أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كلكامش نبيل - مسلسل ماركو بولو - إطلالة مثيرة على عالم المغول في القرون الوسطى














المزيد.....

مسلسل ماركو بولو - إطلالة مثيرة على عالم المغول في القرون الوسطى


كلكامش نبيل

الحوار المتمدن-العدد: 6633 - 2020 / 8 / 1 - 17:27
المحور: الادب والفن
    


انتهيت من مشاهدة مسلسل "ماركو بولو" الذي يقع في موسمين- بعشر حلقات لكل موسم - من انتاج شبكة نتفليكس الأميركية عام 2014. في العادة أحب المسلسلات التاريخية وقد يوفر هذا المسلسل للمشاهدين ما يبحثون عنه من إثارة وتشويق وتاريخ ويدخلهم في عالم البلاطات الملكية المثير والمخيف.

يتناول الموسم الأول من مسلسل ماركو بولو سيرة حياة الرحالة الإيطالي الشهير ماركو بولو في بلاط الخان بعد أن رافق والده – الذي لم يعرفه من قبل بسبب رحلات الأخير حول العالم وعلى درب الحرير بالذات. يتطرق المسلسل إلى حياة بولو وسط المغول وما يتعرض له من مؤامرات وما قام به لمساعدتهم واثبات ولاءه ونجاته من الموت عدّة مرات. يظهر المسلسل قسوة المغول ضد من يحاربهم وتسامحهم الديني في الوقت ذاته فهم يرحبون بالبوذيين والطاويين والمسيحيين والمسلمين – وقد ذكر اسم السراسنة في إحدى المرات - وغيرهم. بالإضافة إلى ماركو بولو الإيطالي ووالدة قبلاي خان – التي اعتنقت المسيحية – هناك وزراء مثل أحمد من شمال آسيا والخزري يوسف – الذي يلعب دوره الفنان المصري عمرو واكد. يذكرني هذا بممارسات العثمانيين أيضا في توزير أشخاص يتم أسرهم من شعوب أخرى مع اختلاف واحدٍ يتمثل في تغيير ديانتهم في حالة العثمانيين. يجسد الممثل الإيطالي لورينزو ريتشيلمي دور ماركو بولو.

يمثل المسلسل نافذة على عالم المغول وطباعهم وقوانينهم وحروبهم فضلاً عن المؤامرات في البلاطات المغولية والصينية وفي النهاية الحرب ضد الصين الجنوبية لتوحيد الصين في دولة واحدة. من المثير للاهتمام تصميم ماركو بولو للمنجنيق في الهجوم الأخير وقيام مهندس دمشقي في صنعه، ولكن المضحك بروز كلمات عربية كثيرة في الحلقة الأخيرة في أوساط الجنود – بعضها باللهجة المصرية – وحديث موظفين مع شقيقة المستشار الصيني التي أرسلوها للتجسس على بلاط المغول بالعربية (تفضلي! العشاء) في مشهدين منفصلين. في الحلقة التي ذكرت الحشاشين، كانت هناك رسالة تظهر علامات مسمارية نهرينية بشكل غير دقيق. مع ذلك، المسلسل ساحر رغم ما فيه من مشاهد عنف ويُعد فرصة رائعة للاطلاع على حياة الرحالة الشهير، وقد شوقني للبدء بقراءة كتب رحلاته. تم تصوير المسلسل في ماليزيا وكازاخستان وإيطاليا وسلوفاكيا وهنغاريا والاخراج مذهل بنظري وينقل صورة ساحرة عن تلك الحقبة.


أما الموسم الثاني والأخير من المسلسل، فإنه يركز على أربعة موضوعات رئيسية تتمثل في طعن المغول بخانية قبلاي خان – بتحريض من ابن عمه كايدو –؛ وبحث الإمبراطورة تشابي – زوجة قبلاي – عن وريث لإبنها جينغيم؛ وثورة جنوب الصين ومقاومتهم للمغول؛ وخيانة نائب الملك أحمد وانقلابه على الخان.

تناقش الحلقات العشر موضوعات مثل رفض المغول لسياسة قبلاي في الانفتاح على الشعوب التي قام بغزوها وخشيتهم من تغير نمط حياتهم البدوية ووجود معابد لجميع الأديان في عاصمة قبلاي واحاطته لنفسه بالغرباء وتسرب أسرارهم للعالم ورفضهم التوسع واقامة مدينتيه على أراضِ غير مغولية، لكننا سنلاحظ في الوقت ذاته أن كايدو يتآمر مع والد ماركو بولو وجيش صليبي مدعوم من البابا – بهدف وقف توسع المغول غربا – ودعم الأمير نايان – وهو أمير مغولي اعتنق المسيحية – للغرب بعد أن اختار إيمانه على شعبه، فضلاً عن تآمر كايدو مع أحمد – نائب الملك والذي ينحدر في أصوله من بخارى – وبالتالي فإن كايدو المُعارض للتوسع ووجود الغرباء استعان بكل الغرباء لتحقيق هدفه في ضمان حصوله على لقب الخان الأكبر.

