أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سلطان الرفاعي - الأولوية البابوية والسلطة في الكنيسة--خلافات الكنيسة---حوار فيينا















المزيد.....

الأولوية البابوية والسلطة في الكنيسة--خلافات الكنيسة---حوار فيينا


سلطان الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 1595 - 2006 / 6 / 28 - 11:22
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عولجت هذه القضايا ودرست على نطاق واسع في مداولات فيينا الثانية والثالثة والرابعة والخامسة. كما جرى توضيح واف لدور أولوية الرسول بطرس وعلاقتها بالمجامع المسكونية، من قبل لاهوتيي الكنيسة الرومانية الكاثوليكية والكنائس المشرقية الأرثوذكسية. وعامة ما ورد ما يلي: كان دور خدمة بطرس في مجامع القرون الوسطي يختلف اختلافا جوهريا عن ذاك الذي لعبته هذه في المجامع المسكونية في الألف الأول الميلادي. ( ويلهيلم دي فريز في المداولة الثانية ص 150). ففي الألف الأول، بعد القرن الرابع، طالب الباباوات بتثبيت قرارات المجامع، كحق من حقوقهم. أما في الألف الثاني بعد الانشقاق المأسوي لعام 1054، تغير الوضع كليا، وبالتالي أصبح البابا السيد القوي والرأس المتقدم للمجمع الذي بحق تدعى المجامع البابوية.
وبالرغم أنه لم يعلن على الملأ، رأي اللاهوتيين الأرثوذكسيين المشرقيين السائد، إلا أن اللاهوتيين يميلون إلى تقبل دعوة البابا لانعقاد المجامع العامة.
وأعتقد بأن جميع الكنائس توافق على أنه باستطاعة البابا أن يدعو إلى انعقاد المجامع المسكونية مع استشارة رؤساء الكنائس الأخرى ويستطيع البابا والبطاركة الآخرون أن يرأسوا هذه المجامع تباعا. وفي هذا الصدد يقول الأنبا غريغوريوس من الكنيسة الأرثوذكسية القبطية:
(( إننا نحتاج إلى هيئة مسكونية استشارية، حيث يستطيع كل رؤساء الكنائس أن يجلسوا، جنبا إلى جنب، وأن يتحادثوا كإخوة، بعضهم مع بعض في موضوعات تخدم (( كنيسة الله المسكونية )) وأن يعملوا من أجل خلاص نفوس شعب الله وأن يدافعوا عن الإيمان الأرثوذكسي وأن يتصرفوا جماعيا بروح من المحبة والتواضع والخدمة، وأن يدأبوا على نشر الإيمان المسيحي بين أوساط غير المسيحيين، وأن يلجأوا إلى حل المشاكل التي تواجه دعوتنا وتتحدى تراثنا المشترك )).
ويمكن أن يصبح رئيس هذه الهيئة المسكونية أسقف روما لمرة واحدة، ويمكن أن يليه أسقف الإسكندرية أو أسقف إنطاكية أو كاثيلوكس الأرمن أو شخص آخر. ( المداولة الرابعة ص 230)
أعتقد بأن مضمون هذا الاقتراح هو مجمعي وذو صبغة إرشادية ((تعاونية )) للمجامع المسكونية في إطار الكنيسة المسكونية المتحدة. في هذا السياق، فإن اعتراف المجمع الفاتيكاني الثاني الذي يقر بحق استخدام الفيتو من قبل البابا، أي أنه في بعض الحالات يستطيع البابا أن يرفض قرارات المجامع عامة، هذا الإقرار قابل للنقاش والحل. ففي الظروف الأخرى، اقترحت بأن يعهد بتثبيت نتائج المجامع المسكونية إلى ثلاثة أشخاص: البابا وبطريرك القسطنطينية المسكوني وبطريرك الإسكندرية. ومن جهة ثانية، في منحنا امتياز تثبيت قرارات المجامع العامة لثلاثة أو أربعة رؤساء كنائس، فإن إعلان المبادئ الدينية سوف، بالتالي تكون اوتوماتيكيا تحت المراقبة.
وباستطاعة المجمع المسكوني الجديد والحقيقي أن يصحح أو يتمم قرار المجمع الفاتيكاني الأول /
كما تمخضت مشكلة أخرى عن المجتمع الفاتيكاني الأول وهي قضية (( عصمة البابا )). لقد لوحظ شيء من التبدل في التفسير منذ البداية - خاصة في الصيغة اللغوية. لقد تجنب كل من الجانبين تعبير عصمة البابا، مستعيضين بالكلام عنه عن عصمة الكنيسة. وقد أخذ اللاهوتيون الأرثوذكس المشرقيون يعارضون عصمة المجامع المسكونية . وقد تم الاتفاق ضمنا على اصطلاح صفاء الكنيسة :
(( إن هذا الاصطلاح الأخير أكثر فائدة، وليس لأن ه كونك يفضله على العصمة. في حين يمكن إثبات أن الكنيسة غالبا ما كانت تخطئ في حكمها على ما كانت تراه خطأ، ونراه اليوم صحيحا، فليس من السهل إثبات أنها أي الكنيسة ككل قد ابتعدت عن الحقيقة، رغم أن معظم الناس أخذوا يفكرون في هذا الاتجاه. حين توصف الكنيسة ككل بالصفاء فلهذا ما يبرره بالرغم من أن الإيمان وليس العقل هو الذي يستطيع أن يثبته باليقين )).(بولس مار غريغوريوس، في المداولة الثانية ص 46 ).
ويميل لاهوتيو الكنيسة الكاثوليكية الرومانية، إلى حد ما، الى إضفاء صفة العصمة على المجامع المسكونية وليس على المجامع البابوية، التي يصفونها الكاثوليك بالمسكونية.
(( تتعلق القضية بميزة المجامع المسكونية التي انعقدت بعد القرن الخامس والقرن الثامن على التوالي، لقد انعقدت في الوقت نفسه كما بات معروفا، جميع صنوف المجامع ومن ضمنها المجامع المسكونية، التي يعتبرها الكاثوليك متساوية من حيث الأهمية والشخصية. وفي هذا المجال، نستطيع القول بأنه ليس هناك قائمة بمجامع لها سلطة مسكونية تعترف بها الكنيسة الكاثوليكية )).( ج ج رمرز في المداولة ص 65 )
