أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف - 1 تموز 2006 - العلاقة المتبادلة بين العلمانية والدولة والدين والمجتمع - رياض العصري - العلمانية في عقيدة - العصر الجديد















المزيد.....


العلمانية في عقيدة - العصر الجديد


رياض العصري
كاتب

(Riad Ala Sri Baghdadi)


الحوار المتمدن-العدد: 1598 - 2006 / 7 / 1 - 00:10
المحور: ملف - 1 تموز 2006 - العلاقة المتبادلة بين العلمانية والدولة والدين والمجتمع
    


اتخذت عقيدة ( العصر الجديد ) من العلمانية كأحد المباديء الاساسية لنهجها اضافة الى مبدأي العلمية والعالمية , وهذه المباديء الثلاثة هي الادوات الرئيسية التي اعتمدتها العقيدة في معالجة مشكلات المجتمع في النواحي الاجتماعية والاقتصادية والسياسية , فالعلمانية بشكل عام تعني الفصل بين الدولة كسلطة سياسية وبين الدين كعقيدة , أي ان القوانين الصادرة عن السلطة السياسية لا تصدر من وحي العقيدة الدينية كما ان هذه القوانين لخدمة المواطن بغض النظر عن انتمائه الديني او معتقداته المذهبية , فالانسان حر في ما يؤمن وحر في ما يعتقد , في الدول ذات الانظمة العلمانية الشريعة الدينية لا تعتبر المصدر الوحيد ولا المصدر الرئيسي للتشريع , الشريعة هي شأن من يؤمن بها وليست قانونا ملزما للجميع , الدستور وقوانين الدولة انما هي قوانين وضعية وهي لا تتمتع بصفة القدسية لانها قابلة للتغيير ولكنها تعبر عن ارادة الشعب , وهنا يكمن مصدر قوتها وحصانتها , ولكن أي شعب عندما يختار وبارادته دستورا ذو صفة دينية وحكومة ذات صفة دينية لتحكمه فانه يكون قد تخلى عن ارادته واصبح خاضعا لحكم الشريعة التي لا تمنح الانسان حق الاعتراض والمناقشة ولا حق التغيير او التعديل , وهذا أسوء شيء في الشعوب عندما تتخلى عن ارادتها وتصبح تحت هيمنة رجال الدين او سياسيو الدين الذين يحكمون الناس بالنصوص الدينية وليس بروح العصر . ان القوانين الوضعية تعبر عادة عن واقع حال بينما المعتقدات الغيبية تعبرعن صورة خيال , وما يحكم الانسان هو واقع الحال وليس صور الخيال , وعلى الشعوب ان تدرك ذلك .
ـ تتجلى أهمية العلمانية في انها تمنح الانسان حرية في التفكير وفي الاختيار دون وصاية دينية وبالتالي فانها تصنع مجتمعا قادرا على التفاعل مع المجتمعات الاخرى بروح انسانية في ظل تعدد الاديان والمعتقدات , مجتمعا منسجما مع طبيعة العصر ومتطلبات التقدم والتطور وقادرا على تلبية الاحتياجات الانسانية على الصعيدين الداخلي والخارجي
ـ العلمانية الحقيقية تتجسد في صورتين : الاولى علمانية الدولة , والثانية علمانية المجتمع , الصورة الاولى علمانية سياسية هدفها فصل مؤسسات الدولة التنفيذية والتشريعية والقضائية عن المؤسسات الدينية و ابعاد قوانين الدولة عن تأثيرات الشريعة الدينية مع السماح بحرية الاديان وحرية المعتقدات , وهذه الصورة من العلمانية لا وجود لها في الانظمة العربية التي تدعي العلمانية لان تأثيرات الشريعة الدينية موجودة وواضحة في الدساتير والقوانين الصادرة عنها , فعلمانية هذه الانظمة علمانية مزيفة قائمة على مبدأ تبادل المنفعة بين مؤسسة النظام ومؤسسة الدين من خلال احترام كل مؤسسة لكيان المؤسسة الاخرى وعدم المساس بشؤونها , مع قيام كل مؤسسة بالدفاع عن كيان المؤسسة الاخرى ضد المعارضين لها او الخارجين على سلطتها
