أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - ابراهيم محمود - نقد العقل القدري الكردي















المزيد.....

نقد العقل القدري الكردي


ابراهيم محمود

الحوار المتمدن-العدد: 1596 - 2006 / 6 / 29 - 08:48
المحور: القضية الكردية
    


وحيث إن الألمان شعب تولَّد من أعظم خلط وخبص بين الأعراق،
وشعب قد يغلب عليه حتى العنصر السابق على الآري ،
وحيث هم من ثم" شعب الوسط" بكل معنى، فإنهم عند ذواتهم،
أكثر إبهاماً وسعة وتناقضاً ولبساً ونزوة ومفاجأة،
وحتى أكثر إراعة لأنفسهم من أي شعوب أخرى)
" نيتشه" ، في ( ما وراء الخير والشر- الترجمة العربية- بيروت- ص 225).

في القدر" المفردة المستكردة":
ربما كان لبني الكرد، باع ٌطويل، في استعمال أو اعتماد مفردات ، في حياتهم اليومية، لا بل وفي أدبياتهم الفكرية والثقافية المختلفة، ومن ذلك مفردة( القدر)، ولا أقول هنا أنهم يبزون غيرهم في هذا المجال، لأن علي أن أعرف جيداً ما إذا كانوا هكذا أم لا فعلاً، ولكن من خلال سرديات القول والفعل- على الأقل- للشعوب المتجاورة في المنطقة، يمكن التأكيد على ذلك، إلى درجة أن المفردة السالفة الذكر، باتت مثل التعويذة، أو الرقية المرهوبة الجانب، لا تفارق الكردي غالباً، أنَّى حط به الرحال، وكلما ألمت به مصيبة، أو تعثَّر في حظه، أو لم يفلح في عمله. نعم، حين يعجز المرء عن وعي وإدراك ما يحيط به، وعن مواجهته، ويفتقر إلى القوة المعرفية والإرادة المتبصرة، فإنه يجد في اللوذ بالغيبيات، ومنها : القضاء والقدر( دون وعي حقيقتهما النسبية في التاريخ والمجتمع)، ما يبرر به كل انتكاساته وخيباته وسوء فهمه للأمور، وبؤس المقام الذي يميزه.
تكمن المفارقة في كون مفردة ( القدر)، في الأصل عربية، وهذا أمر لـه دلالته، ويمكن تتبُّع هذا الجانب في السياق الانتروبولوجي بالذات، إذ كيف يمكن للمفردة تلك، وهي عربية قلباً وقالباً، وتتسلل إلى الكردية، لتكون متداولة في مختلف الأحاديث اليومية والنصوص الأدبية والفكرية الكردية، لتتحول بعد ذلك، إلى مدخل جلي، لمكاشفة طريقة التفكير والتدبير عنده.
الإسلام الذي هو بالأساس دين عربي، والعربية التي تُعتبر اللغة المقدسة للإسلام، هو السبب والمصدر، نعم، وهذا صحيح، إنما يجب عدم النظرإليه بصفته واحداً فيما يُعرَف به، حيث أجدني بما قاله علي بن أبي طالب، في ( نهج البلاغة)، ما يفصح عن المسؤولية في كل من القضاء والقدر معاً، وعلى أرضية اجتماعية ( ويحك لعلك ظننت قضاء لازماً وقدراً حاتماً. ولو كان كذلك لبطل الثواب والعقاب، وسقط الوعد والوعيد..)، أي لا بد من التركيز على أن ما يجري تاريخياً هو وراء المأخوذ عن القدر، كما لا يخفى ذلك على كل غافل ومحدود الثقافة جداً، وليس الفطين فحسب، إنما، وهنا، يمكن المساءلة: ماالذي ألهم الكردي وألح عليه وأقنعه كذلك، أن القدر وراء كل هزائمه التاريخية، على الصعيد القومي، ووراء الحروب والصراعات المتبادلة بين القبائل أو العشائر والجماعات الكردية المتحزبة منها والتي تتحزب إلى جانب المتحزبة، وتلك التي تهادن وتناور إلى جانب هذه أو تلك، وبصدد الأكثرمن خمسة عشر حزباً لا بارك الله في معتبَره الكردي فيهم، ولا أبقى لهم قيامة، أو أثبت لهم ريحاً، ووراء مساعي هذا أو ذاك من مغتنمي أو نهابي الفرص من فهلويي الكرد، في الدفع بالكردية إلى مسلخ التاريخ، والقبض على الرأس، بإبقاء رأسه، ورؤوس بطانته المقملة سمعة واعتبار تاريخ، وإزاء كل فشل في تجربة حياتية، حتى لو كانت تجربة عشق فاشلة، يدركها شعراؤنا الكرد القدماء منهم وأخلافهم، ممتهنو السياسة وخلافهم، وبقناعة تامة، وحين يسقط أحدهم في امتحان ما، وحين يرتكب موبقة، وحين يمارس النميمة، وهو على وعي أنه يسيء إلى الآخر من بني جلدته، وليس سواهم، أو يريد الإيقاع بين إثنين بينهما أتم الود في حينه، أو يلفق موضوعاً، أو يتطوع للقيام بعمل خدمي إرضاء شخص أو أكثر، في لعبة مشتركة، تكون النتيجة بلبلة وضع، أي تجلي : بابل كردية...الخ،أي في الحالات كافة، يكون القدر بالمرصاد، أماماً وخلفاً وعالياً وسافلاً وخارجاً وداخلاً ومعلوماً ومجهولاً، أي لو لم يكن هذا القدر( العظيم) موجوداً، مستقدماً من ( الخارج) أو قادماً، ومكتسباً كامل الأهلية في النسب والحسب اللغويين الكرديين، كما يعلم كتَّابنا وأولو أمر كردنا، وكما لا يعلم من لا يريد أن يعلم أن إدارة التاريخ والعلاقات الاجتماعية وتدبير المتوحد الكردي، لا دخل لذاك( العظيم) بكل ذلك، ولو أنه لم يكن موجوداً، ماذا كان بوسع الكرد ممن يراهنون على القدر، كلما لمع برق، أو قصف رعد، أو أُخلف وعد، وصار في الـ: قبل بعدُ، أن يفعلوا ويستفعلوا؟ ألا يعني أن ( العظيم) في مورّثه العربي، قد خدم الكرد ممن ألمحت إليهم انعطافاً خفافاً ظرافاً( ضعافاً)، وأن خارجية المفردة، تشير إلى دخيلية مستقدمها أو مستعملها كردياً، أباً عن جد؟
من الصعب العثور على المفردة الكردية المقابلة، وحتى إن وجدت، فهي منبوذة، أو مقصية، ، كمفهوم النقد بداية ، وغير النقد بروزَ قيمة فكرية وتنويرية، ربما لأن اللاشعور الكردي، إن وجد إزاء تحول تاريخي، وتراكم تجارب تاريخ، لا يريد أن يتخلى عن أكثر المفردات إفصاحاً عن كارثية ما يقول ويعمل، ما يخطط ويخبط، ولأنه يشكّل مجالاً رحباً، ليعزي نفسه، أن ما يجري خارج إرادته، فكأنه المحكوم بما لا يمكنه فهمه قدرياً.

