أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - هويدا طه - القاهرة الساهرة: نوّرت مصر














المزيد.....

القاهرة الساهرة: نوّرت مصر


هويدا طه

الحوار المتمدن-العدد: 1596 - 2006 / 6 / 29 - 10:21
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


اللذيذ في القاهرة (يبدو أن كل شيء هنا هو لذيذ) أنها مدينة عجيبة.. تستغرب مع طلعة كل صباح كيف استمرت فيها الحياة حتى الآن؟! (مدينة.. كفاءة!)، القاهرة التي تمثل مصر كلها.. سكانها يزيدون عن عشرين مليونا (حاجة كده بحجم الشعب العراقي كله أو السوري أو خمسة أضعاف سكان الأردن كلها!).. لا يمكن أن تتوقع أنهم يشاهدون في بيوتهم التليفزيون.. فهم لا يقرون أصلا في البيوت! فيما عدا الموظفين والمدرسين والطلاب.. فإن سكان القاهرة هم كائنات غير صباحية! لا يبدءون يومهم إلا بعد الواحدة ظهرا! ويستمر يومهم هذا حتى ما بعد الفجر.. أحد مواعيد العمل التي أخذتها من أحدهم كانت حين قال لي" موعدنا في المكتب الساعة اتنين.. تعالي حتلاقيني هناك عندي شغل"، الساعة اتنين التي قصدها كانت الثانية صباحا! وتذهب إليهم فإذا بالمكتب خلية نحل! الناس يعملون.. في الثانية صباحا! لكن المقابل بالطبع.. هو أنك لا تجد أحدهم في اليوم التالي إلا بعد الثانية ظهرا! فإذا كنت كائنا صباحيا- من هؤلاء الذين اعتادوا بدء يومهم في السابعة صباحا مثلا- فما عليك إلا الانتظار إلى أن يصحو هؤلاء! وتظل مشلول الحركة طوال فترة الصباح في انتظارهم، التليفزيون بالطبع مفتوح طوال الليل في أماكن العمل.. لكنه على ما يبدو ليس للمتابعة بقدر ما هو فقط من أجل أن يكون هناك (ونس) في المكان بالصوت والصورة! كنت دائمة المتابعة لبرنامج العاشرة مساء على قناة دريم أو برنامج القاهرة اليوم على أوربت الذي يبدأ قبل منتصف الليل بقليل أو حصاد اليوم الإخباري على قناة الجزيرة الذي يأتي في الحادية عشر مساء.. وكنت اعتبرها جميعا برامج تأتي (في وقت متأخر) ضمانا لعودة الناس إلى بيوتهم واستقرارهم أمام التليفزيون! لكن منذ حللت على القاهرة لم استطع مشاهدة تلك البرامج.. التي تبدأ في تلك الساعة (المبكرة)! القاهرة إذن مدينة ساهرة، كثيرا ما كتب الأدباء الذين قرأنا لهم في الصغر عن هذه (القاهرة الساهرة) بلغة غزل للسهر.. لكنك حقيقة تندفع للتساؤل.. كيف نحلم بالنهضة والتنمية لبلد ينام نصف سكانه على الأقل حتى ما بعد الظهر؟!.. أي (ثقافة إنتاجية) يمكن أن تنمو وسط أناس ينامون نهارا.. وهو الوقت الذي نهضت الأمم المتقدمة عندما عملت بكد وجهد فيه؟! في فرنسا رأيت الناس في السادسة صباحا يتدفقون إلى محطات الترام والمترو رغم أن الجليد يغطي كل الأرض والأسطح والشوارع.. بينما في مصر سألت أحدهم لماذا لا يصحو مبكرا ليعمل بالنهار وكان حينها فصل الشتاء.. فأجابني بكل أريحية:"يا مدام فيه حد في الشتا دي يشتغل الصبح؟"! عندما تفتش في التاريخ.. لا تجد أمة واحدة تقدمت إلا وكان يومها يبدأ في الصباح، نحن لا نبدأ في الصباح يومنا.. فكيف ننهض ونتقدم وتتملكنا ثقافة الإنتاج؟ لابد من تغيير ما في ثقافة المصريين يدفعهم جميعا (أو يعني أغلبهم) إلى الاستيقاظ مبكرا.. هذا السهر مثير للاستفزاز واليأس، لكن عودة إلى التليفزيون.. من إذن يشاهده إذا كان كل هؤلاء في الشارع يتواعدون على (بدء) اللقاء والعمل بعد منتصف الليل.. كل تلك البرامج التي تناقش الحالة السياسية والاجتماعية والتي كنت أظن أنها مشاهدة.. من يشاهدها؟ فهم في الشارع ليلا ونائمون وقت إعادتها نهارا! على قناة دريم هناك إعلان (سياحي) يجتمع فيه فنانون مشهورون ليقول فيهم الواحد تلو الآخر: نوّرت مصر، وعبارة نوّرت مصر هي عادة عبارة تقال لأي شخص يحل على مصر (ضيفا)، وهي بالتأكيد موجهة لمواطنين عرب (يشاهدون التليفزيون في بيوتهم) بدولهم لحثهم على السياحة إلى المحروسة، ولطالما تساءلت ما هو أصل هذه العبارة الشهيرة.. لماذا بالذات كلمة (نوّرت).. وليس مثلا أسعدت أو شرفت أو آنست... الآن يمكن الاستنتاج لماذا يرحب القاهريون بالناس بعبارة (نوّرت) مصر... فهم سهارى! وأزهى ما في الليل هو النور.. لهذا يقول القاهريون لضيفهم.. حتى بالنهار.. نوّرت مصر!



