أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جوزفين كوركيس البوتاني - 6 اب ذكرى موجعة














المزيد.....

6 اب ذكرى موجعة


جوزفين كوركيس البوتاني

الحوار المتمدن-العدد: 6639 - 2020 / 8 / 7 - 10:39
المحور: الادب والفن
    


اب 6
ذكرى توجع الفلب
أيقظني طائر الزقزاق من كابوس مريع
كان مار ليلحق بسربه مذكراأياي بفرحة مؤجلة
ب لقاء كان خلف وجودي هنا في الطابق الثامن الذي يطل على البحر
مذكرا اياي بموسم الحصاد التي اتلفت الزرع قبل ان تحصد وبالريح التي فرشت النار على طول حقول القمح بفعل فاعل خسيس
وبالفزاعة التي حملتها الريح بعيدا بعد ان نجحت بحرق الاخضر واليابس بطرفة عين والجراد الذي اعتاد ان يزورني كل نهاية موسم الحصاد أجل هجومهِ الغير مجدي
وبأبن جارنا الطيب الذي عاد بعد آسر طويل في ايران شبهُ مخبول
كيف قام بتبديل حقلهِ الشاسع بالحصان
ثم بدل الحصان بالحدوة التي علقتها زوجته على الباب خوفا من الحسد
ذكرني هذا الطائر المكتفي بطبعه وقليل المطالب بجدي
الذي كان يقتنع بالقليل بل اكثر من القليل متكفيا بحقله وبيته الصغير غير إن الدخلاء سخروا من قناعته وقرروا اخذ حتى ذلك القليل منهُ
جدي الذي كان يحفظنا الاناشيد الوطنية والترانيم القديمة بلغة الام بلغة الضاد.
اليوم نبشوا قبرهِ الدخلاء
بعد ان نسيهِ الوطن ونسانا حتى القوانين التي سنوها الدخلاء لا تصلح لنا او بالاحرى لا تشملنا
ونحن اصحاب الحق اسكتنا الغربة مرغمين كأن حلم العودة تلاشى فجأة بعد ان همشونا هؤلاء الذين يدعون انهم معنا ونحن نعلم وهم يعلمون لا احد معنا حتى الذي يدعي انه معنا نعلم انه ضدنا
لان المصلحة الفردية تجبرهم على اقصاءنا ولكن كما تعود الطيور بعد هجرة مضنية هكذا سيعود كل الذين مروا من امام نوافذ الحكام كما مر هذا الطائر الذي قرر غفلة إيقاظي
سيعودون ولكن متى لا اعلم..!
2
لماذا يا ابي
لم تحدثني عن المذابح التي كانت خططت للنيل منا
بين مذبحة ومذبحة كنا نتقلص
نتشتت نختبئ حتى عن اعمامنا لماذا كنت تحدثنا عن كل شيء الا عن مآساتنا ومذابحنا لماذا جعلت مني اضحوكة في عيون ابنائي كل ظنهم انني لا افهم غير في الطبخ وترتيب اسرتهم التي بقيت مرتبة منذ ان غادروا مجبرين باحثين عن من يآويهم لحين يتذكرهم الوطن
لماذا جعلتني انشغل بقصص خرافية متداولة بين الجدات وبدوري نقلتها الى ابنائي قصص من تراثنا الشعبي قصص عن مقالب الثعلب والذئب
ولن تتطرق يوماً عن مقالب الساسة على مر السنين بناولا عن مذبحة سيميل
ولا عن الذي مروابه اهلنا في القرى المجاورة
لماذا لم تحدثني
عن خالتي التي كانت ترضع صغيرها عند عتبة البيت بأنتظار عودة زوجها الذي قتلا عند مدخل القرية عندما شنوا هجومهم على القرية
قتلت..... برصاصة (بكر صدقي) غرق رضيعها بدمها المقدس.
عاش الرضيع يتيماً يتنقل من بيت الى بيت حتى تلقفته الغربة بصدر رحب
لماذ اخفيت عنا تاريخنا العظيم ولم تذكر يوما عن فتوحات اشور سركون نمرود. و ماذاعن امي الاشورية التي كانت تجيد كتابة الرسائل لاهل القرية بلغة الام لأهل القرية حتى ذاع صيتها في القرى المجاورة كانت الكاتبة الوحيدة التي تجيد ارسال الرسائل الى الاهل في المنفى
آه يا ابي ظلمتني يوم اخفيت عني كل هذه الامور كنت تعاملني كطفل لا يجب ان يعرف كل شيء ربما بدافع خوفك علينا قررت ان تسكت كي نعيش بأمان ولكن يا ابي بعدك لا امن ولا امان
واليوم جميعنا موجوعين في قلب الغربة. نكتشف اننا ابناء البلد الذي طردنا منه بطريقة غير مباشرة.
اليوم إستيقظوا ابنائي من غفلة مساعدة الاخر له مجرد كذبة
والوطن هو الحقيقة الأكيدة لم يعد العتاب ينفع يا ابي بعد ان تشتتوا اعمامي وتفرقوا خوالي اجدني اعيد النظر مثل ابنائي وكيف نواجه الاخر بروية دون ان نهدد لان صاحب الحق يأخذ حقهُ عن طريق القانون غير إن القانون يا ابي لا يشملنا حسب ما يؤكدون لنا لان الاخر يريد الفوز علينا بأي طريقة ... ولا اعرف يا ابي هل الومك انت ام الوم النية الطيبة التي غرستها بنا منذ ولادتنا ام الوم الاعلام الذي يتعمد طمس هويتنا بشتى الوسائل تأكد يا ابي لقد تغير الزمن وكبروا ابناءنا ولم يعد احد يرغب بالعيش في خيم متنقلة الكل بدأ يفكر بالعودة رغم إن العودة شبه مستحيلة ولكن يا ابي ابنائي حكماء مثلك لا يثيرون الضجة ولكنهم يعملون كالنمل حلمهم ان يعيدُ بناء بيتنا الذي هدمتهُ ايادي الدخلاء.
ومن يملك حكمة النملة لا يموت.!



#جوزفين_كوركيس_البوتاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احتجاج
- بعدك يا ابي
- عربة غجر
- من يوميات ممرضة
- لحظات مكسورة الجزء 15
- لانزر لا هذر 9
- هيا عودي إلى النوم
- يوميات امرأة في زمن القحط
- فن التخلي
- مقارنة
- سرير زوجة الامبراطور نابليون
- شذرات
- خرز ملونة
- هو وهي
- من يوميات شاهدة أعماها الخوف
- لانزر ولا هذر جزء 8
- قدم من هولندا
- عشعشت الفئران في بيتي
- جمعية التابوت الأسود
- كل ما في القلب هو في العين


المزيد.....




- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...
- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جوزفين كوركيس البوتاني - 6 اب ذكرى موجعة