباهلة أن يجتمع القوم إذا اختلفوا في شي فيقولوا: "لعنَةُ الله على الظالم منّا"))
أو كما نقول بالعامية ((يلعن أبو الكاذب، أو الله يلعن اللي بيكذب))
ونزلت آية المباهلة بسبب واقعة محاججة بين النبي وجماعة من المسيحيين حول طبيعة يسوع المسيح وألوهيته، فقالت الآية {فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ} [آل عمران 61]
ومعنى "نبتهل" أي نلتعن. والآن تهمّنا القصة:
يحتفل النصيريون-العلويون بعيد المباهلة في 21 من شهر ذو الحجة، تقول الرواية الرسمية عن المباهلة أنّ النبي محمد تحاجج مع جماعة من المسيحيين العرب من نجران حول مسألة ما اذا كان يسوع المسيح ابن الله. وقد أكّدَ محمد بطلان هذا الزعم، وأنه مَحضُ كُفرٍ وضلال. وطالَبَهُم بالمباهلة، أو التلاعن، ورفع الخلاف إلى الله ليكون هو الحَكَم بينهم. يوظّف الشيعة هذه الحادثة لإثبات قدسية كل من علي وفاطمة والحسن والحسين، وأنهم من آل بيت النبي محمد، وبذلك يثبتون الإمامة، ووجوب إثباتها في عليّ وأبناءه. فالإمامة _حسب رأي الشيعة_ مرتبة رفيعة لايمكن لأي مسلم أن يَشغَلَها مهما عَلَت مرتبته أو كَمُلَت خِصاله وفضائله. كما أنّ الرواية الشيعية عن المباهلة لا تذكر سوى هذه الأسماء الخمسة: محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين، ولقّبوا بأصحاب الكساء، الأمر الذي يذكّرنا بتراث المخمّسة أو الفرقة الكسائية.
أمّا الرواية النصيرية فمختلفة بعض الشيء عن الرواية الشيعية. فهي تعبّر بوضوح عن المعتقد النصيري المحوري بالثالوث المقدس. علي ومحمد وسلمان الفارسي. فحسب الرواية النصيرية وقعت هذه الحادثة قرب تل يسمّى بالكثير الأحمر، إذ يقول صاحب كتاب مجموع الأعياد، ميمون بن قاسم الطبراني أن المدينة اضطربت لمباهلة السيد الناطق بالحكمة (أي محمد) مع مسيحيي نجران فصعب ذلك على مجموعة من الأولياء وأهل المراتب. وبعد الحادث ظهرت على الكثيب أنوار تتلألأ كالبروق، ولما هدأت الأنوار ظهر محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين ومعهم سلمان الفارسي، ثم تغطّى هؤلاء الستة مع بعض أصحابهم من ذوي المراتب بعباءة.
وعندما نودي على المسيحيين للاقتراب من موقع الأشخاص المتدثّرين بالعباءة للشروع بالمباهلة، وجدوا أنفسهم ساكنين غير قادرين على التحرّك. حاولوا الاقتراب من الأشخاص ثلاث مرات، لكنهم كانوا يفشلون في كل مرة. وقد أصابهم ذلك بالذهول، فقام أحد رجالاتهم _شهاب بن أبي تمّام_ بالنداء على أصحابه سائلاً إياهم ما إذا كانوا يشاهدون ما يشاهده هو، فقد شاهد الرب متدثّراً بعباءة. [مجمع الأعياد، الطبراني، نسخة شتروتمان، ص85-86، فقرة 147-151]
ياللرجالِ أما ترون كما أرى
نوراً عليه للعيون ظلائلُ
حَجَبَ العيون بظلّه مِصلَ العَبا
فتلوّحَت للعارفين دلائلُهُ
أتريد رباً في السماء مكانه
من عندهِ أن يجتري فنباهله
مَنْ ذا الذي يباهل في العيبد مليكهم
سُفهاً ومَن ذا في الأنام يشاكلهُ
هذا المسيح وروحه من قُدسه
وأبوه كَشْفا خاب مَنْ هو جاهله
أنّ ابن مريم في العَباة وأمه
جُلَّت أواخر فكره وأوائله
المغزى هنا هو أنّ المسيحيين أصابهم الذهول ممّا رأوه وأدركوا أنهم كانوا يباهلون الرب وأمام أقانيمه وأصحاب مراتبه، وبالتحديد أمام علي ومحمد وسلمان الفارسي، ثالوثهم المقدس الذي يؤمنون به، "الآب، والابن، والروح القدس". فسجدوا ملياً وقاموا، فقال الحارث وهو أحد النجرانيين:
إنَّ الذي شاهدتَ يا ابن إمامنا
بحرٌ يعزُّ على البحور وساحله
هذا ظهورٌ عاشرٌ لمسيحنا
بعد السُّلاق وقد قربْنَ زلازِله
فاقصِد بنا نتبع رضاه بجهدنا
للهِ من عبدٍ تضرَّع قائله. [مجموع الأعياد،ص86-87]
وفي عملي على ترجمة كتاب يالوم فريدمان عن العلويين النصيريين يقول عن مناسبة عيد المباهلة:
((يحتفل النصيريون-العلويون بعيد المباهلة في الحادي والعشرين من شهر ذي الحجة، وتقام بمناسبة حدوث مناظرة بين النبي محمد ومسيحيين من نجران (شمال غرب اليمن) حول طبيعة يسوع المسيح، وكان معه علي وفاطمة والحسن والحسين. وقد زعم زعيم النصارى النجرانيين، أنّ عيسى ابن الله، أمّا الفريق الآخر فقال أنه مجرّد إنسان. أُعجِبَ زعيم النصارى الذي قابل النبي بأفراد أسرته. وأخيراً وقّع معاهدة حمايتهم في ظلّ الشريعة الإسلامية. ويفسّر النصيريون-العلويون هذه الواقعة باقتناع النصارى بطبيعة علي ومحمد الإلهية.