وعبر العصور جمعت الكنيسة، ككل، العقائد الإيمانيةحسب التقليد ألرسولي ضد المغريات والانحرافات، وذلك بنعمة الروح القدس الذي يسكنها. فالكنيسة بصفتها محافظة على الإيمان المسيحي الحق، هي صافية، وفق ما يراه الأرثوذكس المشرقيون أو معصومة كما يراه لاهوتيو الكنيسة الكاثوليكية الرومانية:
(( يمكن للكنيسة باعتبارها شركة في الإيمان، أن توصف، بحق بأنها معصومة (( ex-sese)) أي بنعمة الروح القدس الذي انحدر يوم العنصرة والذي يسكن هذه الجماعة. وليس للكنيسة، بصفتها شركة في الإيمان دور ثانوي أو سلبي فيما يتعلق بالعصمة، بل ، تحرص وتلتزم، مخلصة، بالعقيدة التي توطدت من خلال وظيفة التعليم الديني. ورغم أن تعليم الكنيسة الديني وإرشادها غير المعصومين، لا ريب، متضمنان في إيمان الكنيسة الثابت. ويجب ألا يتغبر الإجماع في ولاء المؤمنين (( )) معتمدا كليا على التعليم الديني الرسمي )) ( ريمرز، في المداولة الثانية ص 57 ).
وعلى الرغم من أن لاهوتيي كلا الجانبين قد أبديا توترا في موضوع الصفاء والعصمة، إن لم نقل تناقضا، بين الواقع النظري والعملي، يبقى هذا التوتر عائقا رئيسا أو عاملا مقلقا تجاه الوصول إلى اتفاق رسمي ونهائي. ويخرج المرء بانطباع على أن الكثير من السلطة قد تمحورت في شخص البابا والكنيسة الكاثوليكية الرومانية التي ماتزال (( الكنيسة البابوية )) (( )) وليس كشركة مجمعية.
هناك ناحية أخرى من نواحي الأولوية البابوية التي تثير الجدل ألا وهي مسألة السلطة. لقد أنشأت الكنائس الأرثوذكسية نظاما مجمعيا أو قل تجمعيا في إدارة السلطة الكنسية بشكل مستقل وطنيا وإقليميا تتشبث بها ولا تتخلى عنها، في أي حال من الأحوال )):
(( دعا عدد وافر من الكنائس المشرقية إلى اشتراك، فيما تجريه من الانتخابات والمناقشات الإدارية واللاهوتية، منذ القرن الرابع، ممثلين عن الرعية، وأتاحت، بذلك، لوجود ممارسة وتعبير مجمعين اللذين كانا ما يزالان، في صميمها وفيي إلى التقاليد المسيحية العريضة )).( كريكوريان، في المداولة الثالثة ص 101 ).
لذلك فإن حصر السلطة الكنسية في الكنيسة الكاثوليكية الرومانية وفرضه على الكنيسة المسكونية، أمر غير واقعي وغير منسجم مع نفسه مطلقا. حتى أن ذلك الجدل الذي تعتمد عليه الكنائس الإقليمية في المحافظة على كيانها ومكانتها الوطنية على أساس شعائرها الخاصة، لا يكفل لها الطمأنينة والأمن المتوخيين. يمكن تحقيق الوحدة المنشودة فعلى مبدأ ونظام التعددية اللذين وحدهما أن يضمنا هوية الكنائس المستقلة إداريا . مع الأولوية تأتي مسألة الصلاحية السلطوية مباشرة . في حين أن السلطة في الكنائس الأرثوذكسية لا مركزية، تتوزع على المجامع أو المجالس الصغيرة، نجدها في الكنيسة الكاثوليكية الرومانية لتزال تحت إشراف البابا الذي يستأثر بنفوذ وسلطة واسعين في القضايا العقائدية والإدارية. ولقد تمنى المجمع الفاتيكاني الثاني ووعد بروح مجمعية وتجمعية، إلا أن تحقيق مثل هذه الأمنية يحتاج إلى وقت طويل. وأبد ى لاهوتيو الكنيسة الكاثوليكية الرومانية روحا تسامحية ومرونة في معالجة هذا الموضوع الدقيق والشائك طيلة فترة المداولات في فيينا، حيث أعلنوا ( بأن البابا ليس خارج أو فوق مجموعة الأساقفة، بل جزء مكن هذه المجموعة )
إلا أن العقبة الرئيسة تبقى في إزالة التوترات القائمة بين النيات الحسنة والممارسة:
(( ليس البابا خارج أو فوق مجموعة أساقفة: بل هو جزء من هذه المجموعة. مكانه الصحيح هو في مركزها، وبالتالي، في أعلاها. وذلك أيضا هو المكان الصحيح لاعترافه الخاص في الإيمان.(( ووفقا لمشيئة الرب، فإن القديس بطرس والرسل الآخرين يشكلون مجموعة رسولية واحدة التي تتألف، وفقا لذلك، من أسقف روما، خليفة بطرس والأساقفة خلفاء الرسل المتصلين بعضهم ببعض )). ( المجمع الفاتيكاني الثاني - الدستور الكنسي رقم 22 ). )) هل الممارسة الراهنة موضوعة فقيد التنفيذ بموجب توجهات هذه النظرية ؟ هذا هو الذي يجب أن يوجه ليس إلى البابا والى مساعيه في الفاتيكان، وفي الوقت نفسه إلى جميع الأساقفة. وحتى أن مهمة البابا الأساسية والفريدة لا يمكنها أن تتخذ دون وجود الروح الجماعية التي تتخذ شكلا ملموسا.)) ( بول فيرنرسكيل في المداولة الرابعة ص 199.)
لقد أعيد النظر في مسألة البابوية الرومانية واستقرأت بحسب بيانات (( العهد الجديد والمجامع المسكونية السالفة وتاريخ الكنيسة. وتقد بولس مار غريغوريوس بتفسيراته المستندة على التعاليم الإنجيلية والإثباتات التاريخية داحضا مزاعم روما في أولويتها التشريعية القضائية على كنيسة المسيح كلها فقد قال(( عندما نأخذ بشهادة الكتاب المقدس ككل، يتضح لنا بأن هذه الشهادة لا تسند تأسيس الكنيسة إلى بطرس الرسول، وأن بطرس ذاته لا يدعي لنفسه مثل هذا الأمر في رسائله الشخصية أو في انجيل مرقص الذي يعتبره النقد المعاصر بطرسي الأصل)) (المداولة الخامسة ص 127).