استئناس بالقدر:
من بين استخدامات القدر، ثمة بيت شعري للشاعر التونسي: أبو القاسم الشابي( وأعتقده عربياً، وربما هو أمازيغي، أو غيره، وهذا أكثر إيلاماً للنفس الكردية خارج تاريخها الثقافي والنفسي)، وأظنه معلوماً، بسبب صيته:
إذا الشعب يوماً أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر
نعم، قابلية الاستجابة للحياة، تعني أن القدر هو تابع وليس متبوعاً.
وثمة بيت شعري مغنى، له دلالته، وهو :
قدر أحمق الخطى سحقت هامتي خطاه
ثمة تنديد بالقدر، إفصاح عن مكره وخبصه، من خلال لعبة مجازية، ولكنه لا يتحكم بالمرء هنا.
أتذكر هنا، رواية الكبير جلادت بدرخان( Bîra qederê: بئر القدر)، تلك التي دار حولها لغط كثير، مثلما أتذكر عناوين كثيرة تتضمن القدر، ولكن يبقى للقدر كردية خصوصية نافذة.
هل حقاً لأن الكرد لهم صلة خاصة بالقدر، ميتافيزيقية، حيث ليس في وسعهم، أن يتخلوا عن هذه( الأمانة التاريخية) بصدد صلتهم هذه؟ ولماذا الكرد استثناء، إذا افترضنا جدلاً أن الوضع هكذا، ولا يمكنه كذلك؟ ماالذي يغوي الكرد لأن يكونوا بمثل هذه الحميمية إزاء القدر، ودون وعي منهم؟ أهو القدر، أم تقدير مترتب على ما يقولونه ويفعلونه؟ لماذا لا يكون العكس صحيحاً، وهو أن القدر يدق أبوابهم( إذا جاز استخدام هذه العبارة، أي ( القدر يدق الأبواب) وهي مضمون سيمفونية بيتهوفن التاسعة)، ليوقظهم من سباتهم،وقد يقضفضهم لأنهم لا يحيطون علماً بلعبة القدر، إنما يكونون مادة له، ومسرحاً له، في التمثيل والتنكيل بهم؟
هذا أيضاً تجويز للقدر، وقول مصاغ في إهاب القدر!
ليس من شعب من شعوب الأرض، يمكنه أن يظل كما هو، والكرد ليسوا استثناء، كما همو الآن، ومن خلال النظر في أوضاعهم، إذ يكون دون الأحمق والأهوك من يقول إن الكرد همو همو، وأن ليس من تغيير طارىء في حياتهم، في عموم كردستان وبتفاوت.
في الفرق والتفريق بين ما كانوا عليه قبل أقل من عقد من الزمن والآن، وسدنة وكهنة قامشلو بأحداثها الجليلة ومتتبعاتها على علم تام بذلك، فهل أولو أمر الكرد: متحزبين وممثلي متحزبين وكتاباً في ظلهم وهم دون ظل، سوى أنهم يتظللون قدرياً، خارج هذا العلم الحصيف؟
ربما يكون المتحدث عن القدر، مأخوذ اً بالمناخ الحِدادى الذي سد عليه منافذ تفكيره، واستلذ بالقدر مقاماً ومقالاً ومقراً، استجابة لروحه التي أعيتها الاستجابة لنداء الحياة كردياً، هو من يجاور القدر أولا يجد فكاكاً منه، لا غنى عنه، في محاولة لتبرئة ذمة شخصية وغيرها.
ولكن الوضع حين يخص شعباً بالذات، تكون الطامة الكبرى شراً مستطيراً باسمه، أو استحثاثاً منه في محيطه، من جهة الذين ما إن يسمعوا القدر حتى يستكينوا ويلينوا، كما تعوَّدوا وعُوّدا.نحن هنا، في مجال تخلف اجتماعي وثقافي وسياسي وتربوي مستفحل، إزاء تناقضات صارخة، تُري كيف أن القدر أبعد من كونه قدراً، بالمعنى المتداول، ومن خلال المستجدات والمتغيرات، حيث الكردي لا يدركه قدر، أو يدرك قدراً، إلا إذا استشعر ضعفاً أو أراد تمويه ضعف وعجز وخذلان، لا يقاوَم في شخصه وشخص من يتبعه، أو يصاحبه هنا وهنا.
في كتابه ( التخلف الاجتماعي: سيكولوجية الانسان المقهور- بيروت ، ط5، 1989-)، ثمة إحالات كثيرة، من قبل المؤلف والباحث القدير مصطفي حجازي، إلى القهر الذي يعانيه الانسان ( عندنا)، وأظن الكردي غير خارج عن هذا الإطار من التشرذم العقلي والنفسي، ومن ذلك ما يخص باب ( القدرية)، في صفحتين ونيف، ما يهم هو مدى ارتباط القدر بوعي الانسان السلبي، بخوائه من الداخل، بانعدام التحليل والتركيب العقليين عنده، بضعف حضور المنطق العقلي في حياته اليومية، وما يهم ، هو ما يقوله عن القدر، وكيف يستحيل مصطلحاً وأداة تحكٌّم بالانسان المتلاشي أمام ذاته وتاريخه، وحقيقة الحقيقة، أي القدرية( القدرية هي قانون الاعتباط، اعتباط الطبيعة التي تنمو أن تعطي دون أن يدري الانسان متى وكيف ولماذا، واعتباط المتسلط الذي يبطش دون أن يكون هناك من سبيل إلى مجابهته....الخ ، ص 168).
هذا التعريف- التوصيف، يلقي الضوء ساطعاً، على جانب جلي في القدرية ووعي القدرية تاريخياً، وكيف يمكن مواجهة المستبد أنى كان ومن يكون، حيث حورب من حاربها ، ومن يكون وراء القدرية( كما حدث في التاريخ العربي الاسلامي، مع الخلفاء الأمويين، باعتبار ظهورهم قدراً، ورفض آخرين لهم، حيث قضي عليهم( معبد الجهني وعيلان الدمشقي، بداية)، وهم ينادون بحرية الانسان وإرادته وقتذاك، وباسم الاسلام أيضاً، والحرب هذه لا زالت قائمة، وللأسف، من قبل من هم ضحايا القدرية بصيغتها السالفة، وإنما بشكل أكثر إيغالاً في تأذية واستغلال ومحاولة تأبيد عجز المأخوذ بالقدر وسلطته المفعَّلة، والكرد في المقدمة هنا راهناً أكثر. وأرى أن أكثر من يجب عليه التفكير فيما وراء القدر، وسلطته، ورفض العمل بموجب السلطة تلك، هم الكرد، حتى لو كان الذين يسوسونهم منهم، كما يحدث هنا، من جهة ممثليهم، وهم يستثيرون مشاعرهم، ويفوّضون أمرهم إلى أولي أمر،تأجيل حلول لقضيتهم أوسواها، هم معاً في المحصلة سواء.
يتماشى مفهوم القدر مع متخيَّله، إنه استجابة للنداء الداخلي للمرء، وعلى قدر ما يفكر ويمارس حياته من جهة الحدود واقعاً والأفق مدد حياة ومستقبلاً. والكرد حين يؤكدون فعل القدرحقيقة معاشة، فكأنهم يبررون لكل ما يحدث لهم، مثلما يشددون على اليد التي تعنفهم وتنال منهم، مثلما يتنحنحون وينحنون، لا بل ويركعون للقدم التي تتهددهم أحلاماً وأما ن ورغبات وآمالاً، ومثلما – أخيراً وليس آخراً- تمد في عمرالاستبداد الذي يجسده من يعلمهم بذلك، ويبقيهم قدريين، ومن يمنع عليهم رؤية ما يكابدونه معاناة متعددة الأبعاد: الانسانية والقومية وغيرهما.
ليس من قدر، إلا بوجود من يوجده، ويبغدده، وهو الذي يتظلل به، ويحيله إلى عصا ضاربة ، تعمي وتصم من يُراد منه بقاء دون الحد الأدنى من إنسانيته، والتاريخ القدري الطويل للكرد، لازال يظهر الغل الفكري والنفسي الذي يحول دون رؤيتهم لأنفسهم ولدورهم في الحياة، كما تؤكد تجارب الأمم والشعوب، وهذا ما يجب على الكرد إدراكه، بدءاً بالمعتبرين رموزه، نزع الأقنعة القميئة والرديئة والبذيئة التي تتلبسهم وعياً ووجداناً ومساءلة، إزاء ما يجري حولهم.


