أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - حول قانون حماية أملاك وإدارة الغائب في جنوب غرب كوردستان















المزيد.....

حول قانون حماية أملاك وإدارة الغائب في جنوب غرب كوردستان


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 6642 - 2020 / 8 / 10 - 10:17
المحور: القضية الكردية
    


ليس صعبا للمواطن الكوردي معرفة ما تطمر له هذا القانون وأمثاله، فمن كثرة ما عانى من الاستثنائيات سابقاُ في ظل السلطة البعثية الشمولية، خلقت لديه حاسة متطورة، تشعره بما هو آت، ولربما لا يحتاج إلى ما سينبش فيه الحراك الثقافي ويقوم بمعالجة بنوده؛ لأن التناقض ما بين العنوان والمتن أكثر من واضح.
مع ذلك نعود ونقول يتطلب تناوله من قبل الكتاب والمثقفين كتحذير للذين أصدروا القانون الجائر، وتنبيههم لإلغائها أو تعديلها؛ أو توجيهها إلى الجهة المطلوبة تلقيها، أي الغمريون؛ المجموعة المحتلة لأرض كوردستان، وإلا وفي وجهتها هذه وبهذه الصياغة؛ ستخلق من الإشكاليات في القادم من الزمن، ضمن الإدارة الكوردية وعلى مستقبل المنطقة، ما لا يحمد عقباه، كما وستحفر جروحاً في المجتمع الكوردي المهجر والمهاجر، سوف لن تندمل ولن تزال أثارها على مدى عقود مديدة.
ومن المتوقع أن تكون سلبياتها عديدة، إلى جانب ربما القليل من الإيجابيات فيما إذا وجدت، ومنها:
1- سيقطع تطبيق هذا القانون طريق العودة على الحالمين بالعودة إلى الوطن؛ في حال تلاءمت الظروف، وتحسنت الأوضاع، وهم كثر من بين المليونين وأكثر من المهاجرين الكورد الذين اضطروا إلى المغادرة ولأسباب عدة، ولسنا بصدد سردها، والتي كان لهؤلاء الذي يقفون وراء القانون، وليس الذين أصدروه؛ دورا في تلك الأمواج من الهجرات، إلى جانب القوى الأخرى الأكثر نفوذا حينها، والتي اشتغلت على تفاقمها لتصبح على مستوى كارثي للديمغرافية الكوردستانية.
2- تطبيقها إلى جانب ما يتم من تأزيم الحياة المعيشية، كقطع الكهرباء والمياه، وغلاء المعيشة، وغيرها من المصائب، قد يدفع بمجموعات أخرى من المجتمع الكوردي إلى الهجرة، وبالتالي طعن أخر في الديمغرافية الكوردية في جنوب غرب كوردستان.
3- أنها طعنة مباشرة في المحادثات الكوردية الجارية، لئلا يتم الاتفاق، ويصلوا إلى تشكيل هيئة تمثل الشعب الكوردي في الهيئات الدولية، وفي الحوارات القادمة على مستقبل سوريا والمنطقة الكوردية، والأهم لئلا يتم تكوين هيئة إدارية تنفيذية تمثل الشعب الكوردي.
4- ستساهم مع غيرها من القوانين المماثلة؛ في إضعاف الدور الكوردي المتبقي في المنطقة مقابل تصاعد الدور العربي، وبشكل خاص الغمريون، الذين يستولون على جغرافية كوردستان منذ ما يقارب النصف قرن وأكثر، ويتم حمايتهم من قبل الإدارة الذاتية، وحماية الأملاك التي استولوا عليها بمساعدة البعث.
5- ستخلق خلافات ضمن الحراك الكوردي، وهذه ستؤدي إلى ظهور إشكاليات على مستوى القوى الكبرى المتعاملة مع الإدارة الذاتية والراعية للمفاوضات الجارية.
6- ستسهل عودة دور السلطة المركزية إلى المنطقة، وستضعف دور الإدارة الكوردية لها، فهو قانون يشبه ما أصدرته سلطة بشار الأسد قبل سنة في هذا المجال.
7- ستعيد الخلافات الكوردية الكوردية ثانية إلى الساحة؛ بعدما هدأت قليلا منذ بدأ المفاوضات.
على مدى عقد من الزمن، لم يتلقى المواطن الكوردي من الإدارة الذاتية، إلا الفتات من الطيبات، ونحن لن نعيد التاريخ ونتحدث عما تم، والقانون المنوه إليه في العنوان، والذي يحمل في طياته طرفي التناقض واحدة من تلك، والتي تتبين يوما بعد أخر أنه هناك من يقف وراء هذه الفوضى الخلاقة، وهو ما يمكن تسميتهم بـ (الدولة العميقة) وهم الذين يشوهون سمعة الإدارة الذاتية، ويحاولون القضاء على مكتسباتها.
لا يستعبد أن الذين أصدروه هم نفسهم الذين شاركوا السلطة؛ قبل سنوات، في خلق الصراع بين الداخل والخارج، وحاولوا أضفاء الصفة اللاوطنية بالمهجرين والمهاجرين، في الوقت الذي أذاقوا الصامدين كل أنواع العذاب، ولا زالوا.
فالشريحة التي تقف وراء هذا القانون وغيره من القوانين المضرة بالمجتمع الكوردي المعاني، إما أنهم من الكورد الجهلاء والسذج، ولا يملكون بصيرة لرؤية المستقبل وبالتالي يتم التلاعب بهم من قبل القوى المتربصة بالكورد، وتحت مفاهيم نظريات طوباوية يتم الطعن في الوجود الكوردي وقضيتهم القومية والوطنية. أو أنهم شريحة معادية للكورد، بلغت مستويات في الإدارة الذاتية، وبالتالي تمرر مثل هذه القوانين، للقضاء على الكورد كقومية ثانية في سوريا، وذلك تحت أغطية متعددة؛ كما نراها في عنوان القانون.