#هويدا_طه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زيارة خاصة لامرأة متمردة في زمن الحجاب
- حمى البورصة في المجتمعات العربية
- ثلاث تساؤلات بمناسبة تشفير بث مباريات كأس العالم
- ليلة بكت مصر مع أسيرها وراعي بقر برتبة وزير لا هو حبيب ولا ه ...
- شجر الصفصاف الذي ينتج كمثرى في شوارع القاهرة
- المدونون: ورد الجناين اللي بيفتح في مصر
- لينا الفيشاوي أصغر رواد التغيير في مصر
- كيف يساهم مصريو الخارج في إحداث فوضى خلاقة بمصر؟
- شموخ بسطاويسي كمان وكمان.. وبطل جديد في معركة الاستقلال
- !.. جمال مبارك: كل ما أشوفك أبقى نفسي آ
- مطلوب فضائية إيجار مؤقت: الطريق إلى سبتمبر مبارك
- ريموت كنترول3
- عندما تجد شيئا في مصر تفخر به
- برامج المحليات على أوربت نجاح لم تحققه قنوات مرموقة
- قل لي ماذا تناقش.. أشاهدك
- مكي وبسطاويسي رمزا معركة العدل في بر مصر
- الخطابة وما تفعله بالناس
- جولة بالريموت كنترول 2
- أنتجته مافيا الدين في مصر: مجتمع مختلٌ ثقافياً
- بغداد ورام الله والقاهرة.. تعددت الأسباب والسقوط واحد


المزيد.....




- روسيا تعلن احتجاز نائب وزير الدفاع تيمور ايفانوف وتكشف السبب ...
- مظهر أبو عبيدة وما قاله عن ضربة إيران لإسرائيل بآخر فيديو يث ...
- -نوفوستي-: عميلة الأمن الأوكراني زارت بريطانيا قبيل تفجير سي ...
- إصابة 9 أوكرانيين بينهم 4 أطفال في قصف روسي على مدينة أوديسا ...
- ما تفاصيل خطة بريطانيا لترحيل طالبي لجوء إلى رواندا؟
- هدية أردنية -رفيعة- لأمير الكويت
- واشنطن تفرض عقوبات جديدة على أفراد وكيانات مرتبطة بالحرس الث ...
- شقيقة الزعيم الكوري الشمالي تنتقد التدريبات المشتركة بين كور ...
- الصين تدعو الولايات المتحدة إلى وقف تسليح تايوان
- هل يؤثر الفيتو الأميركي على مساعي إسبانيا للاعتراف بفلسطين؟ ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - هويدا طه - القاهرة الساهرة: نوّرت مصر