#سلطان_الرفاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا يحمل الغرباء في سوريا السلاح؟
- مجمع خلقيدونيا--والخلافات المسيحية--حوار فيينا
- ميثاق شرف---مع من؟
- وحدهما الحوار المتمدن و---كلنا شركاء---
- رد على مقالة غسان مفلح
- وبرهن علماء الشعب السوري -أن المواطن السوري الذي لا يشعر بحب ...
- لبعض من هذا كان--اعلان سوريا
- أعلام النهضة العربية المعاصرة-الحمد-والقرضاوي-والعطوان--وراب ...
- سيقول : اجمعوا أعلاه وأضيفوا له القمع والتخريب؟
- حكومة منفى في الخارج ---وحكومة فقر وجوع وقمع في الداخل
- من هو الوطني أكثر من الليبرالي؟
- الحوار مع البعث---أحاورك آه---آصدقك لا---
- وكان جواب ذلك الإله: فجر معهد الفنون المسرحية،
- موضة البيانات التخوينية
- تعوا ودعوه آخر أيامه------
- الأنظمة الشمولية القومية القمعية ---لهواة الصنف
- في عام 2000 م حكم سوريا رئيس شاب، اتصف بالتسامح والمحبة والإ ...
- كفاحي---------------
- المحور الثالث----الليبرالية هي الحل
- الحمرونولوجيا--و--الحرامولوجيا


المزيد.....




- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...
- سلي طفلك مع قناة طيور الجنة إليك تردد القناة الجديد على الأق ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سلطان الرفاعي - الأولوية البابوية والسلطة في الكنيسة--خلافات الكنيسة---حوار فيينا