أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - في لباس النقد ذلك الوباء الكريه!














المزيد.....

في لباس النقد ذلك الوباء الكريه!


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 6642 - 2020 / 8 / 10 - 02:40
المحور: الادب والفن
    


لم يتعرَّض أي من أساليب- الكلمة- الشفاهية، والمدونة، للتمييع، والخلط، وسوء الاستخدام، كما النقد الذي بات يتحول إلى غطاء لأغراض خارج نصية، يتم إسقاطها من قبل ممارس المصطلح الذي يبتغي من خلاله: مدركاً أو غيرمدرك الإساءة إلى سواه، وهو منتشر بكثرة في حياتنا اليومية، وباتت تتسرب إلى عالم الكتابة، كلما تم الابتعاد عن المعاييرالنقدية، بل والأخلاقية في ظل غياب الوعي وهيمنة الكراهية، وهوما بتنا نشهده سائراً نحو أعلى مستوياته، يوماً بعد آخر، وله أثر كارثي على علاقاتنا، وواقعنا، لاسيما في ظل تسيد الكثير من النتاج الملتبس بالنقد، في ذهنيتنا الممارسة، بل الذهنية المتحكمة بالسلوك، أو الشعور، ليس في إطار حياة أو مجموعة، وإنما في حياتنا شبه العامة، وهنا مكمن الخطورة!
لقد كان جدّ عادي، ونحن في مرحلة سبعينيات القرن الماضي، وعلى نحو أوضح، في مرحلة ثمانينيات القرن ذاته، أن نستقرىء تأثيرات سطوة حالة الضجرعلينا، ومن خلال بعض من هم في إهاب النخبوية، وهكذا العوام، إذ كان من المألوف جداً أن يتم الحديث عن- ندوة ما- ثقافية، أو سياسية، ليظهر من بيننا من يقول، وقبل بدئها، سأحرج القائمين عليها. سأحرج المتكلمين. كل منهم- بحسب درجة مسؤوليته- أو حضوره في المشهد الثقافي، أو السياسي، ولقد كان جد مألوف قول بعضهم: لقد قال فلان كذا ورددت عليه كذا، وإذ بما يقول مجرد عبارة ممجوجة شفاهياً، تعلمها في المقهى، أو الحانة، أو من هيئته الحزبية- ناشرة الكراهية في مواجهة المختلف- ما شكل ثقافة بائسة، كريهة، ذات آثارخطيرة، ليس ضمن إطار زمني محدد، وإنما خارجه، أيضاً.
وإذا كانت تلك الثقافة لم تنتشر طولاً وعرضاً، عمودياً وأفقياً، بالرغم من آثارها الكبيرة، كحقول ألغام، إلا أنها أخذت- لاسيما في محطتي الثمانينيات وما بعد الثورة السورية أبعاداً أشد خطورة، بعد أن باتت تنتشر على نحو أوسع، وتكاد لاتترك أحداً خارج دائرتها، بل بعد أن باتت هذه الألغام المنطوقة، أوالمدونة، بعد انتشار شبكات التواصل الاجتماعي، ومقدرة كل شخص أن تكون له وزارة إعلامه: منبره- جريدته- مذياعه- تلفزيونه، بل ومذيعوه- إن كانت هناك مصلحة ما تلوح في الأفق- لنستشعر صعوداً مرعباً للعنف المعنوي- بشكليه المنطوق والمدون بل والمتلفز- إذ غدونا أمام إمبراطوريات لبعض الجهلة باسم الإعلام، والثقافة، والسياسة، والحياة الاجتماعية!
لكم يصادفنا، في حياتنا اليومية أناس- ضجرون- رافضون لكل شيء. رافضون لمن حولهم، لأسرهم، لذويهم، لأقرانهم، لمحيطهم، من دون أن تتم أية مصالحة من قبلهم مع هؤلاء، إلا مجرد أنموذج من بينهم: إنه الأنموذج الذي يستخدم سلاحه هذا في سبيل تسييرأموره، وخدمة منابع المنفعة، ومواجهة من هم في الجبهة المقابلة، كما أن هناك من يعد ضجرهم. تأففهم، من كل شيء مدمراً لذواتهم، قبل محيطهم. كل هذا قد تفاقم في زمن ثورة المعلوماتية، لاسيما بعد أن ارتدى- لبوس- الرأي، بل النقد، إذ ثمة من لديه الولع، عبر موشوراته الشوهاء، في أن يبدل بين أسماء المتاقضات، ثم يعيدها إلى ماهي عليه، ليواصل لعبته العكسية، وازعه في كل ذلك: مجرد مزاج مريض.
ولعل أخطر ما في الأمر أن يتسيد أمثال هذا المزاج، الوبائي، العدواني دفة الرأي في مشهدينا الثقافي والسياسي والاجتماعي وغيره، إذ تجد من هو مستعد أن يبدي رأيه في نص واحد بألف شكل متناقض، تبعاً لطبيعة لحظته، أو تخندقه، إن ما يقدمونه من آراء عبر شبكات التواصل الاجتماعي بات بمثابة- مواد ديناميتة- سرعان ما لقيت من يلتقطها ليوجهها في الاتجاهات الخاطئة، بل الخطيرة. إنها طاقات- تشبه الإرهاب- بل لها فعل الإرهاب، وأسوأ، وإن نقل: أسوأ، هنا، فذلك لأننا ننبذ الإرهاب، ونتحاشاه، إلا أن هؤلاء النقدة المتذمرين من كل شيء. الرافضين لكل شيء. المدمرين لكل شيء، انطلاقاً من تراكم كميات الحقد المشتعل في نفوسهم إنما يلوثون، ويكربنون، ويدنمتون ماحولهم، وقد لعبوا دوراً جد سيء خلال السنوات العشر الماضية.سنوات الحرب، من خلال خلط الأمور، والتشويش على كل بارقة أمل، بل التشويش على الأصوات النقدية القليلة، وإرهاب من لديهم رؤى نقدية، وكبح أدوارهم التنويرية!
لا يقل دور هذا الصنف من- النقاقين- أومشوهي النقد، وممارسيه في الاتجاه الخاطىء، سواء أكانوا يفعلون ذلك نتيجة دوافع ذاتية في نفوسهم، أو ضمن إطار تجنيدهم المستفحل- في كتائب هكرية- إماتة كل بصيص أمل، وتصوير ما هو مضيء على أنه جريمة كبرى، والترويج لماهو خاطئ مسيء، ولذلك فإننا نرى أن مثل هذه الآراء الشاذة، عندما تتلاقى، وتتواءم، وتوظف في الإطار التضليلي فهي تحاول نشرثقافة ملوثة، وتضع الضمير النقدي. الضميرالنقي، في دائرة المروق. كل هذا أدى إلى خلخلة المقاييس ونشر ثقافة الوباء التي لن نتخلص منها، إلى وقت طويل، حتى وإن حطت الحرب أوزارها!؟
إن هذا الشكل من الكتابة/ الكلام، الذي انتشر، كما النار في هشيم الواقع، له فعله التدميري الكبير، إذ إن وقوده مرضى متطوعون أو مجندون، سرعان ما تقع عيوننا على كتاباتهم، أو تتصادى ذبذبات أصواتهم الشاذة في ما حولنا، عند كل منعطف نصله، أو إزاء كل موقف إيجابي، أو أمام أي اسم ذي أثر من شأنه أن يقدم رأيا لمحيطه. إنه طاعون آخر له جذوره القديمة التي يمكن تتبعها، لمعرفة دواعيه، إلا أنه لم يكن يوماً كما هو عليه الآن، مع اعترافنا المسبق بأن محطات عدة قد غذته، وفاقمته، ولعل أطرها جميعها- أي تلك المحطات هو واحد- وأن أرومتها واحدة، وإن كان الوكلاء الحصريون لها. كل منها يوجهها في الوجهة التي يشاء، أنى دعا الداعي، أو لم يدع، لتنجم عنه ثقافة موبوءة قذرة رسمت آلاف الحدود ما بين تواصلنا!؟
*
كلمة" النق" مأخوذة من سيامند ميرزو!