الحلقات مثيرة للاهتمام جدا وتوضح العلاقات في البلاطات وكيف قامت الملكة تشابي بخطة جهنمية لضمان ولي عهد لإبنها باستخدام سائس ليقيم علاقة مع زوجة ابنها ومن ثم التخلص منه، كما سنلاحظ القصة المؤلمة لأحمد الذي خُطف من مدينته وقام الخان بتربيته ولكنه بمرور الوقت يقيم علاقة مع والدته بدون علمه في احدى رحلات جباية الأموال وحقده على الخان بسبب ذلك. كل تفاصيل المسلسل توضح أن "الغاية تبرر الوسيلة" وهو واقع وصفه ميكيافيللي في كتابه "الأمير" وما تمارسه كل الشعوب حتى لو لم يتم وصف هذه الفكرة. نلاحظ أيضا مشاهد رعب دموية كثيرة ومعارك ومشهدين مؤلمين لاستخدام جنكيزخان الجد لسنونوات قام باحراقها وتركها تحلق على مدينة ينوي غزوها، ومن ثم قيام ابنه بإحراق أعداد كبيرة من الخيول وتركها تجري باتجاه المجلس التآمري عليه وقضاءه عليهم بتلك الطريقة.

بعد هذه الخيانات، يؤمن قبلاي أن صلة الدم أكثر جدارة بالثقة، وهو ما كان ماركو بولو يقوله له في البداية عندما شكّ في خيانة أحمد الذي يعتبره قبلاي ابنه، ولكن ماركو نفسه ينقذ الخان في مناسبتين ويثبت ولاءه له على الرغم من كونه غريبا.

بالتأكيد هناك بعض التفاصيل الخيالية وبعض التغييرات في الأحداث التاريخية، لكن المسلسل محبوك بشكل رائع وجميع الحلقات مشوقة وتشد المشاهد. لقد حزنتُ لأن "نتفليكس" أوقف انتاج الجزء الثالث من المسلسل. أنصح كثيرا بمشاهدة المسلسل.



#كلكامش_نبيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تمجيد القوة واحتقار الشفقة – تتمة في قراءة كتاب -هكذا تكلم ز ...
- أرض الأرواح: رؤى قبيلة كوز عن الخليقة والطوفان والموت والحيا ...
- مسلسل فرويد - دراما ورعب وتشويق، كل شيء عدا التاريخ
- فيلم -بطاقات القتل البريدية-: الهوس بالفن والحب الممنوع والج ...
- فيلم -برسيبوليس-: قصة الثورة التي حولت إيران إلى سجنٍ كبير
- فيلم -المحطة الأخيرة-: الأيام الأخيرة لتولستوي وحقيقة الحركة ...
- فيلم -على أساس الجنس-: كفاح محامية أميركية وصولاً إلى المحكم ...
- فيلم -أغاثا ولعنة عشتار-: رومانسية وغموض في جنوب العراق
- فيلم -مُشع-: دراما رومانسية تاريخية عن حياة العالمة ماري كور ...
- فيلم -الغرفة 212-: تأملات فانتازية في الزواج والحب والخيانة
- فيلم -نحو النجوم-: حياة المراهقات في الريف الأميركي في الستي ...
- فيلم -أكثر امرأة مكروهة في أميركا-: حياة رائدة الإلحاد الأمي ...
- فيلم الصدمة والترويع: أكاذيب لتبرير قرار مسبق بغزو العراق
- رحلة حول العالم: النمسا: صعود وسقوط آل هابسبورغ
- فيلم البجعة السوداء: هوس الكمال وآلام النجاح
- فيلم داليدا: تراجيديا خلف أضواء المسرح
- فيلم الباباوان: صداقة رغم الاختلاف ونقاش شفاف للإصلاح
- فيلم الجوكر: دعوات للفوضى والقتل ردًا على التنمّر والفقر!
- الفنان الفرنسي مارسيل مارسو: إنقاذ الأيتام ومقاومة النازية ف ...
- رحلة حول العالم: أنغولا - حرب أهلية في خضم الحرب الباردة


المزيد.....




- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كلكامش نبيل - مسلسل ماركو بولو - إطلالة مثيرة على عالم المغول في القرون الوسطى