#إبراهيم_جركس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلسفة العَبَث [الحلقة الأولى]
- الوجودية[15]: موت الله والدين
- أمام القانون: فرانز كافكا [قصة قصيرة]
- الوجودية[14]: المُثُل في مكانٍ آخر
- الوقت [قصة قصيرة]
- الفلسفة كأسلوب حياة[4]: محبّة الحكمة
- الفلسفة كأسلوب حياة[3]: قوّة المعتقد
- الفلسفة كأسلوب حياة[2]: الأسئلة التي ينبغي طرحها
- الفلسفة كأسلوب حياة[1]: الحياة المفحوصة
- الوجودية[13]: قتل الإله الذي يسمّونه عقلاً
- الوجودية [12]: إذا مات الله، هل تغدو الحياة بلامعنى؟
- الوجودية[11]: الوجود يسبق الماهية
- الثالوث النصيري: {المعنى علي، والاسم محمد، والباب سلمان ج2}
- الثالوث النصيري: {المعنى علي، والاسم محمد، والباب سلمان ج1}
- الشيطان [2]: روبرت غرين إنغرسول
- الشيطان [1] روبرت غرين إنغرسول
- النظام العقائدي النصيري: {ألوهية علي بن أبي طالب ج2}
- النظام العقائدي النصيري: {ألوهية علي بن أبي طالب ج1}
- عَزاء أبيقور [2]: عن الموت ومواجهة فنائنا الخاص
- عَزاء أبيقور[1]: الكائن الخالد وما يشوب الإنسان من مشاعر وعي ...


المزيد.....




- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...
- -تصريح الدخول إلى الجنة-.. سائق التاكسي السابق والقتل المغلف ...
- سيون أسيدون.. يهودي مغربي حلم بالانضمام للمقاومة ووهب حياته ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في ثاني أيام الفصح اليهودي
- المقاومة الإسلامية في لبنان .. 200 يوم من الصمود والبطولة إس ...
- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إبراهيم جركس - المباهلة مابين العقيدة النصيرية العلوية والرواية الرسمية