لنطلقها حكمةً قدرية مضادةً:
ثلاثة من الكرد، وهم كغيرهم موقفاً، ولكنهم في خصوصيتهم، مشدَّد عليهم، يمكن تصنيفهم من جهة علاقتهم بالقدر:
كردي يتقدمه القدر، يمهد لـه، وكلما أعياه موقف، أو كان عيَّاء أصلاً، لاذ بالقدر، وهو يشمل كثيرين من الكرد: سياسيين لهم حضورهم، سواء فيما ينسبونه إلى القدر صراحة، أو من خلال تصرفاتهم، ليشرعنوا بقاءهم، وكتاباً يتلمظون نفسياً، لئلا ينكشف تورطهم فيما هم فيه بؤساً.
كردي يصاحبه قدره ويجانبه، فهو حيناً يستعين به، وحيناً يدعه جانباً، وهنا يتم خلط الأوراق، ويكون المكر أيضاً موجوداً، ولكن ثمة إرادة وعي على أقل، ونسبة هؤلاء اقل من الأُوَل.
كردي يترك قدره وراءه، لا يعبأ به، كونه مشغولاً بتاريخه الفعلي، غير ملتفت إلا إلى ما يجري حوله، ولا شك أن علاقة كهذه مربكة لـه، ومؤلمة، لأن النسبة هنا أقل بكثير، وثمة من يحارب هذا الجانب من الكرد كثيراً، ومن جهتين: الجهة الدينية، باعتبار ذلك إلحاداً، ومروقاً عن الدين وتكفيراً، للمضايقة عليه، ولمحاصرته، لئلا يُذاع صيته، فيكون خطره على ( القدريين السلبيين الكرد بالجملة غالباً)، ونيلاً من هيبتهم المروَّج لها، أكثر من سواهم.
إن المتمعن في الوسط الكردي، ومن خلال ما يقال أو يتداول من أقوال، ويحدث ظواهر وأحوالاً، بوسعه معرفة كيف يعمل ما أسميه بالعقل القدري الكردي المهلهل.