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حذار من انتهاكات الأرض والعرض! رسالة إلى- الإدارة- اللاذاتية ...
- فن اصطياد الهفوات العابرة.. والإعدام الثأري
- نحو تأسيس نقدي مقوم ومواز للنص السياسي استقراء أول في تجربة- ...
- مصطلح «صديق الشعب» المرتبة والاسترتاب
- ثنائية الكراهية و التسامح الواقع ومقاربات تدقيق المصطلح
- لا لدولة المواطنة
- أحلام المواطن السوري وطموحاته
- في غموض النص الشعري السليمبركاتي و وضوح قضيته!
- وجوه عصية على النسيان! المراثي مطهراً لألم الغياب
- ليس دفاعاً عن سليم بركات
- الأسرة الدولية ومراجعة الذات الكرد على مفترق خطير!
- الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الكرد محطات على امتداد ستة عش ...
- الشاعر في عزلته!
- دور المثقف في زمن الكوارث!
- المنصة الافتراضية في مواجهة حالة العزلة - مشروع الاتحاد العا ...
- شارع البيت
- كش أيها الإمبراطور في وداعية مجرم حرب كوني
- موت التلفزيون
- بطاقة تعريف بكويئن إرهابي: أسئلة عن هوية فيروس لقيط
- في الإفطار الجماعي وفتوى الإمام الأب..!


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - في لباس النقد ذلك الوباء الكريه!