واما الصورة الثانية من العلمانية فهي علمانية المجتمع , وهي علمانية ايديولوجية مبدأية هدفها علمنة المجتمع ذاته وليس فقط علمنة الدولة , والعلاقة بين الصورتين علاقة تفاعل متبادل , فالحكومة العلمانية تستمد قدرتها على علمنة المجتمع من المجتمع ذاته الذي اختارها من خلال انتخابات حرة وديمقراطية كحكومة علمانية . ان الفكر الديني عندما يصبح في موقع السلطة في الوقت الحاضر فانه سيتحول الى عقبة كبرى امام التقدم والتطور في المجتمع , وان علمنة المجتمع هو الاساس في التقدم والتطور في العصر الحديث وهو العامل الفعال في ابعاد الفكر الديني عن السلطة , اننا نؤمن ان الفكر العلماني له القدرة الكافية على منافسة الفكر الديني ودحره في ميدان النقاش والحوار , وان الاساليب التي تتبعها المؤسسات الدينية في محاربة الفكر العلماني ومنعه من التحرك او التواجد العلني في صفوف المجتمع وتهديد الكتاب العلمانيين ما هو الا ارهاب فكري لا يلجأ اليه سوى العاجز عن المواجهة في ميدان الحوار
ـ هل العلمانية رؤية الحادية ؟ اتباع الفكر الديني يعتبرون العلمانية بانها الحاد واباحية ونحن نود توضيح هذه النقطة وفقا لرؤيتنا , اذا كان الالحاد يعني انكار وجود الله ورسله وكتبه وملائكته فان العلمانية السياسية لا تتدخل في شؤون المعتقدات لكونها غير معنية بها , وكونها غير معنية بها فهذا لا يعني انكارها وفي نفس الوقت لا يعني الايمان بها , اما العلمانية المبدأية فهي لاتؤمن بهذه المسميات وتنكرها لانه لا حقيقة لها وليس بوسع المؤمنين بها ان يثبتوا حقيقتها , اننا لا نعتبر الالحاد جريمة ولا نعتبره صفة قبيحة , بل هو رؤية أخرى لطبيعة هذا الوجود بعيدة عن الخيال والغيبيات , وهذه الرؤية الاخرى هي تعبير عن حرية التفكير وحرية الاختيار وهي حق من حقوق الانسان , اننا نحترم الانسان الذي يطالب بالادلة لكي يقتنع , ومن حقه ان لا يقتنع عندما لا تتوفر الادلة , او ان الادلة الموجودة ساذجة وغير منطقية , ان الايمان بالمفاهيم الغيبية هو شأن شخصي وبالتالي ليس من حق الدين محاربة الملحدين , ومثلما للفكر الديني الحق في نشر افكاره ومعتقداته كذلك من حق الفكر الاخر المخالف للفكر الديني ان ينشر افكاره ورؤاه , والناس احرار في ما يؤمنون وما يعتقدون , اما بالنسبة لقضية ربط الاباحية بالعلمانية فهي تهمة باطلة , فاذا كان المقصود بالاباحية التحلل من القيم الاخلاقية فان العلمانية لا تعني التحلل من القيم الاخلاقية وانما التحلل من القيم الدينية , ونحن نعتقد ان لا ربط بين القيم