مجسدو العقل القدري الكردي:
من هم الذين يجسدون العقل القدري الكردي؟ رغم أن مفردة العقل، وصفة( الكردية) لها، لا تعزل الكردي عن وسطه الثقافي والاجتماعي العام، ولكن تكريد القدر، كما هو ملاحَظ يدفع بي إلى أن أتحدث عن الموضوع المثار بالطريقة هذه.
من خلال متابعتي لمجريات الأحداث، وخصوصاً في الفترة الأخيرة، لاحظت أن أكثر الذين يكثرون من استعمال مفردة القدر، ويتحصنون بها، هم ما يلي:
الذين لا يستطيعون أن يحققوا شيئاً ذا قيمة، ولم يحققوه كذلك، لهم ولبني جلدتهم الكرد، لأنهم لا يمتلكون الإرادة القادرة على ذلك، لأنهم لا يريدون ذلك، وأخص بالذكر هنا، من يُعتبرون سياسيين ومتحزبين.
الذين يدارون هزيمتهم الذاتية، ويغطون عجزهم في مواجهة ما يجري، من الذين يتحدثون باسم الكرد والكردايتية هنا وهنا.
إنهم جملة الذين لم يستطيعوا فعل أي شيء، بل كانوا سلبيين تماماً، وواجهوا خلافهم، وخصوصاً عقب 12 آذار، 2004، و هو تاريخ وتحوُل تاريخ لا يمكن نسيانهما، إلا من قبل هؤلاء الذين يغطون على هزيمتهم من الداخل، على قدرهم الذي هو منهم براء.
نعم، يكون العقل القدري الكردي موجوداً، حين نجد مثل هذه الكثرة الكاثرة من المتحزبين والكتاب ومن معهم، مندفعين متدافعين، لتأكيد كردية مسالمة، منخورة، ثقافية هشة، التفافية، فهلوية، وكما يطيب للمتحزبين العمل بمقتضاه، في لعبة مصالحية، يكون الكرد عموماً ضحية قدرهم المتكرَّد.
ليس من قدر إلا في نفوس من يقولون به، بالنسبة للكردي وغير الكردي، والذين يؤكدونه، إنما يُظهرون مدى بؤسهم من الداخل، مدى تضعضعهم من الداخل، في ممارساتهم السلوكية والكتابية والتكتلية، ليبقى عقلهم القدري شغالاً، ولكنه العقل القدري عدو الكردي حقاً، والأحداث مثلما الوقائع تؤكد مثل هذا التفريق، وسوف نرى ذلك، أو أجيالنا القادمة سترى ما أشرت إليه أيضاً.



