أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد حلمي - عمارة يعقوبيان فتحت شبابيكها على الواقع المصري















المزيد.....

عمارة يعقوبيان فتحت شبابيكها على الواقع المصري


محمد حلمي

الحوار المتمدن-العدد: 1596 - 2006 / 6 / 29 - 09:05
المحور: الادب والفن
    


في البداية عند قراءة الرواية أو مشاهدة الفيلم سيصيبك الذهول والتعجب فطريقة علاء الاسواني الناجحة بالطبع في تسجيل ورصد وسرد التحول الرهيب في تاريخ مصر من منتصف القرن العشرين الى يومنا هذا بكل التغيرات التي طرائت عليه وكيفية انتقاله من مشهد الى اخر بانسيابية رائعة ينقد فيها ويقارن ما بين شخصيات القصة المستوحاه من الواقع وممثلة للشخصية المصرية بجميع نواحيها، والتغيير الذي اصابها والفرق ما بين الاوضاع ما قبل وبعد الثورة او الانقلاب في يوليو52 وان هذة النقطة كانت نقطة محورية في حياة الشعب المصري.

ومن الملاحظ ان التغيرات التي حدثت في العمارة سواء على المستوى السكاني او المستوى المعماري وتغيير شكل ووجه العمارة الاساسي يدل بشكل واضح على التغيير الذي حدث في مصر بسقوط الحقبة الليبرالية العلمانية وسقوط الطبقة الوسطى والرأسمالية وبداية حكم العسكر حتى عصر الانفتاح وبداية النهاية.
ففي أحد مشاهد القصة يبين علاء الاسواني ويضع يده على مفتاح حل السؤال المطروح "لماذا وصلنا الى ما نحن فيه الان؟ ويجيب عليه كالاتي "مع العلم ان هذا هو بداية الاجابة وليس الاجابة كاملة" في المشهد تقف بثينة في مواجهة زكي الدسوقي ، ويقول زكي الدسوقي مجيبا على سؤالنا " عبدالناصر أسوأ حاكم في تاريخ مصر كله ... ضيع البلد وجاب لنا الهزيمة والفقر، والتخريب اللي عمله في الشخصية محتاج لسنين طويلة لإصلاحه ... عبد الناصر علم المصريين الجبن والانتهازية والنفاق. عبد الناصر وجماعة الظباط الاحرار مجموعة عيال من حثالة المجتمع ... معدمين ولاد معدمين ... والنحاس باشا كان راجل طيب وقلبة على الفقرا فسمح لهم بدخول الكلية الحربية وكانت النتيجة انهم عملوا انقلاب سنة 52 حكموا مصر وسرقوها ونهبوها وعملوا ملايين وطبعا الناس كانت لازم تحب عبدالناصر لانه رئيس العصابة".

وهنا تمثل بثينة التي تم الاعتداء عليها من خلال الزنى ولكنها هي لم لم ولن تقبل الزنى بمحض ارادتها ولكن يزنى بها قهرا من قبل صاحب العمل من اجل لقمة العيش، وهي تمثل حال الشعب المصري المعتدى عليه من قبل السلطة الغاشمة التي تملك قوت يومه فيخضع ويطاطي عشان يعيش. وتقع بثينة في حب رمز الحقبة الليبرالية والديموقراطية والاروسطقراطية في تاريخ مصر وهو زكي باشا الدسوقي، وهنا يبين علاء الكاتب مدى احتياج واشتياق الناس في يومنا هذا الى العودة الى ذلك العصر المتقدم في نشأته سواء في المنطقة او العالم اجمع ومدى رغبتهم في العودة الى هذا العصر الذهبي بعد انهياره وحل محله عصر الاستبداد المقنن وادعاء الديموقراطية.
ويأنب الكاتب المصريين من خلال شخصية مهمة جدا وهي شخصية طه الشاذلي وهو يمثل المصري في بحثه الدائم عن من يقوده كأنه اعمى أو فاقد للأهلية وعدم رغبته في فتح اعينه وخوض تجربة سواء كانت ناجحة او فاشلة لكنها من اختياره وليست مفروضة عليه وعدم حكمه على نفسه بالفشل دون محاولة، فنرى ان طه اجتهد وعمل من اجل دخول كلية الشرطة وطبعاً من المعروف انه اول متطلبات هذه الكلية هي الغاء العقل والذات واتباع الاوامر مهما كانت ونفس الشئ في الجماعات الاسلامية التي انضم اليها بعد فشلة في الالتحاق بالشرطة فهو في حاجة دائمة الى القيادة والتوجيه. ويأكد الكاتب هنا ان هذا طريق اخرته هي الهلاك كما حدث لطه الشاذلي.