الاخلاقية والقيم الدينية , فالدين ليس هو المصدر الوحيد للاخلاق , وليس هو الممثل الشرعي الوحيد للقيم الاخلاقية , هذا مع العلم بان القيم الاخلاقية ذاتها هي قيم نسبية قابلة للتغيير كليا او جزئيا مع اختلاف الظروف الزمانية والمكانية وبالتالي ليس بالضرورة ان جميع القيم الاخلاقية التي يدعو لها الدين تصلح في عصرنا هذا , واذا كان المقصود بالاباحية هو اباحة الجنس ونشره فاننا هنا نختلف مع الدين في نظرتنا الى الجنس , فالجنس كما نعتقد ليس رذيلة وليس هدم للاخلاق وليس افساد للمجتمع وانما سوء التعامل مع قضية الجنس هو السبب في افساد المجتمع , فهل يجوز مثلا ان نصف المال بالرذيلة ونمنع التعامل به بسبب ظاهرة الفساد المالي ؟ وهل المال ذاته هو السبب في الفساد المالي أم سوء تصرف العاملين في هذا المجال ؟ وهل يجوز ان نصف السيارة بالرذيلة ونمنع استخدامها لانه بواسطتها تقع الكثير من الحوادث؟ وهل السيارة ذاتها هي السبب أم سوء القيادة من قبل مسبب الحادث ؟ ان سوء الاستخدام قد يحول المنفعة الى مضرة فهل نلغي المنفعة لانها تحولت الى مضرة أم نصحح طريقة الاستخدام لكي لا تتحول المنفعة الى مضرة ؟ الجنس غريزة طبيعية في كل كائن حي فاذا كان خالق الكائن الحي قد اعتبرها رذيلة فكان الاجدر به ان لا يضعها في مخلوقاته , العلمانية تنظر لقضية الجنس وطريقة التعامل معه على انه شأن شخصي وله علاقة بمبدأ حرية الفرد طالما ان الفرد لم يخرق بهذه الحرية قوانين المجتمع ولم يعتدي على حرية الاخرين او على حقوقهم , فالاساس هنا هو احترام حقوق الاخرين واحترام حريتهم .
نحن نعتقد ان العلمانية توجه فكري اكثر مما هي توجه سياسي , العلمانية في الحقيقة ليست نظرية سياسية بل هي خط فكري قائم على ابعاد التأثير الديني عن التفكير عند اتخاذ القرار بغض النظر عن طبيعة القرار , فالعلمانية قد تكون توجه او خط فكري لنظام دكتاتوري او نظام ديمقراطي , ان انكار المعتقدات الدينية ليست سمة لنظام سياسي بقدر ما هي قناعة فكرية ذات طابع شخصي بالدرجة الاولى , وهذا ما يفسر وجود العلمانية اليمينية والعلمانية اليسارية .
ان السبب الحقيقي للصراع بين الفكر العلماني والفكرالديني راجع الى طبيعة الفكر الديني نفسه الذي يستند الى نصوص انما هي في حقيقتها افكار لرجال عاشوا في العصور القديمة , وهذه النصوص يعتبرها اتباع الدين مقدسة وبالتالي لا مجال لمناقشتها او نقدها , وفي مثل هذه الحالة لا يمكن ابدا للفكر العلماني والفكر الديني ان يتعايشا جنبا الى جنب لكونهما فكرين متضادين في المحتوى ومتعاكسين في التوجه , وان جميع خطوط التفاهم بينهما مقطوعة وخاصة مع الفكر الديني الاسلامي , فالعقيدة الاسلامية قد أقحمت نفسها في مختلف الشؤون السياسية والاقتصادية والاجتماعية الى درجة التعسف واللا معقولية وقولبت نفسها في قوالب جامدة ( آيات منزلة من السماء ) غير قابلة للنقاش مما يجعلها في موقف النقيض الحاد مع الفكر العلماني .