المشاكل التي تقف أمام قضيتنا والإدارة الذاتية أكثر من يتم الإحاطة بها بمقال أو حتى بسلسلة، وقد تناولنا بعضها خلال السنوات الماضية، ونوهنا إلى أخطاء جسيمة حصلت، ومن بينها ما يتعرض له البقية الصامدة من شعبنا في الداخل، للويلات والاعتداءات، وتسليط تجار الحروب عليهم، وتقزيمهم أمام المكون العربي وخاصة الغمريين في المنطقة، وقد كان من المفروض أن يصاغ هذا القانون للغمريين الذين يستثمرون أملاكنا كأي احتلال خارجي، وجلهم خارج المنطقة، بل بعضهم شاركوا مع داعش، ومثالا عليه، عائلتين من العوائل الأربعة الذين يحتلون 220 هكتارا من قرية والدي (تل نصران)، انضموا إلى جحافل داعش يوم وصلوا إلى المنطقة، وهربوا بعد خسارتهم، وتم الاستيلاء على أراضيهم من قبل الإدارة الذاتية لعدة سنوات، وقبل سنتين أو أكثر أعادوها لهم ثانية، وقيل لنا أنه تم بأمر من المربع الأمني في قامشلو، علما أن أخي الكاتب عباس عباس طالب الإدارة بإعادتها له، وهي ملكه وملك أجداده منذ ما يقارب الـ 300 سنة، وما تم ليس بأكثر من احتلال لأرض كوردستان، لكنه جوبه بالرفض القاطع. علما أن هذا الاحتلال كان من ضمن الأسباب المؤدية إلى هجرة العديد من العائلات الكوردية، وذلك بعد ضياع الملك ومصادر الرزق، والإدارة تدرك أن أكثر من ثلاثين عائلة فلاحية في نصران تملك 200 هكتار فقط، مقابل أربع عائلات غمريه تملك أكثر منهم؛ وكان ملكا موزعا بين ثمانية عشرة أخا وأختا؛ أبناء محمد عباس، جميعهم الأن يعيشون في المهجر.
تسكين ما يقارب النصف مليون غمري في المنطقة وربما أكثر بعد سنوات من الاحتلال، واستثمارهم لأراضي كوردستان، كان لا بد من تناولها في السنوات الأولى للإدارة الذاتية، مثلما كان عليهم النظر في الدوائر الحكومية التابعة للسلطة، كالمحافظة ومديرية المنطقة والناحية، والمصارف والبلديات، بحيث تصبح إدارة ذاتية فعلية؛ تابعة للمركز، بحيث تتمكن من إضعاف الإملاءات، وبالتالي تصبح صاحبة قراراتها. ولكانت اليوم عوضا عن إصدار قانون حماية أملاك المغترب، والذي هو في الواقع مصادرة أملاك المغترب، قانون إعادة أملاك الكورد إليهم، في الوقت الذي تحتاج في منطقة سد الفرات والرقة إلى إعادة تسكينها وتعميرها واستثمارها أراضيها.
نتحدث من منطق النصيحة، والنقد من أجل البناء، أملين إعادة النظر في المسارات الخاطئة، ولا شك؛ كل عمل جديد وعلى مستوى بناء المنطقة من العدم؛ لا بد وستكون هناك أخطاء، لكن وللأسف مثل هذه الأخطاء تدرج كشنائع، خاصة عندما تتم وعن قصد، ولغايات، جلها تظهر على أنها تهدف للطعن في القضية القومية الكوردية، وإلا فلماذا نرى أن قرى الغمريين المحتلين لكوردستان ينعمون بالحماية وخدماتهم أفضل بكثير مما هي لدى المدن والقرى الكوردية، ويملكون من الأراضي أضعاف ما يملكه الفلاح الكوردي، مع ذلك يتم أصدار قوانين تطعن في ملكية الكورد لبيته، ويستثنى منه الغمريين.
لن نعود إلى بنود القانون الذي تم الطعن فيه من قبل العديد من الأخوة الكتاب، وما طالب به الأخوة المثقفون والقانونيون، فقط نود معالجة إشكاليتين:
1- هل فعلا يستطيع الكورد المهاجرون الطعن في القانون خلال ثلاثة أشهر؟ وإن أرادوا فهل للإدارة الذاتي قنصليات أو دوائر نظامية في الخارج بحيث يستطيع المتضرر تقديم شكوى؟ أم أن هذا البند خدعة قانونية، يمكن تمريرها على الجهلاء.
2- وهل يملك المهاجرون إقامات في الخارج يمكنه من السفر، أو أموال كافية للعودة خلال سنة إلى الوطن، لتقديم الاعتراض على الحكم الصادر ببيته أو أملاكه؟ أليست هذه بنود تعجيزية.
ليتهم أصدروا مثل هذا القانون بحق الأراضي التي يحتلها الغمريون، ويتم تقديمها لكل عائلة كوردية مهاجرة تعود إلى الوطن، كتحفيز؛ على الأغلب ستؤدي إلى نتائج إيجابية، وبالمقابل سنرى كم من الغمريين الذين هم خارج المنطقة سيخسر تلك الأراضي. وفي الواقع وبهذه العملية ستتمكن الإدارة الذاتية من تأمين مدخول رائع لتطوير المنطقة، أو على الأقل تأمين الكهرباء لساعات، أو بعض الماء، أو مساعدة بعض من العائلات المعانية، حد المجاعة.
نداءنا لجميع الأخوة الوطنيون؛ المستقلون؛ أو في الإدارة الذاتية؛ وفي الحراك السياسي والثقافي، الوقوف في وجه من يتربص بشعبنا وقضيتنا، وتوضيح السلبيات الكارثية التي ستنتج عن هذا القانون والمماثل له، وشرحها وتوضيح سلبياتها للغيورين على شعبهم وقضيتهم من المسؤولين ضمن الإدارة. ونطلب من المخلصين الذين لهم الإمكانيات؛ إعادة النظر فيه، ومحاولة إرشاد الحريصين على مستقبل شعبهم ومنطقتهم ضمن الإدارة، ونأمل منهم أن تتم دراسة مسبقة واسعة قبل الإقدام على مثل هذه المشاريع.
الولايات المتحدة الأمريكية
[email protected]
9/8/2020م