#ابراهيم_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مكائد الأمكنة: حسين حبش وشعرية المكان
- أعلام الكرد الخفاقة
- موسم الهجرة الطويل إلى جنوب كردستان
- الكردي مؤرّخاً
- الدوغماتيكي رغم أنفه
- -النقلة باعتبارها تمرداً في الأدب: سليم بركات في روايته الجد ...
- أهي نهاية المرأة ؟
- منغّصات الترجمة
- الكردي الرشيد: رشيد كرد
- مغزل الكردي
- هل يصلح الرمز الديني موضوعاً للسخرية؟
- الدولة العشائرية الموقَّرة
- دولة قوية دون شعبها
- السورية تيتانيك 3- مرسى تيتانيك مرسومة
- السورية تيتانيك2- الإبحار الكارثي
- السورية تيتانيك 1- لحظة الإبحار
- عمر الشريف بارزانياً
- فجيعة نفسي بنفسي- من وراء البللور السميك
- رسالة مفتوحة إلى صبحي حديدي: العربي الأثير في مزيج من كرديته ...
- الارتحال إلى الدكتور نورالدين ظاظا 13- دعوا جنازتي تمشي بمفر ...


المزيد.....




- احتجاجات أمام سجن محلي في تكساس للإفراج عن طلبة تظاهروا دعما ...
- بالصور..اعتقال عشرات الطلاب في تكساس بسبب مشاركتهم في مظاهرا ...
- تأييدًا لغزة.. طلاب وأساتذة يتظاهرون في جامعة سيدني
- شبح المجاعة لا يغيب.. غزيون يشتكون شح السلع وغلاءها
- الحكم على مغنٍ إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- الإعدام لـ11 شخصا في العراق أدينوا -بجرائم إرهابية-
- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - ابراهيم محمود - نقد العقل القدري الكردي