ان الفكر العلماني فكر عقلاني قائم على أسس منطقية واقعية بعكس الفكر الديني القائم على الخيال والاوهام , وان مبدأ عدم القيام باي عمل ناقد للفكر الديني احتراما لمشاعر المؤمنين هو اشبه بمبدأ عدم التعرض لمدمني المخدرات احتراما لمشاعرهم وعدم ازعاجهم وهم في غيبوبتهم , ان العلمانيين مطالبين بقرع الاجراس لايقاظ النائمين وصحوة الغافلين وتذكيرهم بان ما يتناولونه يوميا هو تخدير وليس حقيقة وان قضية عدم ازعاجهم احتراما لمشاعرهم هي خيانة للضمير الانساني اذ ترى اخيك الانسان مخدوعا مستغلا فلا تنبهه ولا ترشده احتراما لمشاعره , وهذا ما يجعلنا نؤمن ان الصراع بين العلمانية والدين وخاصة التيار المتعصب في الفكر الديني هو صراع مصيري لن ينتهي الا بزوال احدهما , ونحن واثقون ان العلمانية لن تزول لانها مستمدة من العقل والمنطق الذي لا سبيل الى ازالته طالما ان التطور هو من سنة الحياة ونعتقد آن الاوان لجميع الاديان ان تنسحب من حياة البشر وتتخلى عن موقعها لان عصر الخيال والاوهام والخرافات والاساطير قد ولى , كما ان الاديان قد تحولت سابقا ومازالت الى مصدرا للنزاع والفتن بين الشعوب وحتى بين افراد الشعب الواحد , والتيار المتعصب في الدين الاسلامي والذي يوصف بالتيار السلفي يعتبر في الوقت الحاضر اكثر الافكار خطورة على السلم العالمي لانه يقر باستخدام العنف والقتل في سبيل تحقيق اهدافه تحت دعوى الجهاد الذي هو احد اركان هذا الدين . اننا ننظر الى طبيعة حركة التاريخ في عصرنا هذا الى انه حركة صراع بين العلمانية والدين بشكل اساسي , وان الصراعات الاخرى القائمة على اسس اقتصادية او اجتماعية او اقليمية هي ليست على مستوى خطورة الصراع بين العلمانية والدين , فالصراع بين اليسار واليمين قابل للتفاوض , والصراع بين الاشتراكية والرأسمالية قابل للتفاوض , حتى وان لم يحصل اتفاق فان امكانية الاتفاق في وقت ما ممكنة , ولكن المشكلة الحقيقية تكمن في الفكر الديني حيث لا مجال للتفاوض معه لانه يعتبر نفسه فكرا الهيا لا يخطيء ولا يجوز توجيه النقد له , وهذا ما يجعلنا نعتبر ان اخطر فكر يهدد السلم والامن في العالم هو الفكر الديني وبالتحديد الفكر السلفي الاسلامي , وان الازدواجية التي يشتمل عليها القرآن حيث اختلاف التوجه بين الايات المكية والايات المدنية هي التي أدت الى انشطار المسلمين الى فئتين , فئة تتمسك بالايات المكية التي تدعو الى اللين والصبر والحوار مع الطرف الاخر بالتي هي احسن لانه ( لا انا عابد ما عبدتم ولا انتم عابدون ما اعبد , لكم دينكم ولي ديني ) وفئة ثانية تتمسك بالايات المدنية التي تدعو الى الجهاد والقتال لنشر العقيدة واقامة مجتمع اسلامي لانه ( من يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين ) وان علماء المسلمين الذين يتحدثون عن سماحة الاسلام وانسانيته انما هم يأخذوا جانبا واحدا من هذا الدين وهو الجانب الوديع ( الايات المكية ) اما الجانب العنيف من الدين ( الايات المدنية ) وهي اللاحقة على الايات المكية فهي الاخطر على السلم والامن , ووجهة نظرنا هذه هي التي تفسر موقفنا السياسي من تواجد القوات الاجنبية في العراق وفي افغانستان , فبالرغم من مرارة الاحتلال ورفضنا لمنطق الاحتلال الا اننا عندما يدخل الارهاب الديني كطرف في الصراع فاننا لا نقبل ان نكون في خندق واحد مع الارهاب الديني ضد الاحتلال لاننا نعتبر انفسنا كعلمانيين في حالة صراع دائم ضد الفكر الديني وخاصة التيار السلفي المتطرف وهذا موقف مبدأي , وان الاستراتيجية التي ينبغي اعتمادها هي في الوقوف ضد الارهاب الديني اولا ثم ضد الاحتلال ثانيا وليس العكس فنحن نرفض الاحتلال ونرفض الارهاب الديني , ولكننا نرى ان الاحتلال وجوده مؤقت مهما كانت قسوته وبالتالي يمكن احتماله بينما الارهاب الديني وجوده دائم وهو أشد قسوة من الاحتلال العسكري ويجب الحذر الشديد منه , ونحن نعتقد ان الحركات والتيارات اليسارية العلمانية في العراق مطالبة من الناحية المبدأية بتقبل تواجد قوات الاحتلال لفترة مؤقتة حيث لا خطر من الاحتلال على مستقبل البلد خاصة وان الظروف الحالية الحرجة تستوجب حماية البلد بالدرجة الاولى من التيارات الدينية المتطرفة ولكي لا يصبح البلد ملاذا للارهابيين .
