|
الطابع الفاشي لنظام الإسلام السياسي في العراق-القسم الاول
صوت الانتفاضة
الحوار المتمدن-العدد: 6634 - 2020 / 8 / 2 - 14:01
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في الفترة الاخيرة تردد كثيرا في الادبيات السياسية مصطلح "فاشية"، فقد بدأ الكثير من الكتاب والصحفيين بوسم الحكم الإسلامي في العراق ب "الفاشي"، وكتعريف مقتضب للفاشية فأنها تعني نظام سياسي يمثل اقصى اليمين، او كما يعرفها بالميرو تولياتي هي ((دكتاتورية إرهابية سافرة لعناصر الرأسمال المالي الأكثر رجعية)) وأيضا هي ((خليط من العناصر المتناقضة لا يمكن ضبطها في ترابطها الا بتجسيدها في الممارسات والأجهزة)) وتستند الفاشية تاريخيا وعلى الصعيد الاقتصادي على البورجوازية الصغيرة، والتي تمثل الإنتاج الصغير والملكية الصغيرة، لهذا فإن البورجوازية الصغيرة تضم جميع المراتب التي تملك رأس مال صغير أو قطعة صغيرة من الأرض أو مهارة معينة، أي انها تجمع بين رأس المال والعمل، بالتالي فهي تكون متأرجحة بين طبقتين، الطبقة العاملة من جهة والبورجوازية من جهة أخرى، هذا التأرجح يسلبها حق تكوين شخصية سياسية مستقلة، فهي كما يقول احدهم انها "تفكر كما تفكر البرجوازية، لكنها تنطوي على أفكار عمالية"، او كما يصفها لينين بأنها "طبقة انتقالية" او انها "تناقض حي" "بوصفها طبقة تملك امتيازا صغيرا- بالقياس على الطبقات المُعْدَمَة- تستطيع أن تتطلع إلى استغلال الآخرين (أي أن لديها مضمرات رأسمالية)، إلا أنها تقترب من الطبقات المُعْدَمَة، بوصفها طبقة نشيطة تعيش من عملها الخاص الذي هو، إلى ذلك، عمل فردي، مفتت، معرض دائما للتأثر بضغوط القوى الطبقية المُسَيْطِرَة التي لا تملك البرجوازية الصغيرة قدرة على رد أذاها"، فهي تبقى تابعة وذيلية، طبيعتها الطبقية هذه تجعلها فريسة سهلة لقوى السلطة الصاعدة، فيقع عليها "حب الوطن" و "حب الدين" والدفاع عنهما. دائما ما تصعد الفاشية بعد كل انهيار اقتصادي او هزيمة عسكرية، والبورجوازية الصغيرة هي الأكثر خوفا على أوضاعها المعيشية، لهذا فهي تكون المساهم الأكبر في صعود الفاشية، بسبب من الوعود بإنعاش الاقتصاد او ارجاع "هيبة الوطن"، مثلما فعل منظر الفاشية الأول "موسوليني" بعد الازمة الاقتصادية التي ضربت إيطاليا بعد الحرب العالمية الأولى، عندما أراد العمال السيطرة على وسائل الإنتاج، استنجدت الرأسمالية به، فقال ملخصا الفاشية "ان إرادة الشعب ليست الوسيلة للحكم وإنما الوسيلة هي القوة وهي التي تفرض القانون" مستعينا بشرائح البورجوازية الصغيرة والبروليتاريا الرثة، والتي أسس منها قوى مسلحة "ميليشيات" بزي خاص "القمصان السود" لقمع الحركة العمالية، وكان شعارهم " صدّق، اطع، حارب"، -وهو قريب جدا من شعار بعض الميليشيات في العراق "طيع واسكت"- وقد اعلن موسوليني في خطابات الخداع –وصف تروتسكي خطابات هتلر بانها «العاطفة الفارغة، وغياب التفكير المنظم، والجهل، والنصوصية المبهرجة» وهو وصف ينطبق على خطابات موسوليني ايضا- اعلن ان "الدولة ستسيطر على الروح لا المادة" فهو يؤكد ان " الفاشية مفهوم ديني" متابعا "لو لم