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا حصل للأدب الكوردي بعد الإسلام - الجزء السابع
- ماذا حصل للأدب الكوردي بعد الإسلام- الجزء السادس
- ماذا حصل للأدب الكوردي بعد الإسلام - الجزء الخامس
- مات البعث يا أيها الإيتام، المشكلون ل (التجمع الوطني العربي ...
- مات البعث أيها الإيتام المشكلون ل (التجمع الوطني العربي في ا ...
- ماذا حصل للأدب الكوردي بعد الإسلام - الجزء الرابع
- ماذا حصل للأدب الكوردي بعد الإسلام- الجزء الثالث
- حق يراد به باطل في الجزيرة-جنوب غرب كوردستان
- من أين تأتي القيادات الحزبية الكوردية - الجزء الخامس
- من أين تأتي القيادات الحزبية الكوردية- الجزء الرابع
- من أين تأتي القيادات الحزبية الكردية -الجزء الثالث
- من أضاع الوطن ومن شتت المعارضة؟ -الجزء الثالث
- من أضاع الوطن ومن شتت المعارضة؟- الجزء الثاني
- من أضاع الوطن ومن شتت المعارضة؟- الجزء الأول
- نداء الخيانة العروبي الداعي إلى تقسيم سوريا
- من أين تأتي القيادات الحزبية الكوردية- الجزء الثاني
- الحلقة المخفية بين قناة أورينت والبعث
- ماذا حصل للأدب الكوردي بعد الإسلام -الجزء الثاني
- من أين تأتي القيادات الحزبية الكردية -الجزء الأول
- من يقف وراء بيان الكراهية ضد الكرد ولماذا؟


المزيد.....




- حماس: الانتهاكات بحق الأسرى الفلسطينيين ستبقى وصمة عار تطارد ...
- هيئة الأسرى: 78 معتقلة يواجهن الموت يوميا في سجن الدامون
- الأمم المتحدة تدعو القوات الإسرائيلية للتوقف عن المشاركة في ...
- التحالف الوطني للعمل الأهلي يطلق قافلة تحوي 2400 طن مساعدات ...
- منظمة حقوقية: إسرائيل تعتقل أكثر من 3 آلاف فلسطيني من غزة من ...
- مفوضية اللاجئين: ندعم حق النازحين السوريين بالعودة بحرية لوط ...
- المنتدى العراقي لحقوق الإنسان يجدد إدانة جرائم الأنفال وكل ت ...
- النصيرات.. ثالث أكبر مخيمات اللاجئين في فلسطين
- بي بي سي ترصد محاولات آلاف النازحين العودة إلى منازلهم شمالي ...
- -تجريم المثلية-.. هل يسير العراق على خطى أوغندا؟


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - حول قانون حماية أملاك وإدارة الغائب في جنوب غرب كوردستان