نحن نعتقد ان التعايش السلمي بين العلمانية الايديولوجية والدين الاسلامي غير ممكن لان طبيعة الدين الاسلامي قائمة على مباديء متزمتة متعصبة , فهولا يرى سوى نفسه ولا يقبل بالرأي الاخر بل وينكر حتى حقوق الاديان الاخرى في الوجود رغم انه نهل من منهلها واستقى من نبعها حيث اعتبر اتباعها من ( المغضوب عليهم والضالين ) ان مبدأ نشر العقيدة بقوة السيف هو ارهاب و مبدأ قتل تارك الدين هو ارهاب ومبدأ اعتبار الاديان الاخرى محرفة هو ارهاب , ان الارهاب الديني هو نوع من الديكتاتورية , فاذا كانت الديكتاتورية نتاج ثقافة الحزب الاوحد فان الارهاب الديني نتاج ثقافة الدين الاعظم ,ان الفكر الديني الاسلامي يشتمل على تناقضات عديدة ويتعذر ايجاد خط عام في الجانب الفكري ليكون مرجعية لجميع المسلمين , خلاصة القول اننا نعتقد ان العلمانية في الدول العربية والاسلامية لا معنى لها سوى الغاء هذا الدين والبحث عن بديل له وليس فصل هذا الدين عن الدولة .
نحن حاليا في عصر جديد فيه السيادة للعقل البشري والقدسية للقيم الانسانية التي على الارض وليس للمجهول الذي في السماء , ـ ان الايمان بالمعتقدات الغيبية هي شأن شخصي ولا يجوز فرض هذه المعتقدات على الاخرين بالاكراه , فاذا كان يحق للمؤمنين بالمعتقدات الغيبية ان يظهروا ايمانهم هذا علنا ومن خلال وسائل الاعلام المختلفة فان لغير المؤمنين بهذه المعتقدات الحق كذلك في اظهار ونشر افكارهم هذه علنا ومن خلال وسائل الاعلام المختلفة طالما ان الايمان بها هو شأن شخصي وليس واجبا الزاميا بموجب القانون , نجن نؤمن بحق الفكر الديني في الوجود ولكننا نطالب ايضا بحق الفكر العلماني ايضا في الوجود , ونؤمن بحق الفكر الديني في نقد العلمانية وكذلك نؤمن بحق العلمانية في نقد الفكر الديني . اننا في ( عقيدة العصر الجديد ) اعتبرنا ان الدين حاليا يلعب في الوقت الضائع , حيث دعونا في مقالنا ( نهاية العقيدة الدينية ) المنشورة سابقا الى طي صفحة الدين بشكل نهائي ولكن بشكل سلمي وعن طريق الحوار والنقاش , وقدمنا في مقالات لاحقة مقترحات عديدة تهدف الى طي صفحة الدين من حياة البشر بشكل كامل وجذري , حيث تضمنت المقترحات الافكار والخطط الخاصة بازالة اثار المعتقدات الدينية وكل ما له صلة بالمعتقدات الدينية مثل قوانين تنظيم شؤون الاسرة وشؤون القضاء , وتغيير انظمة التقويم والتوقيت والكتابة وتقديم الافكار والخطط البديلة عنها وسوف نستمر بتقديم المقترحات والتي ستشكل بمجملها العقيدة البديلة عن الدين , ونأمل انه ستحصل القناعة لدى الناس في المستقبل بان العقيدة الدينية قد انتهت صلاحيتها فعلا . ويبقى هدف علمنة المجتمع في الوقت الحاضر هو الخطوة الاولى والاساسية لاحداث التغيير المطلوب , ونعتقد ان المهام الفعالة الملقاة على عاتق أي حكومة علمانية في البلاد العربية اذا كانت تسعى لعلمنة المجتمع تتمثل فيما يأتي :