تكن الفاشية ايمانا فكيف كانت تمنح هذه الصلابة وهذه الشجاعة لمعتنقيها" ويمضي موسوليني بالقول " لا يمكن تحقيق شيء عظيم، الا في حالة انفعالية من التصوف الديني"، واذا ما عرجنا على كلمات هتلر فأنه يشابه كثيرا ما يقوله موسوليني، فهو يقول: "فعلى الذي يريد كسب الجمهور ان يعرف المفتاح الذي يفتح على قلبه. ان القوة التي حركت على هذه الأرض وفي كل الأزمنة، الثورات الأكثر عنفا تكمن في هذه العصبية المحركة وفي هذه الهستيريا الفعلية التي تحمس الجماهير بجنون، أكثر مما تكمن في الإعلان عن فكرة علمية تسيطر على الجماهير"، عليه فأن الفاشية كما يلخصها بشكل رائع تروتسكي بأنها ((نتاج عجز الوسائل التقليدية البوليسية والعسكرية للديكتاتورية البورجوازية، وواجهاتها البرلمانية، عن إبقاء المجتمع في حالة توازن)). بعض خصائص الفاشية التي يلتقي معها الإسلاميون في العراق الامة "الطائفة" فوق الجميع الذكورية الفجة ومعاداة الحركات النسوية انكار الحريات الشخصية باستخدام أدوات ضبط اجتماعي قمع حرية الصحافة الرقابة الصارمة والضبط الأخلاقي للثقافة والفن والأدب انكار النقابات العمالية التي لا تكون قيادتها فاشية "إسلامية" يتبع....
#صوت_الانتفاضة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
-المرجعية- - صمام امان- لمن؟
-
مرشح التواثي -الشهيد الحي- ولابسي الاكفان- الانجازات
-
لحظة اختطاف- لحظة اغتيال- لقاء تلفزيوني
-
الإسلاميون ضد الفن والحياة
-
الاغتصاب وبراءة المغتصب مستمر في ظل حكم الإسلام السياسي
-
وتستمر اللعبة- أوهام إصلاحات الكاظمي وصدق الصور الشخصية له
-
مثقفو سلطة الإسلام السياسي الفاشي- علي وجيه أنموذجا
-
السيادة بين السيرام والصواريخ السبب والنتيجة
-
الهذيان حول -نهاية اللادولة-
-
لا لحكم الميليشيات والعصابات وداعا هشام الهاشمي
-
-التغليس- و -جرة الاذن- فلسفة حكم سلطة الإسلام السياسي
-
قضايا ساخرة -هيبة الدولة-
-
انتهت المسرحية واٌسدل الستار
-
كلمة حول خطاب قيس الخزعلي
-
ما هي حركة جهاز مكافحة الإرهاب الأخيرة؟
-
تحالفات مدنسة -الشيوعيون والاسلاميون-
-
الكاظمي كأسلافه -اختطاف الطالب محمد النمر
-
بين الناشط المدني والمعارض السياسي صفاء السراي أنموذجا
-
الحوار الاستراتيجي.. فرانكشتاين ووحشه
-
مظهر محمد صالح الذي باع روحه للشيطان
المزيد.....
-
-التهجير جريمة حرب-.. شاهد ما قاله سامح شكري لـCNN حول استقب
...
-
لافتة -تل أبيب هي ساحة معركتنا- في طهران تثير مخاوف الإيراني
...
-
مصر.. سر صورة الرئيس بوتين على محل الفضيات وسط القاهرة (فيدي
...
-
بايدن: الشركات الأمريكية ستستفيد بشراء الأسلحة في حال المواف
...
-
الحكومة الأردنية توجه رسالة للمواطنين بشأن طلعات سلاح الجو ا
...
-
إعلام بريطاني: انفجار في مصنع للذخيرة في ويلز
-
الجيش الإسرائيلي يشن غارات ضد أهداف -لحزب الله- في بعلبك
-
الفلسطينيون يحيون يوم الأسير
-
إلغاء مؤتمر تضامني مع فلسطين في جامعة ليل الفرنسية
-
على ماذا استند القضاء الأردني في حل حزب الشراكة والإنقاذ؟
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|