ويكشف علاء الاسواني الفساد السياسي المعروف ولكن مسكوت عنه المتمثل في الحج العزام ماسح الاحذية الذي نجح في الوصول الى مجلس الشعب وصناعة الملايين من تجارة المخدرات وكمال الفولي ممثل الحكومة في طغيانة وهو يقول بكل بجاحة "..أبدأ..كل الحكاية إننا دارسين نفسية الشعب المصرى كويس...المصريين ربنا خلقهم فى ظل حكومة..لا يمكن لأى مصرى يخالف حكومته..فيه شعوب طبعا تثور وتتمرد إنما المصرى طول عمره يطاطى لأجل يأكل عيش..الكلام ده مكتوب فى التاريخ، الشعب المصرى أسهل شعب ينحكم فى الدنيا..أول ما تأخذ السلطة المصريين يخضعوا لك ويتذللوا لك وتعمل فيهم على مزاجك.. وأى حزب فى مصر لما يعمل انتخابات وهو فى السلطة لازم يكسبها لأن المصرى لازم يؤيد الحكومة..ربنا خلقه كده... " كما يبين لك التناقض الغريب في الشخصية المصرية مثل الحاج عزام فيقول ان الخمر حرام شرعا اما الحشيش فهو حلال ولا ضرر فيه ابدا وكيف انه حاج ويصلي والسبحة لا تفارق يديه ومع هذا اقدم على اجهاض زوجته لمجرد انها خالفت الاتفاق وان هذا لا يخالف شرع الله ، وهو يذكرني بموقف يتخذه كثير من الناس فيقولون لك انا افعل ما يحلوا لي لكن الا الصلاة لا يمكن ان اتركها وتجده يزني ويسكر ولكن الا الصلاة وفي النهاية عندما تقول له دولة علمانية يثور ويقول الا الشريعة الاسلامية تناقد غريب.وكانت لأول مرة في تاريخ السينما المصرية يتم طرح المثليين جنسيا في فيلم وتناول هذه القضية التي لم يجرؤ احد على الاقتراب منها مع المعرفة بوجودهم في نسيج المجتمع خوفا من الاعتراف بذلك علانية ولكن قام الفيلم بهذا الدور بشكل رائع مع وجود بعض التحفظات عليه.

ولكن الانجاز الحقيقي للفيلم لا يكمن في قدرة المشاركين فيه من ممثلين ومصورين ومنتجين ومخرجين مع الاعتراف بعبقرية الاداء ولكن المذهل هنا هو انه طبق لك القصة والفكرة الاساسية للفيلم عملي ازاى!! شوف رد فعل الجمهور المصري تجاه الفيلم ونظرته وقرائته للفيلم ستجد كل ما اراد علاء الاسواني يوضحة موجود امامك على الطبيعة من غير تجميل ولا مبالغة مجرد الحقيقة الصريحة الصادمة ستجد غوغائية متخلفة حولت الفيلم بكل ما يحمل من معاني عبقرية في تحليل الوضع الحالي في مصر الى مشاهد جنسية تثير رغابتهم المكبوتة اما تثير امتعاضهم واشمئزازهم اذ ربما لانها تمس وتر حساس فيهم او عجز ما او رغبة ما لا ادري، وغاب عن عقولهم لانهم مسيسون كطه الشازلي غاب عنهم النقاط الاساسية الملموسة في الفيلم مثل الاصولية الدينية الاسلامية وتفشيها في المجتمع والتعامل معها على انها الطريق البديل و"الاوتوستراد" للخلاص وجنة الخلد.
كذلك غاب عن عقولهم الفساد السياسي والاجتماعي وبيع البرلمان باسعار حسب الطلب وحقيقة نواب الامة والمحركين لهم من خلف الستار ، تلاشى كل هذا عن اعين الجمهور ربما كدليل على الموافقة والخنوع . نقاط كثيرة تهدمت قبل بنائها امام المشاهدين واصبح قصة الفيلم هي الشذوذ الجنسي والاباحية الموجودة في الفيلم.

أنحلال وانحطاط اخلاقي واجتماعي لا مثيل له كما جسده الكتاب والفيلم والجمهور معاً، وتنتقل من حالة الامتزاج بالفيلم ونقله وترجمته لحياتك اليومية الى الذهول امام رؤية الجمهور له وتعاملهم مع الفكرة وهو في الحقيقة تأكيد لها.
انها نهاية مؤسفة لما وصلنا له اليوم ولا يبقى سوى اللا تعليق والصمت مع تكرار صدى جملة واحدة في أذنيك "احنا في زمن الم



#محمد_حلمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دور المجتمع المدني في النهضة الديموقراطية
- حدوتة مصري
- يا بهية
- يوم الرحيل
- الطوفان الاخواني الاسلامي


المزيد.....




- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...
- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...
- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد حلمي - عمارة يعقوبيان فتحت شبابيكها على الواقع المصري