ـ عدم ذكر الديانة الرسمية للبلد في الدستور ومنع اعتبار الشريعة هي المصدر الوحيد او الرئيسي او احد مصادر التشريع لان الشريعة هي لمن يؤمن بها وليست قانونا ملزما للجميع
ـ منع ادراج الديانة في البطاقات الشخصية والوثائق والمستندات الحكومية
ـ عدم السماح لرجال الدين بالترشيح للبرلمان اوالخروج في التظاهرات لان هذه خرج نطاق عملهم
ـ المدارس الحكومية يجب ان تكون مختلطة في مراحلها الثلاثة , ويجب منع ارتداء الحجاب من قبل التلميذات , ومنع المعلمات من ارتداء الحجاب داخل الصفوف الدراسية , ومنع أي مظهر من مظاهر الدين ( اللحى , اغطية الرأس , الرموز الدينية , ..... الخ ) داخل المدارس الحكومية .
ـ يجب منع تدريس مادة التربية الدينية في المدارس الحكومية , ان تعلم شؤون الدين يكون عن طريق المراكز الدينية الخاصة , لان الدولة ليس من شأنها أمور الدين
ـ منع أي مظاهر للدعاية الدينية داخل المؤسسات الحكومية واحترام علمانية الدولة وعدم استغلال الدوائر الحكومية للنشاطات الدينية ( مثل وضع ملصقات او شعارات ذات طابع ديني )
ـ يجب تحديد مهام المساجد في كونها اماكن مخصصة لتأدية العبادات فقط وليس لمناقشة القضايا السياسية , واما الدورات والمحاضرات الدينية ذات الطابع السياسي فيجب ان تقام في مراكز خاصة تكون تابعة لمراجع دينية معروفة ويتم الحصول على ترخيص من الحكومة في اقامة المركز وفي اقامة الدورة او المحاضرة , وفي هذه المراكز يسمح بمناقشة القضايا السياسية اما في المساجد فلا يجوز ذلك , وحتى في خطبة الجمعة غير مسموح بالتطرق الى مواضيع سياسية , خطبة الجمعة هي للوعظ والارشاد التربوي والسلوكي وليس لطرح قضايا سياسية , ويمنع كذلك في خطبة الجمعة التطرق الى مواضيع مثيرة للاحقاد والكراهية تجاه الاديان الاخرى
ـ توفير الحماية الكافية للعلمانيين والسماح لهم بنشر مؤلفاتهم وعرض ندواتهم ومحاضراتهم اسوة بما يحصل عليه رجال الدين من حماية ورعاية
ـ السماح للعلمانيين باقامة نوادي عائلية خاصة بهم لكي يلتقوا ويتعارفوا ويتبادلوا الاراء وكذلك للترفيه , وتكون هذه النوادي متنفسا لهم بعيدا عن مضايقات رجال الدين واتباعهم من المتطرفين .
ـ السماح بتأسيس قناة فضائية عربية خاصة بالفكر العلماني تقوم بنشر الفكر العلماني لتنوير الرأي العام في المجتمعات العربية وتعريفهم بالفكر العلماني وتحرير الناس من أسر المعتقدات الدينية ومعالجة المدمنين على هذه المعتقدات , وهذه القناة يجب ان تحظى بدعم واسناد من جميع دول العالم المحبة للحرية والداعمة لحقوق الانسان , لان الارهاب الديني مشكلة عالمية وخطرها يطال كل مكان في العالم , ويجب التنويه هنا ان من الخطأ الاعتقاد ان قناة فضائية علمانية تعني قناة اباحية لان العلمانية ليست اباحية وانما هي عقلانية , تحترم عقل الانسان وتحترم ارادة الانسان وتحترم حرية الانسان , فاذا اصبحت الحرية اباحية فالخطأ ليس في العلمانية وانما في سوء التصرف وسوء التقدير وهذه المشكلة تعالج بالحوار والمنطق وليس بالحرمان او بالارهاب
ـ من الضروري اقامة تجمع عربي للعلمانيين العرب يسمى مثلا ( التجمع العربي من اجل العلمانية ) والغرض من اقامة هذا التجمع هو لتوحيد الصفوف وتكتيل الجهود وتقوية الامكانيات لكي تقف العلمانية بقوة امام تيار الفكر الديني السلفي الذي يهدد مستقبل المجتمعات العربية ويهدد السلم العالمي , هذا التجمع يضم كل الاحزاب والتيارات ذات الطابع العلماني بشقيه اليساري واليميني وكذلك الاشخاص العلمانيين المستقلين الذين يجدون في العلمانية هي الحل لمشاكل المجتمع ويؤمنون بضرورة ابعاد الدين عن قوانين الدولة وسياستها



#رياض_العصري (هاشتاغ)       Riad_Ala_Sri_Baghdadi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المباديء الاقتصادية في عقيدة العصر الجديد
- نقد المعتقدات الدينية
- مفاهيم ورؤى من ( العصر الجديد ) 8
- مفاهيم ورؤى من ( العصر الجديد ) 7
- مفاهيم ورؤى من (العصر الجديد ) 6
- مفاهيم ورؤى من ( العصر الجديد ) 5
- مفاهيم ورؤى من ( العصر الجديد ) 4
- مفاهيم ورؤى من ( العصر الحديد ) 3
- مفاهيم ورؤى من ( العصر الجديد ) 2
- مفاهيم ورؤى من ( العصر الجديد ) ـ 1 ـ
- الاسلام ومأزق الارهاب
- الازمة العراقية
- لماذا عقيدة العصر الجديد ؟
- مقترح الهيكلية الجديدة لمجلس الامن التابع للامم المتحدة
- مقترح التوقيت العالمي الجديد ( النظام الزمني الجديد ) ـ
- مقترح التقويم السنوي العالمي الجديد ـ 2 ـ
- مقترح التقويم السنوي العالمي الجديد ـ 1 ـ
- المرأة في ( عقيدة العصر الجديد ) ـ
- مقترح الابجدية العالمية الموحدة ( الحروف العالمية الموحدة ) ...
- مقترح الابجدية العالمية الموحدة ( الحروف العالمية الموحدة ) ...


المزيد.....




- ماذا كشف أسلوب تعامل السلطات الأمريكية مع الاحتجاجات الطلابي ...
- لماذا يتخذ الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إجراءات ضد تيك ...
- الاستخبارات الأمريكية: سكان إفريقيا وأمريكا الجنوبية يدعمون ...
- الكرملين يعلق على تزويد واشنطن كييف سرا بصواريخ -ATACMS-
- أنطونوف يصف الاتهامات الأمريكية لروسيا حول الأسلحة النووية ب ...
- سفن من الفلبين والولايات المتحدة وفرنسا تدخل بحر الصين الجنو ...
- رسالة تدمي القلب من أب سعودي لمدرسة نجله الراحل تثير تفاعلا ...
- ماكرون يدعو للدفاع عن الأفكار الأوروبية -من لشبونة إلى أوديس ...
- الجامعة العربية تشارك لأول مرة في اجتماع المسؤولين الأمنيين ...
- نيبينزيا: نشعر بخيبة أمل لأن واشنطن لم تجد في نفسها القوة لإ ...


المزيد.....

- ما بعد الإيمان / المنصور جعفر
- العلمانية والدولة والدين والمجتمع / محمد النعماني


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف - 1 تموز 2006 - العلاقة المتبادلة بين العلمانية والدولة والدين والمجتمع - رياض العصري - العلمانية في عقيدة - العصر الجديد